الثلاثاء 17 آب (أغسطس) 2010

«هآرتس» : طبول الحرب تقرع في الشمال

الثلاثاء 17 آب (أغسطس) 2010

الحادثة الأخيرة على حدود لبنان تبين أن شجرة واحدة قد تنقض التهدئة في المنطقة الشمالية. في هذه المرة، كلفت المواجهة حياة ضابط «إسرائيلي»، وجنديين لبنانيين وصحافي. يحذر تقرير حساب جديد كتبه خبراء من «مجموعة الأزمات الدولية» (آي سي جي)، من أن الأمر قد ينتهي في المرة القادمة على نحو مختلف تماماً. وقد خلصوا الى استنتاج ان الهدوء السائد في الساحة «الإسرائيلية» ـ اللبنانية منذ نهاية حرب لبنان الثانية يقوم على أسس هشة. مع عدم وجود جهد لعلاج جذور الصراع، يكفي خطأ في تقدير احد الطرفين ليفضي الى انفجار يكون كثير المصابين. وعلى ذلك اختاروا تتويج تقريرهم المهم الشامل بعنوان «طبول الحرب : «اسرائيل» ومحور المقاومة».

كشف الباحثون بمقابلات أجروها في الأشهر الأخيرة مع مسؤولين كبار من «حزب الله» ومن سورية و«إسرائيل»، أن السد الرئيسي امام حرب أخرى هو خوف كل واحد من اللاعبين من أن تكون المواجهة القادمة أوسع من سابقاتها وأكثر دماراً. قال أناس «حزب الله» لهم ان الصواريخ التي يمتلكونها ستصد «إسرائيل» عن مواجهة أخرى، لأنها تثبت لها الكلفة العالية لهجوم عسكري على لبنان.

مع ذلك قدر عنصر في المنظمة ان «الحرب محكومة. فالجيش «الإسرائيلي» يجب ان يعيد بناء صورته على أنه لا يهزم». وقال : «سيتوجب على «إسرائيل» في حرب في المستقبل أن تخرج لعملية برية واسعة النطاق، عميقة في أرض لبنان. إنهم يدركون أن التوجه الذي يعتمد على سيطرة جوية وتقنية متقدمة، فشل فشلاً ذريعاً. سيضطرون في المرة القادمة الى معاودة العمل بطريقة أكثر تقليدية تشبه غزو لبنان في سنة 1982». وأكد ذلك الرجل أن هجوماً «إسرائيلياً» ضيقاً أيضاً سيجر رداً مضاداً قوياً. «اذا هاجمت «إسرائيل» هدفاً ما في لبنان، فلن نغض الطرف. ستضطر «إسرائيل» الى مواجهة آثار افعالها».

يوصي أناس مجموعة البحث بألا يرى هذا الكلام مجرد تبجح يرمي الى تشجيع الروح المعنوية للمحاربين والى ردع «إسرائيل». وهم يذكرون ان زعيم «حزب الله» حسن نصر الله أثبت على مرّ السنين أنه يفي بوعوده. تبين لفريق الباحثين في مقابلات أجروها في «إسرائيل»، ان الواقع في الشمال يبدو من القدس على عكس ما يرى من بيروت : كلما تسلح «حزب الله» بدا ذلك في نظر «إسرائيل» تهديداً أشد. والاستنتاج : «يجب فعل شيء ما». قال مسؤول كبير «إسرائيلي» أن «المدنيين سيكونون في المواجهة القادمة معرضين للاصابة، وانا أؤمن بأن «حزب الله» سيوجه ضربة مؤلمة إما في بدء القتال وإما في أثنائه. وقد تزعم «إسرائيل» رداً على ذلك أن عليها أن ترد الصاع صاعين، وأن تستعمل ضغطاً على حكومة لبنان وعلى السكان المدنيين ايضاً».

عبرت عناصر امريكية على مسامع الباحثين عن خوف من أن «تآلفاً لم يسبق له مثيل» بين الأجهزة العسكرية لسورية و«حزب الله» وايران، سيجر دمشق الى مواجهة بين «إسرائيل» و«حزب الله» في المستقبل. قال رجل أعمال بارز في سورية، يتمتع بعلاقات وثيقة بقيادة الحكم، لأناس المجموعة «من المفارقة الشديدة أننا دافعنا عن «إسرائيل» في الحقيقة على مدى السنين حين كبحنا حلفاءنا. إنهم خطرون في الحقيقة؛ وهم لا يشمئزون من مواجهة حاسمة. لكن معنى مواجهة شاملة عند «إسرائيل» وعندنا دمار عظيم». وعبر عن الخوف من أن تدفع الحرب سورية دفعاً أعمق الى حضن ايران بل أن تفضي الى سيطرتها على الدولة.

عبرت عناصر «إسرائيلية»، تخطىء أحياناً في رأي الباحثين بتبسيط رؤيتها لـ «حزب الله» على أنه ليس أكثر من ذراع لايران، عن الخوف من أن تضغط طهران على «حزب الله» ليهاجم كي يصرف الانتباه عن برنامجها الذري ويقلل الضغط الدولي. قال مستشار لحكومة «إسرائيل» في نيسان (ابريل) الأخير لأناس الفريق، إنه اذا اشتدت العقوبات أو حدث حتى حصار بحري جزئي لايران، فستفضل مهاجمة حيفا بواسطة «حزب الله» على مهاجمة أهداف أمريكية.

لحظ الباحثون اختلافاً في «إسرائيل» حول سؤال، «في النظرية على الأقل»، ما هو الوقت الاشد ملاءمة لإحباط ترسانة «حزب الله» العسكرية التي توصف أحياناً بأنها قدرة ايران على «الضربة الثانية».

ووجد الخبراء أن بعض أعضاء المجلس الوزاري «الإسرائيلي» المصغر ظلوا متشككين في توجه باراك اوباما في شأن ايران، ويخافون من أن الولايات المتحدة تقود آخر الأمر الى استراتيجية احتواء : العيش مع القنبلة بدل القضاء عليها. من المحقق أن اولئك الوزراء سيجدون التأييد بالكلام الذي قاله عنصر أمريكي لكتاب التقرير : «ظن كثيرون أن 2009 ستكون سنة الحسم، وقالوا بعد ذلك انها ستكون سنة 2010. لا اعتقد ان هذا سيقع هذه السنة لكن سيكون دائماً 2011 بطبيعة الأمر...» على حسب أكثر الشهادات التي جمعوها، لن يغرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في رأيهم بأن يحبط محاولة أوباما تليين ايران بوسائل دبلوماسية وعقوبات اقتصادية.

قدرت عناصر امريكية رسمية أن طهران ستبحث في الأيام القريبة عن كل طريقة لحل الأزمة حول مائدة التفاوض. وتقدر مجموعة الأزمات الدولية أن محادثات سلام جوهرية بين «إسرائيل» وسورية ولبنان هي أفضل طريق لضمان ألا تشعل الشجرة القادمة جميع غابات الجليل ولبنان. وحتى ذلك الحين يجب على الجماعة الدولية ان تجند نفسها لتثبيط التوترات ومنع اخطاء قد تجبي ثمنا ليس أي طرف معني بدفعه.

**- عكيفا الدار


titre documents joints

Peace talks with Syria can avert war with Lebanon - Haaretz Daily Newspaper | Akiva Eldar

18 آب (أغسطس) 2010
info document : HTML
75.3 كيلوبايت


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2184557

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

4 من الزوار الآن

2184557 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40