أجيالنا الفلسطينية الجديدة سواء تلكم التي تحت النار منذ أربعة شهر، والتي صلب منها العدو الصهيوأمريكي حتى الساعة اثني عشر ألفا من الأطفال والرضّع، أو تلكم التي تنظر وتراقب ما يفعل بأشقائها اليوم في غزة والضفة والداخل الفلسطيني، أصبحت أكثر تصميما على ثلاثة أمور منذ الآن:
الأمر الأول: أنها غدت أكثر تصميما وتجهيزا للذات لمواصلة الكفاح الوطني ومسيرة النضال بكل أشكاله وخاصة الكفاح المسلح حتى كنس آخر صهيوني قاتل عن أرض فلسطين السليبة المغتصبة المسروقة، وليس لديها الآن في وعيها معنى لكلمة «سلام» إلا هذا المعنى وسقطت بقية المعاني والجمل مرة واحدة وللأبد.
الأمر الثاني: أنها غدت أكثر فهما لما جرى في الماضي يوم سرقت فلسطين من أجدادها وغدت متيقنة اليوم أن من يسمون أنفسهم عربا ومسلمين في أكثرهم لم يكونوا في الواقع إلا «نكبة فلسطين » بشحمهم ولحمهم، وأن أجداد هذه الأجيال كما آباؤهم اليوم لم يكونوا سوى ضحيةة الخذلان والتآمر والتواطوء، ولن تعود كلمة «وين العرب» إلا للتندّر، فالعرب هي القوى التي وقفت معهم اليوم وما عداها نسخ هزيلة وخيالات مدعية.
الأمر الثالث: أنها غدت على قناعة تامة أن الحق ليكون حقا، يلزمه قوة، وأن ما يسمونه شرائع وقوانين دولية، ليس أكثر من سيف خشبي أو ورقي أو كرتوني، عندما يتعلق الأمر بعكس مصالح الطغاة في هذا العالم وعكس رغباتهم، وأنه يكون سيفا فولاذيا من نار وحمم عندما يكون في خدمة رغائبهم ومصالحهم واستعمارهم واستعبادهم، ولذا لا يعوّل عليه والقوة هي الأساس.
اليوم عندنا أجيال لن تقضي وقتها في السماع لانتخاباتكم وألاعيبكم ودجلكم وكذبكم ومسرحياتكم، نضمن لكم أن لدينا أجيال تفكّر الآن كيف تنتقم وتنتزع حقها كاملا...