ارتكبت حكومة الكيان العنصري الصهيوني حماقة على الهواء مباشرة وهي تقترف الجريمة رقم 161 بحق الصحفيين، وهذه المرة سجّلت كاميرات البث المباشر اغتيالاً مدبّرا لصحفية عربية فلسطينية مسيحية الديانة، وتمارس منذ ربع قرن عملها كمراسلة حربية لقناة الجزيرة القطرية، وعلى الهواء مباشرة نقلت كاميرات الجزيرة وفيديوهات المواطنين قرب المكان في جنين كيف وصلت رصاصات القناص« الاسرائيلي» مابين خوذة شيرين أبو عاقلة وبين حدود كتف السترة الصحفية الواقية لتهشم جمجمتها تماما.
لا تزيد هذه الجريمة التي اقترفها الكيان الغاصب كثيراً عن مسلسل جرائم القتل والغدر والاغتيال التي يمارسها على مدار الساعة في كامل جغرافيا فلسطين المحتلة وعلى مدار الساعة شيئا كثيراً، ولا تضيف إلى هذا المسلسل شيئا عن وحشية هذه العصابات ولا عن حيوانيتها الفاقعة التي تجد من يحميها لاحقاً ويوفّر لها أغطية وتبريرات إلا شيئا بارزا جديداً هو أن هذه الجريمة دلّلت على الحثالة التي تحكم هذا الكيان مؤخراً من العصابات الصهيونية التي تداولت السلطة في كيان هذه الدولة التي ركّبت لصالحها.
هذه المرة خسرت العصابة حرب الصورة والأداة الإعلامية التي طالما تمكنت من استخدامها دولياً للتغطية على جرائمها بتلفيق قصص وتحوير حقائق وجعلها ملتبسة، ودلّل الاعلام البديل عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة على قدرته الفذة في صرع حكومة العصابة وارادئها على حلبة النزال حتى بعد أن مارست بعض الوسائل الاعلامية الغربية ذات الدور المنافق المجرم في محاولة انقاذ حكومة العصابة من السقوط أمام المشاهد والمتابع الغربي، وامتلأت شوارع عديدة في امريكا واوروبا بمسيرات ووقفات تعري هذا العدو وتدين جريمته للمرة الاولى بهذا الحجم.
الشهيدة الجديدة شيرين أبو عاقلة استطاعت بهذه الصورة أن تصيب الاحتلال ورواياته وحتى مستقبل جرائمه بمقتل، وتخلخل كل ما اعتاد أن يؤلفه من قصص مفبركة بطرقه الوضيعة، لقد قدمت الشهيدة شيرين للمرة الأخيرة ولكن المستمرة جزءا مهما وفريدا من أدائها الصحفي والاعلامي كمقاتلة فلسطينية شابة ومقتدرة في سبيل وطنها وشعبها، فلها المجد ولروحها السلام، وعلى حكومة الكيان ومنافقيه كل اللعنات...
RLS
