لاشيء مهم في كلمات المؤتمرين سوى ماقاله وزير الخارجية السوري وليد المعلم من وصف دقيق للحالة السورية التي شكلتها المعارضة السورية وبعض العالم الذي اعطاها تمويلا وتسليحا، كما قدم لها في المنافي ماتحتاجه في اقامتها. كنا بانتظار الغائب الحاضر الايراني الذي شكل غيابه ضربة للمؤتمر بكل ابعاده، لكنها ايران، التي تعرف الحضور وهي غائبة.
هذا الجمع الذي استنفر في مونترو والعالم كله استمع الى المنطق المتسلسل للوزير السوري الذي قدم تفاصيل لا اعتقد ان شيئا مما يحصل في سوريا الا وادرج فيه. ثمة من يتأثر بهذا النوع من الكلام لكنه يخاف تلبسه، وثمة من له جلد التماسيج، واما الباقي فقد جاء من اجل الصورة وقول المأثور .. هؤلاء جميعا جلبهم الاميركي ان لم يكن بالكلمة فبالسوط كما قال احد المسؤولين العرب يوما وهو يدافع عن ذهابه الى الولايات المتحدة لأمر هام.
ماتبقى من كلمات القيت، كانت من باب رفع العتب والتضامن مع الوضع السوري .. لا اعتقد ان الأزمة السورية مؤرقة لهذا العالم الذي لايشعر بها الا من خلال نشرات الاخبار وموجزاتها. المتأثرون مباشرة بها هم محيطها اضافة الى الايراني الذي سوف يعني تغييبه الكثير وأولها انه يراد لهذا المؤتمر ان يختار خطا واحدا يعتقد المتمسكون به ان وجود ايران قد يؤثر عليه، بل ان وجودها قد يعطي دفعا للحضور السوري وخصوصا عند الانتقال من مرحلة الكلام الانشائي المنمق الى التفاصيل الميدانية.
وفي هذا الصدد فان ماقدمه وفد المعارضة
( الجربا) الذي اراد منذ البداية ابتزاز عواطف الحضور والعالم بذكر مآسٍ انسانية، اعتقد انها ليست من تدبيره، وانما هي من اخراج دولة ترعاه، لعلها من خطط له كيفية تقديم وتأخير الكلام وصولا الى ملامسة النقاط الحساسة بالنسبة اليه. ومع ذلك، بدا احمد الجربا رئيس مايسمى بالائتلاف السوري وكأنه يقرأ في غير كتاب عن سوريا او عن سوريا التي هي غير سوريا التي نعرفها في جغرافيتها وشعبها وتاريخها. وفي الوقت الذي كان فيه الجربا يلقي كلامه، كانت احدى المحطات الفضائية تستعرض بناء على كلامه سلسلة الاعمال التي ارتكبتها عصاباته على الارض السورية وهي مشاهد موجعة نشكر من فكر بعرضها في لحظة مؤاتية.
كان كلاما، والكلام يجر الكلام .. بل هي ثرثرة مستحبة في هكذا مؤتمرات جماعية، يجري فيها نوع من المحاسبة من قبل كثيرين ليس لهم علاقة بالأمر .. واما من له علاقة فكان عليه ان يبتلع لسانه بدل ان يتحدث ويستفيض، وخصوصا الاميركي والتركي وبعض بعض العربي .. التركي من قدم الدفع والدعم ومول العصابات وقدم لها ماتحتاجه من حراك وتسهيل مهمات وخلافه، واما الاميركي الذي نحار من موقفه، فهو ضد القاعدة في بلاده ومعها على الارض السورية، ضد التكفيريين اذا ما اقتربوا الى بلاده، ومعهم في وجودهم على الارض السورية. بدا كلامه وكأنه تقوية عزيمة لوفد المعارضة الذي من الواضح ان جزءا هاما منها لم يرد المشاركة في المؤتمر.
كانت ثرثرة، محطة كلام، واحدة من “جنيفيات ” لاحقة، او هي كما قال وزير الخارجية الاميركي كيري عملية اختبار، بمعنى انها مقدمة لمؤتمرات اخرى، والحبل على الجرار.
الخميس 23 كانون الثاني (يناير) 2014
ثرثرة في مونترو
الخميس 23 كانون الثاني (يناير) 2014
par
زهير ماجد
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
76 /
2186965
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
23 من الزوار الآن
2186965 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 23