تعودنا سابقا ومنذ أن قررت قيادة حركة فتح أن تترك موقعها كحركة سرية تعمل تحت الأرض إلى حركة تهوى المهرجانات واللافتات والأسماء والمسميات والتباهي بهذا الموقع أو ذاك، كان كل ذلك بوابات لإنهيار سياسي وأمني، تعودنا وبدون دهشة أن تسرب محاضر لجان الأقاليم إلى الجهات المستضيفة لتلك الأقاليم، وقلنا عندئذ لا يوجد ما يختفي أو يخفى من مهام على حركة ترهلت، بل أصبحت عنوانا لكثير من المهازل، وبعد أن كانت حركة فتح هي الكينونة المرعبة لأعدائها وأعداء فلسطين والشعب الفلسطيني في السنوات الأولى من إنطلاقتها.
صادفني خبر نقلته بعض الصحف على أن عضو لجنة مركزية طلب من عضو لجنة مركزية آخر التوسط له عند أجهزة الأمن الإسرائيلية لمعرفته بمعلومات هامة عن حزب الله والمقاومة الفلسطينية في المخيمات في الساحة اللبنانية.
وخبر آخر يقول أن عدنان ياسين مازال يتقاضى راتبه وأبنائه أيضا يتقاضون راتبهم،مفارقات عجيبة!! عدنان ياسين يتقاضى راتبا وهو المسؤول عن إغتيال أمير الشهداء أبو جهاد وعاطف بسيسو وأبطال ليميسول قادة القطاع الغربي.
واليوم أقرأ خبرا يصب في نفس السياق ولكن بعمق أكبر ومفاهيم وأدلة أكثر، حيث نشرت صحيفة معاريف عن ما دار وما جرى في إجتماع اللجنة المركزية لمؤتمر بيت لحم الأخير.
تقول معاريف أن اللجنة المركزية لمنظمة التحرير تبحث عن الأموال الضائعة لحركة فتح، لا نريد هنا أن ندخل في تفاصيل كثيرة حول تلك الأموال التي تم استثمارها من قبل أفراد وقيادات في حركة فتح معروفة وموجودة الآن بينهم، أو موجودة في رام الله، ولا نريد أن نتحدث عن الحقيبة التي كانت برفقة ياسر عرفات في باريس والتي هربت مع محمد رشيد، أو عن منظومة المقايضة بين محمود عباس وقريع وسها الطويل، هكذا تحدثت الأنباء في فترة مرض ياسر عرفات ووجوده في باريس،المهم هنا كيف تسرب هذا الخبر إلى صحيفة معاريف، وكيف تسرب هذا الخبر من أعلى الأطر التي تسمي نفسها اللجنة المركزية، فهل هذه أيضا تضاف إلى أرشيفها بتجاوز النظام؟!
من المعروف أن اللجنة المركزية التي أنجبها مؤتمر بيت لحم هي ابن غير شرعي لحركة فتح المناضلة،وهذه اللجنة تصب في خانة عمليات الإغتصاب الكبرى التي مورست ضد أبناء حركة فتح والإستيلاء على مواقعها المؤثرة،من البديهي أن تسرب كل محاضر إجتماعات اللجنة المركزية إلى أجهزة الأمن الصهيونية، فسابقا قال مسؤول إسرائيلي كبير معاتبا حسين الشيخ: “لا تبتعد كثيرا وتعتقد أننا لم نكن موجودين في مؤتمركم في بيت لحم”
هؤلاء الذين قبلوا بهذه المواقع في ظل الإحتلال وبشكل مكشوف لمهامهم هم أخرجوا أنفسهم من غطاء حركة التحرر الوطني الفلسطيني وهم من قبلوا ببطاقة العبور والتنقل بين الحواجز في الضفة الغربية، وهم من قبلوا أن يذعنوا لتعليمات دايتون وأجهزة الأمن الصهيونية، فليس غريبا أن تسرب إجتماعات اللجنة المركزية لفتح دايتون إلى دايتون نفسه، ولأجهزة الشين بيت، أو إلى وإلى وإلى ...
سؤال بسيط للذين يتسائلون أين أموال حركة فتح؟ نقول هل منهم من أتى إلى حركة فتح وهو ثري؟؟ أم أثري من أموال حركة فتح وأرصدتها؟ أي منهم يلبس قميص المناضلين وهو يفتخر بأنه لا يستطيع استخدام مسدس؟ أي منهم يشعر بمعاناة المقاتلين ومناضلي حركة فتح الذين تم اقصاؤهم او تحجيمهم، هؤلاء الذين قطعت رواتبهم أو أحيلوا على المعاش، أو كوادر الساحة في تونس عندما تخلى عنهم محمد راتب غنيم ومحمود عباس، ليعيشوا آلام المنفى وهم الخارجين من بيروت لفترة مؤقتة إلى أن تتعافى حركة فتح من أمراضها ويعودوا للنضال وللوطن، هؤلاء هم من سرقوا حركة فتح وهم من يطالبوا بالكشف عن تلك الأموال، فأين الحقيقة إذن؟؟