الموقف في السنة العاشرة...

الموقف اليوم تصدر في سنتها العاشرة، أي منذ عشر سنوات بالتمام والكمال صدر عددها الأول لينطق باسم تيار المقاومين الذين وضعوا نصب أعينهم بديهية بسيطة تقوم على أساس أن تقعيد التركيب إلى أصل بسيط هو الطريق لفهمه وبالتالي الاستفادة بالبناء على ايجابياته الممكنة مهما تشابك الشكل وتداخل المكوّن، وبكلام بسيط يعني وضع الخط السياسي السليم موضع الاسترشاد ونقطة.

الخط السياسي السليم هو الذي يقوم أيضا على الانطلاق من الأسس غير الملعوب بها ولا المعدّلة قواعدها ولا المموهة مرتكزاتها، وهي تلك التي تقول بكل بساطة قضيتنا : أرض مغتصبة وعدو مجرم وشعب مشرّد، والاهداف أيضا ببساطة استعادة كل الأرض وعودة كل الشعب ومحاكمة كل العدو حتى آخر جينات في نسله ونسل مسانديه ومموليه وخدامه من كل لون وجنس وبلد.

وطبعا لا يغفل هذا الخط السياسي السليم البرنامج وجواب ما العمل وهو يقوم على وضوح هذا الهدف ووضوح هذه الرؤيا، فهو يعتنق برنامجا يقوم على الاشتباك الدائم مع العدو ويضيف (لا اشتباك الا معه)، وفي كومة الجلبة الدائمة في الساحة الفلسطينية يعتقد راسخاً أن أي أولوية مهما كان نوعها وملحاحيتها في أي وقت كان، لا ولن تتقدم على أولوية هذا الاشتباك لأنها أساس برنامج العمل.

بقية مفردات الساحة السياسية الفلسطينية التاريخية والتقليدية أيضا من نمط : التمثيل، الانتخابات، المجالس، الحصص، وباختصار المغالبات الداخلية، لا ترد ولا معنى لها ولا تشكّل أي أولوية من أي نوع طالما لا زال الوطن محتلاً مقسّما ومغتصباً، ولا زال ثلثا هذا الشعب في شتات الأرض والوطن، ولا زال هذا العدو يمسك بمفاتيح الدخول الخارجي والبيني وما نجح بكسر هذا العنوان من أجزاء الوطن حوصر من كل الجهات.

الموقف اليوم توجه كل التحية لأبطال شعبنا الأسرى الذين يخوضون اليوم صراعهم بظهر شبه عارٍ مع السجّان، وهي توجه كل التحية لأبطال شعبنا من الحراكات الشبابية الذين فجّروا انتفاضة السكاكين في اوكتوبر العظيم عام 2015، ولمن لا زال على عهد شهداء هذه الانتفاضة ولا زال ظهراً لهؤلاء الأسرى، وهي تؤكد أنها تثق ثقة مطلقة بأن النصر حق لشعبنا وهو قادم لا محالة طالما بقي هذا الايمان وبقي خط سياسي سليم وشعب يؤمن به ومستعد لأكلافه....