الأحد 3 كانون الثاني (يناير) 2021

بزنس إنسايدر: بايدن ظل مشككا في جدوى العلاقة الوثيقة بالسعودية ويحتاج لإعادة النظر فيها

الأحد 3 كانون الثاني (يناير) 2021

تحت عنوان “بايدن بحاجة لتذكر أي نوع من الأصدقاء هي السعودية”، نشر موقع “بزنس إنسايدر” مقالا للكاتب دانيال دي بتريس، أكد فيه أن الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي يحضر لحفلة تنصيبه في 20 كانون الثاني/ يناير الحالي، بحاجة لإصلاح العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن والسعودية.

وأشار الكاتب إلى أن بايدن أظهر تشككا من المملكة طوال فترته الطويلة في العمل السياسي. وكعضو في الكونغرس ولجنة الشؤون الخارجية فلقد ظل يشير من أرضية المجلس وفي مقابلاته إلى أن السعودية ليست صديقا يوثق به، بل إن العلاقة معها تقوم على المصلحة.

وذكر أنه في مقابلة مع شبكة “بي بي أس” عام 2004 تساءل بايدن عن ما إذا كانت الولايات المتحدة تحصل على مقابل من علاقتها الثنائية مع الرياض، وهو كلام اعتبر هرطقة في ذلك الوقت.

في مقابلاته كان بايدن يستمر بالقول إن السعودية ليست صديقا يوثق به، بل إن العلاقة معها تقوم على المصلحة.

وشدد الكاتب على أنه مهما كان كلامه في ذلك الوقت، فقد كانت ملاحظات ذكية: فعلى ماذا تحصل الولايات المتحدة من خدماتها الخاصة للعائلة المالكة؟

واعتبر الكاتب أن تحفظ بايدن حول السعودية لم يخف مع تقدمه بالعمر، بل زادت مشاعره شدة. وذكر أنه في مرحلة ما من الحملة الانتخابية في 2020، وصف بايدن السعودية بـ”المنبوذة” وهو مصطلح عادة يستخدم في واشنطن لوصف نظام كيم جونغ-أون في كوريا الشمالية ونيكولاس مادورو في فنزويلا.

وأكد أن تصريحات بايدن جاءت بدون شك نتاجا للاتجاه الذي نقل ولي العهد محمد بن سلمان العائلة المالكة إليه، وهو طريق اشتمل على عملية اغتيال للصحافي المعارض جمال خاشقجي والمغامرات الفاشلة في الخارج وخلق أكبر كارثة إنسانية في العالم باليمن.

ونوه الكاتب إلى أن إطلاق تصريحات قاسية هو أمر، ولكن متابعتها من خلال استراتيجية قوية هو أمر آخر.

واعتبر أن على إدارة بايدن التعامل مع السعودية من خلال ثلاثة عناصر، في مقدمها أن إدارة بايدن لن تستطيع إعادة النظر في العلاقة مع السعودية إن لم تبدأ بإطار، فعندما يتعلق الأمر بالسعودية فهي بحاجة إلى الولايات المتحدة أكثر من حاجة الأخيرة لها.

ويشير الكاتب إلى أنه عادة ما يتم استحضار هذا بشكل دائم في واشنطن وكأن العالم لا يزال في القرن العشرين، منوها إلى أنه فيما يبقى صحيحا أن السعودية هي أكبر مصدر للنفط في العالم، لكنه يشدد على أن استيراد الولايات المتحدة منها تراجع بنسبة 70% وأصبحت واشنطن مستقلة في مجال الطاقة.

ويلفت أنه على خلاف الحرب الباردة عندما كان الخوف من هيمنة الاتحاد السوفييتي على إمدادات النفط في الشرق الأوسط يحدد تفكير الولايات المتحدة، فلا توجد هناك قوة إقليمية أو غير ذلك قادرة على الهيمنة على قطاع النفط.

وفي هذا السياق اعتبر أن الصين التي تتسم بالحزم في سياستها وتعتمد بنسبة 47% من نفطها على نفط الخليج، راقبت تورط الولايات المتحدة وبفرح في الشرق الأوسط وتوصلت إلى نتيجة وهي أن الوجود العسكري الدائم فيه مكلف جدا.

أما الأمر الثاني، حسب الكاتب، فهو أن على بايدن وإدارته التعامل مع السعودية كما هي وأن العلاقات معها براغماتية وتطورت جذورها في وقت وعالم سابقين وظروف سابقة.

ويقول إنه في الوقت الذي يتم فيه استحضار لقاء فرانكلين روزفلت مع الملك عبد العزيز بن سعود على البارجة الأمريكية كوينسي في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية فإنه لا يوجد هناك تحالف رسمي بين البلدين.

ويشدد هنا أن الولايات المتحدة ليست مجبرة على الدفاع عن المملكة حالة تعرضها لهجوم أو تمتعها بدعم دبلوماسي مطلق من واشنطن.

ويضيف أن من يعتقد هذا فهو يعطي العائلة المالكة قوة فيتو على السياسة الخارجية الأمريكية، وبناء على هذا فإن أي مشكلة في الشرق الأوسط حتى لو لم تكن مرتبطة بأمريكا فإنها ستتحول إلى مشكلة للولايات المتحدة.

أما الأمر الثالث والأخير، حسب الكاتب، فهو أنه يجب على بايدن وفريقه في السياسة الخارجية الاعتراف بأن المصالح الأمريكية والسعودية متباينة.

ويشير إلى أنه بالنسبة للمملكة فإيران هي العدو الذي يريد أخذ التأثير السعودي. وبالنسبة لأمريكا فإيران هي دولة مزعجة من الدرجة الثالثة ويمكن إدارة هذا الإزعاج، سواء كان اقتصاديا أم عسكريا أم دبلوماسيا.

ويرى الكاتب أن السعودية تسعى لتنمية تأثيرها لكي تصبح القوة الدائمة في الشرق الأوسط. أما الولايات المتحدة فهي ليست مهتمة بوضع إصبعها على الميزان واختيار الرابحين والخاسرين الذين يعيدون ميزان القوة ويجرون الولايات المتحدة إلى نزاعات جديدة.

ويختتم الكاتب بالقول إن أخذ هذه العناصر الثلاثة بالاعتبار يعطي بايدن القدرة على التحرك في العلاقات الأمريكية-السعودية التي تحتاج لإعادة تقييم.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 52 / 2184584

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع انتقاء الموقف   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

2184584 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40