السلام عليكم، وبعد

‏🇵🇸 *السلام عليكم، وبعد…*

*أيتها الضفة المحتلة وقدسها، السلام علی بيوتكم بيتًا بيتًا، وشارعًا شارعًا، وحارة حارة، السلام علی مدنها وقراها ومخيماتها، السلام علی صباحاتها ومساءاتها واوقاتها، السلام علی مواٸدها ومتاجرها ومقابرها، ومساجدها ومكاتبها ومعالمها، هل تعلمون انه اليوم الرابع، ومعه انتهت ضيافتكم الجميلة.*
*اخوانكم واشقاٶكم وابناٶكم يقتلون علی مدار الساعة، وبالبث المباشر، واحسب ان شاشاتكم لا زالت عاملة، وهواتفكم لا زالت ناطقة، وهناك حيث تجري مقاتلهم لا ماء ولا كهرباء ولا غداء ولا دواء، ويحملون فلذات اكبادهم من تحت الركام صادحين: فدا الأقصی، فماذا قدمتم انتم فداه؟*
*أَو تحسبونها فرض كفاية؟*
*لا والله ما هي بكفاية، ولتسألن عنها قبل صلاتكم وقبل صومكم، هذه الحرب ليست كما سبق ان كنتم تعلمون، فما عنوانها ولا اجنادها ولا غايتها كسب دنيا، ليست لميناء ولا لمطار ولا لجسر ولا لمشفی ولا لشركات ولا لبناء، ولو فعلت لكان حقها ولكان واجبها، وهي تحاصر في سجنها الكبير، عشرات السنين، أَما قال لكم مجاهدكم هذا أوان تصحيح ثورتكم ومسيرتكم؟ أَو ليس هذا بالحق؟ كلا هذه المرة عنوانها أقصاكم وأسراكم، يعني أمانتكم وجوهر كيانكم، فماذا قدمتم لها؟ قلتم شنطة العمادي والشنطات كلها سواء، أَجاءت من الدول التي أعلنت أمس طعنكم في أوهامكم، أم جاءت من غيرهم، ما قَصدت الا شراء صمتكم، علی جريمة سرقة وطنكم منذ قرن، وما قصدت الا شراء صمتكم علی هدم أقصاكم وأمانتكم، الا ما رحم.*
*أيتها المدن العزيزة، هل اكتفيت بمسيرة هنا او هناك؟ هل قرأت دعاء الصبر في مدارسك وجامعاتك ومعاهدك واكتفيت؟ هل وزعت متاجرك الحلوی وانتهی، هل قامت نساٶك باطعام فقير او اطعام مجاهد مشتبك وكفی؟ أَم تراك طربت علی بضع اطلاقات قام بها مجاهدون علی حواجز القتلة الذين يأسرون تنفسك وحياتك؟ أَم تراها بضع اعذار واهية امام من وصف نصف شعبك بالحيوانات؟ ها قبلت وصفه وانتهی! والله لو كنت حتی كذلك او دونه لما خلت الشوارع ليلاً ونهارًا منك تجأرين لله بحقك، فلم لم تفعلي حتی هذا؟!*
*وانت يا قرانا العامرة الزاخرة، أَما كانت هذه الأرض من حولك لك وانتزعها الطغاة لصوصية وغدرًا وجرمًا، فكيف لا تجتاحينها وتستردين حقك المغصوب؟ كيف تدعين هذه المغتصبات لا تزال تضيء ليلها، وتسبح نهارها؟ كم سيستشهد منك ان فعلت؟ ربع مليون نصف مليون وهل كل الملايين علی الأقصی كثير، ويحك ماذا تظنين، ماذا تحسبين، أَما سمعت النداء؟ بلی سمعتم جميعًا.*
*يا من تختانون أنفسكم، انها الكاشفة ولا استٸناف لها، ليری الله من هم الأوفياء بعهده والمستحقون لعهده ونصره.*
*وأنتم أيها الأبناء والاخوة والزملاء، أَهذا عهدنا بكم، أَهذا هو القسم الذي أقسمناه؟ لتكن كل الفصاٸليات اليوم روافد مثلما هي في غزتكم، لا قواطع ولا موانع، وكل ما يمنع عن فلسطين واقصاها تحت اقدامكم، سقطت كل الأحابيل وكل الأوهام وكل الأماني، هذه اليوم موقعة وجود وليست موقعة حدود، وهذا هو الذي قلت عنه شريكًا والذي قلتم عنه وسيطًا، يكشف لكم عن أنيابه، فوالله انه ما بعد الخزي وبعد العار وبعد اللطيمة أنكم ما زلتم تنظرون ولا تلقون بكل ما خدروكم به والهوكم به الی الجحيم.*
*لا شأن لنا بما يفعل غيرنا، مسلمًا كان او عربيًا، هذا حسابه، وليفعل ما يشاء، أما أهلنا وشعبنا فشأننا ما يفعلون، في الداخل والخارج، في الجذور والساحل كما في الضفة، ولا تظنوا انكم ستقدمون واجبكم وانتم تعيشون يومكم معتادًا او بسقف أدنی، هذه خيانة لله ولرسوله ولأقصاه، هذا تخلف يوم الزحف، لا ينفع معه لا توبة ولا استغفار، لا حج ولا عتق رقبة، انها اسوأ انواع السير واخزی انواع الختمة، فاعلموا أن يومكم كيوم اخوتكم هناك، ان باتوا في الشوارع والميادين، فانتم مثلهم، وشتان من باٸت تحت النار وباٸت تحت السماء الخالية، وما دام اخوة لكم ينفرون علی عدوهم هناك، فليس أقل من نفرة بعضكم هنا ايضًا، وانتم لهم ظهير، وغير ذلك ودعوا فلسطينيتكم ولا تقولوا انكم فلسطينيون بعدها.*
*أروا الله من انفسكم خيرًا، ولا تٶجلوا النفير ولا المسير، اللّٰهُمّ قد بلغت، اللّٰهُمّ فاشهد.*