الأربعاء 22 حزيران (يونيو) 2011

بالأسماء والوقائع .. أهل التطبيع (الحلقة الثالثة عشر)

تحقيق وتوثيق : شفيق أحمد علي
الأربعاء 22 حزيران (يونيو) 2011

صلاح منتصر يقول : أنا مثل الثعبان أغير جلدي .. وكل من سافر قبلي إلى «إسرائيل» سافر لعقد صفقات.

في وثيقة «إسرائيلية» فاضحة : سفارة العدو الصهيوني بالقاهرة أدرجت اسم صلاح منتصر عام 1984 في قائمة أصدقائها.

ما النكتة التي سافر من أجلها صلاح منتصر إلى الكيان الصهيوني؟ وكم شبراً تحرر من فلسطين بسبب سفر المطبعين إلى «إسرائيل»؟

عبد الناصر يكشف بخط يده أكذوبة صلاح منتصر عن المرأة التي أحبها ولم يتزوجها.

[**صلاح منتصر كتب عن «الملوخية والكرنب» يوم افتتاح السفارة «الإسرائيلية» في القاهرة*]

عندي في هذه الحلقة فضيحة، أو «نكته» تكشف حقيقة الحجج التي يتعلل بها البعض للسفر إلى كيان الاحتلال والاحتيال المسمى «إسرائيل».

وعندي في هذه الحلقة أيضاً نكت أخرى كثيرة، تفضح حقيقة الأهداف التي من أجلها يسافر هؤلاء المتصهينون إلى «إسرائيل» ومدى استقامتهم المهنية والأخلاقية.

ولو رجعت إلى صفحات جريدة «أخبار اليوم» التي صدرت صباح السبت 16/8/1997 ستجد الكاتب «الكبير» محمد صلاح الدين منتصر، الشهير بصلاح منتصر .. له مقال عنوانه : (وماذا لو فتحنا كل الملفات).

وعملاً بنصيحة الأستاذ منتصر، تعالوا نفتح بعض ملفاته، كنموذج للصحفيين المصريين الذين داسوا بأقدامهم على قرار الجمعية العمومية لنقابتهم بعدم التطبيع مع الصهاينة، وسافر إلى هناك بحجة معرفة «إسرائيل» .. لكنه ذهب إلى هناك مرتين، لا مرة واحدة، وعاد وهو لا يعرف كما سنرى بعد قليل من هي أول دولة في العالم اعترفت بهذا الكيان الصهيوني الغاصب المسمى «إسرائيل» .. وتلك أول «نكته» تكشف حقيقة الحجج التي يتعلل بها البعض للسفر إلى «إسرائيل»؟

وبالمناسبة : هل معرفة «إسرائيل» لا تأتي فقط إلا عن طريق السفر إليها؟ ألم يقدم الراحل والمفكر العظيم الدكتور عبد الوهاب المسيري مثلاً إلى المكتبة العربية أفضل وأشمل وأضخم موسوعة عربية عن «اليهود والصهيونية» من دون أن يذهب إلى «إسرائيل»؟ وهل الشخص الذي يريد معرفة الهيروين مثلاً، لابد وأن يتعاطاه؟ وهل سفر صلاح منتصر وأمثاله، إلى «إسرائيل» جلب السلام للفلسطينيين؟ أم ما هي بالضبط حقيقة الأهداف التي يسافر المطبعون من أجلها إلى الكيان الصهيوني؟ ثم ما الذي يجعلهم يتحولون هكذا من النقيض إلى النقيض .. ما الذي يجعلهم يتحولون من الدعوة إلى حصار «إسرائيل» الغاصبة، ووصف هجمات المصريين ضد الاحتلال البريطاني زمان، بالبطولة وبالعمليات «الفدائية» .. إلى الترويج للتطبيع والتركيع، والتنديد بهجمات المقاومة الآن ضد الصهاينة والأمريكان ووصفها بـ «الإرهاب» وبالعمليات الانتحارية؟

عموماً، ومن باب التذكرة لمن باعوا الذاكرة أو صهينوها .. «الأستاذ» صلاح منتصر، يصف نفسه وبعضمة لسانه، بأنه (مثل الثعبان يغير جلده) .. قال ذلك علناً، وبالحرف الواحد، على شاشة التليفزيون المصري، حينما استضافوه في إحدى حلقات برنامج اسمه «من القلب» .. وهي تلك الحلقة التي أذيعت على القناة الأولى عصر الأربعاء 13/8/1997 ومازالت ذاكرة شريط الفيديو تحتفظ له في أرشيفي بهذه الحلقة «الفضيحة».

وصلاح منتصر: أيضاً، وباعترافه في نفس الحلقة، قضى فترة من حياته «يقلد» الممثل الأمريكي الشهير «مارلون براندو» سواء في تسريحته أو في ملابسه أو في طريقة كلامه .. وقضى فترة أخرى «يقلد» الكاتب المرحوم إبراهيم الورداني ويتخذه مثلاً أعلى .. وهو الآن لا يتورع عن نفاق رؤسائه في العمل، متناسياً أنه ليس من اللائق موضوعياً، ولا من تقاليد الاستقامة الصحفية والأخلاقية، أن يتغزل الصحفي، في رئيسه في العمل على صفحات الجريدة التي يرأسها ذلك الرئيس .. وآخر دليل على ذلك، هو ما كتبه صلاح منتصر على صفحات «الأهرام» يوم 7 /10/2009 في حق الدكتور عبد المنعم سعيد، كبير مقاولي التطبيع والتركيع في مصر، وعضو اللجنة الملاكي لنجل الرئيس مبارك المعروفة باسم «لجنة السياسيات» ورئيس مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام»، التي يعمل بها صلاح منتصر .. وكلها مؤهلات جعلت الأستاذ صلاح منتصر، في 7 /10/2009 يصف رئيسه عبد المنعم سعيد على صفحات جريدة «الأهرام»، ومن دون خجل، بأنه: (كاتب ومفكر عظيم علماً وخلقاً). متناسياً أن الكاتب العظيم حقاً (علماً وخلقاً) لا يركب الموجة ولا يغير جلده مثلما يغير شرابه، خصوصاً أن عبد المنعم سعيد نفسه، وبعضمة لسانه، اعترف فيما كتبه على صفحات «الأهرام» في الاثنين 21/9/2009 وكذلك في 2/11/2009 بأنه بدأ حياته (اشتراكياً ثورياً ومشرفاً على نادي الفكر الاشتراكي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية).. وأنه كان ينادي بالمقاومة المسلحة زمان، ضد الصهاينة والأمريكان، ويشارك في المظاهرات (تأييداً ومساندة للأشقاء الذين استبد بهم الاستعمار في فلسطين والجزائر) هكذا نصاً قال عبد المنعم سعيد .. وبعدها، ركب موجة الأمركة والليبرالية، وتحول إلى «الرايجة» وأصبح بنص تعبيره (برجماتي نفعي) .. هكذا بالحرف قال عبد المنعم سعيد على صفحات الأهرام .. ورغم هذا التقلب، نافقه صلاح منتصر وقال أنه (كاتب ومفكر عظيم علماً وخلقاً) .. ناهيك طبعاً عن أن عبد المنعم سعيد عضو قيادي في لجنة السياسات المسؤولة عما نحن فيه من فساد، وانتكاسات، فضلاً عن تفرغه طبعاً طوال السنوات الماضية، للدفاع عن حكم رجال الأعمال والأنجال، مهما كان زاخراً بالفساد والإحتيال.

وصلاح منتصر: أيضاً، في الثلاثاء 26/2/1980 أي في ذلك اليوم الأسود الذي أفتتح فيه السادات سفارة لـ «الإسرائيليين» في مصر، وتسلم أوراق اعتماد إلياهو بن اليسار كأول سفير للصهاينة في القاهرة .. في ذلك اليوم الكئيب كان صلاح منتصر يكتب عما هو أهم وأخطر، كان يكتب عن (سعر تذكرة القطار من القاهرة إلى الإسكندرية) وفي اليوم التالي، كتب عن (فوائد الكرنب الذي يتكلف زراعة الفدان منه 200 جنية، ويباع بأكثر من 4800 جنيه) .. وحينما ظهر إتجاه الريح، ركب صلاح منتصر الموجة، وراح يهاجم العرب والفلسطينيين ويتجاهل جرائم «الإسرائيليين» .. تماماً مثلما فعلها بعد يومين فقط من العدوان «الإسرائيلي» المجرم ضد غزه، حيث راح في مقاله المنشور صباح الاثنين 29/12/2008 يكتب عن (رنات المحمول) .. وبعدها، ركب صلاح منتصر الموجة ثانياً كعادته، وراح يهاجم «حماس» وإيران وسوريا و«حزب الله»، قبل الأكل وبعده .. وفي عز التوحش الاستيطاني «الإسرائيلي» والممارسات الإجرامية التي ترتكبها «إسرائيل» يومياً لتهويد مدينة القدس وطرد سكانها العرب من منازلهم .. وفي عز الاقتحامات والاعتقالات والاعتداءات «الإسرائيلية» اليومية ضد المسجد الأقصى، كان الكاتب «السياسي» الكبير صلاح منتصر مشغولاً في 5/11/2009 بالكتابة عن (فوائد الملوخية) وأسماها في مقاله إياه: (كنز من أكسير الحياة والشباب لا نقدره).

حتى الغزو الأمريكي المجرم على العراق، لم يجرؤ صلاح منتصر على تسميته باسمه، وكتب في الخميس 20/3/2003 قائلاً: (أمريكا برئاسة بوش تذهب اليوم إلى حرب ضد العراق أشبه بالعدوان) وكأن هناك عدوان و(شبه عدوان) .. وراح منتصر يبرر ما أسماه (ذهاب) أمريكا للعراق بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل إياها، وبديكتاتورية صدام حسين .. وكأن صدام هو الدكتاتور الوحيد .. أو وكأن الله قد منح أمريكا حق غزو الدول وقتل شعوبها وإسقاط حكامها.

وصلاح منتصر: أيضاً، وفقاً للقائمة المنشورة مع هذه السطور الصادرة عن السفارة «الإسرائيلية» بالقاهرة، والتي يعلوها شعار واسم السفارة «الإسرائيلية» بالعبرية والإنجليزية .. اسمه ضمن تلك القائمة التي تضم أسماء هؤلاء المتصهينين المصريين، الذين تسميهم سفارة العدو الصهيوني في القاهرة بقائمة (الأساتذة الأصدقاء المدعوون لحضور حفل العيد القومي لـ «إسرائيل» في 7 مايو سنة 1984) وهي القائمة التي كان المحامي شريف عبد المعطي غراب، قد قدمها إلى لجنة التأديب بنقابة المحامين المصريين عام 1984 للتدليل على أنه ليس وحده الذي يتعامل مع السفارة «الإسرائيلية» في القاهرة، ورغم ذلك فصلته لجنة التأديب من نقابة المحامين، مؤكدة أن ارتكاب أحد الأشخاص لجريمة اللواط مثلاً .. لا يبرر لشخص آخر ارتكاب نفس الجريمة.

وصلاح منتصر: أيضاً، مولود بدمياط، في 13/8/1933 أي تجاوز سن السابعة والسبعين .. ورغم ذلك قطع في مقاله المنشور بمجلة «أكتوبر» الصادرة في 24/1/1999 بأن (هناك شباباً في العشرين لا في السبعين يعانون من العجز الجنسي، وأن هذا العجز يسبب تأثيراً نفسياً عميقاً على إحساس الرجل وطريقة تعامله مع زوجته وأسرته وأيضاً على قراراته وقدراته الإنتاجية). ثم تحول صلاح منتصر في نفس المقال إلى مندوب دعاية للشركة المنتجة لعقار الفياجرا قائلاً: (الفياجرا تلعب دوراً بطولياً في التغلب على هذه المشكلة).

وصلاح منتصر: أيضاً، حتى يبدو في عيون الآخرين «ابن نكته» لم يجد سوى نكته سخيفة تسخر من أشقاء لنا يسميهم هو «بالمتطرفين دينياً» ويسميهم أصدقاؤه الصهاينة بـ «الإرهابيين» .. وحتى يضمن لهذه السخرية، اكبر قدر من الذيوع والانتشار، قال منتصر في عموده على صفحات «الأهرام» الصادرة صباح 1/3/1998 ما نصه: (معروف أن ظاهره استخدام أجهزة الرد اتوماتيكياً على المكالمات الهاتفية، قد انتشرت مؤخراً في معظم البيوت المصرية، ومعروف أيضاً أن صاحب الجهاز عادة ما يترك رسالة يسمعها المتكلم تطلب منه أن يقوم بتسجيل ما يريد إبلاغه لصاحب الهاتف بعد سماعه صوت الصفارة .. لكن احد المتطرفين دينياً والكلام مازال لصلاح منتصر يقال انه قام بتركيب جهاز الرد الآلي، وسجل كلمة بصوته للمتحدث، قال فيها: (رجاء ترك رسالتك بعد سماع سورة البقرة).

وصلاح منتصر: أيضاً، حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس عام 1956 بتقدير «مقبول» .. وتم تعيينه رئيساً لمجلس إدارة «دار المعارف» ورئيساً لتحرير مجلة «أكتوبر»، على مدى تسع سنوات متصلة، هي الفترة من 4/2/1985 وحتى 2/1/1994 ورغم ذلك، وفي مقال طويل عريض نشرته له جريدة «أخبار اليوم» على صفحتها الأخيرة، صباح السبت 5/3/1994 قال صلاح منتصر، الكاتب «السياسي» الكبير، أن أول دولة في العالم اعترفت بـ «إسرائيل»، هي «الاتحاد السوفييتي» .. ولو أن سيادته سأل أحد جيرانه من تلاميذ المدارس الإعدادية، لعرف منه أن أمريكا، وليس الاتحاد السوفييتي، هي أول دولة في العالم اعترفت بـ «إسرائيل» .. وإذا كان الأستاذ والكاتب السياسي في حاجة إلى مزيد من التفاصيل .. فلن أثقل عليه بكثير من الكتب والمراجع، وسأحيله إلى مرجعين فقط، مرجع مصري وهو رسالة الدكتور حسن صبري الخولي بعنوان «سياسة الاستعمار والصهيونية تجاه فلسطين» التي نال عليه درجة الدكتوراه ونشرها في كتاب بنفس الاسم عام 1973 عن «دار المعارف» التي رأسها صلاح منتصر .. والمرجع الثاني، يتضمن شهادة أصدقاء منتصر «الإسرائيليين» في كتاب «تاريخ الدبلوماسية في «إسرائيل»» لمؤلفه «والتر إيتان» مدير عام وزارة الخارجية «الإسرائيلية» فور قيامها .. وهو الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى عام 1958 وحكى فيه إيتان تفصيلاً أسرار الساعات التي سبقت اعتراف أمريكا بـ «إسرائيل» وقال فيه نصاً: (اعتراف أمريكا بدولتنا الوليدة «إسرائيل» بهذه السرعة، وبعد 11 دقيقة فقط من إعلان قيامها كان أشبه بالمعجزة، وأن هذا الاعتراف الفوري الذي كتبه وقتها الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان بخط يده كان أعظم خدمة، قدمتها أمريكا لدولتنا الوليدة) .. ولو تجلد الأستاذ منتصر وواصل القراءة في هذا الكتاب أو ذاك، فسوف يقرأ أيضاً أن الاتحاد السوفييتي لم يعترف بـ «إسرائيل» إلا يوم 17 مايو سنة 1948 أي بعد يومين من اعتراف الأمريكان بالعصابات الصهيونية كدولة .. وهو ما جعل الاتحاد السوفييتي ثالث دولة اعترفت بـ «إسرائيل»، وليس أول دولة كما يقول صلاح منتصر .. أما ثاني دولة، فهي جواتيمالا التي كانت وقتها مستعمرة أمريكية، وأعلنت بتعليمات من أمريكا طبعاً، اعترافها بـ «إسرائيل» في 16 مايو عام 1948.

وصلاح منتصر: سافر إلى «إسرائيل» مرتين، لا مرة واحدة .. وفي المرتين، داس بحذائه على قرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، وعاقبه الصحفيون المصريون على ذلك بإسقاطه سقوطاً مدوياً، حينما أعلن نفسه مرشحاً لمنصب نقيب الصحفيين في مواجهة الأستاذ والكاتب المحترم جلال عارف عام 2003.

وقتها، قال صلاح منتصر إنه سافر إلى «إسرائيل»، بدعوى انه لا يوافق على قرار النقابة بعدم التطبيع مع «إسرائيل»، وتناسى أنه عضو بارز في الحزب الوطني «الديمقراطي» .. وأن أبسط قواعد الديمقراطية التي يصدعوننا بها قبل الأكل وبعده، هي أن تلتزم الأقلية المؤيدة للتطبيع بقرار الأغلبية الصحفية الرافضة للتطبيع، حتى ولو كان هذا القرار مخالفاً لرأي الأقلية .. لكن ومن فرط إيمان صلاح منتصر بالديمقراطية، تجاهل كل ذلك وسافر إلى «إسرائيل» كما قلت مرتين .. مرة في 4 نوفمبر سنة 1994 مع «حماه» سعيد الطويل وقت أن كان رئيساً لجمعية رجال الأعمال المصريين، الذي قال وقتها لمجلة «الأهرام العربي»، وتحديداً في 9/5/2000 بأن «الرافضين للتعامل مع «إسرائيل» هم فقط بعض التجار الذين عفا عليهم الزمن، وتتملكهم عقدة الخوف من التطوير). أي أن «إسرائيل» هي التطوير، وليست هي القاتلة، والعنصرية، والغاصبة للحقوق العربية».

والمرة الثانية التي انتهك فيها صلاح منتصر قرار نقابة الصحفيين، وسافر إلى الكيان الصهيوني، حدثت في مارس 1997 حينما سافر مع المرحوم لطفي الخولي بدعوى التظاهر في «إسرائيل»، احتجاجاً على بناء مستوطنه «إسرائيلية» جديدة فوق جبل أبو غنيم .. في حين أن الأستاذ منتصر لم يشاركنا ولو مرة واحدة في أي مظاهرة أو اعتصام أو أي ندوة شهدها مقر نقابة الصحفيين، احتجاجاً على حبس الصحفيين أو إغلاق جريدة «الشعب»، أو تدني الأجور أو تزوير الانتخابات البرلمانية، أو غيرها من المفاسد والقيود التي تكبل الصحافة والصحفيين في «أزهى عصور الديمقراطية» علماً بأن مقر نقابة الصحفيين المصريين، موجود في شارع عبد الخالق ثروت .. وليس في «إسرائيل».

وصلاح منتصر: أيضاً، في المرة الأولى التي سافر فيها إلى «إسرائيل»، نشر بعد عودته على صفحات مجلة «أكتوبر» سلسلة مقالات أسبوعية بدأها في 3/12/1995 وأسماها (««إسرائيل» بعيون صحفي مصر») وأقسم في مقدمتها، أنه سافر إلى «إسرائيل» مع حماه رجل الأعمال المعروف بغرض «المعرفة» .. ثم عاد من هناك كما رأينا وهو يجهل اسم أول دول في العالم اعترفت بدولة الكيان الصهيوني المسماة «إسرائيل».

وفي المرة الثانية، نشر الأستاذ منتصر على صفحات جريدة «الأهرام» سلسلة مقالات يومية بدأها في 25/3/1997 وقال في إحداها نصاً: (هذه هي أول مرة يزور فيها «إسرائيل» مصريون لا يتطلعون إلى عقد صفقات). فهل يعني ذلك أن المرة الأولى التي زار فيها الأستاذ منتصر «إسرائيل» هو و«حماه» وقال أنها كانت «بغرض المعرفة» .. كانت في الحقيقة لعقد صفقات؟ وهل كل من سافر إلى «إسرائيل» قبل صلاح منتصر مثل عبد المنعم سعيد أو علي سالم مثلاً، سافر لعقد صفقات؟ وما هي بالضبط هذه الصفقات؟

وصلاح منتصر: أيضاً، في 23/3/1997 وعلى الصفحة الحادية عشرة من جريدة «الأهرام»، وقف «يعظ» الصحفيين قائلاً: (تصحيح الخطأ واجب وارتكاب الخطأ ليس عيباً، وإنما العيب هو المكابرة فيه) .. وفي 30/3/1998 قال أيضاً على صفحات نفس «الأهرام»: (إذا كان من حق الصحفي أو الصحيفة حرية الكتابة، فإن من حق القارئ حرية الرد) .. وقال أيضاً: (لا أحد يقبل اقتحام حرمات الناس ولا التشهير بهم، ولا إلصاق الاتهامات الكاذبة ضدهم .. ولا أحد يقبل أن يملك الكاتب أو الصحيفة حرية أن يقول عن شخص كل ما يريد، ثم لا يستطيع هذا الشخص أن ينشر في نفس الصحيفة التي شوهت صورته، تصحيحاً أو تكذيباً أو توضيحا) .. كلام جميل .. ولكن، هل عمل به الأستاذ منتصر نفسه؟ هل قام بتصحيح جريمة التشويه التي ارتكبها في حق عبد الناصر وأسرته على صفحات «الأهرام» منذ أكثر من سبعة وعشرين عاماً مضت؟ .. صلاح منتصر، في 31 يوليو عام 1983 وفي مزاد التهجم على عبد الناصر تقرباً من الصهاينة والأمريكان، قال نصاً على الصفحة السابعة من جريدة «الأهرام»: (عبد الناصر لم يأمر بإلغاء الرتب والألقاب، ولم يسارع بإصدار قانون الإصلاح الزراعي، لوجه الله، أو لوجه المساواة .. أو من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية كما نعتقد، أو كما يتعلم أولادنا في المدارس) .. وإنما بالنص لأن عبد الناصر (كانت لديه عقدة خاصة من باشاوات الأحزاب زمان). تخيلوا .. وسبب هذه «العقدة» كما يقول الأستاذ منتصر هو أن جمال عبد الناصر قبل أن يقوم هو ورفاقه بثورة يوليو .. (كان يحب بنت أحد هؤلاء الباشاوات، ولما تقدم لخطبتها ثار عليه والدها الباشا وطرده من منزله لفقره وسمار بشرته). تلك هي بالضبط «الأكذوبة» المنحطة التي سمح الأستاذ منتصر لنفسه بأن ينشرها وقتها على صفحات «الأهرام» دون تدقيق أو تحقيق أو توثيق مكتفياً بالقول إنه «سمعها» من الأستاذ محمد حسنين هيكل، حينما كان السيد منتصر كما يقول (يضع أقدامه على أول سلالم العمل الصحفي في مجلة «آخر ساعة» وقت أن كان الأستاذ هيكل رئيساً لتحريرها) .. أي في الفترة من عام 1953 وحتى عام ..1957 وتخيلوا معي: هل يعقل أن يتطوع رئيس تحرير في وزن الأستاذ هيكل، ويحكى لصحفي تحت التمرين تفسيره «العاطفي» لأسباب قيام ثورة يوليو وغراميات قائدها في عز توهجه؟

الأغرب، ومن فرط الشجاعة والأمانة الصحفية، سمح الأستاذ صلاح منتصر لنفسه أيضاً أن ينتحل صفة طبيب نفسي، وقطع في نفس المقال المنشور بجريدة «الأهرام» في 31 يوليو عام 1983 بأن جمال عبد الناصر، كانت لديه «عقدة خاصة» من الباشاوات، اعتماداً على هذه الحكاية التي يقول منتصر إنه فقط «سمعها» ولم يتثبت منها.

ولخطورة «الحكاية».. قمت بتحقيقها وتوثيقها، على مدى عامين كاملين وأثبت بالوثائق وبشهادة الأستاذ هيكل نفسه أنها حكاية من خيال صلاح منتصر، ونشرت الحقيقة التي وردت في خطاب مكتوب بخط عبد الناصر نفسه في كتاب أسميته «المرأة التي أحبها عبد الناصر» .. وأملاً في إظهار الحقيقة وإنصاف عبد الناصر وهو في قبره .. ذهبت بقدمي إلى مكتب الأستاذ صلاح منتصر وقت أن كان رئيساً لتحرير مجلة «أكتوبر» وتركت له عند مدير مكتبه نسخه من كتابي، ممهوراً بإهداء مني، أستنهض فيه ضميره الصحفي، وأطالبه بتصحيح ما سبق أن نسبه إلى جمال عبد الناصر وثورته، وأن يذكر الحقيقة (التي روج لغيرها) خاصة وأن كتابي «المرأة التي أحبها عبد الناصر» يتضمن ضمن وثائقه العديدة، خطابات كثيرة بخط عبد الناصر، ومنها خطاب منشور صورته مع هذه السطور، كان عبد الناصر قد أرسله إلى صديقه «حسن النشار» مؤرخ في عصر 28/5/1939 ومنه نستطيع أن نتبين بسهولة أن فتاة عبد الناصر لم تكن بنت باشا ولا يحزنون، وأن السبب الحقيقي لعدم زواجه منها وبخط عبد الناصر نفسه هو أن (لها أختان اكبر منها .. ولا يمكن زواجها، إلا بعد زواجهما). وهو الخطاب أو الوثيقة التي دفعت الكاتب والصحفي المحترم الأستاذ سعد هجرس وقت أن كان مشرفاً على صفحة «جولة الكتب» في العدد الأسبوعي لجريدة «الجمهورية» إلى أن لا يكتفي بعرض كتابي فقط على صفحات العدد الأسبوعي من جريدة «الجمهورية» في 9/1/1997 وإنما يكتب أيضاً وبالبنط العريض قائلاً: (صلاح منتصر مطالب بالرد) .. ورغم مرور سنوات عديدة على وضع الحقيقة موثقة أمام عين وضمير الأستاذ صلاح منتصر إلا انه لم يكتب حتى الآن، حرفاً واحداً يوضح أو يصحح فيه حقيقة ما نسبه لعبد الناصر وهو في قبره .. هل رأيتم مدى «الأمانة» الصحفية التي يتمتع بها صلاح منتصر ويطالب بها غيره من الصحفيين؟ ألم أقل لكم في البداية أنه نموذج للمطبعين المصريين؟

[**مهاجمة نقيب الممثلين*]

صلاح منتصر: أيضاً، عضو «معين» في مجلس الشورى وفي المجلس الأعلى للصحافة، لا بصفته رئيساً لتحرير مجلة «أكتوبر»، التي تركها في 2/1/1994 ولكن وكما ينص قرار تشكيل المجلس بصفته من «الشخصيات العامة» .. حيث يتغزل في الفياجرا، وأندية الروتاري، والشيخ الفاسي، ويكتب عن دهان العضو الذكري، وفوائد الكرنب، والملوخية، ورنات المحمول، ويكتب أيضاً عن مشاكل «الشكمانات» في ملحق السيارات الذي يكتب فيه أسبوعياً، ويصدر كل جمعة عن جريدة «الأهرام» .. وفوق كل ما سبق، لا ينسى صلاح منتصر، أن يدافع في 8/6/1997 عن فريد الديب محامي الجاسوس «الإسرائيلي» عزام، وأن يهاجم نقيب الممثلين المصريين لأنه فصل المخرج حسام الدين مصطفى من النقابة بسبب سفره إلى «إسرائيل».

- [**المصدر : صحيفة «الخليج» الإماراتية، وينشر بترتيب مع وكالة «الأهرام» للصحافة.*]



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 23 / 2182833

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

43 من الزوار الآن

2182833 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 42


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40