السبت 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

محمود عبّاس .. أسَّس للتنازلات وارتبط روحياً وفكرياً وسياسياً بالاحتلال

السبت 9 تشرين الأول (أكتوبر) 2010

منذ السبعينيات من القرن الماضي، بدأ محمود عبّاس حواراً مبكراً مع اليسار الصهيوني والحركات الداعية إلى السلام، ونشر في تلك الفترة كتابين عن الهجرة اليهودية من البلاد العربية والدول الغربية، وعلاقات «إسرائيل» بأميركا، وأنصار السلام داخل المجتمع الصهيوني، ورفع شعارين الأول مطالبة الدول العربية بالسعي لإعادة اليهود الذين هاجروا أو هجروا منها، والثاني العمل على الاتصال بالقوى الصهيونية لإجراء الحوار معها للوصول إلى السلام، وكلف في تلك الفترة عصام سرطاوي بالاتصال بهذه القوى.

ثم قاد المفاوضات مع الجنرال ماتيتياهو بيليد والتي أدت إلى إعلان مبادئ السلام على أساس الحل بإقامة دولتين والمعلنة في 1 كانون الثاني (يناير) 1977.

وهو الذي دفع لاتخاذ قرار يشير إلى أهمية العلاقة والتنسيق مع القوى اليهودية الديمقراطية في دورة المجلس الوطني الفلسطيني الثالثة عشرة ما بين 12- 22 آذار (مارس) 1977، وبعد ذلك عقد محمود عبّاس ووفود فلسطينية عشرات اللقاءات والمؤتمرات التي تضم صهاينة من مختلف الاتجاهات سواء من «حركة السلام الآن» أو من اليهود الشرقيين، الذي كان يحاول هو والوفود التي كانت تمثل الجانب الفلسطيني أن يجعل منهم جسر سلام بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، ومن هذه اللقاءات :

- لقاء في رومانيا في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 1986.

- لقاء في هنغاريا في 22 حزيران (يونيو) 1987.

- لقاء في فلسطين المحتلة في 4 تموز (يوليو) 1987، جرى بين سري نسيبة وصلاح زحيقة وموشيه عميراف عضو المؤسسات المركزية في «حيروت» ورجل «الليكود» القريب من إسحاق شامير.

- لقاء في فلسطين المحتلة في 13 تموز (يوليو) 1987 في منزل سري نسيبة، وحضره فيصل الحسيني والصحفي أشالوم وموشيه عميراف.

- لقاء في فلسطين المحتلة في 30 تموز (يوليو) 1987 في معهد الدراسات العربية بين سري نسيبة وموشيه عميراف.

- لقاء في فلسطين المحتلة في 22 آب (اغسطس) 1987 في فندق (Orient House) بين سري نسيبة وموشيه عميراف، حيث تم وضع صيغ لورقة تفاهم تكون أساساً للنقاش بين الطرفين.

وبعد إطلاق المجلس الوطني الفلسطيني لمبادرة السلام الفلسطينية عام 1988، أشرف محمود عبّاس على كل الندوات واللقاءات التي تمت مع القوى الصهيونية واليهودية في أوروبا وأميركا وغيرها، ومن هذه اللقاءات :

- لقاء في إسبانيا في 5 تموز (يوليو) 1989، جرى بين وفد فلسطيني برئاسة محمود عبّاس وعن الجانب الآخر شلومو الباز أحد كبار موظفي الوكالة اليهودية، وسيرج بوردوغو رئيس الطائفة اليهودية المغربية، ونعيم جلعادي رئيس طائفة اليهود الشرقيين في أميركا، وأندريه أزولاي رئيس جمعية حوار في فرنسا، وشخصيات أخرى يهودية من الدولة العبرية ومن خارجها.

وقد أشرف محمود عبّاس على فتح قنوات مع أرييل شارون، وذلك في لقاءات تمّت بين مندوب فلسطيني وآخر من المخابرات الصهيونية في 20 آذار (مارس) 1992 وفي 25 نيسان (ابريل) 1992 في فندق «شيراتون» في فلسطين المحتلة، والاتصال بين المندوب الفلسطيني مع شارون في 6 حزيران (يونيو) 1992.

ولقاءات أخرى بين سعيد كنعان وشخصية مقربة من إسحاق رابين في 10 نيسان (ابريل) 1992 وفي 20 نيسان (ابريل) 1992.

وصولاً إلى فتح قناة (أوسلو) التي بدأت اللقاءات فيها في 20 كانون الثاني (يناير) 1993، وبعد حوالى 12 جولة تفاوضية تمّ التوقيع على «اتفاق أوسلو» بالأحرف الأولى في 20 آب (اغسطس) 1993، والذي وقع رسمياً في واشنطن في 13 ايلول (سبتمبر) 1993، وقاد المفاوضات التي جرت في القاهرة والتي تمخضت عن «اتفاق غزة - أريحا».

وترأس إدارة شؤون التفاوض التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ نشأتها عام 1994.

وأصدر محمود عبّاس مع يوسي بيلين عام 1995 وثيقة تنص على ما يلي :

(1) إبقاء المستوطنات في الدولة الفلسطينية.

(2) عودة اللاجئين إلى الدولة الفلسطينية وليس إلى ديارهم.

(3) تقسيم القدس من الناحية الإدارية، ويتم تأجيل الحسم النهائي في السيادة عليها مع ضمان أن يكون رئيس البلدية يهودياً.

وفي 1 كانون الثاني (يناير) 2003 لقاء آخر بين السلطة والجانب الصهيوني في جنيف، أسفر عن وثيقة تلغي حق العودة. ومنذ تلك الفترة وباتفاق بين الإدارتين الأميركية والصهيونية على عدم مواصلة المفاوضات مع الرئيس ياسر عرفات، سطع نجم محمود عبّاس كبديل براغماتي في عملية التفاوض، ولذلك تنامت الضغوط على الرئيس ياسر عرفات لتعيينه كرئيس للوزراء في 19 آذار (مارس) 2003.

وفي 30 نيسان (ابريل) 2003 تم الإعلان عن «خريطة الطريق» التي تنص على تسوية بإقامة دولة فلسطينية مبهمة الحدود والصلاحيات، وذلك بعد قضاء السلطة على «الإرهاب»، كما تنص الخريطة على حل قضية اللاجئين حلاً واقعياً.

وفي 3 حزيران (يونيو) 2003 انعقدت قمتا شرم الشيخ والعقبة، وفيهما تعهّد محمود عبّاس بنزع سلاح المقاومة وإنهاء عسكرة الانتفاضة.

واستقال محمود عبّاس من منصبه بعد خلافات مع الرئيس ياسر عرفات في أيلول (سبتمبر) 2003، وقد وجهت الإدارة الأميركية اللائمة على الرئيس ياسر عرفات لتخطيه منصب رئيس الوزراء وحكومته.

وبعد تسلّمه رئاسة السلطة الفلسطينية في 9 كانون الثاني (يناير) 2005، دعا إلى وقف إطلاق الصواريخ ووقف عسكرة الانتفاضة، كما تعهّد في قمة شرم الشيخ في 7 شباط (فبراير) 2005 «بضبط الأمور» على الساحة الفلسطينية بحزم وصرامة.

وفي 21 حزيران (يونيو) 2005 التقى محمود عبّاس رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون، وطلب منه إطلاق عدد من المعتقلين، وإزالة بعض الحواجز، ونقل المسؤولية الأمنية إلى الفلسطينيين، دون التطرق إلى القضايا الأساسية.

وافق محمود عبّاس على تأجيل التفاوض حول القدس خلال لقاء عقده مع رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت في 19 شباط (فبراير) 2008.

وفي حزيران (يونيو) 2010 قال محمود عبّاس «لن أنفي حق الشعب اليهودي على أرض إسرائيل»، وذلك أثناء لقائه مع قادة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية وكبار المسؤولين في «أيباك» في «مركز دانيال إبرامز للسلام في الشرق الأوسط».

وفي 2 أيلول (سبتمبر) 2010 عاود قطار المفاوضات انطلاقه من جديد من واشنطن، بحضور محمود عبّاس ونتنياهو والملك عبد الله الثاني والرئيس حسني مبارك، وبرعاية الرئيس الأميركي باراك أوباما، والعنوان الأساسي لهذه المرحلة الاعتراف بـ «يهودية الدولة» الصهيونية.

[**من أقوال محمود عبّاس*]

■ «إننا نفك الارتباط لكننا لا ننفصل، لقد كتب علينا العيش في أرض واحدة كجيران، وهذا هو الأساس لبدء مرحلة سعيدة أكثر».

■ «أنا ضد المقاومة، ولست مع استخدام السلاح لا في الضفة الغربية ولا في قطاع غزة، لأنني أسير على خطى السلام».

■ «الانتفاضة الثانية كانت إحدى أخطاء حياتنا».

[**عبّاس : أمن (إسرائيل) هو أمننا*]

نقلت منظمة يهودية أميركية عن محمود عبّاس إقراره بالتعاون الأمني مع «إسرائيل» لمنع وقوع هجمات ضدها تنطلق من الضفة الغربية، وقال عبّاس - وفق بيان للمنظمة - في لقائه مع قادة خمسين منظمة يهودية أميركية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «أمن «إسرائيل» هو أمننا».

وأضاف عبّاس وفقاً لبيان أصدره مركز «دانييل أبراهام للسلام في الشرق الأوسط» الذي استضاف اللقاء، «إذا سألتموني لماذا لم تقع حتى الآن على مدى ثلاث أو أربع سنوات أي هجمات من الضفة الغربية؟ فإنني سأقول لكم إن السبب هو أننا قررنا التعاون مع الجانب «الإسرائيلي»، ونحن نمنع أي طرف من القيام بأي شيء ضد «إسرائيل» لأن أمن «إسرائيل» هو أمننا».

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان عبّاس على استعداد للاعتراف بـ «إسرائيل» (دولة يهودية)، قال عبّاس - طبقاً للمنظمة اليهودية - إنه إذا أراد الشعب «الإسرائيلي» أن يسمي نفسه بما يشاء فهو حرّ في ذلك.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 6 / 2182276

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2182276 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 8


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40