قال الكاتب يوجين روبنسون إن حركة «احتلوا وول ستريت» لم تعد تسيطر على ميدان زوكوتي بارك، لكنها ترفض التخلي عن موقعها في النقاش العام.
وأكد الكاتب في مقال بصحيفة «واشنطن بوست» أن هذا الوضع يوحي بأن الحركة بدأت الآن فعلياً.
وأوضح يقول إن الحركة التي بدأت قبل شهرين أعلنت الخميس يوماً للتحرك بفكرة السيطرة على شارع وول ستريت على الأقل أثناء ساعات الذروة الصباحية لم تنجح، فقد حدث اضطراب في حركة السير، لكن الشرطة تحولت إلى استخدام القوة وأبعدت المحتجين عن هدفهم وهو بورصة نيويورك.
وتساءل قائلاً : هل كان هذا فشلاً ذريعاً؟ ثم يقول : كلا، بل العكس تماماً.
ويشرح الأمر بقوله إن منطقة مانهاتن السفلى لم تكن تغلي بالمتظاهرين والشرطة فقط، ولكن بجحافل من الصحفيين الذين قدموا من مختلف أرجاء العالم وسياح أرادوا معرفة ما يجري، فهي حركة احتجاج سلمية تضخمت ليس بسبب أعداد أعضائها ولكن بقوة فكرتها المركزية.
وقال الكاتب إن هذه الفكرة المركزية تتمثل في أن النظام المالي الأميركي سقط رهينة لخدمة نخبة صغيرة على حساب الأغلبية، والأدلة الموجودة تؤيد هذه الفكرة، رغم أن آخرين قد لا يوافقون، لكن أهم شيء هو أن ما أثارته حركة «احتلوا وول ستريت» من وجود عدم نزاهة وعدم مساواة تمت مناقشته بغض النظر عن بساطة وسذاجة طريقة التحرك.
وقال الكاتب إن هذا الحديث لم يعد موجوداً من 30 عاماً، فبالنسبة للسياسيين يعد حديثاً مدمراً لأنه لا يتوافق مع التحالفات التقليدية، فناخبو الطبقة العاملة البيضاء هم ضد الديمقراطيين بسبب سياسات مراقبة الأسلحة مثلاً، لكنهم لا يعارضون الجمهوريين في تصويتهم لإنقاذ البنوك.
وقال الكاتب إن كثيرين من سكان نيويورك أيدوا قرار رئيس البلدية مايكل بلومبرغ إفراغ ميدان زوكوتي بارك، لكنه وجد أيضاً كثيراً من التأييد للمحتجين، وينقل عن أحد مالكي سيارات ليموزين قوله «بعضهم يتحدث عن الاشتراكية وأنا لا أحب هذا، لكني أحب ما يقولونه عن البنوك».
وختم الكاتب مقاله بتأكيد أن محتجي زوكوتي بارك أقسموا على أنهم لن ينتقلوا إلى أي مكان آخر وأنهم سيعودون بطريقة أو أخرى، لكنهم فعلوا شيئاً هاماً جداً، وهو أن فكرتهم استقرت في رؤوس أفراد الشعب.
[**المصدر: صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.*]