هي لحظة حالكة حين رحلت، هي حرب دامية تقودها أدوات العدو المحلية ووقودها فرق عديدة من المهمشين والمضللين من أربعة أرجاء كوكب يزني به رأس المال ممتطياً بؤساء عُمياناً حُقنوا بالمال وعصبيات دينية فتحولوا أدوات لكل من يدأب لتقويض العروبة والإسلام والمسيحية الشرقية الأصيلة وكل المكونات لهذا الشرق العربي والكردي والأمازيغي والفارسي. غدوا في خدمة قوى أعماها التراكم، يقودها العمى لصالح التلمود والمحافظية الجديدة يهلوسون بان تدمير سوريا والعراق وإيران هي الطريق إلى فلسطين. يخرجون من فلسطين ليذبحوا ويُذبحوا في دمشق ثم ليعودوا بعد هذا التدمير لتحرير القدس!
لقد قدمت كل شيء، وربما لمحت قبل ان تغمض عينيك الواسعتين العميقتين إلى الأبد بأنهم لن يمروا. فالفوضى الخلاقة صِيغت خصيصاً لضرب القومية العربية في تبرعمها الأولي في المقاومة والممانعة. لا شك أنك حين بصقت على يسار استدعاء الاستعمار المعولم كنت مستنداً إلى دمشق التي تقاوم باقتدار. وقفت بقامة قاسيون تشير إلى ذلك الحريق وترى من تحته زهور المد الجديد.
قضيت عمراً، لا كعمر الخونة والمرتدين، تناضل وتحلل من أجل العروبة والاشتراكية، وها أنت تغادر والتاريخ يعود، وإن بطء، إلى سكته مبشراً بعروبة واشتراكية حلمنا بها جميعاً.
سيدي، ليس شرطاً ان نحتفل كأفراد بالانتصار، فالانتصار هو بالمقاومة، أنت قاومت وأنت منتصر فينا ونحن منتصرون بك في يوم ليس بعيداً.