تحرير المجلس التشريعي أولا..!

نجح مجددا محمود عباس في تحويل المشهد الفلسطيني عن مواجهة الحقيقة التي شكّلت نواتجها سياساته المقامرة والمغامرة والمتواطئة، وبدلا من أن يقوم الفلسطيني بعد ربع قرن من التوهان بتقييم ماضي هذه التجربة المفخخة الواهمة ويسعى إلى تصحيح الاتجاه والتسلّح بما من شأنه أن يعيد الجميع إلى خارطة طريق حقيقية تذهب لاستعادة الوطن المحتل وانقاذه من براثن التهويد تقوم على برامج اشتباك حقيقية مع المحتل، ها هو يمهّد من جديد لفصل من التوهان والضياع الوطني لانتزاع لصقة تجديد صلاحية لنفسه ولفريقه المأزوم عبر همروجة الانتخابات.

لم ولن تكون مادة الانتخابات استحقاقاً ذا أولوية لمسيرة تحرر وطني ولا هي طريقاً لإنجاز وحدة وطنية اشتباكية لا حرباً ولا حتى على طاولات التنازل والمسماة مفاوضات، والذين اختاروا ممارسة الغباء السياسي والوطني اختياراً بالنزول عند فخ عباس الجديد إما أنهم تعاموا عن الحقائق الباردة في ما تأكد من تاريخ عباس وممارساته القاتلة في الساحة الفلسطينية منذ عقد ونصف، وإما أنهم توهموا أن بمقدورهم هذه المرة الافلات من المؤامرة الظاهرة اقليميا ودوليا عبر مسايرة عباس في مشروع تجديد صلاحية خطه السياسي الفاشل والمقترب لدرجة الهزيمة المتواطئة، وبدلا من القيام بالدرس الأصلي الذي لا زال غائبا، هرعوا لتجريب المجرب مجددا ومن الآن نخبرهم أنهم ضلّوا الطريق.

رغم الخطوط الملتوية في حديث وكلام المصطفين الهارعين للانتخابات وتزويقها بكل ما هو متاح من ألوان، فإن رسالة عباس الأولى المنتظرة طويلا دورها لبايدن ظهرت وفيها بوضوح ما هي هذه الانتخابات وما هو دورها ووظيفتها وأين تؤول، وعلى من يخدع نفسه أن يفكر قليلاً...وطالما هي كلها تجري تحت سقف أوسلو فإن لا مجال لفلسفة فصيحي الكلام أنهم يشتركون لاستحقاق وطني، وفي هذه الساحة المتعددة العناوين من المؤسف ألا نجد إلا ثلاثة فصائل وتيار تقول لا لهذه الهمروجة وتطلق النداءات لباقي الساحة الهاربة طوعا لملاقاة خبير تهريب الاستحقاقات عباس، وأكثر ما هو مؤلم في صورة اليوم أن نشهد سقوط اليسار الفلسطيني تماماً الذاهب لتحرير المجلس التشريعي الأوسلوي بديلا عن تحرير فلسطين.