المطلوب يا حسين الشيخ أكثر ...

فتحت «إسرائيل» باب الحرائق من كلّ اتجاه على الضفة والقدس المحتلتين منذ بداية العام الجديد، وأطلقت العنان لمستوطنيها للعربدة المحمية في الأقصى الأسير وفي شوارع القرى وتخوم المدن الفلسطينية، وسرّعت عمليات الهدم والطرد اليومية في الشيخ جراح وباقي أحياء القدس المنكوبة، وعملت على تنظيم جدول يومي للاعتقالات في كل المدن والمخيمات والقرى بما فيها القدس، واستخدمت أجهزة «سلطة عباس» في بعضها للخلاص من وجع الرأس في بيتا، وقدّمت هذه الأجهزة الخدمة تلو الخدمة لراحة المستوطنين وأعادت عددا منهم دخلوا مناطقها بالخطأ كما قيل، والسلطة في حالة نعامية لافتة.

لكن عباس بعد فشله بجرّ بعض الفصائل كان منشغلا بتقديم بطاقاته التي يظن أنها ستقطع الطريق على أي خط فتحاوي يحاول التقاط أنفاسه لاحقاً والعودة إلى طريق شبه اتفاقية داخل «حركة فتح» التي أصابها بكل أنواع المصائب في عهده المأفون، وأمّن انتخاب حسين الشيخ وروحي فتوح وعزام الأحمد بدائل في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي ليس حالها بأحسن من حال «حركة فتح» في وقوعها تحت العقد النفسية المتعددة المتكوّرة في نخاع عباس تاريخيا، وهو بذلك يحاول تأمين طريق تحالف الشيخ وفرج على بقية التحالفات الممكن نشوؤها حال وفاته وغيابه عن المشهد بما فيها ثقل الأسير مروان البرغوثي في أي حساب لاحق.

ومع كل التلميع والورنيش الذي قدّمه عباس في بطاقته الأخيرة حسين الشيخ الذي استعان بعدة عوامل ومؤثرات «اسرائلية» وأمريكية فضلا عن إقليمية وحتى داخل ساحة السلطة نفسها التي أطلق فيها مجموعة من الشائعات التي تشي بأن« إسرائيل» تختاره منذ الآن خليفة لمحمود عباس ونهجه، مدعوما من أجهزة أمنها واعتبار المخابرات الفلسطينية التي يقودها فرج واحدة من أذرعها النشطة، إلا أن الشيخ هذا لم يفلح حتى في تمرير زيارة طلبها للأسير المريض ناصر أبو احميد الذي توقفت أجهزته الحيوية عن العمل تماما خلال الأسبوع الماضي وبات في حكم الشهيد المرتقي بأي لحظة.

كل التنسيق المخابراتي والاجتهاد الميداني لراحة المستوطنين وخططهم وتقديم كل المهور من كل نوع «لإسرائيل» لم تجدي ولم تشفع في الموافقة على زيارة لناصر أبو احميد !؟ المطلوب يا حسين الشيخ أكثر ....