ذكرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية امس أن هدنة «هشة» بوساطة من الأمم المتحدة «لا تهدئ» مخاوف الغرب من التدخل السعودي في سوريا. ففيما تشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها بالقلق حيال تحوّل سوريا ساحة للمعارك الطائفية، «يبدو أن هذا بالذات ما يسعى إليه صنّاع السلطة في الرياض عبر شكل من أشكال الجهاد الذي ترعاه المملكة».
ويقول الكاتب جوشوا جاكوبز إن «السعوديين احتسبوا تماما أن إرساء نظام منحاز الى السنّة في دمشق، ثمرة قد يأتي بها إسقاط الرئيس السوري بشار الاسد، وتستحق المخاطرة السياسية». ويضيف «الخطير في هذا السيناريو هو انه في وقت توظّف السعودية الجهاد لإزاحة الاسد، سيكون لها سلطة اختيار الفائزين كما الخاسرين من صفوف المعارضة، مفضّلة المجموعات الإسلامية على حساب القوى المعتدلة والعلمانية».
ويؤكد جاكوبز انه فيما كانت شكوك من هذا النوع تحيط بالنيات السعودية تجاه سوريا من قبل، «انكشف الامر بوضوح في مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول يوم دعا السعوديون وحلفاؤهم الخليجيون الى اعتماد آلية محددة لدفع رواتب لعناصر الجيش السوري الحر».
وأشار الكاتب الى أن السعودية كانت منشغلة في المراحل الاولى لـ«الربيع العربي» بالأوضاع في كل من مصر واليمن والبحرين، غير أنها عادت وركّزت على كيفية استغلال ما يجري في سوريا لمصلحتها، وذلك «منذ آب الماضي، يوم دعا الملك السعودي إلى تنحي الأسد»، ليبدأ الضغط عربياً ضد النظام السوري.
وأضاف جاكوبز «ركب رجال الدين الإسلاميون المتشددون وكبار المسؤولين الدينيين الموجة السعودية الرسمية التي نادت بشجب نظام الأسد، وشجعوا المسلمين المتدينين على التصدي له... وظهر نفوذ رجال الدين هؤلاء واتصالهم المباشر مع المقاتلين في سوريا، من خلال بيانات الجماعات المسلحة أمثال أنصار الله في مدينة حماة». ولفت الكاتب الى دعم السعودية لبيانات دينية مشابهة دليل على أن السلطة في الرياض تلجأ لسلاح الجهاد الذي استخدم سابقاً في أفغانستان ضد السوفيات، وضد الصرب في البوسنة وضد الناصريين في اليمن.
كذلك، اعتبرت الصحيفة أن الدعوة السعودية الدينية لحمل السلاح هي أمر خطير، «فالسماح للدعاة الدينيين بالتجييش ضد الأسد يرفع من مستوى مخاطر الجهاد، الأمر الذي قد يؤدي إلى ظهور جماعات إسلامية متطرفة، تُمنح المساحة السياسية الكافية للتحرك والتجنيد».
وختم جاكوبز مشيراً الى «الحرب السرية» السعودية على سوريا، مستندا الى تقارير تفيد بأن «وكلاء سعوديين يعملون في الأردن والعراق لدعم طرق التهريب» الى سوريا.
[rouge]-[/rouge][bleu] (عن «كريستيان ساينس مونيتور»).[/bleu]