السبت 17 شباط (فبراير) 2024

معركة التهجير

السبت 17 شباط (فبراير) 2024 par أيمن اللبدي

خاضت المقاومة الفلسطينية بكل فصاٸلها معركة الصمود والأقصی طيلة ما يقارب خمسة شهور، وأسندتها مقاومات لبنان واليمن والعراق، ولم يستطع العدو الصهيوامريكي كما قال الملثم امس ان يحقق ما أعلنه من أهداف، وهو كسر المقاومة، وتحرير أسراه بالقوة، وهما ضمانتا الصمود وتصفير السجون الاحتلالية٠
الكلفة الانسانية الهاٸلة التي دفعها الشعب الفلسطيني، وحتی الساعة باهظة ولكنها علی طريق تحريره بنيل حق تقرير المصير، واطلاق اسراه، وتجسييد دولته الوطنية المستقلة، مبررا ومقبولا، بيد ان الكلفة الاعمارية التي واكبت اعمال الجينوسايد والتطهير العرقي ليست مقبولة ولا يمكن ان تفهم وفق اي فهم مستند الی اي تفسير الا انها حرب اخری غير معلنة٠
في الواقع اعلنها المجرمون في الخلف من مجانين الايديولوجيا الصهيونية، وشرعوا في ترتيب مناقصات والاتصال بدول، وتحضير المسرح لطرد الشعب الفلسطيني من ارضه ووطنه، وما انزلق علی لسان المجرم نتنياهو بقوله لا فتحستان ولا حماسستان هو كاشف مٶكد لهذا الهدف الاجرامي٠
ان كانت المقاومة وحلفها قد ابدعا في معركة الصمود الاسطوري للمقاومة وشعبها، فان معركة التهجير يجب ان تجابه بمروحة اوسع واكبر ولا تكفي المشاغلة والاسناد لمواجهتها حتی لا نقع في المحظور والامنيات فقط والمغالاة في تقدير القوة٠
اليوم علينا ان نبدأ من البيت الفلسطيني الداخلي، لان معركة التهجير تخص فتحستان وحماسستان علی طريقة توصيف نتنياهو، واجتماع موسكو يمكن ان يكون منصة لافتتاح هذه الخطوة، وعلی فتح ان تحضر ذلك وتسعی لاعادة ترسيم صورة الاستعداد الفلسطيني لهذه المعركة وتوظف المنظمة وسلطتها باعتبارهما اداة رسمية في هذه المعركة، وهي قد حصلت علی انها جزء من معركة الصمود بفعل مساهمة شهداء الاقصی، ولو انه لم يكن لها فيه غير ما تعلنه هذه من مرجعية سياسية لها٠
اليوم ليس مطلوبا من كان علی حق ومن كان علی باطل، ولا محاصصات اي لقاء كالعادة، ولا حتی وضع شروط متبادلة كل علی الآخر، ولا شكل حكومة تكنوقراط وغيره، هذا كله مشهد ممكن فهمه لو كان عنوان المعركة بقي الصمود وهو الذي انتصرت فيه المقاومة٠
اليوم مطلوب اعداد عدة مواجهة معركة التهجير، وفيها يجب ان تكون كل ادوات التجميع في المهداف، لان هذه هي اخطر عاقبة قد تواجه الشعب الفلسطيني، وتهمه مثلما تهم كل الشعوب العربية وخاصة في الطوق منها، والدول العربية المركزية معها ايضا، وهم يعلنون انهم ضد التهجير، ولكن يلزم ما بعد الاعلان، الان مطلوب صيغة تلاقي للجميع تواجه معركة التهجير وعبر شرعية مقاومة وشرعية ميثاقية٠
في لبنان يقولون المعادلة الذهبية: جيش وشعب ومقاومة
ونحن في فلسطين يجب ان ننجز ذات المعادلة ولا وقت متاح طويلا الان لنقاش لماذا، بل النقاش كيف نفعل٠
الانظار تتجه لمسالة الاعمار والشهداء والاسری، فلا تاتينا المصيبة مما نظنه مجرد فزاعة، فهذا العدو اعتدنا منه دوما اللدغات القاتلة غير المحتسبة او المقلل من شانها٠



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2183490

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مستشار التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2183490 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 26


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40