عقدت فلسطين المقاتلة أمس قمتها الباذخة في ستة دقائق فقط، لم تنتظر ما ستعود به فلسطين الاحتفالية من قمة 57 دولة عربية وإسلامية، ولم تستبق قمتها بالتحضيرات ولا احتاجت المزيد من الكراسي والأكواب، ولا تحتاج أكثر من كاميرا واحدة.
فلسطين المقاتلة أمس ربما لم تكن حصلت على شربة ماء وتمرة واحدة طيلة يومها، لكن صوتها كان مجلجلا واثقا محتسبا مفعما بالأمل ومتيقنا من النصر.
أرسلت فلسطين المقاتلة تحاياها لشعبها وفرسانها، وذكّرتهم بالبيع الذي أقاموه لله، لله وحده في سبيل حرية فلسطين التاريخية وكرامة مقدساتها وشرفها، وقالت لأمتها ولأحرار العالم شكراً لكم.
فلسطين المقاتلة أمس بدأت حديثها الواضح، نحن فعلنا ما يلي، ونحن وثّقنا مايلي، ونحن سنقوم بما يلي، ولم تنتظر قمة شاركت بها فلسطين الاحتلالية لتحدثنا عن الانتخابات وما صرفته على غزتنا ولا تني تمنّ على شعبنا بما هو حق له لتخفي ما انفقته على ذاتها من صور البذخ والتبذير.
فلسطين المقاتلة أمس قالت لشعبها ومقاتليها أنتم تصابرون وترابطون وتقاتلون لله ومع الله، أنتم لستم وحدكم برغم النكران والخذلان، أنتم تتعرضون لانتقام همجي وحشي وعالم اليوم يراكم بكاميراته ولكن لسانه مربوط بحذاء مكان آخر، أنتم على عهدكم وإن كنتم تألمون فربكم قد سبق قوله لكم، هم يألأمون كما تألمون ولكنكم ترجون من الله ما لا يرجون، لقد ذكرتهم فلسطين المقاتلة أنا هنا باقون ولن يفلح العدو في كسرنا ولا هزيمتنا، إن كانوا قد تذكّرونا كعماليق فنحن قد تذكرناهم قردة وخنازير.
فلسطين المقاتلة كانت قد قالت لا نطلب جيوشكم ولا عروشكم، لا نطلب رصاصكم ولا أقلامكم، لا نطلب حتى دعواتكم، فقط افتحوا معبراً تقولون عنه تحت سيادتكم لتدخلوا ماءً ستغيثه سماء ربنا قريبا ، وأدخلوا دواء وتمرا لا تحضروا أكفانا فإن الله يقبل شهداءنا كما خلقهم أول مرة، يقبلهم مع النبيين والملائكة، فهم قد ستروا عورة الدنيا، فمن يحتاج لستر بعد ذلك؟ تحت بند (لا سمح الله) أرسلوا تمركم وجزءا من سولاركم أو ليس الناس شركاء في الماء والكلأ والنار ؟
فلسطين المقاتلة أبلغت أمس تحاياها لضفتها المنتفضة وشكرت سواعد شريكاتها المقاومة وأعادت والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.
RLS
