الارهابي نتنياهو أطلق على محمود عباس وسلطته الفاشلة رصاصة الرحمة السياسية عندما سحب من يديه آخر ما كان يحاول به هذا الأخير شراء المزيد من الوقت بجانب الاحتلال السبعة نجوم الذي ساهم في تكريس وقائعه على الأرض عبر سياساته الموهومة عندما استخف بالكامل بقصة المبادرة الفرنسية التي تحولت عند نتنياهو لمبادرة السيسي الأكثر راحة له ليلهو بجماعة المفاوضات أطول فترة ممكنة، لكن التنافس بين نتنياهو وحارس الكازينو الارهابي لبيرمان وشريك نتنياهو في حكومة الاجرام من عصابة الكيان لم يعط شريكه هذه الفرصة بانتظار افتتاح مشاهدها السيرمونية فاختار أن يطلق رصاصة العقاب على هذه السلطة وأن يقدم جزره لروابط ترقيم جغرافي استحدثه على ارض الضفة المحتلة وشرع بشرح مخططه علنا ودون مواربة.
اعادة إحياء مشروع روابط القرى العميلة في الثمانينيات هذه المرة أوسع بكثير ويستند إلى تشكّل جسم هذه الروابط الجديدة التي ستضم المدن والقرى والمخيمات أيضا وستشمل ترقيم أوسلو بمناطقها أ و ب و ج وغيرها من التوليفات التي شرعنتها أوسلو نفسها بما فيها اتفاق الخليل بحيث تصبح أدوات خطة لبيرمان قادرة على الوصول لكل شارع وحارة وحي في ارض الضفة المحتلة بينما يجري حصار أحياء القدس وإعادة تشكيل المدينة المحتلة بما ينسف وجهها العربي والفلسطيني نسفا تاما ويطلق العنان لمشروع الصهاينة في استباحة المدينة ومقدساتها وقد مهّد وزير العدوان والحرب الصهيوني لبيرمان لهذا الاستفراد بإعلانه عن تجريم مرابطي الأقصى واستهداف حراسه ومطاردة الحراكات الشبابية والشعبية المقدسية واعتقالات واسعة طالت العديد من المواطنين المقدسيين بينما شاركت سلطة عباس في بعض هذه الاهداف عبر أجهزة أمنها بكل نشاط.
جسم سلطة الظل العميل لا يأتي كثيرا من خارج جسم سلطة أوسلو الحريصة على التنسيق الأمني وحلف الكمبرادور الفاسد فيها ولا يأتي أكثر من الظواهر التي سمحت بنموها وتكاثرها عبر منظمات الأنجزة ومؤسسات الاختراق المخابراتي الدولي للارض المحتلة ولا أيضا خارج منظومة الفلتان الوطني قبل الفلتان الأمني والذي رعته أو صمتت عنه هذه السلطة بعد أن سمحت لنفسها بأن ترسل مندوبين عنها وعن منظمة التحرير لابداء التعازي او لابداء التضامن مع بيوت عزاء قادة الصهاينة او مؤتمرات بحثهم عن استراتيجيات حماية الكيان في هرتسيليا وشراء امنه، باختصار هذه السلطة صنعت من جسمها سلطة اخرى اكثر قابلية للمتاجرة بكل شيء بديلا عنها في أي لحظة يختارها العدو ويوكل امر التعامل معها الى مندوبها في الارض المحتلة من نمط يوئاف او حتى ضابطا اقل شأنا بكثير.
الانتخابات التي يروّج لها هؤلاء الفاشلون اليوم ليست حلا لأزمتهم والتغني باصطياد مجموعة هنا او هناك تحت اسم مطلوبين للسلطة من العصافير الصغار الذين تشغلهم نتواءات السلطة نفسها وخلطهم احيانا ببضع مناضلين لن يحل ازمة هذه السلطة في شيء والعدو الذي يعمل على مدار الساعة لحرق المراحل امام الانتفاضة لن يفلت منها لانها باختصار هي السلاح الاستراتيجي الامضى لاقتلاعه ولا بديل عنها امام الشعب الفلسطيني في المدى المتوسط والمنظور لتحقيق هدف دحره عن الضفة المحتلة والقدس وفك حصاره وحصار ادواته عن غزة الصامدة، والمخرج الوحيد امام من تبقى في سلطة اوسلو المهزومة على كل الصعد هو الانخراط في آلية استعادة دور منظمة التحرير لتبني خط الانتفاضة ودعمها بكل السبل والوصول الى تجسيد مرحلة العصيان المدني الشامل المطالب برحيل الاحتلال فهذا هو الطريق الوحيد للمصالحة الفلسطينية الحقيقية والطريق الوحيد للتخلص من الاحتلال وبرامجه الخبيثة المرعبة وضمنها خلق ارهاصات الصراع الدموي الداخلي الذي تمنعه انتفاضة فرسان الحرية.