كمل النقل بالزعرور...

المثل الشعبي الفلسطيني المشهور يقول :« كمل النقل بالزعرور»...

هذا المثل يضرب لتمام صورة أي انهيار أو سقوط من أي نوع كان، اجتماعياً أو مهنياً أو ثقافياً واليوم أصبح ممكنا أيضا قوميا ووطنياً، سيما بعد أن أعلن عرب هذه الأيام أنهم مستعدون للانخراط في ناتو شرق-أوسطي ممطوط لتكون« اسرائيل» في منتصفه أو في مركز قيادته، وبالعربي الفصيح أن تكون هذه الدول المعلنة والمستحية من الإعلان حتى الساعة، جميعها بالبلدي المؤدب قفازات صهيونية، وبالبلدي غير ذلك أحذية وبساطير أمريكاني.

وطبعا الناتو ناتو ناو، على وزن وقافية ومشهدية أنشودة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز في« فيلم العار» مرددا تدليعه للكيمياء بقوله الكيمي كمي كا، فإن هذا الناتو ليس ضد الكيان المغتصب للأرض العربية، وفي أساسها فلسطين منذ ثلاثة ارباع قرن، وبدقة أكثر منذ سلّمت الجيوش العربية المسماة آنذاك «جيش الانقاذ» بالرعاية الانجليزية فلسطين لعصابات الصهاينة في 48، وتكفّلت الهزيمة اللاحقة عام 67 والتي نخرتها خيانات خفية بتسليم الباقي.

يعني يفهم المواطن العربي أنه ليس ضد العدو المغتصب بحسب توصيفات العرب حتى عام 69 ولاءات الخرطوم التي أصبحت لاحقا أحد مدارج الطيران الصهيوني «بالتتبيع»، ولا هو ضد الاحتلال «الاسرائيلي » بحسب ما بعد بركات العرب التي بدأها سادات الغليون عام 79 وانقض فيها على إرث عبدالناصر وكرامة المصريين والعرب أجمعين، بل هو عدو جديد مستجد مسموح به أن يكون عدوا، ولا طبعا ليست تركيا فهذا غير مسموح به وإن كانت أيضا هي تحتل أراض عربية وتآمرت على ماء العرب وسمائهم، هذه المرة العدو ايران.

الجمهورية الاسلامية الايرانية، أو جمهورية الثورة في طهران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تنكر هذا العدو الصهيوني «عقدياً» وتقول بضرورة زواله، وهي الدولة الثانية في العالم مع كوريا الشمالية التي تدين وجود هذا الكيان السرطاني سياسيا وتدعو لزواله،وهي الدولة الخامسة باضافة فنزويلا وكوبا وجنوب افريقيا التي تدينه انسانيا وتدعو لازالة ظلمه وغطرسته علناً، وهي الدولة الاولى التي تعلن دعمها غير المشروط للمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وهي الدولة الوحيدة التي دعت إلى محور مقاومة.

لذا أيتها الرجعية العربية القديمة في التآمر على فلسطيننا، لماذا لا تقولون صراحة أن حلفكم الناتوي شرق الأوسطي هو لتأبيد اغتصاب واحتلال واذلال فلسطين وشعبها «؟»