الجمعة 25 كانون الثاني (يناير) 2019

مستقبل «إسرائيل» بين التفاؤل والتشاؤم

الجمعة 25 كانون الثاني (يناير) 2019 par عوني صادق

يطلق بعض «الإسرائيليين» على بنيامين نتنياهو اسم «ملك إسرائيل»، وسبق لهم أن أطلقوه على الجنرال أرئيل شارون، انطلاقاً من معطيات معينة أهمها التمسك بما يسمونه «إسرائيل الكبرى» التوراتية. يمكن أن يضاف في حالة نتنياهو كونه أطول رؤساء الحكومات «الإسرائيلية» عمراً في السلطة منذ قيام دولتهم، وعدم وجود منافس حقيقي له وهو على عتبة حكومته الخامسة. مع ذلك، ينقسم «الإسرائيليون» اليوم إلى قسمين: قسم «متفائل» يرى أن سياسة نتنياهو ستحقق لهم أحلامهم، وقسم «متشائم» يرى أن هذه السياسة ستفضي إلى كارثة تؤدي لانهيار الدولة القائمة. وبين المتشائمين والمتفائلين يدور جدل اشتد في الأسابيع الأخيرة، وشارك فيه مؤرخون وسياسيون وجنرالات، بدأ بالمقابلة التي أجرتها مع المؤرخ الصهيوني بني موريس صحيفة (هآرتس- 9-1-2019)، ثم الردود عليها. وسأتوقف عند أبرز ردَّين قرأتهما، على ما اعتبر «نبوءة» المؤرخ.
في مقال له عنونه «إسرائيل بين تعزيز الجيش ورؤيا المؤرخ والجنرال»، نشر في صحيفة (معاريف- 14-1-2019)، أراد يوسي أحيمئير الرد على «أبرز المتشائمين» بمستقبل «إسرائيل»، فبدأ بأقوال موريس الذي رأى أنه «غير مؤهل» للتنبؤ، مشدداً على أن موريس الذي رأى أنه «بعد 30-50 سنة سيتغلب الفلسطينيون علينا كيفما اتفق...»، وعلق عليها قائلاً: «ليس كل مؤرخ يسمح لنفسه بأن يتنبأ بالمستقبل، وبالكاد ينجح في أن يحلل ويصف الماضي»! وانتقل الكاتب بعد ذلك إلى ما كتبه اللواء احتياط اسحق بريك، مأمور شكاوى الجنود الذي أثار بدوره زوبعة كبيرة بالتقرير الذي وضعه حول «جهوزية الجيش الإسرائيلي»، فيرى أن نظرته هي الأكثر تشاؤماً ويلخص أقواله بأنه «في غضون سنة إلى سنتين قد نصل إلى نقطة اللاعودة»، وأضاف: «هذه الدولة تعيش على التايتنك. يعيش الجيش الأزمة الأشد التي رأيتها منذ تجندت للخدمة النظامية العام 1965».
ويرد الكاتب بقوله: إن نبوءة موريس ستتبدد لأنه ليس أول المتنبئين بالخراب الذين تبددت نبوءاتهم. أما أقوال بريك، فسيقول عارفون آخرون: إن الجيش «الإسرائيلي» أصبح اليوم القوة العسكرية الأقوى في المنطقة، وأنه ذو قوة وقدرات لم يكن مثيل لها قط! وفي رأيه أن الأمر يقتضي أن تعيش «إسرائيل» لسنوات طويلة على حرابها وهكذا تضمن مستقبلها. أما دور القيادة في السنوات التالية فهو أن تعمل على أن يتعزز الجيش أكثر فأكثر، وإلا ستتحقق رؤيا اللواء الشجاع وعظيم الحقوق، وسيتجسد الكابوس كما يرسمه المؤرخ»!
الرد الثاني على «المتشائمين» الصهاينة، كتبه ميرون ربابورت في صحيفة (هآرتس- 17-1-2019)، تحت عنوان «بعيداً عن تخويفات موريس ونتنياهو»، قال فيه: الكثير من اليهود في «إسرائيل» يوجدون في منطقة بين نتنياهو الذي يقول بأننا سنعيش على حرابنا إلى الأبد، وبين موريس الذي يقول بالانهيار الحتمي لدولة «إسرائيل»، لأنهم، من جهة، يعتقدون أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، والوضع الراهن هو المفضل على التسوية بالنسبة إليهم. ولأنهم، من جهة أخرى، يخشون أن الوضع الراهن سيقود إلى كارثة. الكثيرون من اليهود يكونون في يوم مع نتنياهو، وفي يوم آخر مع موريس، والحل في رأي ربابورت هو «هناك حاجة أخلاقية لتقديم حل جديد، حل يقوم على الشراكة والمساواة والاحترام المتبادل»!! كيف؟ يشرح: «باختصار، دولتان مستقلتان تعيشان معاً في إطار مشترك، مع مؤسسات مشتركة تحافظ على حقوق جميع المواطنين في كل مكان يختارون العيش فيه».
المتجادلون الصهاينة، المتشائمون منهم والمتفائلون، يتجاهلون بشكل أو بآخر الموقف الوطني الفلسطيني، مع أنهم يعرفون أن الفلسطينيين في نهاية المطاف ومهما كانت الظروف لن يفرّطوا في وطنهم، كله أو بعضه. «المتشائمون» منهم يريدون ويعملون للاستيلاء على فلسطين كلها، وهم الذين في السلطة، وهم في سبيل ذلك يرتكبون كل ما يدفع الفلسطينيين إلى التمسك بالوطن كله. أما «المتفائلون» فيقترحون حلولاً يعرفون أن سلطتهم لا تفكر فيها ولا تسمح لأحد أن يفكر فيها، وبالتالي هم يثرثرون وحسب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 2599 / 2183335

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع وفاء الموقف  متابعة نشاط الموقع عوني صادق   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2183335 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40