بعد عقد ونصف يعود رئيس السلطة المنتهية ولايته ليعرض تجديد ولايته من جديد، وتعود مسرحية انتخابات تحت الاحتلال هذه المرة لتصبح تحت الاحتلال والاستيطان وتهديد التهويد، وتجتمع ألوان الفصائل الفلسطينية على مدى أشهر ليقال أن الأصفر والأخضر اتفقا على خوض شراكة وطنية بالانتخاب، واحتار الأحمر ماذا يفعل بين سؤال الموازنات وسؤال المبدئيات، وحسم الأسود أمره لا مشاركة ولكن لا تعطيل، وبقي الأبيض وحيدا في حفل الألوان يدعو إلى برنامج عملي على الأرض للانتفاضة وتوسيعها والعودة للاشتباك الدائم مع العدو واستيطانه وتهويده وليس لاستهلاك المزيد من الوقت على حساب فلسطين ولصالح دولة الاستيطان النهمة في الضفة والقدس المحتلتين.
ماذا سيجري لاحقا معروف، فعباس بنفس الطريقة التي أطاح بها بإرث حركة تحرر وطني عريقة واستبدلها بحزب مسخ سبق أن نظّر له بذلك كثيرون ومنهم هذا المدعو نبيل عمرو العائد لكي يتسوّل مكانا في مسار الطبخة الجديدة، سيقوم عباس باستدراج ما استعصى عليه من إرث مقاوم لم تطله يداه في الماضي ليدجّن الأخضر كما فعل بمسخ الأصفر، وهذه المرة ستكون الوصلة الفنية مفهومة النتائج سلفا والتفاصيل لا تهم لأن المخرج البارع سيتكفّل بأن لا يشعر المشاهد بالملل الشديد خاصة وأن كورونا ستلزمه واحدا من اثنين إما بيته وإما القبر فالمستشفيات الفلسطينية ليست جاهزة وقطعا لن تحتمل مع الكورونا حربا داخلية وضحاياها فالأفضل إبقاء الامر ضمن مساحة مناكفات صوتية لاحقا للنتائج التي لن تختلف كثيرا عن نتائج المرة الأولى.
لكن غاب عن ذهن بقية الألوان أن عباس قد وضع قوانين توظيف الألوان واستخدامها إلا الأبيض الذي لا يطيقه ولا يطيق نظافته التي لا يقوى عليها....
RLS
