الأحد 7 شباط (فبراير) 2021

الموقف تعزي بالراحل قاسم

الأحد 7 شباط (فبراير) 2021 par الموقف - خاص

«الموقف» تنعي أحد أبرز كتابها الذين حرصوا على رفدها طوال الأعوام العشرة الماضية بنتاج قلمه الشجاع والمفكّر والحر، وتنقل أرشيف مقالات البروفسور قاسم إلى صفحة «وفاء الموقف» لكتابها الراحلين.

وفي هذا العدد تجمع الموقف المقالات التي أبّنت الراحل أبي محمد :

- عبد الستار قاسم سنديانة فلسطين التي ما حادت عن الدرب الوطني

يسجل له الوفاء والانتماء والتضحية من أجل القيم والمبادئ النبيلة والعظيمة ، التي آمن وقاتل من أجلها بجدارة واقتدار … ما حاد عن الدرب ولا أخافه التهديد والوعيد من العدو المحتل وسلطة التنسيق والتعاون مع المحتل … لفلسطين تكتب ومن اجل فلسطين نُضحى وسنبقى الأوفياء أبناء البلاد ويشرفنا ويسعدنا أننا ما وضعنا يدنا في يد الاحتلال ولا ساومنا ولا قبلنا ما يهدف إليه الاحتلال .
فلسطين لنا من أول البلاد إلى ما ابعد من البلاد … تشبهنا وتعرفنا أشجارها وأنهارها وطيورها … لم نكن يوما ولا يمكن أن نكون مثل أصحاب الوجوه الممسوخة الذين يطبلون للاحتلال ويتحدثون عن السلام ويقتلون الشجعان من أبناء شعبنا الأبطال .عاش من أجل فلسطين كل فلسطين … وغادرنا وترك لنا أرثا وكلمات ومعاني تطلب منا الوفاء كل الوفاء للشعب والشهداء والأسرى والعائدين في المخيمات ولمن ضاعوا في الطرقات ولم يذكرهم أو يكتب عن أحد .هو هو عبد الستار قاسم ما تغير ولا حاد عن الدرب … بقي ملتزما وفيا للأمانة وأمينا على الأمانة … وكان يردد دائما … صونوا الأمانة …صونوا وحافظوا على الأمانة لك العهد أن نبقى وفيا يا حبيب شعبنا وفلسطين أن نبقى أوفياء للأمانة .

الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
دمشق

- عبدالستار قاسم .. رجل نجا من الاغتيال بسيرةٍ لاتموت/ رفقة شقور

لماذا أحببنا عبد الستار قاسم إنساناً ومفكراً؟

عبد الستار قاسم لم يميز يوماً أحداً عن أحد بسبب جنسه أو ماله أو نفوذه أو منشأه أو حتى جذوره، ذلك المفكر الذي كتب عن المرأة في الإسلام ودرس الفكر الإسلامي، سلوكه اليومي طابق فكره، فحرية وتمكين المرأة عنده لم تكن دعاية فكرية يرفع فيها تقدير الجامعات الغربية لمحتواه الفكري كي يحظى بفرصة تقديم محاضرة بهذه الجامعة او تلك، وإنما كان مفكراً يتمثل ما يكتبه في حياته الخاصة والعامة، لم يشعرنا يوماً بالتمييز الجنسي ضدنا بأي شكل من الأشكال، ولم يقصنا ولم يميز يوماً بين طالبة ترتدي حجاباً في صفه أو طالبة ترتدي الميني جيب، على عكس كثيرين من المفكرين الإسلاميين الذين جعلوا المرأة عقدة تسلطهم الفكري أو السلوكي، لم يعامل امرأة يوماً على أنها قد يعيقها جنسها عن فعل ما تريد أو أن تتصدر أهم المناصب والمراتب، لم يكن من نوع البروفيسورات والمفكرين الذين درسوا في أمريكا وأشبعوا الناس كلاماً عن حقوق المرأة ثم عادوا للبلاد ليتزوجوا نساء قاصرات كي يحبسونهن في البيوت ويربوهن على إيديهم كما يفعل كثيرون منهم، فزوجته السيدة أمل الأحمد امرأة مثقفة وصاحبة رأي وحضور فكري واجتماعي لافت، كذلك ابنتيه سماح وميس، ليس من نوع المفكرين الذين يفرض رأيه على أحد في مجاله الخاص أو العام، لا تجد عنده تكبر وغرور الأدعياء من أشباه المفكرين الذين يخاطبون الناس من مكانٍ عال كما لو أنهم إله.

عبد الستار قاسم كان قريباً لهموم طلابه من كل الشرائح والمستويات في بيئة أكاديمية كان يميز فيها الأساتذة بين الطالب من المخيم أو القرية أو المدينة، ذلك التمييز والعنصرية المناطقية كان كارهاً لها، كذلك التمييز الطبقي والمادي والذي مارسه عدد لا يحصى ممن قابلت من أساتذة تلك البلاد أو هذه أيضاً، لم يستغل حاجات الناس لأغراض انتخابية رغم محبة الناس الواسعة له، فحين تقدم للانتخابات في أول مرة كان يقول لي أريد أن أغير من الداخل أريد أن أجعل مكتب الرئاسة في حي ضمن مخيم بلاطة حتى إذا زارني مبعوث أممي او دولي اضطر للخوض في وحل المخيم قبل أن يصل للحديث معي هذا سيكون أكثر واقعية، لم يصرف على تلك الانتخابات من تمويل أحد وإنما من ماله الخاص. وبطبيعة الاتساق بين الفكر والسلوك لم يلجأ إلى رشوة الناخبين بمبالغ مالية كي يصوتوا له.

لقد دعم عبد الستار قاسم الشباب وكانت رؤيته واضحة وطاقة دفع لحظية له، لم يتعال يوماً على طالب أو طالبة أو يكسر خاطر أحد أو يهاجم منهم أحد فقد كان يتعامل بأبوية ولباقة وفروسية معهم ويحتويهم بغض النظر عما يؤرقهم أو يدفعهم للتصرف على نحو خاطيء في موقف ما، كان ينظر للشباب الذين يتبعون مواقف فصائلية متحجرة على أنهم ضحايا لأولئك الفاسدين الذين استغلوا حاجاتهم وجعلوهم نسخ استغلالية مثلهم.

لقد كان عبد الستار قاسم كلمة السر التي تغير ملامح رجال الإدارات الفاسدة في المؤسسات الأكاديمية لأنه كان استثناءاً بينهم يدين فسادهم ولا يهادنهم ليس من الأساتذة الذين يتخرج عندهم أحد بالواسطة أو المحسوبية لذلك كان يهاجمه المسؤولون لأنه لم يكن طوع فسادهم ولم يكن لهم ذراعاً في تلك البيئة التي يغلب عليها الفساد، لم يكن يتردد لأن يقول لاحد أنه كاذب في وجهه مهما علت مكانته أو منصبه ولم يتردد أن يصف الفاسد بأنه كذلك أيضاً في وجهه.

لم يكن من نوع الرجال الذي يطعن أحداً في الظهر وما حاجته لذلك وهو الشجاع الذي يواجه بقوة مهما كلفته تلك المواجهة.

اليوم اتذكر مجموعة من الاساتذة الذين كانوا يصفون أنفسهم بالليبراليين وآخرين ممن كانوا يدعون التدين المفرط كيف كانوا يتصرفون مع إحدى طالبات الكلية التي كانت لها طابع خاص في ازيائها طالبة ذكية حرة في خياراتها لقد تعاطى معها الطرفين إما بالنبذ وإما بالطعن وإما بالإستغلال، لكنه وحده كان مثالاً لتقبلها كما هي دون إبداء أي تمييز ضدها بسبب مظهرها أو وشومها او إفراطها في زينتها، لم يناقض نفسه وهجر منذ سنواته الأولى ثقافة السوق والدارج، ليس من نوع الرجال الذين يعلون على النساء وآمالهن وحضورهن وإنما كان داعماً نبيلاً واثقاً شجاعاً للمرأة في بيئة تعج بالتمييز الجنسي ضد النساء والمؤامرات والتأويلات اتجاه كل من يساند النساء.

سألني مرة حين سجلت 18 ساعة جامعية خلال فصل واحد ضمن صفوفه، رفقة هل تحفظين ملامح والدك كما حفظتِ ملامحي؟ لا أذكر أن طالباً حضر ساعات جامعية عندي مثلك، قلت له حينها فعلاً أنا لا أستطيع التفريط بأيِ من صفوفك، ولم يسمعني والدي بقدر ما استمعت إلي ولم يعرفني بقدر ما عرفتني أنت، كنت أقضي سنة قبل التخصص أنهي محاضراتي وأذهب لأبحث عن صفوفه لأحضر، حين دخلت مرة إحدى صفوفه وأنا في سنتي الجامعية الأولى وتصرفت كما لو أني مسجلة فيها، قال لي هذه جامعة خاصة يبيعون فيها العلم لكن لكِ أن تحضري ما شئتِ من محاضراتي دون أن تدفعي عشرة شيقل عالباب وضحك، في سنواتي الجامعية الست لم أذكر يوماً خلا من توجيهاته ومن تنويره لي في كل وجهة أريدها، حين ذهبت لمكتبه أعلمه برغبتي بالتخصص في قسم العلوم السياسية قال لي كما أرى أنك حصلتِ على أعلى مجموع بالكلية ويؤهلك للمنافسة للدخول في قسم المحاسبة، كان يختبر إصراري على خياري، حينها قلتُ له أريد أن أساعد بلدي والناس بصفة أوسع كما تفعل أنت، ومن حينها كان الداعم الأول لي في بيئة مسمومة مليئة بالمؤامرات عليه وعلى من يسير على خطاه من طلابه، أذكر استياء بعض الأساتذة حين كانوا يرون في عيوننا مقدار الإعجاب والفخر والاعتزاز فيه، ولا أذكر يوماً لم يكن فيه هدفاً لمؤامرة داخلية في محيطه الأكاديمي، لقد كان محاطاً بالذئاب مسوراً بمحبته للناس ومحبة الناس له، أكثر من مرة آثر أن يدفع الاقساط الجامعية لطلاب فقراء على أن يمضي في بناء بيته الذي استهلك بناءه من رجل نزيه مثله ما يقارب ثلثي عمره، آمن بالشباب واحتضن الجميع من طلابه بغض النظر عن فصيلهم او انتمائهم، لكنه كان يحتقر العسس منهم ويعرفهم ويمضي ساعات طويلة في محاضراته يحاول ثنيهم عن الإضرار بكراماتهم وكرامة الوطن هو الذي كان يعرف أن صفوفه أحياناً عجت بامثالهم وبأن أكثر المرات التي تعرض فيها للاستهداف كانت من طلاب جلسوا في قاعات درسه وقدموا التقارير ضده لجهاتٍ أمنيه.

عبد الستار قاسم كان صخرة عاتية تتكسر عليها صغار الموجات ممن تبعوا صيحات المفاوضات والاستسلام، النزاهة والصدق مع الذات والآخر والمباشرة التي تمتع بها لا أظن أن أحداً يعمل في هذه البيئات يستطيع إدراكها أو حتى إدراك جزء منها، التوازن والانتماء للأرض والإنسان حيث سار يجسد هذا الإنتماء بقوله وفعله محرضاً الشباب على حب الارض والزراعة كمدخل للتحرر من سطوة الاحتلال على الأرض والمصادرات المتكررة لها، لم أذكر يوماً ان طالباً لجأ إليه إلا وتعامل معه بمنتهى الأبوية والمسؤولية الإنسانية لقد كان قلبه يتسع لكل أبناء الوطن، تلك الفرادة بالتعامل مع القضايا العامة والشخصية كانت تحيله ليصبح أباً روحياً حانياً على كل ضحية من ضحايا الاحتلال، كان رجلاً عصامياً بنى نفسه بنفسه خلال دراساته العليا عمل بأعمال الخدمات ولم يوقفه شيء عن الحصول على مكان ينطلق منه لمساعدة الناس، شعر دوماً بانتماء للطلاب المعوزين والفقراء، كان محباً للغة العربية أذكر حين كنت أنجز رسالتي الماجستير تحت إشرافه أنه من أكفأ من رأيت في اللغة العربية ولا يتوقف عن تدارك الاخطاء النحوية ويفرد لها جزءاً كبيراً من ملاحظاته وظل ينبه علينا على أهمية اللغة العربية في تشكيل مناعتنا وحفظ هويتنا، قبل مناقشة رسالتي الماجستير وضمن لقائنا الأخير قال لي رفقة أرجو أن لا يكون على طاولات القاعة أي من المنتجات الإسرائيلية حيث كان يخطيء بعض الطلاب ويحضرون منتجات إسرائيلية كضيافة! فيصيبه الغضب من أجل ذلك، درسني الحرية في الفكر الديني ودرست عنده مساقات الفكر جميعها، حرضنا على التفكير والتفاكر، كان يريد منا أن نكون جيلاً يحقق للبلاد ما لم يسعفه التضييق عليه في تحقيقه، واليوم يرحل وترحل معه كل ذاكرتي في مدينة نابلس في أعصب فترة مرت على تلك المدينة من 2003 الى 2010، لا يمكن حصر المواقف التي ناصرني فيها ووقف في وجه فساد بعض القرارات الإدارية كي يضمن استمراري كمساعدة بحث في الجامعة حينها حين ذهب بنفسه لإحضار قانون الجامعة وأصر على تعييني ووجهني لأخاطب إدارة الجامعة بالقوانين وقال لي الآن عليكِ أن لا تسمحي بأن يأتوا لنا بمساعد بحث مدعوم بالواسطة نريد مساعد بحث يستحق ذلك بجهده كي نعطي باقي الطلاب نموذج على نزاهة قرار إداري ما ، لا أذكر أن أحداً حارب من أجلي ومن أجل استمراري بتلك الساحة الأكاديمية مثله ولم يتوقف عن إخباري أني أستحق ذلك لأنه رأى مني اجتهاد ومثابرة ربما لم أكن أدرك مصدر الإلهام المستمر لهما لكني الآن أدرك أنه كان مصدر ذلك النهر الذي يعرف مجراه ولا يخطئه، الالتزام الذي تحلى به وحضوره قاعات الدرس قبل الطلاب في أحلك الظروف التشبث بالحق والأمل والخير والتصدي لمحاولات الاقتلاع كلها، المرات الخمس التي حاولوا اغتياله فيها عدا عن المحاولات اللانهائية لاغتياله معنوياً، عدد المرات التي تأخر فيها في الحصول على ترقية أكاديمية بسبب حرب الإدارة الفاسدة عليه وصبره على الأذى والمضي الدائم للأمام كل تلك القيم والمباديء والإصرار والعزائم جسدها ذلك المفكر النبيل الشامخ

- عبد الستار قاسم … في اليوم الأول لعمر الرحيل – عادل سمارة

(1)
د. عبد الستار قاسم ارتحل هكذا باكرا. لا يسد مكان احد احدا وخاصة انت ابا محمد. ولكن كما قال جدنا المتنبي:
نعد المشرفية والعوالي… وتقتلنا المنون بلا قتال
ونرتبط السوابق مسرجات… وما ينجين من خبب الليالي.
عشت للبلاد ورحلت من سطح الأرض إلى رحمها. هي لنا وستبقى لنا. طوبى لك وتعازيناللسيدة ام محمد وانجالك وأهلك.

ملاحظة: الصورة الأولى للراحل د. عبد الستار قاسم في إحدى جلسات محاكمته في نابلس، وفي الصورة الثانية الرفاق إحسان سالم ابو عرب، ود. أبو شداد يوسف عبد الحق والرفيق محمود فنون وعادل سماره في تضامن مع الراحل د. عبد الستار.

(2)
عبد الستار قاسم … في اليوم الأول لعمر الرحيل
عادل سمارة

كان يومه الأخير، وكان بين من أحبوه أهلاً ونضالا وعلماً إلى أن ووريَ الثرى لتغيبه الأرض كما يقول الفلاح الفلسطيني ” طوته الخرساء” لكن حضوره لا يُطوى.
لا أزيد على ما هو حقيقي وقيل بأن عبد الستار كان وطنيا ومناضلا وأكاديميا. لكنني سوف أذكر أموراً أو جانباً آخر من شخصية عبد الستار قاسم.
أمر هام أن يعرف من يناضلوا بأن عبد الستار قاسم تشتغل معه ويشتغل معك حتى وقت اختلافكما وهذا نادر الحصول في السياسة ولكنه شديد الحضور في العمل الوطني الطيب والإيثاري.
ذكر الكثيرون منا “بيان العشرين” ولكنني أُضيف أن فكرة البيان كانت من عبد الستار حيث تحدث معي واتفقنا على النص مع باقي الرفاق. إثر ذلك كانت الناس تأخذ النص وتطبع منه كميات وتوزعها. وحينها تم اعتقال بعضنا في سجن المخابرات والبعض في سجن نابلس والبعض أطلقت عليه النار.
في السجن تعرفُ الشخص رجل أو إمرأة من أمرين:
• الصلابة في التحقيق وخاصة حماية الآخرين الذين لم يُعرفوا
• والحياة في السجن حيث يكون المرء بلا رتوش ولا تمويه، واضح ومفرود تماما. هناك كان عبد الستار بسيطا باشِّاً مُريحاً إلى درجة تشعر معها أنكما لستما رهن الاعتقال. هذا الجانب تحديداً في تجربة السجن شديد الأهمية منه تعرف أنت مع من وتعرف من الذي سيواصل ومن الذي تعب أو سيتعب. بل حتى من سيندم.
كان عبد الستار جريئاً في الأكاديميا ولا أحصر الأمر هنا في علاقته وما أثرى الطلبة به ، بل هو وحده من بين جميع الأكاديميين في جامعات الأرض المحتلة الذي كان يُصرُّ على دعوتي كممتحن خارجي لطلبته رغم أن عليَّ الحظر في التدريس في الجامعات. الاستشناء الوحيد الآخر كان د. رياض موسى في جامعة بيرزيت.
حينما بدأت محاكمتي في مواجهة التطبيع كان عبد الستار أول من كتب عن المحاكمة تلك : )إستدعاء المناضل الفلسطيني المخضرم عادل سمارة للمباحث الجنائية الفلسطينية 29 حزيران 2016)
وعبد الستار ضمن مجموعة الرفاق الذي تضامنوا دوما معي محمود فنون، إحسان سالم، كامل جبيل، د. حسن خريشة، د. سوسن مروة، د. ديمه أمين، جواد ابراهيم، د. إبراهيم لدعة د. عبد العزيز بني عوده، إبراهيم الطرشة. طبعا المحاميان مهند كرجه وظافر صعايدة.
هذه الكوكبة من الشرفاء كانت ايضا تتضامن مع عبد الستار اثناء محاكمته.
أذكر هذه الواقعة لأن كثيرا من قيادات الفصائل كانت ضد التضامن معنا، لأنها كانت ترى مواقفنا نقدا لها حتى لو لم نذكرها. وجذر كل هذا هو انتقال كثيرين من مشروع التحرير إلى مشروع الاستدوال.
حينما حصلت الأزمة المالية الاقتصادية في المركز الإمبريالي 2008 كتب عبد الستار بحثاً وجرى ترتيب تقديمه كمحاضرة عامة في جامعة القدس ودعاني لأكون أحد ثلاثة (د) لمناقشة الورقة.
قدَم وأدار النقاش د. سري نسيبة. وبعد النقاش جاء عبد الستار وقال لي:
سري يعرض عليك ان تختار اية دائرة لتشتغل فيها فورا.
قلت له: هل تعتقد أن من حق أحد منعي من التدريس ثم العفو عني بعد عقود، واين؟ في جامعة لا يخفي رئيسها أنه مع التطبيع.
ضحك وقال : راسك قاسي.
ليس الأمر هكذا يا صديقي، الأمر هو البلاد أولاً وأخيرا....

- ظل نجمة يجلل عبد الستار قاسم وعمر القاسم / فايز أبو شمالة
عمر القاسم هو أول أسير فلسطيني يتجاوز العشرين عاماً في السجون الإسرائيلية، كان ذلك سنة 1988، السنة نفسها التي استشهد فيها عمر القاسم خلف القضبان.

وعبد الستار قاسم هو الأكاديمي الفلسطيني الذي تجاوزت مؤلفاته عن القضية الفلسطينية عشرين كتاباً، ولم يتوقف قلمه عن مقاومة الاحتلال حتى 2021

ورغم تباعد الأزمنة التي عمل فيها الرجلان ضد الاحتلال وأعوانه، ورغم التباين في كيفية الوفاة لكل منها، إلا أن هنالك قواسم مشتركة بين الرجلين، منها ما يتعلق بالمواقف الثابتة من القضية الفلسطينية، أو القناعة بأحقية شعبنا في المقاومة، أو الثقة بالغد الناعم رغم وحشية الحاضر، لقد آمن الرجلان بأن للحرية الحمراء باب، بكل يدٍ مضرجةٍ يُدَقّ’، لذلك دقَّ الرجلان على باب حرية فلسطين بيدٍ تكبلها السلاسل وأخرى تطلقها الرؤية الواثقة من المستقبل.

لقد عمل عمر القاسم مدرساً، قبل أن يحمل السلاح، ويقاتل المحتلين في شوارع القدس، وعمل عبد الستار قاسم معلماً قبل أن يحمل سلاح الموقف، والرأي الشجاع، ويقاتل المحتلين فوق أرض فلسطين، وفي كل ساحات المواجهة.

كان عمر القاسم يرفض الاعتراف بإسرائيل، ولا يقبل بكل فلسطين شريكاً، وحين زاره في السجن رئيس دولة إسرائيل اسحق نافون، رفض المساومة على حريته الشخصية مقابل شجب المقاومة والدعوة إلى التعايش، وهذه الشروط التي تم التوقيع عليها في اتفاقية أوسلو، مثلت منطلق رفض عبد الستار القاسم لاتفاقيات أوسلو، فالرجل يرفض الاعتراف بإسرائيل، ويرفض الشراكة بأرض فلسطين، ويرفض المساومة، ويؤيد مقاومة للاحتلال بكل أشكالها.

كان عمر القاسم قائداً لطابور الأسرى الذي يركض صباحاً في سجن عسقلان، كان يركض عمر القاسم بقوة وعنفوان، في رسالة للسجان بأننا أقوياء، وأن السجن لا يكسر الإنسان، وكان عبد الستار قاسم قائداً لطابور الرافضين للهزيمة، عشاق المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كان يتحدث بصوت الشعب الذي يأبى الانكسار.

كان يحلم عمر القاسم بالتحرر من الأسر، وكان يعلم أن هذه الحرية لا تتحقق إلا بحرية الشعب الذي ينتمي إليه، وكان يحلم عبد الستار قاسم بحياة أكاديمية هانئة آمنة مستقرة، ولكنه أيقن أن ذلك لا يتحقق إلا بحياة هانئة آمنة مستقرة لكل الشعب الفلسطيني.

تعرض عمر القاسم خلال مسيرته خلف الأسوار إلى الاعتداء من المحتلين أكثر من مرة، وشارك في العديد من الإضرابات عن الطعام، وتعرض عبد الستار قاسم خلال مسيرته إلى عدة اعتداءات واعتقالات من المحتلين، ومن المنسقين أمنياً مع المحتلين.

كان عمر القاسم يخطط للغد، وكان يحدثني في سجن عسقلان عن المستقبل، وعن أحلامه وأمانيه بعد التحرر من الأسر، وكان مصراً إلى مواصلة مشوار المقاومة، وكان عبد الستار القاسم يخطط للغد، وحدثني قبل اسبوعين من وفاته عن أحلامه، وعن رغبته في خوض انتخابات الرئاسة، ومواصلة مشوار المقاومة.

كانت وفاة عمر القاسم خلف الأسوار مفاجئة للأسرى، ومفجعة، وكانت وفاة عبد الستار قاسم مفاجئة للشعب الفلسطيني، ومفجعة.

كانت جنازة عمر القاسم استفتاءً شعبياً على خط المقاومة، حيث شارك الآلاف من جماهير الشعب الفلسطيني، رغم أنف الاحتلال، وكانت جنازة عبد الستار قاسم استفتاءً شعبياً على خطه السياسي، حيث شارك في مراسم التشييع الآلاف من جماهير الشعب الفلسطيني، وقد حدثني النائب حسن خريشة عن مشاركة الضفة الغربية بكل مدنها وأطيافها السياسة، وأن وفوداً من هضبة الجولان، وأخرى من فلسطيني 48 قد شاركوا في التشييع، ولم يتغيب عن جنازة عبد الستار قاسم إلا المنسقين أمنياً مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويوم تلتقي الأرواح تحت ظل نجمة، وتتعانق، تهمس إحداهما في أذن الأخرى: ليت المنسقين أمنياً يعرفون أن للحرية الحمراء بابٌ، بكل يدٍ مضرجةٍ يُدَقّ’.

- د. عبد الستار قاسم وداعاً /محمد ألنوباني

غيب الموت أمس الإثنين جراء مضاعفات الإصابة بفايروس كورونا المستجد،كوفيد-١٩الاكاديمي والمفكر والباحث الإستراتيجي وألمناضل الفلسطيني ألكبير والصلب والشجاع والمحلل السياسي ألدكتور عبد ألستار قاسم بعد حياة أكاديمية و سياسية حافلة بالنضال والعطاء من أجل فلسطين وشعبها وتحريرهما من الإحتلال والظلم والإضطهاد.
لقد ترك البروفيسور عبد الستار قاسم عشرات المؤلفات والابحاث والاف المقالات السياسية المنشورة في الصحف العربية والعالمية واعتبر واحداً من افضل 100كاتب مقال في العالم كما ترك إرثاً لا ينضب من المواقف النضالية الصلبة والشجاعة،سواء في مقارعة المحتل الإسرائيلي او في رفض مشاريع الحلول السياسية التي تنتقص من حق شعبنا في تقرير مصيره وتحرير وطنه من الإحتلال الإسرائيلي وفي مقدمها إتفاق آوسلو، ودفع ثمن ذلك فترات طويلة من المعاناة والاعتقال وكاد اكثر من مرة ان يقتل بسبب شجاعته بقول الحق ولذلك اعماله الفكرية ستخلده كما أن سيرة كفاحه ستبقيه حياً في وجدان الناس وفي ضمير الشعب بعد وفاته ،إلى ان يرث الله الارض ومن عليها .
لقد كان الدكتور عبد الستار قاسم يؤمن بالمقاومة خياراً وحيداً لتحرير فلسطين وإستعادة الحقوق المسلوبة لاصحابها ورفض المفاوضات العبثية،ورآى بأن امريكا هي العدو الأساسي للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية والإسلامية وبأن الرجعية العربية هي حليفة الصهيونية والإمبريالية وبالتالي فهي ليست حليفة للشعب الفلسطيني كما يدعي البعض بل هي جزء لا بتجزأ من معسكر الاعداء.
لقد رفض عبد الستار قاسم العدوان الثلاثيني على العراق عام ١٩٩١ كما رفض حرب إحتلال العراق عام ٢٠٠٣ والعدوان الاطلسي على ليبيا عام ٢٠١١ وتضامن مع سوريا ضد الحرب الكونية الصهيو-امريكية الرجعية العربية التي شنت وتشن ضدها متذ عشرة اعوام ورآى فيها مؤامرة لتحطيم الدولة السورية وتدمير الجيش العربي السوري خدمة لإسرائيل ،كما ساند بلا هوادة نضال الشعب اليمني الشقيق بقيادة حركة انصار الله ضد العدوان السعودي الاماراتي المستمر عليه رافضاً الموقف الرسمي الفليطيني بهذا الخصوص
وفي إطار رؤيته الوطنية والقومية الثاقبة فقد رفض الدكتور عبد الستارقاسم بأن كل المحاولات الرامية إلى إحداث فتنة طائفية سنية-شيعية ورآى فيها محاولة مشبوهة ومرفوضة لتقويض نضال الشعوب العربية ضد الامبريالية والصهيونية ولإحداث تجزئة في التجزئة
كما إعتبر د. قاسم بأن جمهورية ايران الإسلامية هي طليعة محور المقاومة وتقف في مقدمة الصفوف في النضال ضد المشروع الصهيوني في المنطقةرافضاً كل المحاولات المشبوهة والمحمومة التي بذلتها وتبذلها الرجعية العربية لإستبدال الخطر الإسرائيلي الحقيقي على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بخطر ايراني مزعوم.
وفي إطار رؤيته المتكاملة لطبيعة الصراع مع إسرائيل فقد رفض الدكتور عبد اليتار قاسم التطبيع مع الإحتلال بكل اشكاله ومظاهره واعتبره خيانة للقضية الفلسطينية ودعا إلى تجديد الفكر الإسلامي وتحريره من القوالب الجامدة ومن محاولات تشويهه من خلال الدفاع عن الحكام الظلمة وقصره على مفاهيم الحرام والحلال بعيداً عن الجهاد.
ولذلك فإن رحيل قائد شعبي فلسطيني بمستوى الدكتور عبد الستار قاسم في هذا الوقت الصعب والحساس الذي نجتازه ليس خسارة لعائلته الصغيرة ولاهالي بلدته دير الغصون ولشعبنا في محافظتي نابلس وطولكرم فقط بل للشعب الفلسطيني برمته ولكل احرار الامتبن العربية والإسلامية والعالم ايضاً.
فلمثل عبد الستار قاسم يجب ان يعلن الحداد وتنكس الإعلام وترفع القبعات،لروحه السلام ولذكراه العطرة الخلود.

- البروفيسور عبد الستار توفيق قاسم الخضر ” الأيقونة المباركة / صالح عوض

* انعي إلى الشعب والأمة العربية والإسلامية والأحرار في العالم واحداً من أصدق الرجال وأشجعهم وأثبتهم وجدانا وأنصعهم موقفاً ” البروفيسور عبد الستار توفيق قاسم الخضر .. رحمه الله “ ، إثر إصابته بفيروس كوفيد 19 .

* رحمة الله عليك : أيها الحر الكريم وقد واجهت الظلم والخذلان وكنت السيف البتار على الكيان والتسوية والمذلة والمهانة .

* رحمك الله : يا دكتور أيها الصوت الحر الواعي .. لقد كنت ضمير شعبك وروح أمتك وصوت الكرامة الذي لايعرف تلعثماً .

*رحمك الله : كم كنا نحتمي بموقفك ” كاتباً ومفكراً ومحللاً سياسياً وإعلامياً وأكاديمياً فلسطينياً مقاوماً “ .

* صدر له من الكتب 25 كتاباً ، وكتب حوالي 130 بحثاً علمياً ، وآلاف المقالات .

* ولد في بلدة دير الغصون بمحافظة طولكرم عام 1948.

* هو أستاذ العلوم السياسية والدراسات الفلسطينية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس

* له سجل تاريخي سياسي ونضالي عظيم ضد الاحتلال التوسعي الإسرائيلي من خلال كتاباته ، ومحاضراته ، وضد نهج أوسلو و نهج التسوية والمفاوضات السياسية ووقف ضد الفساد ودوائره المتعددة .

*ونتيجة مواقفه تعرض للكثير من المساءلات والتحقيقات والملاحقات السياسية من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي اودعته السجن اكثر من مرة .

* و كما تعرض إلى ” التهديد بالقتل “ ، وهو يعتبر تنسيق السلطة أمنيًّا مع الاحتلال ” خيانة عظمى “ .

*خسرنا بفقدك علماً من أعلام الوعي والثورة .

*رحمك الله وأحسن إليك ، وجبر الله كسر شعبك ، وأن تلاميذك وأحبابك المنتشرين في فلسطين يحملون ذات المشعل ، أذهب عميقاً في فلسطين وأنت أيقونة مباركة ، من جبلتها المباركة .

- وترجل الفارس ، رجل المواقف البروفيسور عبد الستار قاسم /فريد شاكر حسن

خطف الموت المناضل والأكاديمي والمحلل السياسي والمفكر الفلسطيني الحر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، البروفيسور عبد الستار قاسم، متأثرًا بفيروس كورونا، وذلك بعد حياة عريضة زاخرة بالعطاء والتضحيات والنضال المتواصل دفاعُا عن القضية الوطنية الفلسطينية، نهجًا وقولًا ومسلكًا.

يعتبر عبد الستار قاسم أحد أبرز المفكرين والمثقفين الفلسطينيين من أصحاب الرأي والتعبير الحر، عرف بمواقفه النقدية الصلبة الجريئة، وكمثقف عضوي نقدي، وإنسان وطني مخلص وصادق، آمن وتمسك بالثوابت ودعا للحفاظ عليها، ورجل مبدئي أصيل يقول كلمة الحق مهما كانت العقبات والنتائج.

وهو من المعارضين للسلطة الفلسطينية والمناهضين لاتفاق اوسلو، ومن الداعين إلى تصفية الفساد في المؤسسة الفلسطينية، ونتيجة مواقفه الجذرية وكتاباته النقدية تعرض للاعتقال مرات كثيرة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

صدر للقاسم نحو 25 كتابًا وما يقارب 130 بحثًا علميًا، بالإضافة إلى مئات بل آلاف المقالات المنشورة في الصحافة الفلسطينية والعربية والأجنبية.

من كتبه ومؤلفاته:” الفلسفة السياسية التقليدية، سقوط ملك الملوك، الشهيد عز الدين القسام، مرتفعات الجولان، التجربة الاعتقالية، أيام في معتقل النقب، حرية الفرد والجماعة في الإسلام، سيدنا إبراهيم والميثاق مع بنى اسرائيل، الطريق إلى الهزيمة، الموجز في القضية الفلسطينية” وغيرها.

رحيل عبد الستار قاسم، المناضل والمقاوم العنيد، والثائر بجرأة وشجاعة بوجه المحتل وعصابات واباطرة اوسلو ومن لف لفهم، والمحارب ضد الفساد والفاسدين، تشكل خسارة جسيمة لا تعوض، وتترك فراغًا لن يملأه أحد سواه.

فوداعًا أيها الفارس الشرس، والصوت الوطني الشريف، القابض على جمرة الفكر والنضال والثورة، الثابت على الموقف السياسي والفكري الجذري، ولتكن أفكارك ويراعك الحُر عهدًا لن يهدأ، وستظل خالدًا ومخلدًا في ذاكرة شعبنا وتاريخه الناصع وسجل الفكر السياسي الفلسطيني التحرري.

- عبدالستار قاسم.. نضال لا ينتهي / محمود رأفت

تعرض الكاتب والأكاديمي الفلسطيني البارز عبدالستار قاسم، طوال سنوات نضاله للتضييق من سلطات الاحتلال الإسرائيلي تارة ومن قبل السلطة الفلسطينية تارة أخرى.

الدكتور عبدالستار له رصيد نضالي مقاوم ضد الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي من خلال كتاباته، ولعل أكثر ما عرضه للمتاعب طوال حياته، أنه يصدع بالحق مهما كانت العواقب ومهما كان التيار جارفًا، فقد انتقد نهج أوسلو، ورفض نهج التسوية والمفاوضات السياسية بين حركة فتح ودولة الاحتلال، ووقف ضد الفساد في أروقة السلطة الوطنية الفلسطينية ودوائرها المتعددة، لذا فكان من الطبيعي أن يتعرض للكثير من الاتهامات والتحقيقات والملاحقات السياسية من قبل أمن السلطة، التي أودعته السجن أكثر من مرة. خصوصًا أنه يعتبر أن تنسيق السلطة أمنيًّا مع الاحتلال الإسرائيلي «خيانة عظمى».

وسبق أن تعرض قاسم -الذي يُعرف بمعارضته السلطة الفلسطينية– لثمانية اعتداءات بين الضرب وإطلاق الرصاص المباشر عليه وحرق مركبته، إضافة لعشرات رسائل التهديد.

وهو في هذه الأيام يحاكم بتهمة إهانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، والتحريض على قتله، فيما ينفي هو أن يكون قد حرض على ذلك، مؤكدًا أن الأمر برمته كيدي، يقول الدكتور قاسم مدافعًا عن نفسه: قامت سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني باعتقالي بتاريخ 2/2/2016 وذلك على خلفية مطالبتي بتطبيق القوانين المعمول بها في منظمة التحرير الفلسطينية وفي السلطة الفلسطينية، وتابع «أنا طالبت بتطبيق القانون الثوري الفلسطيني الذي يقضي بإعدام كل من يتخابر مع إسرائيل أو يتعاون معها أو يلقي سلاحه بطريقة شائنة… إلخ. وطالبت بتطبيق قانون الانتخابات للسلطة الفلسطينية والذي يقضي بأن مدة رئاسة السلطة أربع سنوات. عباس انتهت مدته بوصفه رئيسًا للسلطة عام 2009، ولكنه مستمر في موقعه ولم يدع لعقد انتخابات جديدة».
نشأته

ولد الدكتور عبد الستار توفيق قاسم الخضر في دير الغصون بطولكرم الفلسطينية عام الـ1948م، الأكاديمي والمفكر والمحلل الفلسطيني، وأستاذ العلوم السياسية والدراسات الفلسطينية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس.

حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ثم على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة ولاية كنساس الأمريكية، ثم درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة ميزوري الأمريكية، ثم الدكتوراه في الفلسفة السياسية من جامعة ميزوري أيضًا عام 1977. ورتبته الأكاديمية بروفيسور في جامعة النجاح.

أستاذ في جامعة النجاح الوطنية، وأستاذ مساعد في الجامعة الأردنية عام 1978، وأنهيت خدماته بعد سنة ونصف (عام 1979) لأسباب سياسية على إثر اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان، وسابقًا أستاذ في جامعة بيرزيت، وجامعة القدس.
نشاطه الأكاديمي والعلمي

وقد حصل على درجة البكالوريس في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ودرجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة ولاية كنساس الأمريكية؛ ودرجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة ميزوري الأمريكية؛ ودرجة الدكتوراة في الفلسفة السياسية من جامعة ميزوري عام 1977.

وعمل في الجامعة الأردنية برتبة أستاذ مساعد عام 1978 وأنهيت خدماته بعد سنة ونصف (عام 1979) لأسباب سياسية على إثر اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان، وهو يعمل في جامعة النجاح الوطنية منذ عام 1980.

صدر له من الكتب 25 كتابًا، وكتب حوالي 130 بحثًا علميًّا، وآلاف المقالات، له العديد من الكتب منها:

الفلسفة السياسية التقليدية، سقوط ملك الملوك (حول الثورة الإيرانية)، الشهيد عز الدين القسام، مرتفعات الجولان، التجربة الاعتقالية، أيام في معتقل النقب، حرية الفرد والجماعة في الاسلام، المرأة في الفكر الإسلامي، سيدنا إبراهيم والميثاق مع بني إسرائيل، الطريق إلى الهزيمة، الموجز في القضية الفلسطينية، وكتب العديد من الأبحاث حول مواضيع مختلفة في السياسة كأمركة العرب والمقاومة الفلسطينية والفكر السياسي الإسلامي والعولمة .
اعتقالات ومحاولات اغتيال

وقد اعتقلته السلطات الصهيونية عدة مرات منها أربع فترات إدارية خلال الانتفاضة 1987، ومنها مدد قصيرة خضع فيها للتحقيق في الزنازين. دوهم منزله في نابلس وفي دير الغصون عدة مرات ووُضع تحت الإقامة الجبرية، ومُنع من السفر لحوالي سبعة وعشرين عامًا، ووجهت ضده ثلاث تهم تحريض.

كما تعرض لمحاولة اغتيال على أيدي رجال المخابرات الفلسطينية عام 1995 وأصيب بأربع رصاصات. واعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1996 لأسباب غير معروفة، وعام 1999 على خلفية بيان العشرين، وعام 2000 لأسباب غير معروفة. وقد قام عناصر من الأمن الوقائي الفلسطيني لمحافظة طولكرم بإحراق سيارته عام 2005.

واعتقله جهاز الأمن الوقائي التابع لسلطة حركة فتح في الضفة الغربية بعد أن دهم منزله مساء الإثنين 20/4/2009 م ، مواجهًا قضية تشهير لتصريحات أدلى بها عبر محطات تلفزة فضائية منها قناة الأقصى الفضائية وتم توجيه تهمة له بهذا الشأن.

واعتقل بعدها في أغسطس, 2011، بعد ساعات على بيان عدة أطر فتحاوية تطالب بملاحقته، أصدرت النيابة العامة في مدينة نابلس قرارًا باحتجازه ليومين (48 ساعة) بناء على شكوى تقدم بها رئيس جامعة النجاح الوطنية رامي الحمد الله، وذلك على خلفية كتابته مقال حمل عنوان «بين إدارة النجاح والقضاء الفلسطيني» بتاريخ 22/08/2011.

ثم حاولت السلطة محاكمته ومَثل أمام محكمة فلسطينية بتهمة القدح والذم بحق أحد أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمدينة نابلس.

وكانت هناك ردود فعل لاعتقالاته: حيث استنكرت حركة الأحرار الفلسطينية اعتقال عبد الستار قاسم وطالبت أجهزة أمن السلطة في رام الله بإطلاق سراحه فورًا والكف عن سياسة الاستدعاءات والاعتقالات للرموز الوطنية. أما المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فقد استهجن ملاحقة الأجهزة الأمنية له ويشكك بأن خلفية الاعتقال سياسية. وطالبت رابطة أدباء الشام بحريته.

كما عاد الاحتلال واعتقله أثناء معركة «العصف المأكول» مع فصائل قطاع غزة، ثم تم الافراج عنه يوم الإثنين 21/7/2014 بعد اعتقال لمدة أسبوع.
محاولة اغتياله الأخيرة

وقد هاجم مسلحون مجهولون في يوم 5/8/2014 م الدكتور عبد الستار قاسم، وأطلقوا عليه النار بهدف «اغتياله وتصفيته»إلا أن محاولتهم باءت بالفشل بعد فراره من بين أيديهم، ووقعت محاولة «الاغتيال»كما وصفها الدكتور قاسم على بعد مائتي متر من منزله في منطقة نابلس الجديدة شمال الضفة الغربية، حيث هاجمه ثلاثة شبان ملثمين -كانوا يستقلون سيارة تحمل لوحة تسجيل إسرائيلية- بينما تهيأ للوقوف لتصعد زوجته بالمركبة.

وقال إن أحد الشبان كان يحمل مسدسًا بيده وفتح باب المركبة من جهة السائق وأطلق رصاصتين صوب رأسه من مسافة متر واحد، إلا أنه ونتيجة خلل أصاب المسدس سقط الرصاص على الأرض، مما مكنه من الفرار في تلك اللحظة. وتقول أمل الأحمد -زوجة الدكتور قاسم- إن صراخها ومناداتها الجيران جعل المسلحين يفرون بسرعة من المكان، بينما هرعت قوى الأمن الفلسطيني للمكان، حيث رفض الدكتور قاسم تقديم شكوى، وطالب بتوفير حماية له.
الاعتقال الأخير وكيدية الاتهامات

أما الاعتقال الأخير فكان على أيدي أجهزة الأمن الفلسطينية في مدينة نابلس، حيث اعتقل، يوم الثلاثاء 2-2-2016، من منزله في حي «نابلس الجديدة» بالمدينة، وقد اتهمته حركة فتح بأنه دعا لتنفيذ حكم الإعدام بحق رئيس السلطة، محمود عباس، ورؤساء الأجهزة الأمنية، خلال مقابلة أجريت معه عبر «فضائية القدس».

واعتبرت «فتح»تصريحات قاسم بأنها «دعوة لتدمير قاعدة وركائز السلطة الوطنية، ومقومات الدولة الفلسطينية«. وكان أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، عبد الستار قاسم، قد نفى أنه حرّض على قتل الرئيس عباس وقيادات الأجهزة الأمنية. وأفاد قاسم في بيان صحفي له، بأنه «لم يدعُ إلى قتل أحد، وأن من ردد هذه العبارات التلفزيون الفلسطيني الرسمي»، مؤكدًا أن ما جاء في البرنامج هو «كذب ولا أساس له».

وأكد قاسم أن «الأجهزة الأمنية ومن خلفها حركة فتح والسلطة ترتكب الموبقات، وتمارس أشكال الزعرنة والعربدة والفلتان كافة، ومن ثم تأتي لتتظاهر بحرصها على القانون والعدالة»، وكشف أن جميع حالات التهديد التي تعرض لها خلال السنوات الماضية ارتكبها أشخاص ينتمون إلى الأجهزة الأمنية، ولا سيما جهازي المخابرات والوقائي.

وذكر قاسم بأن العديد من أفراد الجهازين خلال السنوات الأخيرة، وبتوجيه من قياداتهم، حاولوا أن يورطوه في قضايا من خلال رفع قضايا في المحاكم، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، على حد تعبيره، وبخصوص القضية التي ما يزال يمثل على إثرها في المحكمة، قال قاسم «إنه منذ أكثر من عام وخلال مقابلة لي عبر فضائية القدس قرأت موادّ ونصوصًا من مواثيق منظمة التحرير الفلسطينية، والتي جاء فيها بان الإعدام هو مصير كل من يتخابر مع الاحتلال، لأتهم بعد ذلك بقدح المقامات العليا في إشارة إلى محمود عباس!».

وعدّ قاسم التهمة باطلة من الأصل ودليل قصور في فهم القانون من القاضي، وتابع: «على فرضية بأنني متهم بقدح مقامات عليا، فمحمود عباس لا يحتل مقامات عليا كونه أصلا رئيسًا فاقد الشرعية، وقانونيًّا يجب إقالته، وبالتالي فإنه من الواضح بأن خلفية الشكوى واللجوء إلى القضاء هو أمر سياسي بحت يهدف إلى محاصرة أصحاب الآراء بأفكارهم وكتم حرية التعبير عن الرأي».

واتهم قاسم الرئيس عباس بانتهاك القوانين واغتصاب السلطة، وقال «إن عباس ينتهك القانون الثوري لمنظمة التحرير الذي ذكرتُ نصه، وينتهك القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية، والمفروض أن يقوم الادعاء باعتقاله والتحقيق معه وتقديمه للمحاكمة».

وتوقع قاسم بأن تقدم المحكمة مجددًا على تأجيل موعد المحاكمة وإعطائه موعدًا في المستقبل ليس من باب الاستزادة من الأدلة وسماع الشهادات بقدر ما هو محاولة لإطالة أمد محاولات كسر شوكتي وإذلالي وتعطيل حياتي عبر تلك المحاكمات الواهية والفاشلة، على حد قوله.

- الدكتور عبد الستار قاسم المفكر الحرّ في زمن ثقافة العبيد / وليد الهودلي

من أروع ما قرأت في كلمات رثاء الدكتور ما كتبه الدكتور أديب زيادة بالمعنى؛ “أن تقول الكلمة التي تعلم مسبقا أن مقابلها ستكون رصاصة في الرأس أو الصدر، ثم تأتيك الرصاصة ثم تعود لقولها ثانية وثالثة ورابعة، دون أن تتراجع قدماك قيد أنملة عن ثوابت القضية التي تؤمن بها وتنافح عن أحقيّتها بكل ما أوتيت من فكر وثقافة وعلم”.

وقد شهدت الساحة الفلسطينية والعربية من أدعياء الثقافة والمعرفة ما شهدت من تنوع كبير ومن زوغان وروغان عجيبين، إلى درجة أن تصبح الثقافة مفصّلة على هوى الحاكم بأمره أو المانح بأمر سيّده ووليّ نعمته. لقد وصل الأمر إلى أن ظاهرة الاستشراق التي شهدتها الثقافة العربية لم يعد المستعمر بحاجة إليها؛ لأن هناك من يقوم بمهمة الاستشراق مقابل المال، ما عليهم إلا أن يفتحوا مركز أبحاث ويستكتبوا الذين يبيعون أقلامهم وضمائرهم، فيكتبون لهم كل ما يريدون الوصول إليه.

وتكاثرت هذه الدكاكين الثقافية الاستشراقية ونخّلت مجتمعاتها تنخيلا فظيعا، وقدّمت من الثقافة المرتدّة ما قدمت، ووجدت من يفصّل نفسه فيكتب على هوى من يغدق عليه الرواتب الخيالية.

وإن شئت فاقرأ كتاب الدكتور خليل نخلة “فلسطين وطن للبيع” لتجد كيف عمل الأجنبي المستعمر وما زال يعمل بكل جد واجتهاد على هدم ثقافتنا وتغريب هويتنا الثقافية، مستخدما بذلك طابورا من قطيع المثقفين يتقن فن العبودية والتزلّف وتسخير القلم للاسترزاق، ولو كان ذلك على حساب بيع الذّمم، ووضع القيد في عنق الكلمة، والتخلّي طواعية عن أعظم قيمة يجب أن يبقى المثقّف الحرّ متمسكا بها، ألا وهي قيمة الحرية له ولشعبه ولأمته.

الدكتور عبد الستار قاسم خرج عن هذا السّياق الأسود وبقي حرّا شريفا، بل وخطا خطوات واسعة إلى الأمام، حيث كتب وصدع بكل ما يمليه عليه فكره الحرّ. لقد جسّد طيلة حياته الكلمة الحرّة المعبّرة عن نبض القضية الفلسطينية، وهذا ما يفسّر هذا الزخم الجماهيري الحرّ من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار الذي اجتمع على تشييعه، وودّعه بنشيد الحريّة ودموع الوطن الباكي على فراقه.

الدكتور عبد الستار مدرسة متكاملة الأركان عكف على بنيانها طيلة حياته، فلسطين بكل أبعادها التاريخية والجغرافية والحضارية حاضرة بكل كمالها وتفاصيل حقّ أصحابها فيها في أطروحاته وأدبياته، لقد مثّل بذلك الصورة الحية الكاملة التي تقف شاخصة واضحة وضوخ الشمس رابعة النهار، وواجه بذلك المهزومين الذين هزمت أرواحهم وأبدوا الاستعداد لقسمة فلسطين والتنازل في سوق النخاسة السياسية الرخيصة.

لقد أثبت برواية ثقافية دامغة زيف ما يدّعون، وحرق عليهم مقولاتهم المهترئة. لقد طرح نموذجا للمثقف الصادق مع شعبه وقضيته، وحتى لو تنازل السياسي فعلى المثقّف ألا يتنازل وأن يرابط في محراب الثقافة الوطنية الحرّة الصادقة. لماذا؟ لأنه سادن هوية شعبه الثقافية، وهو الأمين على كلّ تفاصيلها، وعندما هرول كثير من المثقفين وأنصافهم وأدعيائهم خلف السياسي الذي تساوق وانبطح مع مقولة عدوّه؛ كان الدكتور لهم بالمرصاد بكل جرأة ووضوح ومثابرة دأب عليها طيلة حياته، ثابتا منافحا منظّرا ومفنّدا كل أقوال المرجفين والمنبطحين.

ولم يتوقف الدكتور عبد الستار عند أسلوب واحد، بل كان له الباع الطويل في التأليف والأبحاث المحكّمة، وثابر على نشر المقالات عبر الصحف والمواقع الإلكترونية والمقابلات التلفزيونية المصوّرة، إضافة إلى المحاضرات والمشاركة في الندوات والمؤتمرات المتنوعة.

لقد شكل الدكتور عبد الستار نموذجا للمثقف المفكر الحرّ الصادق الشريف الرائد لشعبه وقضيته، الخادم الأمين لقضية الأمة المركزية. لقد صدق ما عاهد الله عليه، رابط في خندق الثقافة المقاومة بكل قوة وعنفوان، وما بدّل أيّ تبديل حتى قضى نحبه وأتاه اليقين، ومن كان مثله لا يموت بما ترك من علم ومعرفة وفكر وسيرة طيبة شهد لها الناس.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 37 / 2184592

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع افتتاحية الموقف   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2184592 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40