أثارت تصريحات رئيس حزب الوفد الليبرالي «المعارض» في مصر السيد البدوي بشأن اعتزامه إلغاء اتفاقية السلام بين مصر و«إسرائيل» حال انتخابه رئيساً للجمهورية، جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية المصرية.
وأيدت بعض القوى والأحزاب السياسية المعارضة ما ذهب إليه البدوي من عدم التزام «إسرائيل» بأي من المعاهدات التي أبرمتها بعض الدول العربية، وثمن سامح عاشور نائب أول رئيس الحزب الناصري التصريحات، مشيراً إلى أن إلغاء اتفاقية السلام بات مطلباً شعبياً جوهرياً، خاصة أن «إسرائيل» اغتصبت أرضاً ليست أرضها وأهدرت حقوق الشعب الفلسطيني، ولا تلتزم بأي معاهدات أو اتفاقيات وأن إلغاء الاتفاقية بحاجة إلى إرادة حاكم من شأنه يتخذ قراراً يصادق عليه الشعب وفق حقوقه الدستورية.
كما أيد عبدالغفار شكر القيادي بحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي ما ذهب إليه البدوي، مشيراً إلى أن اتفاقية السلام أدت إلى تراجع دور مصر وعزلتها عن محيطها العربي، وأضاعت الحقوق العربية خاصة في فلسطين.
وقال ياسين تاج الدين نائب رئيس حزب الوفد لصحيفة «الخليج» الاماراتية إن برنامج الوفد يدعو إلى ضرورة وقف «إسرائيل» العدوان على فلسطين، وأن الممارسات «الإسرائيلية» تؤكد عدوانها المستمر على الحق والشعب الفلسطيني، ومن ثم فإن تصريحات البدوي لم تخرج عن الإطار العام لبرنامج الحزب. وأضاف أن مصطفى باشا النحاس سبق له وأن طالب بوقف المعاهدة التي أجريت بين مصر وإنجلترا عام 1936 خلال إحدى جلسات البرلمان.
وأيد أحمد عودة سكرتير مساعد حزب الوفد على ما صرح به البدوي، لافتاً إلى أن التجارب أثبتت أن «إسرائيل» لا تلتزم بأي معاهدات، وشدد عودة على أن البديل لإلغاء الاتفاقية استخدام القوة والمواجهة مع هذا العدو من خلال وحدة العرب .
في المقابل، قال أستاذ العلوم السياسية القيادي بالحزب الوطني الديمقراطي الحاكم جهاد عودة إن أي رئيس ليس له الحق في إلغاء المعاهدات التي أبرمها سلفه، وخاصة إذا كانت تحقق استقراراً للبلاد وتبعدها عن الدخول في حروب مدمرة لطاقاتها البشرية والاقتصادية.
وأشار عودة إلى أن مصر منذ أن وقعت اتفاقية كامب ديفيد وهي تعيش في سلام حقيقي، ومن ثم لابد من الحفاظ على إقرار السلام في ربوع المنطقة، وحل القضية الفلسطينية بما يحقق للشعب الفلسطيني وطناً يعيش فيه، واعتبر تصريحات البدوي مزايدة سياسية وتأجيجاً لمشاعر البسطاء والرافضين للتطبيع.
وكان البدوي قال لإحدى الفضائيات المصرية، أول أمس، إنه سيقوم بإلغاء معاهدة السلام المصرية - «الإسرائيلية» في حال انتخابه رئيساً، وأوضح أن هناك نوايا «إسرائيلية» تجاه مصر ودول المنطقة، لذلك فإنه من المستحيل إقرار علاقات طبيعية قبل إعادة الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة واكتمال الانسحاب من الأراضي اللبنانية، ما اعتبره البعض تشدداً وطنياً من رئيس حزب ليبرالي معارض.
المصدر : صحيفة «الخليج» الاماراتية.