الأحد 13 حزيران (يونيو) 2021

في فلسطين دوما، من يطلق النار يلبس الكوفية ويقود القافلة.....

الأحد 13 حزيران (يونيو) 2021 par الموقف - خاص

انتهت معركة سيف القدس إلى نتيجة استعادة حضور ومعادلة القدس ومعها إعادة لصق كلّ ما حرصت حكومات العدو ومؤسسات التخطيط والتفكير فيه على تثبيته بما فيها مؤتمر «هرتسيليا» المشهور، ومن جانب آخر أسقطت بالضربة القاضية «نتنياهو» ومشروعه إياه الخاص بمكان تحت الشمس حيث لم يعد هناك من مكان يستوعب نتياهو لاحقا وإن لعب دور ترامب في الاستعصاء على مغادرة عنوانه الحالي، فهو ذاهب إلى الحبس لا محالة.

لم يكن من السهل على متبقيات النظام العربي المتهالك ولا سيما المطبّعة منها أن تستوعب هذه الخلاصة وهي تركع وتسجد تحت أقدام حاخامات الكيان من شاس وديجيل هتوراة إلى آخر هذه التشكيلة، وسعت في باديء الأمر إلى التعامي عن نتائج ووقع هذه النتائج في الإقليم والعالم، ولكن إشارات قيادة المقاومة بما فيها رسالة الارقام الاربعة المتماثلة عملت على هزّ التعامي وإشعال القلق، ربما هم ينتظرون نسيرة إعلام الصهاينة في الأيام المقبلة لاستعادة شيء من التطمين الذاتي، وهو أمر لن يحدث.

حضر في القدس وفي غزة كل العالم تقريبا وعلى مسافات ومواقف مختلفة وفوق حسابات مختلفة متباينة، إلا محمود عباس وجماعته، هؤلاء انتظروا النتيجة مثلهم مثل متبقيات النظام الرسمي العربي المتهالك وهم يمنون أنفسهم بعنوان وحيد لا ثاني له، «أموال الإعمار» كما تسمى، وقبل أن يصل الموقف الشعبي إلى ذروته بتعرية هذه الزمرة نهائيا، لجأت القاهرة للدعوة إلى لقاء فصائلي فيها على نية التوفيق والتوافق، سيما وأن بيان الأكاديميين والمثقفين الفلسطينيين أشّر بصورة واضحة على غياب عباس وسيرورة تموضعه ضد المقاومة كما دائما إلى درجة لم يعد ممكن هضم السكوت عليها.

لن يحدث هذا اللقاء قطعا لا اليوم ولا في المستقبل القريب، وإن حدث لن تكون له من قيمة تذكر إلا إضافة ولرقة جديدة على الملف إياه الذي بدأ منذ عقد كامل أو يزيد، لأن لا قوة في العالم يمكن أن تجسر بين متوازيين، يمكن بناء موقف توافقي على حد أدنى بين أي اتجاهين في العالم إلا أن يكونا في وضع التوازي، اليوم المقاومة تسير بخط واضح ليس فقط لانتزاع التمثيل الشعبي للشعب الفلسطيني وقضيته، بل والرسمي أيضا، بينما قيادة سلطة رام الله التي ترتهن وتمسك بالرسميات كرهينة لا أكثر ولا أقل، لم يعد لها اليوم من ثقل لا سياسي ولا معنوي باستثناء رعايتها لموظفيها.

إن لم تستمع فتح أو ما تبقى منها لنداءات وطنية عريقة وناصحة كما هو صوت المفكّر العربي الفلسطيني المعلّم منير شفيق وتصحح الطريق، فإن المقاومة لا تفعل شيئا سواء أكانت حماس أم الجهاد إلا تقليد ما فعلته «فتح» نفسها قبل نصف قرن أو يزيد، وعلى ذات الخطى والطريقة والطريق،ذلك أن في فلسطين دوما، من يطلق النار يلبس الكوفية ويقود القافلة.....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 4554 / 2184546

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع افتتاحية الموقف   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2184546 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40