القدس العربي: العدو يطلب السيطرة على مفاصل الضفة في حله النهائي

علمت ‘القدس العربي’ من مصدر فلسطيني مطلع أن جلسات المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي التي انطلقت مؤخرا وآخرها مساء الثلاثاء لم تثمر بعد عن أي نتائج ملموسة، ولم تحقق بعد نتائج تذكر، بسبب إصرار المفاوضين الإسرائيليين على ضرورة بحث ‘الترتيبات الأمنية’، وأمن منطقة الكتل الاستيطانية التي تعمل إسرائيل على ضمها، بمعزل عن الملفات الأخرى، وقال ان الجانب الفلسطيني تقدم باعتراض للجانب الأمريكي الراعي لهذه المفاوضات، فيما أعلن فيه وزير الجيش الإسرائيلي أن المفاوضات لم تتناول إخلاء المستوطنات.
وبحسب المصدر الفلسطيني الذي طلب عدم ذكر اسمه فقد أشار إلى أن القيادة الفلسطينية غير راضية تماما عن الموقف الأمريكي الذي بحسب قول المصدر ‘أصغى’ لطلب الجانب الإسرائيلي ولم يحضر جلسات التفاوض الأخيرة التي عقدت في القدس.
وأكد أن موقف إسرائيل المتعمد بعدم إشراك الجانب الأمريكي يهدف إلى فرض إسرائيل شروطا ومواضيع لبحثها في عملية التفاوض، بخلاف ما تم الاتفاق عليه في الجلسة الأولى التي عقدت نهاية شهر يوليو الماضي في واشنطن بحضور وزير الخارجية جون كيري.
وأشار المصدر أن مفاوضي إسرائيل أصروا في جولات التفاوض الأخيرة على بحث ‘الترتيبات الأمنية’ وحماية الكتل الاستيطانية التي تنوي ضمها، بمعزل عن باقي الملفات الأخرى كما كان متفقا، وأن الجانب الفلسطيني طلب بان يترافق بحث هذا الملف مع ملف الحدود والدولة الفلسطينية.
ويفصل المصدر الفلسطيني أكثر في الحديث لـ ‘القدس العربي’ عن ‘الترتيبات الأمنية’ ومطالب إسرائيل، بالقول إسرائيل قدمت خرائط تشير إلى المناطق والطرق التي تريد أن يكون لها سيطرة أمنية سواء كاملة أو مشتركة، المحيطة بالكتل الاستيطانية، ويؤكد المصدر أن طلبات إسرائيل هذه تهدف إلى جعل السيطرة على طرق ومناطق مهمة في أيدي الجيش الإسرائيلي، وهو أمر رفضه المفاوضون الفلسطينيون منذ الجلسة الأولى.
ويقول المصدر أن الاجتماع التفاوضي الأخير الذي عقد الاثنين في مدينة القدس، طرح خلاله للنقاش ملف الأمن مجددا، وأنه بسبب موقف إسرائيل لم يحدث أي تقدم.
وانطلقت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وفق خطة للوزير كيري في نهاية شهر يوليو الماضي، بعقد جلسة أولى في واشنطن، تلاها عقد عدة جلسات في القدس، وجاء انطلاق المفاوضات بعد تعهد الولايات المتحدة الأمريكية للجانب الفلسطيني بإقامة دولة على حدود العام 67، وإطلاق إسرائيل سراح الأسرى القدامى وعددهم 104 أسير.
وبحسب خطة الوزير كيري فإن هذه المفاوضات ستستمر تسعة شهور، يلتزم خلالها الفلسطينيون بعدم التوجه للمؤسسات الدولية لطلب عضويتها.
وجاء انطلاق المفاوضات الجديدة بعد توقف دام لثلاث سنوات، رفضت خلالها إسرائيل قبول متطلبات عملية السلام، المتمثلة بوقف الاستيطان وإقرار مرجعية واضحة.
وتنبأ مراقبون كثر بفشل الجولة الحالية بسبب سياسات الحكومة الإسرائيلية القائمة على الاستمرار في البناء في المستوطنات.
وفي السياق وصف ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن محادثات السلام بـ’العقيمة’، وقال في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية أن الجانب الفلسطيني الذي وافق على الدخول في المفاوضات ‘لم نر ما كنا نتوقعه’.
وأشار عبد ربه إلى مواصلة إسرائيل تعنتها، لافتا إلى استمرار سياسة الاستيطان، متهما إسرائيل بـ ‘تخريب كل فرصة ممكنة لتحقيق سلام عادل ومتوازن’.
وشدد على أن عدم التزام إسرائيل بوقف الاستيطان ‘يدمر أي فرصة أمام العملية السياسة’، مضيفا ‘إما أن يزول هذا الاحتلال وكل مظاهر الاستيطان وإما أن تكون هذه العملية السياسية محكوما عليها بالفشل والانهيار’.
وتطرق إلى تصريحات قادة إسرائيل المنافية لمتطلبات عملية السلام، وقال انه لا يتوقع أن تحدث هناك أي عملية تقدم في المفاوضات ما لم تحدث عملية ضغط أمريكية كبيرة.
ويوم أمس قال وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون ان المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين لا تتناول قضية إخلاء مستوطنات، مشيرا إلى أن مناطق الضفة الغربية تعد ‘جبهة تحمي إسرائيل’.
وجاءت تصريحات يعالون خلال اجتماع عقده مع رؤساء مجلس المستوطنات، حيث شكروه على دعمه لهم، لكنهم أبدوا قلقهم من احتمال حصول تطورات غير معلن عنها في العملية التفاوضية مع الفلسطينيين.
وكان نائب وزير الجيش داني دانون، أنذر في وقت سابق بفصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يشغل مهام رئيس الحزب، حال وافق على تسوية سياسية مع الفلسطينية على غرار اتفاق ‘أوسلو’، في خطوة من شأنها أن تؤثر سلبا على سير المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

 أشرف الهور