الأحد 15 أيار (مايو) 2022

بدأوا يبحثون، كيف سيخرجون

الأحد 15 أيار (مايو) 2022 par أيمن اللبدي

والأهم صديقي بقيت تسمى فلسطين
في مثل هذا اليوم من العام السابع ثم الثامن والأربعين من القرن الماضي، أعلن لصوص التاريخ استيلاء عصابتهم على جزء من جغرافيا وطني فلسطين، وساند هذا الإعلان عصبة من الحكومات المجرمة في هذا العالم، لا يهمها حق ولا شرعة ولا أخلاق ولا إنصاف، وساهم في تمريره حكومات عربية بالتآمر حينا، وبالأخطاء حينا، وبالتقصير المكابر في معظم الأحيان، وجرى تكبيل أيدي المقاومة الفلسطينية كثيرا، ونزع سلاحها في معظم الأوقات،كل ذلك جرى بالحديد والنار والدم....
نكبة فلسطين وشعبها، ما كانت لتحدث لو أن الدول العربية التي تنادت لطرد عصابات الصهاينة ناولت السلاح والعتاد اللازم لفدائيي فلسطين، ولم تجب الشهيد أبو موسى قائد المقاومة الفلسطينية انها ستعطيه فقط لمعركة القسطل ثلاثين بارودة بعشرة طلقات، بينما عصابات اليهود مسلحة بكل ذخيرة معسكرات بريطانيا المشاركة في الجريمة.
نكبة فلسطين ما كانت لتستمر، لو أن الأنظمة العربية التي ساهمت في خلق نكبتها، لم تعامل شعبها المنكوب تاليا على أنه هو المتسبب بها، أو أنه الوباء الذي يجب الخلاص منه أو حصاره ورمي ذنوبها وتقصيرها وأحيانا خيانتها عليه، ومعاملة أبنائه كأنهم قطط جرباء، وها هي أحفاد تلكم تعود بعد كل هذا الزمن لتعيد ما فعلته مجددا قبل اربعة وسبعين عاما تحت اسم التطبيع، ومن حضن وريث هذه العصابات نفسها.
شعب فلسطين عظيم وجبار ومؤكد أنه من الله مؤيد، لو تعّرض لهذه السلسلة من آلة الاقتلاع شعب آخر، ربما لكان ما تمنته البولندية او الهنغارية حبيبة امراء التخاذل العربي آنذاك، بنسيان الصغار وموت الكبار، لكن ذلك لم يحدث، بل بالعكس، بقيت المفاتيح مع الكبار وورثها الصغار، واشتعلت جينات الأجنة المؤجلة والمولودة في كل منافي العالم لتدلل على فلسطين بعد الولادة، وقامت لأول مرة في التاريخ جدران الذاكرة، بصناعة جدران فعلية للخنادق والمتاريس والأنفاق، واستطاعت المواسير أن تدك قلب بقرة اسرائيل المقدسة، وتستمر بالدق.
يمكن لك يا غسان كنفاني أن تستريح الآن، فلقد نفد جماعتنا من شرك الحل الفردي، ونفدوا أيضا من شرك النهاية السوداء، نحن ندق الآن شبكات أعصابهم، وقريبا سندق شبكات جدرانهم، وشبكات السفن التي ستنقلهم خارج حدود صبرنا، ولعلمك حبيبي من يفعل ذلك حقا الآن أجيالنا الجديدة وليس حنى ذلك الاحتياط، بقي لدينا عقبة صغيرة في بضعة أنفار جاهلة أو غبية أو ساقطة، لا تزال كالعلق على الجدران، وكالعادة في قصص التاريخ، إن لم ترعوي، ستداس بالأقدام، أقدام الصغار قبل الكبار.
ستسألني ولم أنت متيقن لهذه الدرجة الآن، سأقول لك ببساطة، تبادلنا النص يا رفيقي، ذلك لأننا كنا دوما ننتظر هجمة المجرم ونفكر بأي قفاز ستكون، وما نوع الساتر الذي سنستخدم، وكيف نقلل من أثر الضربة، ولا نموت بعدها...أليس كذلك ؟! والآن أصبح المجرم محاصرا على الحبال، ولديه سؤال وحيد؛ أين ستكون الضربة القاضية التي ستصرعه وتزيله وممن ؟ فمتى الباقية هو يخمنها فعلا..
اليوم نحن أقرب إلى عودتنا، بل إلى عودة العودة إلينا، نحن على مرمى حجرين من فلسطيننا، أولا لن نضع صور جرحنا، لن نعيد تداول صور الخروج تحت النار، ولن نعيد نشر بكائياتنا التقليدية، وثانيا سنريق الطلاء على كل الشقوق الفاقعة، نحن تعذبنا بنار الدنيا، والله أرحم من أن يعذّب فلسطينياً بنار الآخرة، وثالثا سنطلق يد الصغار لتطيّر آلاف الحمائم والبلالين بالعلم الواحد، و مادامت الألوان الأربعة تثير جنونهم لهذا الحد، فليحملها الماتدور الفلسطيني في كل مكان، وفي القدس العاصمة المنتظرة أمواج التحرير القادمة لا محالة.
لا نحتاج بعد الآن لنري أحدا جريمته في شرح كيف قتلنا، وكيف أخرجنا، وكيف تكالبوا علينا، ولا عرض تقصير الآخر، بل يكفيناأن نعرض خارطة عودتنا وألوانها ومفتاحها ونقطة...
صباحك سكّر يا فلسطين المحررة قريبا....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2184387

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مستشار التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2184387 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40