السبت 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

على هامش العدوان الأخير على غزة : عناوين أحيانا فاضحة من قلب الصحافة

السبت 16 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

- كتّاب يدعون للتطبيع في زمن الحرب وصحف تطالب الغزاويين بالاستسلام / القدس العربي

«القدس العربي»: تخلت صحف القاهرة الصادرة أمس الجمعة 15 نوفمبر/تشرين الثاني عن دورها الذي ظلت تتبعه طيلة عقود، حينما كانت تقوم بدور المحرض والداعم لقوى النضال الوطني في فلسطين المحتلة، غير أن الحال تحول للنقيض، حيث سعى كتاب لتسويق خطابات الهزيمة، والدعوة للرضا بما يملى على المقاومة والشارع الفلسطيني من شروط، بينما عمليات الاغتيال للكبار والصغار في المدن والقرى الفلسطينية تقوم بها إسرائيل في وضح النهار، وتبلغ المأساة ذروتها حينما يخرج كتّاب داعين صراحة للتطبيع، بينما الدم الفلسطيني مازال ساخناً، وشواهد القتل المجاني لا تنتهي، وإسرائيل تخرج لسانها للعالم ولا حديث عن دعم حقيقي يقدم للفلسطينيين لا من العالم العربي أو الإسلامي.

وفي صحف أمس الجمعة جاء الاهتمام بما اعتبره البعض مؤامرة دولية تتعرض لها مصر، بهــــدف تشويه صورتها، وتسويق القاهرة باعتبارها مدينة للتعذيب، ليمثل الحدث الأهــــم بالنسبة للعديد من الكتّاب، حيث اهتمت الصحف على نحو خاص بالمؤتمرات التي تعقد في جنيف، إذ يتم نظر حالة حقوق الإنسان في مصر، كما اهتمــــت الصحــف كذلك بزيارة الرئيس السيسي لدولة الإمارات، والجهود التي تقوم بها الحكومة لتحسين الأوضاع الاقتصادية.

لهذا نعشق السلطة

حرص عماد الدين أديب في «الوطن» على البحث عن تبرير لهواة السلطة والزعامة: «السلطة تعنى السلطان، والسلطان يعنى القوة. في دول الاستبداد القوة لخدمة فرد أو عائلة أو طبقة أو حزب. في دول الحريات القوة في خدمة الناس، ملتزمة بقوة الدستور، تحت سقف القانون. يحرص البعض على القوة بهدف الحكم، فالتحكم، فالسيطرة بهدف الاستبداد من أجل ممارسة الفساد. والفاسد هو من أفسد أو فسد أو سهّل الفساد، أو شجّع الإفساد، أو صمت عنه ولم يمنعه!

غياب القانون والنظام يؤدي للفوضى وساويرس يدفع من فوق الطاولة وتحتها لتمرير مشاريعه

عشق السلطة يعطي صاحبه شعوراً استثنائياً بالقوة المضافة، التي تجعله يشعر بأنه فوق الحق، وفوق العدل، وفوق البشر. يستحيل أن تجد رجلاً يؤمن بالمواطنة المتساوية، وحكم القانون، ودولة العدل والإنصاف، وهو في الوقت ذاته يعشق السلطة. الذي يؤمن بهذه المبادئ السامية يؤمن أيضاً بأن المسؤول مهما ارتفع منصبه هو خادم أمين للشعب، الذي يعتبر مصدر السلطات وصاحب الحق الأول في مستقبل البلاد وشؤون العباد. إذا كانت مفاهيمك للسلطة، هي الخدمة، فأنت سوف تدرك بأن وجودك في منصبك هذا مؤقت مرتبط بمدى كفاءتك. إذا كنت تؤمن بأن السلطة خدمة للناس، فإنهم وحدهم الذين يعطون لصاحب المنصب تأشيرة الصلاحية في البقاء، أو طلب الرحيل. البعض، وما أكثرهم هذه الأيام، يرون أن المنصب العام هو المرحلة الأخيرة التي ينتقل فيها المسؤول من مقعد السلطة إلى القبر! باختصار بعض الناس يرون أن السلطة هي رحلة بطاقة سفر واحدة «من السلطة إلى القبر»! هؤلاء لا يتخيلون أنه من الممكن أن ينتهي دورهم الوظيفي، لا أن يكون دورهم مؤقتاً، أو أنه يمكن أن يختاروا طواعية أن يتركوا الحكم أو المنصب لأسباب مبدئية أو صحية أو مهنية. بعض الناس يبقون في المنصب حتى يرجمهم الناس كل يوم بالطوب، أو لو تدهورت صحتهم وأصبحوا يصابون بالتبول اللاإرادي».

تطبيع لا مفر منه

أثارت دعوة صريحة للتطبيع مع إسرائيل تقدم بها «نيوتن» في «المصري اليوم» ردود فعل متباينة، وقد ردّ القارئ صلاح ترجم على الدعوة وتأييد الكاتب محمد طنطاوي لها بأنها مدعاة لترحيب تل أبيب وشعورها بالفخر قائلا: «تعجبت وهالني ما قرأت وضربت كفا بكف، وكأنكما لا تدريان أن مجرد التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الصهيوني هو بمثابة ضرب للقضية الفلسطينية في مقتل، وكأنكما تقولان للقضية بهذا التطبيع: في ستين داهية. ثم هل ذرعنا الأرض شرقا وغربا، شمالا وجنوبا فلم نجد غير إسرائيل لنتخذها نموذجا للاطلاع على تجربتها؟ للأسف، ففي الوقت الذي ينادي فيه بالتطبيع مع الجار الإسرائيلي، الأولى بالمعروف، يقوم الجار نفسه بدك غزة العربية الآن فوق رؤوس أهلها بالصواريخ. وإذا كان البعض يتخذ من مبادرة السلام ذريعة للتطبيع، فإن التطبيع ليس شرطا من شروط المبادرة. التطبيع يؤدي إلى ذوبان دولة فلسطين رويدا رويدا. ورد نيوتن على صلاح قائلاُ: أولا؛ لن أشكرك على ربطي بصاحب الرأي الآخر بكلمة «كأنكما». قد يكون عذرك عصبية أجدها غير مبررة حين نستعرض آراء وأفكارا. في تجربة النهضة الصينية لم يتورع دينج شياو بينغ عن الاقتداء بجارتيه سنغافورة وتايوان، اللتين كانتا جزءا مقتطعا من الصين. عاد من زيارة سنغافورة وقال أريد أن تكون الصين كلها مثل سنغافورة. اليوم الاقتصاد الصيني هو ثاني أقوى اقتصاد في العالم. أضعاف أضعاف سنغافورة. دعنا ننظر إلى مصر كالصين بإمكانياتها الكامنة. وننظر إلى إسرائيل كسنغافورة. وحين ننتهي إلى الطريق نفسه الذي اتبعته إسرائيل أو سنغافورة لتحديث وضعهما. ستكون مصر هي صين الشرق الأوسط. لو طورنا أنفسنا بدون أي اعتبارات. هنا فقط سيتوقف ثلج القضية الفلسطينية عن الذوبان».

كباب السجن

لليوم الثاني يهتم عماد الدين حسين في «الشروق» بالحديث عما شاهده عند زيارته مؤخراً لسجن طرة: «نظمت وزارة الداخلية المنتدى الثالث للسجون المصرية في مجمع سجون طرة، وشارك فيه عدد كبير من الإعلاميين المصريين. قبل انعقاد المنتدى، نظمت إدارة السجن جولة ميدانية للإعلاميين في العديد من أقسام مجمع السجون. خلال الجولة كان هناك ركن يقف فيه شخص يقوم بعمل «الكفتة المشوية» في شواية تبدو جديدة تماما. وبجواره كان هناك شخص يبيع فواكه متنوعة، وخلفهما ما يشبه «الكانتين» الذي يبيع السلع المختلفة، التي يمكن أن تجدها في أي بقالة أو سوبر ماركت. في هذه اللحظة كان يقف بجواري الزميلان محمد علي خير، ونشأت الديهي. سألنا بعض المرافقين عن حكاية الكفتة فكانت الإجابة التالية: الأكل في السجون نوعان: النوع الرئيسي وهو الوجبات المقررة للجميع طبقا لتعليمات معهد التغذية القومي، ولائحة السجون. يسمح للمسجون أن يتناول في وجبة الإفطار عدد واحد رغيف خبز وخمسين غراما من الحلاوة الطحينية وخمسين غراما من الفول في يوم السبت، وفي الأحد الأمر نفسه، لكن هناك أربعين غراما من الجبنة البيضاء بدلا من الفول، وفي يوم الثلاثاء بيضتان مسلوقتان بدلا من الفول، وهكذا وجبة العشاء أخف إلى حد كبير مقارنة بالغداء. وقد رأيت بعيني ومعي الزملاء تجهيز اللحوم لوجبة الغداء خلال الزيارة، وكنت أتمنى أن أرى تناول المساجين للأكل على أرض الواقع. النوع الثاني من الأكل هو «الكانتين». من حق كل سجين أن يضع أهله وأقاربه مبالغ مالية محددة في هذا الكانتين. هو لا يحصل على الأموال مباشرة في يديه، بل ما يحصل عليه عبارة عن بونات».

سجون راقية

«هؤلاء الرجال، ويقصد بهم نور فرحات، كما يطلعنا في «المشهد»، رجال السجون، يعرفهم منذ الستينيات في القرن الماضي، يقول الكاتب، عندما شرعت للعمل باحثا في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، كان عليّ أن أجتاز برنامجا تدريبيا مشتركا مع عدد من أعضاء النيابة، والسجون والشرطة، وغيرها من المهن المتصلة بالعدالة الجنائية. جميعهم شبان مصريون طيبون، لديهم ما للمصريين من مزايا وعيوب. كان يحاضرنا في البرنامج اللواء محمود صاحب، واللواء ياسين الرفاعي من مديري مصلحة السجون السابقين. الرجلان يحفظان عن ظهر قلب لائحة السجون وقواعد الحد الأدنى لمعاملة المسجونين، الصادرة عن الأمم المتحدة، ويلمان في الوقت نفسه بمبادئ علم العقاب عن الوظيفة التأهيلية للسجون، وتصنيف المسجونين، وتفريد المعاملة العقابية وغير ذلك. كان الرجلان يتحدثان الإنكليزية بمهارة ولهجة راقية، وكأنهما ولدا وشبا عن الطوق في ضواحي مدينة لندن أو برمنغهام أو أكسفورد. لا أعرف السر في إجادة رجال السجون وقتئذ ورجال البريد والسكك الحديدية أيضا للغة الإنكليزية الراقية، يبدو لأن هذه المرافق كانت محط اهتمام الإنكليز بعد احتلالهم لمصر. كانت تنظم لنا في إطار البرنامج التدريبي زيارات للسجون. طبعا كان يحدث بعض التكلف من إدارات السجن استعدادا للزيارة، ولكنه كان كتكلف رب البيت عند استقبال الضيوف. كانت ملاعب كرة السلة والطائرة في السجن تفتح وتفرش بالرمال ويقسم المسجونون إلى فرق للعب المباريات أمامنا. وكانت مكتبة السجن ينفض عنها التراب وترش أرضها بالماء. وكان يتم استدعاء الشيخ الصاوي شعلان مدير الوعظ الديني في السجون لإلقاء درسه الديني أمامنا. وخلاف ذلك لم تكن تحدث مبالغات. لم نشاهد وقتئذ شوايات للكباب ولا ثلاجات للمياه والعصائر. ولم نشاهد مستشفيات يجلس فيها أمناء الشرطة على الأسرة النظيفة ممثلين دور المرضى وهم في وضع الانتباه جلوسا. كل ذلك لم يكن يحدث، ربما لأن برقع الحياء لم يكن قد سقط تماما، ولأن تكنولوجيا الكذب والخداع لم تكن قد تطورت».

يفعل ما يشاء

من أبرز معارك الصحف تلك التي خاضها سامي صبري في «الوفد» ضد الملياردير نجيب ساويرس: «طالبنا رئيس الوزراء ووزير الإسكان بأن يرحم مدينة زايد من أبراج سيبنيها نجيب، ستشكل ضغطا رهيبا على مرافقها، ولم يكترث، ويصر على اغتصاب حق البشر في العيش في هدوء، بعيدا عن ضجيج الأبراج وزحام المولات والمراكز التجارية، التي خنقت المدينة. وناشد الكاتب الرئيس عبدالفتاح السيسي سرعة التدخل لإنقاذ مدينتهم من أفاعي الفساد.. كيف لرجل أعمال يدّعى دائما الوطنية، يرضى أن يستبيح مدينة جميلة، مستغلا حاجة الدولة لاستثماراته، التي هي في الأساس من خير مصر، ويدّعي أنه اشترى الحديقة مثلها مثل متر المباني، علما بأنه أخذها حق انتفاع فقط، أقول لرجل الفضائيات والـ«تويتات» أن كلامك الذي تحاول من خلاله إضفاء الشرعية على حق مغتصب، لن ينطلي على أبناء زايد الذين عاشوا تاريخ هذه الحديقة المخصصة لهم، من قبل أن تتجه للاستثمار العقاري. أيها القادر على شراء الضمائر، والذمم الضعيفة، لقد نكأت جرحا مملوءا بصديد الفساد، كان سببه قرار وزاري تم تفصيله على مقاس طلباتك. لقد وضعت يديك على حديقة أقامتها الدولة متنفسا للفقراء، وأبناء الطبقة المتوسطة، غير القادرين على دفع مئة أو 200 جنيه مقابل الاستمتاع بمكان لم تدفع فيه جنيها، وأخذتها كما يقولون «لوزة مقشرة» لتجعلها ناديا خاصا لك ولأبناء الطبقة المخملية، وهي في أصل مخطط المدينة، لم تكن ضمن المشروع التجاري الذي اشتريته، وقمت بتغيير اسمها وتحويلها من منفعة عامة إلى خاصة بقدرة قادر في ظلام الليل.الأخ ساويرس، أسالك بالله.. لماذا هذه الإطلالة التلفزيونية الماكرة في هذا التوقيت، ولماذا لم تنتظر الفصل في تقرير هيئة المفوضين؟ هل للتأثير على القضاء؟ أم لأنك تشعر بإحالتها لمحكمة القضاء الإداري الذي سيكشف حتما بطلان خطوات مشروعك؟ وحذر الكاتب من أن ساويرس بدأ يتصرف وكأنه دولة داخل الدولة، يدفع من فوق الترابيزة وتحتها لتمرير مشاريعه حتى ولو كانت ضد إرادة الشعب».

الحرام واحد

أثار قيام بعض المواطنين بالسطو على البنزين المتسرب من كسر أحد الخطوط غضب مجدي سرحان في «الوفد»: «لا مجال هنا للحديث عن فقر أو عوز أو احتياج.. كلها لا تبرر السرقة.. السرقة سرقة.. الحلال بيِّن والحرام بيِّن، لكن بعض الناس لا يفقهون، ولا يريدون أن يفقهوا. الذين هجموا في 25 يناير/كانون الثاني 2011 وما تلاه من أيام على محلات الذهب والأجهزة والملابس وغيرها.. وعلى ماكينات البنوك.. وعلى مقار الحزب الوطني وأقسام الشرطة.. ونهبوا الأموال والبضائع والسلاح والمنقولات، والطعام أيضا، لا فرق بينهم وبين من خرجوا بالأمس في إيتاي البارود بالجراكن والجرادل والقوارير، لينهبوا «نهر البنزين» الذي تفجر في الأرض بعد أن تركه اللصوص مشاعا عندما كسروا خط الأنابيب وفشلوا في السيطرة عليه.. وتحولت البلدة إلى «حفل سرقة» كبير، سرعان ما انقلب إلى كارثة بسبب «غبي» أشعل سيجارة لكي «يسرق بمزاج»، فانقلب نهر البنزين إلى نهر نار.. حرق مَن حرق.. وقتل مَن قتل.. وأعجز مَن أعجز.. وشوه مَن شوه. كلهم لصوص وكل من يحاول التماس العذر لهم، أو مصمصة الشفاه من أجلهم، أو التفلسف والتحذلق والتنظير والتقعير بالحديث عن «مظلومية الغلابة»، فهو شريك لهم في السرقة.. لص مثلهم.. لو ذهب إلى إيتاي البارود سيسرق البنزين معهم، أو هو على الأقل منافق وكاذب وأفاق. المصيبة الأكبر تكمن في أن كل هؤلاء لم تهتز في ضمائرهم شعرة وهم يسرقون، ويستحلون الحرام.. ولا يخشون العقاب، عقاب الارض وعقاب السماء. ويؤكد سرحان: عندما يغيب الحزم في تطبيق النظام والقانون.. تنقلب الحياة إلى فوضى عارمة.. يطفح المجتمع كل ما في جوفه من قاذورات، فتنتشر البلطجة والسرقة والفساد والرشوة والاختلاس والقتل والنهب والتحرش والاغتصاب».

أقباط غاضبون

«شهدت الأيام القليلة الماضية غضبًا شعبيًا واسعاً بخصوص تقديم الصحافي المسلم أشرف عبدالمنعم للبرنامج المسائى الرئيسي «في النور» على شبكة قناة مسيحية، وهو الأمر الذي تسبب، كما يؤكد هاني لبيب في «المصري اليوم»، في سجال حاد، شارك فيه مَن يتابع القناة ويشاهدها ويهتم بما فيها، وكذلك العديد من المتضامنين وجدانيًا، بدون أي معرفة حقيقية بالخريطة البرامجية للقناة وما تقدمه. أسجل هنا بعض الملاحظات المهمة عن السجال حول ctv وعنها: قناة ctv ليست قناة الكنيسة الأرثوذكسية المصرية الرسمية، ولكنها قناة خاصة أسّسها الراحل العزيز الدكتور ثروت باسيلي هدية للكنيسة لتنقل الصلوات والعظات الدينية من الكنائس، وتتابع أخبار الكنائس، وتقدم برامج لشرح العقيدة المسيحية، وأكد الكاتب على أن القناة تقدم للمواطنين المسيحيين المصريين نموذجًا واضح المعالم للحفاظ على الهوية، باعتبارها الوسيلة الإعلامية التي تنقل فعليًا ما يدور داخل الكنائس، خاصة في الصلوات المرتبطة بالأصوام، إلى المنازل. وأكد الكاتب على أنه لا صحة لما تم الترويج له من فرض إحدى الجهات الأمنية لأشرف عبدالمنعم أو غيره على قناة ctv، وبالتالي لا صحة لما تردد حول ترشيح 3 شخصيات، منهم صحافية، لتقديم برنامج «في النور». وهي شائعات وجدت مجالًا للترويج، بسبب ما تواكب مع التغيير الذي طرأ على البرنامج الجديد من تغيير «لوغو» القناة في إطار تطوير «براند» القناة كلها، وتغيير كامل للغرافيك والفواصل وشريط الأخبار. ولم يصاحب ذلك التطوير حذف صوت البابا الراحل شنودة الثالث، المميز للقناة «ربنا موجود» من الفواصل، كما أشاع البعض. في تقديري، أن إدارة القناة غير موفَّقة في اختيار الأستاذ أشرف عبدالمنعم لتقديم البرنامج المسائي الرئيسي لقناة ctv، إذ إنه غير معروف عند العديد من المواطنين المسيحيين المصريين وليست له اهتمامات معلنة بقضايا المواطنة».

عيون نائمة

«قرر وليد طوغان في «الوطن» البحث في ملفات الفساد داخل أروقة بلاط صاحبة الجلالة، ماذا فعل مجلس نقابة الصحافيين رداً على اتهامات بتجاوزات للركب وبالملايين؟ هل هناك إجراءات اتخذها المجلس لا نعرفها؟ هل هناك تحقيقات تمت.. ولا ندركها؟ الواضح أنه لا تحقيقات.. ولا يحزنون. الأزمة قائمة، والمجلس ما زال متهماً.. بينما النقيب، ومجلس النقابة.. ودن من طين وودن من عجين. الشهر الماضي قال أعضاء في مجلس النقابة إنهم سيتقدمون للنيابة ببلاغات في ما نشره أحد أعضاء المجلس على «فيسبوك». وعلى «فيسبوك» اتهم العضو إياه مجلس النقابة بالتجاوزات المالية، وإهدار المال العام، ونشر على حساباته الإلكترونية مستندات وأوراقاً خاصة بالنقابة.. تؤيد كما ادّعى اتهاماته. في المقابل، اعتبر أعضاء في المجلس أن العضو إياه هو الذي عليه أكثر من ملاحظة، وأكثر من شبهة. قالوا إن التجاوزات في حقه هو، وإن الذي يستاهل التحويل للنيابة هو. لكن لا تقدم أحد للنيابة، ولا اتخذ المجلس أي إجراءات في ما نُشر على مواقع التواصل، ثم إذا بالعضو الذي أعلن الاستقالة، عاد وسحب الاستقالة.. ودمتم. يعني العضو الذي استقال بحجة تجاوزات، قال إنه لا يقوى على الاستمرار معها عضواً في المجلس، كان هو نفسه الذي سحب الاستقالة وعاد عضواً في المجلس.. ثم لا شيء.يعني إيه لا شيء؟ يعني عادت المياه إلى مجاريها.. واستمر ما على «فيسبوك».. منشوراً على «فيسبوك».. كأن الأمر لم يكن. فلا تحرك مجلس النقابة، ولا تحرك النقيب. لا اتخذ المجلس إجراءات دفاعاً عن نفسه.. ولا حاسبوا العضو إياه على «خطيئة» استخدام مواقع التواصل في الأزمة».

مؤامرة دولية

«اهتم علي الفاتح في «البوابة نيوز» بالحديث عن ما جرى خلال الأسابيع الماضية بشأن التعامل الدولي مع ملف حقوق الإنسان في مصر، مؤكداً أنه يكشف كيف أصبحت تلك القيم السامية ركنا أساسيا من أركان نظرية المؤامرة؛ التي كنت واحدا ممن يتحفظون كثيرا في الاعتماد عليها لتفسير ما يحدث حولنا؛ لكن يبدو أن تلك هي الحقيقة التي ينبغي علينا عدم تجاهلها. فمع قرب موعد المراجعة الدولية الشاملة لملف حقوق الإنسان في مصر أمام المفوضية السامية في جنيف، طالعتنا الأخبار بتقرير صادر عن البرلمان الأوروبي قبل نحو أسبوعين، بُني على مجموعة أكاذيب وادعاءات لا دليل على صحتها، حول أوضاع حقوق الإنسان، ثم تبعه بأسبوع واحد تقرير الأمم المتحدة، الذي صدر الجمعة الماضية، تحت إشراف المقررة الخاصة أجنيس كاليمارد. كلا التقريرين اعتمدا على معلومات مغلوطة مصدرها مؤسسات ومنظمات تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، وما تسمى بـ«مجموعة العمل المصري من أجل حقوق الإنسان» المتحالفة مع التنظيم الإرهابي، وإن كان بعضها يدعي انتماءه لتيارات أخرى ليبرالية ويسارية. ولم يتبع كل منهما المنهجية العلمية في إعداد تقارير حقوق الإنسان قبل إصدارها، التي تفرض عليهما الحصول على وجهة نظر الدولة المصرية في ما ينسب إليها من انتهاكات، واكتفيا بالحديث عن وقائع بشأن مرسي، بدون تقديم دليل مادي واحد يؤكد حدوثها من عدمه. غياب وجهة النظر المصرية في التقريرين، يؤكد الغرض السياسي من صدورهما، وهو محاولة إحراج الدولة المصرية، بينما هي مقبلة على تقديم ملفها حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ضمن المراجعة الدورية الشاملة أمام المفوضية الشاملة في جنيف، للرد على 300 ملاحظة كانت قد تلقتها قبل خمس سنوات أثناء مراجعة 2014».

بحثاً عن الشهرة

«تطالب عبلة الرويني في «الأخبار» بوضع ضوابط ومعايير صارمة أمام ظاهرة البلاغات (العبثية) والاتهامات المرسلة بدون أدلة، التي يرفعها بعض المحامين من (هواة الشهرة) إلى النائب العام، ضد الكتّاب والمفكرين والفنانين وكل أصحاب الرأي، خاصة البلاغات المتعلقة بموضوعات غير محددة المعاني، غير واضحة المفاهيم، كازدراء الأديان والإساءة لسمعة مصر، وخدش الحياء، والحض على الكراهية، والحض على العنف، وإهانة الرموز.. ليس معقولا أبدا تقديم بلاغات إلى النائب العام حول طول فستان ممثلة، أو نوع البطانة المستخدمة في الفستان! ليس معقولا أبدا تقديم بلاغ حول إهانة النيل والإساءة لسمعة مصر لمجرد أن الفنانة شيرين أطلقت عبارة طائشة في إحدى الحفلات. ليس معقولا أبدا تقديم بلاغات حول كلمة في أغنية، أو مشهد في فيلم سينمائي.. ليس معقولا تأويل كل مناقشة، واتهام كل صاحب رأي بازدراء الأديان. ليس معقولا تقديم بلاغات للنائب العام لو فكر أحد في نقد البخاري أو الشيخ شعراوي.المطالبة بوقفة قانونية تضع ضوابط ومعايير للحد من تلك البلاغات العبثية، هو حماية للمواطنين من تلك الاتهامات الاستعراضية العشوائية.. وحماية أيضا للسلطات القضائية من التضليل، والانشغال بفحص بلاغات شاذة وغريبة تنتهي في الأغلب إلى الحفظ.. ليست فقط الضوابط والمعايير للبلاغات.. لكن لابد أيضا من محاسبة من يقومون بتقديمها، ويكدرون سلامة المجتمع. لابد من محاسبتهم ومعاقبتهم، معاقبة البلاغ الكاذب، أو عقوبة السب والقذف، التي حددها القانون (303 من قانون العقوبات) بالحبس والغرامة».

حق النقد لمن؟

أكد سيد علي في «الأهرام» على أن الشيخ الشعراوي ليس فوق النقد، وغير معصوم هذا لا جدال فيه: «لا شك في أن الشيخ الشعراوي ليس منزهًا ولا معصومًا، وله أخطاؤه البشرية وزلاته الإنسانية، ولكن الذين ينتقدونه اليوم ويتهمونه تلك الاتهامات، إنما يقصدون ذلك الدين لا الشيخ في ذاته.. هذا ديننا وليس دين الشعراوي فقط، وغضبنا لديننا قبل أن يكون لشخص نحسبه على خير، ونفع أمته ولو بكلمة في يوم من الأيام.. والشيخ الشعراوي ليس نبيًا ولن يكون، ولكنه أيضًا عالم رفيع القدر له مكانة عظيمة في قلوب ملايين المسلمين، ومن ينتقده يكون مثله أو يضاهيه في العلم والمكانة. والبون شاسع بين الانتقاد والإساءة، واتهام الإمام بالتطرف مرفوض رفضًا قاطعًا.. ثم ما زاد الأمر تعقيدًا أن هناك من ركب الموجة، وإذا كنت من المدافعين أو المحبين يتصدى لك تنظيم المتنطعين من بعض العلمانيين، مناط الموضوع هو النقد بقدر من العقل والحكمة، وإعمال العقل طرحًا ومنطقًا لا إعمال الهوى عند النقد، فضلا عن الصياغة السليمة في الطرح لا الصياغة الركيكة الممجوجة، كما فعلت تلك «الفتاة» عندما وصفته بالمتطرف، أو كما زعم خالد أبوالنجا بأنه شيخ جاهل، وهناك فرق بين النقد والتطاول. هناك مواقف من عهد الخلفاء للنقد حدثت؛ مثل عندما كان عمر يريد إلغاء المهور فردت عليه امرأة وذكرته بالآية القرآنية التي تقر هذا الأمر، فقال قولته المشهورة أخطأ عمر وأصابت امرأة.. والواقع الجاري حاليًا – والحقيقة التي نعاينها – يقولان إن العلمانيين العرب – لا سيما المصريين منهم – في أغلبهم – إقصائيون ويكرهون التعدد والتنوع والاختلاف، وهم الذين يثبتون أنهم ضد الديمقراطية وصندوقها الانتخابي الصغير؛ طالما لم يأتِ بهم! وردود أفعال كثير منهم إزاء الانتخابات التونسية الرئاسية والبرلمانية الأخيرة فضحتهم وعرتهم وكشفتهم».

الإرهاب ضد البناء

«في الوقت ذاته الذي نخوض فيه معركة البناء والتعمير والتنمية الشاملة، فإننا نخوض أيضاً معركة شرسة وحرباً مقدسة للقضاء على الإرهاب الأسود وفلول جماعة الإفك والضلال، الساعين للخراب والدمار، يضيف محمد بركات في «الأخبار»، علينا أن ندرك أن ذلك قدر مصر وقدرنا الذي استوجب أن نخوض المعركتين معاً، إذ ما إن بدأنا في مسيرة التنمية والإصلاح والتطوير، إلا وانطلقت قوى الشر وجماعة الضلال تشن علينا حرباً إرهابية قذرة، بهدف إعاقة المسيرة وهدم أركان الدولة، وهو ما فرض علينا أن نخوض المعركتين معاً، لحماية الدولة والقضاء على الإرهاب، وبناء الدولة الحديثة.
فعلى مسار المواجهة مع الإرهاب وقوى الشر، يقوم أبناء مصر الأبطال في القوات المسلحة والشرطة، بتحمل المسؤولية الوطنية بكفاءة عالية، لحماية الدولة والشعب، والحفاظ على الأمن والأمان والاستقرار، والقضاء على خفافيش الظلام الساعية لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار وترويع المواطنين. وفي الوقت نفسه تسابق مصر الزمن لتحقيق طفرة كبيرة على طريق التنمية والتطوير والتحديث، وتنفيذ الخطة القومية للبناء والتعمير في كل مكان على أرض الوطن، من الإسكندرية شمالاً وحتى أسوان جنوباً، ومن السلوم ومرسى مطروح غرباً وحتى سيناء شرقاً.
وفي ظل ذلك تشهد مصر العديد من المشروعات القومية الضخمة والعملاقة، في كل يوم وفي كل مكان وفي كل المجالات الإنتاجية والخـــدمـــية، سواء في الزراعة أو الصناعة أو الإسكان، أو الطــرق والكــــباري والأنفـــاق، والكهرباء وغيرها. وكل ذلك يتم في الوقـــــت ذاته الذي نواجه فيه أعداء الوطن وأعداء الحياة.. ونسعى بكل العزيمة والإصرار لبناء الدولة المدنية الحديثة والقوية».

معركتنا القادمة

يسأل مجاهد خلف في « الجمهورية»: «هل مصر مقبلة على عملية إصلاح ثقافي حقيقية؟ سؤال يتردد بقوة بعد الدعوة المهمة التي وجهها الرئيس السيسي للأزهر والأوقاف في الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وتأكيد الرئيس على ضرورة أن تكون اللقاءات مفتوحة غير مقيدة بيوم أو اثنين، أو حتى أسبوع للحوار مع كل أطياف المجتمع.. السياسي منها والاقتصادي والثقافي والاجتماعي، وحتى الأمني وليس الديني فقط. المهم أن نتحدث ونسمع لكي نعرف أن الشأن العام أمر مختلف عن المفهوم الفردي والجماعي.. وأن مسؤولية المجتمع ليست حماية النظام، وإنما حماية الدولة المصرية بعناصرها، كما قال الرئيس. والحقيقة أنه آن الأوان للبدء في خطوات جادة نحو إصلاح ثقافي جاد وحقيقي، يقيم المعوج ويضع حدا لعملية الخلخلـــة المقيـــتة، ويوقف حالة الارتباك على الساحة الثقافية، ويعيد الروح إلى المدرسة المصرية الأصيلة والمنهج المصري الخالص في التنوير، وقيادة حركة الوعي، ليـــس في مصر فقط، بل في المنطقـــة كلها. فالثقافـــة المصــرية منذ نشأتهـــا من آلاف السنين قائمة على البناء والتشييـــد والارتقاء بالإنسان، وشكلت حضارة البنائين العظام في كل شيء وفي كل فروع العلم والمعرفة، واستطاع المصري بعبقريته أن يتجاوز كل حدود الزمان والمكان، ويتحدى كل الصعاب، ويترك كل الشواهد الحضارية التي لا تزال تدهش العالم وتربكه أيضا بأسرارها، التي تتكشف يوما بعد يوم. وليس بخاف على أحد أن الثقافة المصرية الأصيلة، هي التي وفرت الحماية والحصانة لمصر وشعبها من الاندثار أو الذوبان في ثقافة أي من الغزاة، أو قوى الاحتلال، مهما طالت المدة أو قصرت.. واستطاعت أن تحتفظ بلغتها ولسانها، بل تؤثر في ثقافة المحتل وعاداته وتقاليده».

أسوأ اختراع

التدخين كما يصفه حسن فتحي في «الأهرام» أخطر منتج في تاريخ البشرية، فهو أسوأ اكتشاف عرفه كريستوفر كولومبس عن الهنود الحمر، ونقله البحار الفرنسي نيكوت عام 1559 إلى أوروبا، لذلك حملت المادة الرئيسية في التدخين عارًا اسمه «نيكوتين»، ومخطئ من ظن يومًا أن التدخين عادة، بل هو إدمان؛ لأن النيكوتين الموجود فيه يُسبب الإدمان الذي يُعد أول درجة في سلم الإدمان، فهو البوابة الملكية الخضراء نحو الإدمان ، كل مُدمن بدأ رحلته نحو الإدمان بسيجارة.
رغم إجراءات وقوانين حظر التدخين في كثير من الأماكن العامة في كل دول العالم، تبقى المشكلة أن أعداد المدخنين تتزايد، وهم يكسرون اليوم حاجز المليار شخص، يموت منهم سنويًا نحو 7 ملايين شخص، منهم 900 بسبب التدخين السلبي! والمصيبة أن «تجارة الموت» ارتدت قناع العلم، حين اشترى عام 1970 فيليب موريس، صاحب إحدى كبرى شركات التبغ في أمريكا، معهد بحوث الصناعة والبيولوجيا في ألمانيا، لاستغلال علمائه في التحذير من أي تقدم علمي يكشف مخاطر التدخين، وحصر دوره في تسليط الضوء على مسببات أخرى للأمراض التي يسببها التدخين، والطريف أن العالم السويدي راجنر ريلاندر ـ أحد علماء المعهد ـ الذي كان يتركز دوره حول قضية التدخين السلبي، كان عضوًا في اللجنة القومية السويدية لحماية البيئة، كثير من المدخنين مهما ذكرّتهم بالكوارث الصحية للتدخين، لا تجد منهم سوى إعراض.
وكثيرة هي الدراسات التي حذرت من مخاطر تعاطيه على الدماغ، منها أن سيجارة واحدة منه تغير تركيب دماغ المراهق، وأنه قد يؤثر سلبًا على مهارات التذكر والتفكير المنطقي والمشاعر العاطفية مثل مشاعر الخوف والقلق، كما أنه قد يعرّضهم مستقبلا للإصابة بمرض الفصام»

- بعد تثبيت الهدنة: «حماس» و«الجهاد» جبهة واحدة / الاخبار

بينما استقرّت الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، عقب اكتفاء الجيش الإسرائيلي بقصف بعض المواقع الخالية فجر أمس ردّاً على صواريخ أُطلقت من القطاع على رغم سريان التهدئة، عُقدت اجتماعات على الصعيدين السياسي والعسكري بين فصائل المقاومة، ولاسيما «حماس» و«الجهاد الإسلامي». وفي هذا الصدد، نُقل عن عضو المكتب السياسي لـ«الجهاد»، خضر حبيب، وصفه علاقة حركته بـ«حماس» بـ«المتينة»، وتأكيده أن «المقاومة في غزة جبهة واحدة... و(يجب) تفويت الفرصة على الاحتلال لدقّ أسافين بين الحركتين»، وأنه «إذا كانت هناك أمور مختلَف عليها فخلال جلسة سنرتب هذه الأمور».

وعلمت «الأخبار» أن قيادة الذراعين العسكريتين للحركتين، «سرايا القدس» و«كتائب القسام»، عقدت أمس اجتماعاً «تشاورياً» حول العدوان الإسرائيلي الأخير وطبيعة الرد عليه، مضيفة أنه «ساد الاجتماع جوّ من العتاب المتبادل، لكنه خلص إلى تقييم الجولة واستخلاص العبر على أكثر من صعيد»، على أن تتبعه جلسات أخرى تُركز على التنسيق الميداني وآليات تفعيل «الغرفة المشتركة». وفيما تتوقع أوساط كثيرة انهيار التهدئة قريباً، لفت حبيب إلى أن «العدو دائماً لا يلتزم بعهد أو ميثاق ويتملّص من التفاهمات»، محذراً من أنه «إن أقدم على ارتكاب مجازر أو قتل فصواريخ المقاومة جاهزة لردعه... الاحتلال هو من بادر بالاتصال بالوسطاء من أجل التوصّل إلى تهدئة». من جهته، شدّد المتحدث باسم «الجهاد الإسلامي»، مصعب البريم، في تصريحات صحافية أمس، على أن «الوحدة الوطنية والميدانية ليست خياراً بل هي عقيدة... لن نسمح لهذا الاحتلال بأيّ سيناريو وبأيّ أداة من أدواته أن يشق الصف الوطني أو يهدد نسيجه».

زعم العدو أنه استهدف بالخطأ منزل السواركة حيث استُشهدت عائلة بأكملها

ورأى القيادي في «حماس»، أحمد يوسف، بدوره، أن ما جرى في العدوان الأخير وردّ المقاومة عليه «يمثل أذكى أنواع التكتيك الذي استخدمته غرفة العمليات المشتركة في إدارة المعركة»، مضيفاً أن «الحرب خدعة، ومن الذكاء ألّا تُستخدم كلّ قدرات المقاومة مرة واحدة... العالم يفهم ردّ الجهاد الإسلامي على تخطّي دولة الاحتلال للخطوط الحمراء ونقضها لقواعد الاشتباك... نؤكد في حماس أن علاقتنا مع الجهاد في أفضل حالاتها منذ سنوات». وأشار يوسف، في حديث إلى وكالة محلية، إلى أن «الجميع كان يعلم أن حماس وإسرائيل لا تريدان حرباً، لكن (رئيس حكومة العدو بنيامين) نتنياهو أراد تحقيق بعض المكاسب السياسية، ومحاولة خلق خلافات بين حماس والجهاد، والتأثير في الانتخابات الفلسطينية»، مستدركاً: «حماس أعلنت درجة الاستنفار القصوى خلال العدوان، وأيدي مقاتليها كانت على الزناد». وجاءت هذه المواقف في وقت نعت فيه «القسام»، أمس، عنصراً منها استُشهد جراء العدوان هو أحمد أيمن عبد العال (22 عاماً)، الذي قالت إنه «ارتقى إثر قصف إسرائيلي شرق حي التفاح برفقة شقيقيه إبراهيم وإسماعيل».
من جانب آخر، ادّعى جيش العدو، أمس، أن استهدافه منزل عائلة السواركة في مدينة دير البلح (وسط) قبل ثلاثة أيام «كان بالخطأ، وبناءً على معلومات غير دقيقة». ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن الجيش قوله إن «التقديرات كانت تشير إلى أن المنزل فارغ من ساكنيه، والجيش يحقق في نتائج ذلك الهجوم الذي أودى بحياة ثمانية فلسطينيين»، خمسة منهم أطفال. وزعم المتحدث العسكري الإسرائيلي أن «هدف الهجوم كان قائد وحدة الصواريخ في سرايا القدس رسمي أبو ملحوس، من قبيلة السواركة»، فيما دعا منسق الأمم المتحدة لـ«عملية السلام» في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، الاحتلال إلى «التحقيق في مجزرة عائلة السواركة». وقال ملادينوف عبر حسابه في «تويتر»: «لا يوجد مبرر لمهاجمة المدنيين في غزة أو أي مكان آخر. هذه المأساة».
إلى ذلك، حجب تطبيق «واتسآب»، فجر أمس، عشرات الأرقام الفلسطينية عقب تداولها للأخبار الميدانية إبان يومي العدوان. ونشر عشرات المواطنين، وغالبيتهم من الصحافيين، أن التطبيق حظّر حساباتهم في حملة واحدة.

- نجل شارون يُقِّر بفشل الكيان بالجولة الأخيرة في غزّة و”يشرح الأسباب”!ّ الناطِقة العسكريّة السابِقة تؤكِّد: اغتيال أبو العطا لم يُساهِم باستعادة الردع الإسرائيليّ الذي اختفى

“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
ما زالت مفاعيل الجولة الأخيرة من القتال بين كيان الاحتلال الاسرائيلي وحركة (الجهاد الإسلاميّ) في قطاع غزّة، ما زالت تُهيمِن وتُسيطِر على الأجندة السياسيّة والإعلاميّة في تل أبيب، حيثُ يتركّز النقاش المُحتدِم على السؤال المفصليّ والمصيريّ بالنسبة للإسرائيليين، قيادةً وشعبًا: هل ساهمت الجولة الأخيرة في استعادة قوّة ردع جيش الاحتلال، والتي باعترافٍ رسميٍّ إسرائيليٍّ لم تتآكل فقط، بل اختفت عن الوجود، ويتضِّح أنّ الخلافات والتباينات في الآراء ما زالت سيّدة الموقِف في الكيان، إذْ أنّه خلافًا لما كان يجري في الماضي، فإنّ اختفاء الردع، شطب عن الخريطة أيضًا ما يُطلَق عليه الإجماع القوميّ الصهيونيّ.
وفي هذا السياق قال د. عيران ليرمان، وهو مسؤول كبير سابِق في شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، قال إنّ كلّ بحثٍ في مسألة معاني الجولة الأخيرة يجِب أنْ يبدأ بإزالة المعضلة المفترضة ظاهرًا، عن الطاولة، ألا وهي: هل كانت تصفية الشهيد بهاء أبو العطا مجدية، في ضوء الثمن الاقتصاديّ الباهِظ المتمثل بتعطيل مناطق واسعةٍ في إسرائيل؟ وردًا على هذا التساؤل، قال الباحِث الإسرائيليّ، الذي يشغل منصب رئيس معهد القدس للإستراتيجية والأمن، قال إنّه من حيث الجوهر، الردع هو وضعٌ نفسيّ غامضٌ وغير مستقر، وليس غرضًا ماديًا يمكِن أنْ يُقال عنه بشكلٍ ملموسٍ إنْ كان موجودًا أمْ لا، على حدّ تعبيره.
وتابع قائلاً في دراسةٍ بحثيّةٍ نشرها على موقع المعهد، تابع قائلاً إنّه على الرغم من ذلك، ثمة أمور يُمكِن الإشارة إليها: أولاً وقبل كلّ شيء، القرار الواضح والثابت لقيادة حماس بعدم الانضمام إلى القتال يعكِس ليس فقط العداء المتبادل بينها وبين الجهاد الإسلامي، بل أيضًا يعكس الردع الذي نجحت إسرائيل في خلقه بالفعل، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّه لو اعتقدت حماس بأنّ الثمن سيكون متدنيًا، ما كانت لتتردد في تثبيت موقعها كـ”الأخ الأكبر” وأخذ الصدارة في إدارة المعركة مع إسرائيل، أمّا إنّهم لم يفعلوا، فلذلك معنى عمليّ ورمزيّ بعيد الأثر، طبقًا لأقوال الباحِث الإسرائيليّ.
بالإضافة إلى ما ذُكر آنفًا، رأى د. ليرمان أنّه بالنسبة للجهاد الإسلاميّ نفسه، فهو يدعي أنّه “انتصر” وفرض معادلة جديدة، ولكن الدخول في دائرة المفاوضات مع مصر كان يعني أنّ إسرائيل حققت هدفها الأساس، فالتعهد بوقف النار، شدّدّ الباحِث، معناه أنّ التنظيم يتخلّى، تحت الضغوط المتداخلة من مصر وحماس، وبأثر خسائره أيضًا، عن نيته في إثارة، بتكليف من إيران، استفزازات متزايدة التعاظم، مُضيفًا أنّه كان يُفترض بهذه أنْ تتداخل مع محاولات النظام في طهران لهزّ المنظومة الإقليميّة والدوليّة من أجل فرض مفاوضات نووية متجددة وفقًا لشروطها والخروج من الضائقة الاقتصاديّة المحتدمة عقب العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكيّ ترامب.
وشدّدّ د. ليرمان على أنّه إذا كانت الحملة أدت، حتى ولو لفترةٍ زمنيّةٍ محدودةٍ، إلى شطب قدرة حركة (الجهاد الإسلاميّ) في فلسطين على تقديم خدمات من هذا النوع لأسياده في طهران، فإنّ خطوات إسرائيل تكون قد خدمت بشكلٍ جيِّدٍ مصلحتها الإستراتيجيّة ومصلحة غيرها، وصمت العالم العربيّ يثبت ذلك، على حدّ قوله.
على صلةٍ بما سلف، تساءل غلعاد شارون نجل رئيس الوزراء السابِق، أريئيل شارون، تساءل: كيف تسمح لإسرائيل الدولة أنْ تُصاب بحالة شللٍ كاملةٍ، ومؤتمرات صحافيّة، وتبريرات إسرائيليّة، عقب الاغتيال الأخير، وما أعقبه من تصعيدٍ عسكريٍّ في غزة، مُشيرًا في مقالٍ نشره بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، والذي جاء تحت عنوان: “فشلنا في غزة”، مُشيرًا إلى أنّه ما بدا لافتًا وغريبًا خلال هذه الجولة أنّ الفلسطينيين في غزة نجحوا في أنْ يجعلونا نعتاد على أنْ تتلقّى المستوطنات في “غلاف غزة” الضربات المتتاليّة، وأنْ تعطّل نصف الدولة، وكل ذلك بسبب غياب الردع والفشل الذي نعيشه اليوم، على حدّ تعبيره.
من ناحيتها وصفت الجنرال في الاحتياط، روت يارون، الناطِقة العسكريّة السابِقة لجيش الاحتلال، وصفت في حديثٍ مع القناة الـ11 بالتلفزيون العبريّ، بُثّ أمس الجمعة ما حدث بالقول: اغتلنا أبو العطا، وكانت العملية ناجحةً، ولكن فورًا بعد انتهاء العملية بدأت إسرائيل بتوجيه الرسائل الحمائميّة إلى (الجهاد الإسلاميّ) بأنّه لن تعود إلى سياسة الاغتيالات المُمركزة، وأنّها ليست معنيّةً بالتصعيد، مُشيرةً إلى أنّ هذه الرسائل، بالإضافة للتوجه لمصر للتوصّل إلى تهدئةٍ مع (الجهاد الإسلاميّ)، أفرغت العملية من مضمونها، وبالتالي فإنّ الاغتيال لم يُساهِم في استعادة الردع الإسرائيليّ المفقود، طبقًا لأقوالها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2184540

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع تقارير وملخصات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2184540 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40