الجمعة 8 شباط (فبراير) 2019

«بيضة القبان» في انتخابات «إسرائيل»!

الجمعة 8 شباط (فبراير) 2019 par عوني صادق

أشهر عدة انقضت، والحديث يدور حول ما إذا كان سيذهب نتنياهو إلى إجراء انتخابات مبكرة، قبل أن يقرر ذلك فعلاً. في تلك الأشهر انشغل المحللون في تفنيد الأسباب التي ستجعل نتنياهو يذهب للانتخابات، وكان أهمها التحقيقات الجارية بشأنه حول تهم الفساد. لكن نتنياهو لم يفعلها حتى بعد انسحاب وزير الحرب أفيجدور ليبرمان وحزبه من الائتلاف الحاكم، بل اغتنمها فرصة ليحتل المنصب الذي طالما حلم به! لكنه لم يكن ليؤجل تقديم استقالته طويلاً، وهو يترأس حكومة مرهون سقوطها بصوت واحد (61 صوتاً)، فجاءت الاستقالة، وتحدد إجراء الانتخابات المبكرة في إبريل/نيسان المقبل.
حتى اليوم، تُجمع كل الاستطلاعات على أن حزب نتنياهو (الليكود) سيحصل على (30 مقعداً)، وربما أكثر، والحزب الذي يليه لن يزيد على نصف مقاعده. لكن التحالفات التي قد يعقدها الخصوم، تمثل الخطر الوحيد الذي يمكن أن ينهي حكم «الملك». وفي قائمة المنافسين، أظهرت الاستطلاعات أن رئيس أركان الجيش المنصرف بني غانتس هو الوحيد الذي يشكل تحدياً لنتنياهو، لكن تلك الاستطلاعات لم تعطه أكثر من (14) مقعداً في أحسن التوقعات. وهكذا أصبح الحديث عن تحالف يمكن أن يقوم بين غانتس، رئيس حزب «مناعة إسرائيل»، وبين زعيم الحزب الثالث في نتائج الاستطلاعات (يوجد مستقبل) يائير لبيد، هو الإمكانية الوحيدة القابلة للنجاح والقادرة على إزاحة نتنياهو عن سدة الحكم.
وفي رأي كبار المحللين «الإسرائيليين»، لا يملك غانتس إلا سيرته العسكرية. وعندما أراد أن يتفاخر بهذه السيرة، لم يجد شيئاً يذكر بأمجاده غير جرائم الحرب التي ارتكبها ضد المدنيين في غزة أثناء عدوان 2014. والفرق بينه وبين نتنياهو أنه لا يواجه تهماً بالفساد. أما يائير لبيد، فيرونه لا يحمل بين جنبيه سوى عدائه للعرب وللحريديين، ولا يتحدث إلا عن «فصل الدين عن الدولة». وإذا كان لبيد قد صرح بأنه لن يجلس في حكومة واحدة يترأسها نتنياهو إذا رفعت ضده لائحة اتهام بالفساد، فإن كثيرين يرونه «يعارض حتى الآن الوحدة مع غانتس، ويهرب من حزب العمل طالما لاتزال فيه الروح. وهكذا يدفن رئيس (يوجد مستقبل) إمكانية خلق كتلة ذات احتمال لإسقاط حكم نتنياهو» (معاريف - 2019/1/29).
المهم أن استطلاعات الرأي اليوم تُظهر، أن لبيد يمثل «بيضة القبان» في انتخابات الكنيست الحالية. لكن التصريحات التي يطلقها زعماء الأحزاب عموماً، والذين يمكن أن يشكلوا خطراً على نتنياهو خصوصاً، تظهر أنهم كلهم يريدون البقاء في السلطة، حتى لو لم يحلم أحدهم بالوصول إلى رئاسة الوزراء. وبالنسبة لغانتس الذي ترشحه الاستطلاعات لينافس نتنياهو على رئاسة الوزراء، حيث أعطته نسبة 42% مساوياً لنسبة نتنياهو، ما يمكن في لحظة ما أن يخلق خلافاً بين غانتس ولبيد. إلى جانب ذلك، هناك من يرى أنه «في دولة تضربها الحروب والعمليات الإرهابية، فإن موضوع الأمن ينجح على الأغلب في التعتيم على أي اعتبار آخر». وهذا أمر واضح بالنسبة ل«جيش له دولة»! ويقول هؤلاء: «هنا يبقى غانتس ولبيد (إذا نجحا في حل مسألة الشخص القائد، ومن المشكوك فيه أن يحدث ذلك)، بين الاختيار بين جدول أعمال أمني أمام نتنياهو، الذي يحصل على نقاط كثيرة لصالحه في أوساط الجمهور في هذا المجال، وبين جدول أعمال اقتصادي- اجتماعي، حيث لا أحد منهما يعتبر لاعباً اجتماعياً»! (هآرتس- 2019/1/31).
والخلاصة، قبل أن يقرر نتنياهو إجراء «الانتخابات المبكرة»، كانوا في تل أبيب يجمعون أن أحداً لن يهز عرش نتنياهو، وأنه سيشكل الحكومة القادمة. اليوم مع سيل الاستطلاعات، يرى كثيرون أن لبيد الذي يعتبر «بيضة القبان» سيقف إلى جانب نتنياهو لأنه «يعتقد ببساطة أن هذا هو طريقه الوحيد للدخول إلى الائتلاف التالي والنجاة من الموت السريري في المعارضة»! (معاريف- مصدر سابق). أما غانتس، فيمكن أن ينتهي بصفقة يحل بموجبها وزيراً للحرب في حكومة يترأسها نتنياهو!!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 92 / 2183450

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام منوعات  متابعة نشاط الموقع الكلمة الحرة  متابعة نشاط الموقع وفاء الموقف  متابعة نشاط الموقع عوني صادق   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

2183450 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 24


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40