الثلاثاء 14 أيلول (سبتمبر) 2010

الزعران الجدد في «الشرق الأوسط»

الثلاثاء 14 أيلول (سبتمبر) 2010

بخلاف «دعاء السفر» الذي زود به الحاخام عوفاديا يوسيف أبا مازن، وانضمت اليه حماس ايضا على طريقتها، اهتم مثقفون عرب بأن يباركوا فريق التفاوض الفلسطيني مباركة صادقة من أجل النجاح في المحادثات المباشرة مع «إسرائيل». يتفق كتاب عرب على أن الفلسطينيين الذين امتازوا بإضاعة كل فرصة ممكنة للتوصل الى السلام، ليس لهم بديل أنجح. وليس لهم ببساطة ما يخسرون. والأساس ألا تلقي الولايات المتحدة عليهم تهمة الفشل.من الواضح للجميع أن عدم التفاوض يعني عدم الأمل، الذي يفضي الى يأس يمكن أن يسوق الى مواجهة اقليمية وهي مواجهة لا ترغب فيها أي واحدة من الدول العربية المعتدلة، وستخدم في الأساس ايران ومندوبيها حزب الله وحماس وفتح الاسلام والقاعدة. يرى مؤيدو الاتصالات بـ «إسرائيل» أن العمليات التي تنتجها حماس تعمل في غير مصلحة الفلسطينيين في جولة المحادثات الحالية. «حلوا المشكلة وأريحونا»، يقول سامي البحيري، وهو مصري يعيش في الولايات المتحدة. يكتب البحيري على نحو ثابت في الموقع العربي الشعبي «ايلاف»، ويلخص جملة تعتعات تصحبه منذ ولادته، ويشارك فيها كما نفترض عشرات ملايين العرب. يشهد البحيري على أنه سمع منذ ولادته في خطب يوم الجمعة كيف يلعنون «إسرائيل» ويدعون الله ان يرمل نساءها، وييتم أبناءها ويجعل جميع سكانها قتلى على أيدي العرب. بعد ذلك أتى اليساريون وأملوا طرح «إسرائيل» في البحر. بعد الأيام الستة، أتت المطربة اللبنانية فيروز وغنت أغنية شوق للقدس كانت ترمي الى اذابة قلب العدو. بيد أنه لا الدعوات ولا الغناء ولا البلاغات الخطابية ولا الحروب ساعدت في هزيمة «إسرائيل». وأسوأ من ذلك أن العرب فقدوا في غضون ستين سنة كل أرض فلسطين تقريبا والقدس بسبب الاحتلال وتهويد الاراضي. ودفع العالم العربي ثمنا باهظا عن تأجيج الصراع الدامي، في حين أهمل تربية أبنائه والاهتمام بمستقبلهم.يظهر تناول عقلاني للنزاع وحله في المقالة الرائعة التي نشرها رئيس مصر حسني مبارك في صحيفة «نيويورك تايمز». يعرض مبارك في المقالة دروسا مأخوذة من عالم الكاوتشنغ: من أجل احداث دافع الى التغيير يحتاج الى اغراء كبير يرتفع مثل شعلة إزاء أعين الطرفين. ويرى أن الحل يجب أن يمنح «إسرائيل» الاحساس بالأمن من جهة مع الأخذ في الحساب الصدمة الكبيرة في ماضيها التي تثقل على الحاضر، وأن يعرض من جهة أخرى السلام على جميع الدول العربية، على حسب مخطط المبادرة العربية التي تقوم على انسحاب من جميع الأراضي العربية.تدرك أكثر الدول العربية اليوم أنه اذا لم يحدث شق طريق في الصراع فان الوضع قد يتدهور. فجميع الظروف تعمل الآن في مصلحة الزعران الجدد الذين أتوا حي «الشرق الاوسط» ويهددونه بالسلب والهيمنة الاجنبية. ومن هنا فان فكرة ان يشتمل اطار الحل على جميع دول المنطقة شرط ضروري لنجاح التفاوض. إن اتفاقا «اسرائيليا» مع سورية سيخلصها من حضن ايران وحزب الله وقد يأتي العراق بشيء من الهدوء. ولن نتحدث عن نوع من الهدوء للبنان وتخفيف موجة الارهاب في المنطقة كلها.والى ذلك يُطرح سؤال: هل أبناء الجيل الجديد في العالم العربي، وفيهم أبناء الفلسطينيين الذين يعيشون في الجاليات، ما زالوا مستعدين لبذل مالهم وجهدهم للقضية التي استمرت عشرات السنين؟ يخشون في الجانب الفلسطيني أن يكون جواب ذلك بالنفي.

- [**ليندا منوحين | «معاريف» | 14 ايلول (سبتمبر) 2010*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2182959

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

6 من الزوار الآن

2182959 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40