كشفت مصادر فلسطينية موثوقة لـ “الحياة” اللندنية، النقاب عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو “خدع” الرئيس محمود عباس، ونكث تعهده عدم تصعيد الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك وتوتيرها.
وقالت المصادر، أن الرئيس عباس “دان” خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو العملية الفدائية في المسجد الأقصى بعد ساعات قليلة على وقوعها، فيما “تعهد” نتنياهو “عدم اتخاذ أي إجراءات تصعيدية” في المسجد الأقصى والمدينة المقدسة لـ “تهدئة” الأوضاع و “عدم توتيرها” مقابل إدانة السلطة الفلسطينية العملية التي نفذها ثلاثة فلسطينيين في باحة المسجد يوم الجمعة الرابع عشر من الشهر الماضي.
وأضافت، أن نتنياهو “لم يعمل على تهدئة الأوضاع على الأرض، بل عمد إلى توتير الأجواء وتصعيدها، بعد صدور بيان إدانة العملية، من بينها تركيب بوابات إلكترونية على مداخله”.
ولفتت إلى أن عباس شعر بأن نتنياهو “كذب” عليه و “خدعه” بعدما “تعهد” له “تطويق” الأمور وعدم تصعيدها، وعدم اتخاذ أي إجراءات جديدة، وأنه “لم يكن عند كلمته، وتدهورت الأمور من سيئ إلى أسوأ”.
وأوضحت، أن عباس أجرى “اتصالات مكثفة” مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والعاهلين الأردني والمغربي عبدالله الثاني ومحمد السادس، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ودول ومنظمات عربية ودولية من أجل “تطويق الحادث”، إلا أن نتنياهو “ظل مصمماً على تصعيد الأوضاع وتوتيرها”.
وأوضحت المصادر، أن القيادة الفلسطينية والرئيس عباس “أدركوا أن القضية تتخطى البوابات الإلكترونية إلى تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً على غرار تقسيم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل” جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وزادت أنهم أدركوا أن “الأمر مرتبط بمشروع كبير يتعلق بمدينة القدس ومستقبلها، وفرض التقسيم الزماني والمكاني كأمر واقع”.
وأشارت إلى أن عباس اتصل هاتفياً مع كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المكلف ملف الشرق الأوسط جاريد كوشنير وطلب منه أن “يضغط” ترامب على نتنياهو “من أجل تفكيك البوابات”.
وقالت أن عباس حذر كوشنير أيضاً من أن “لا أحد سيستطيع وقف تداعيات بقاء البوابات”، وأن “الكرة في ملعب نتنياهو في ظل هذا الوضع الخطير جداً”.
وأردفت أن كوشنير طلب من عباس “تهدئة الأمور والأوضاع على الأرض، فيما ستقوم الإدارة الأميركية بدورها في التهدئة”، ورد عليه الثاني: “أي تهدئة ونحن لا نعرف ما يحصل داخل المسجد الأقصى؟!”.
وزاد عباس مخاطباً كوشنير في لهجة تحذيرية: “في حال لم تتم إزالة البوابات ووقف أي إجراءات في الأقصى والقدس، سنتخذ إجراءات حقيقية مؤلمة لإسرائيل، وكل دقيقة تمر لها قيمتها وثمنها. عليكم الضغط على نتنياهو”.
الحياة اللندينة