الأربعاء 29 أيلول (سبتمبر) 2010

نوايا نتنياهو انكشفت امام الجميع

الأربعاء 29 أيلول (سبتمبر) 2010

اجتماع الامم المتحدة بكامل هيئتها رأى حتى الان امورا كثيرة، خطابات متنوعة، احداثاً غريبة، ولكن ظهور وزير الخارجية «الاسرائيلية» أمس هناك كان يشبه ظهورا تاريخيا آخر، لـنيكيتا خروتشوف الذي خلع حذاءه، وضرب به المنصة. ايفات خاصتنا هو ايضا خلع أمس حذاءه، ولكن بدلا من أن يضرب الطاولة به ضرب وجه رئيس وزرائه.

في اجتماع الامم المتحدة بكامل هيئتها أمس لم يخطب وزير خارجية دولة «اسرائيل»، بل زعيم حزب «اسرائيل بيتنا». وهم لم يروا حتى الان امرا كهذا. في دولة سليمة كان يفترض برئيس الوزراء أن يقيل في اثناء الليل وزير الخارجية العاق لدينا. وعليه، فليس عندنا خطر في أن يحصل هذا.

ليبرمان لم يكلف نفسه عناء اطلاع من يفترض به أن يقود الدولة ويرسم سياستها، وعرض، بمبادرة شخصية جريئة، خطته السياسية الخاصة على العالم. وقد فعل ذلك بالتوقيت الاقل راحة التي يمكن ان يتصورها العقل. فبينما يتصبب نتنياهو عرقا ويجتهد كي يثبت للامريكيين، للاوروبيين وللعرب بان نواياه طاهرة وان كل ما يريده هو استئناف المفاوضات المباشرة مع ابو مازن بهدف الوصول الى السلام، ولهذا فلماذا يعاندونه على هراء التجميد الزائد هذا؟ ولماذا يضيعون الوقت؟ ولماذا لا يعطونه أخيرا المجال لصنع التاريخ؟ وبينما هو يدير الجهد وراء الاطلسي والضوء صوتي هذا، تلقى أمس نتنياهو من ليبرمان الحقيقة في الوجه. «الحقيقة ليست دوما لطيفة»، قال امس ليبرمان للقناة 2، «ولكن يجب قولها». إذن فقد قالها. قال انه لا امل في أي نوع من السلام مع الفلسطينيين الان، وانه ستمر عدة عقود اخرى الى أن يحصل هذا، ومن الافضل السير نحو تسوية انتقالية، واذا كان لا بد من السلام فعندها بتبادل الاراضي فقط.

بالمناسبة، يحتمل أن يكون محقا. فقد اهتم نتنياهو مؤخرا بخطة ليبرمان، بل وبفرض تحققها. يحتمل أن يكون بيبي يؤيد هذه الخطة. الموضوع هو أنه لا يعترف بذلك. بالمناسبة، ولحسن رأيي، فان خطة ليبرمان جيدة. منطقية. المشكلة الوحيدة هي أن في هذه اللحظة ليس لها أي تأييد في أي مكان، باستثناء «اسرائيل بيتنا». «لدينا حزب مع مذهب مرتب وطريق واضح»، قال ليبرمان أمس، ونسي أن ليس الحزب هو ما مثله امام الجمعية العمومية للامم المتحدة. عندما يتحدث ليبرمان في دائرة منزلية في نوكاديم يمكنه أن يتحدث باسم «اسرائيل بيتنا». اما عندما يتحدث في الامم المتحدة فعليه أن يتحدث باسم دولة «اسرائيل». هو لم يفعل ذلك امس. ما فعله هو اماطة اللثام عن وجه نتنياهو. قدم العرض الافضل في المدينة. ومثل أمام العالم مرة اخرى كم يمكن لدولة «اسرائيل» أن تكون خردة. وطرح مرة اخرى التساؤل كيف تمكن ادارة دولة بمثل هذا الوضع؟ اين رب البيت؟ من يدير الامور هنا بحق الجحيم؟ كل عام وانتم بخير.

[**♦♦♦♦*]

الرئيس شمعون بيريس كان أمس في عريشة الحاخام عوفاديا يوسيف. وقد تحدثا في السياسة ايضا. بيريس قال، ضمن امور اخرى، انه محظور البناء في الاحياء العربية وتحدث عن اهمية المفاوضات مع الفلسطينيين. الحاخام عوفاديا، في وضعيات كهذه، يهز رأسه. في مرحلة معينة خرج مسجل المحضر من الغرفة وتقلص محفل الحضور. عندها انتقلا الى نوع من الهمس. الحاخام عوفاديا طلب من الرئيس منح العفو لشلومو بينزري، الوزير السابق ورجال «شاس» الذي يقضي في السجن. بعد ذلك، وحسب شهود سماع، قال الحاخام للرئيس ان ليس لنتنياهو خيار لاقامة حكومة اخرى. اما بيريس فقال ان لديه هذا الخيار بالذات. وقال بيريس، بتقديري ليبرمان لا يعتزم الانسحاب. ولكن اذا انسحب، يمكن لتسيبي ليفني أن تكون وزيرة خارجية ليست أقل جودة منه، بل وربما اكثر. هذه الصيغة هي آخر صيغة نقلت بعد ان طرحت الاسئلة على البلاطين. الصيغة الاولى، الاكثر مصداقية، كانت أيضا اكثر بساطة. بيريس، حسب هذه الصيغة قال اننا يجب أن ندخل «كاديما» الى الحكومة ويفضل أن تكون ليفني وزيرة الخارجية في مثل هذه الايام.

كل الاطراف تنفي بشدة. هذا واجب. بيريس لا يمكنه أن يعترف بمثل هذا القول. ونيابة عنه قيل أن موضوع الوحدة لم يطرح في الحديث على الاطلاق، وان هناك محضراً مرتباً وان بيريس يؤيد ويعمل على تقدم حكومة وحدة علنا ولا حاجة الى الهمس في ذلك. المستشار الاعلامي لايلي يشاي ينفي بشدة ويقول ان موضوع الوحدة لم يطرح في الحديث. وكذا ارئيل اتياس. وكذا في بلاط الحاخام ينفون. هناك لا توجد مشكلة في النفي. بيريس وعوفاديا صارا ابني 177 سنة معا. وقد وصلا الى العمر الذي يسمح لهما بان يتجاهلا اصوات الخلفية وان يقولا ما يروق لهما قوله.

في حلمه، يرى بيريس نتنياهو يفعل ما يلزم، يغير الائتلاف، يدعو ليفني، يتفق معها على خطوط أساسية، الى جانب باراك، ويدعو كل من هو معني الى الانضمام. حكومة كهذه، يعرف بيريس، يمكنها ان تغير وجه «الشرق الاوسط». وعليه، فمن الواجب الذكر، مزق ليبرمان أمس اللثام عن وجه شريكه خصمه القديم نتنياهو، إذ أنه طالما ذهب نتنياهو الى النوم في الليل مع ايفات، وكذا مع ايلي يشاي، فان نواياه معروفة. وقد انكشفت امس امام ناظر الجميع، وكل رد فعل غاضب من مكتب رئيس الوزراء لن يجدي نفعا. هذا هو الوضع عندنا. يمكن خداع معظم الاشخاص معظم الوقت، ولكن ليس الجميع كل الوقت. وهذا الوقت، كما يعرف نتنياهو، آخذ في النفاد.

- [**بن كاسبيت | «معاريف» | 29 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2183144

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2183144 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40