الأحد 30 كانون الثاني (يناير) 2022

أيها الجذريون اتحدوا.....

الأحد 30 كانون الثاني (يناير) 2022 par أيمن اللبدي

المادة الثابتة في السياق السياسي الفلسطيني كانت ولا زالت موضوعة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعلى هذا درجت كل الأدبيات السياسية للاحزاب والقوى، والدراسات والمقالات على تناول هذه الموضوعة، واعتبرتها معظم الفصائل الفلسطينية قديمها وجديدها، شرطا لانتصار القضية الوطنية الفلسطينة، والتي أهم أهداف وعناو
ين انتصارها العدالة والحرية.

الوحدة الوطنية الفلسطينية لا يمكن أن تكون سمك -لبن -تمر هندي في حقيقة من هذا النوع وفي مسألة وقضية من هذا النوع، باختصار هذا الخليط لن يقلع

والفلسطيني في أي مكان من هذه المعمورة كان دوما يخضع لتقسيمات الجغرافيا وسيطرتها، هذه الجغرافيا التي هي أصلا ناتج أساس لأصل نكبة الشعب العربي الفلسطيني، ومخرج أولي للبتر الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي تعرّض له الشعب العربي الفلسطيني منذ مائة عام، ومنذ التحضيرات الأولى لتحقيق الحل الاوروبي لما سميّ بالمسألة اليهودية في أوروبا على حساب فلسطين العربية.

بالحديد والنار، صنعت الصهيونية العالمية مدعومة بالكولونيالية المتحالفة مع الماسونية التقطيعات الجغرافية على الانسان الفلسطيني، ونشأت جغرافيا الشتات وتقسيمات الارقام في فلسطين التاريخية، وتابعت الامبريالية ذلك بل ولاحقت حتى أدق التفريعات لتصنع دوما نفس المخرجات التشعبية على حياة الفلسطيني حتى في المخيم الواحد، أو الشتات الواحد، وهكذا صارت سطوة الجغرافيا عامل تقسيم أساس في نظر كل المتعاملين مع القضية الفلسطينية مهما كان موضوع نظرهم.

لكن المسألة لم تكن يوما الجغرافيا على أهمية وطأتها، ولا كانت التقسيمات المفروضة على الفلسطيني، وإن كانت هذه جميعا خلقت بالفعل التقسيم الجوهري الحقيقي في حياة الفلسطيني، فالفلسطيني داخل فلسطين المحتلة سواء أكان في النقب أو الجليل أو غزة أو الضفة، بدويا أم قرويا أم مدنياً أم ساكن مخيم، هو في الجوهر والأساس بقطع النظر عن كل المتفرعات التي قد تصف وضعه الانساني أو نشاطه اليومي، هو واحد من ثلاثة لا غير، وهذا هو التقسيم الحقيقي الذي خلقته النكبة الفلسطينة، والباقي مجرّد انعكاسات وقشور.

الفلسطيني هو واحد من ثلاثة نفر: إما هو جذري وإما هو متحوّل وإما هو متحلل ولا شيء غير ذلك، وببساطة مفيدة لتقعيد هذه المسألة، فإن الفلسطيني الذي ظلّ ينظر لهدف حياته ونشاطه الانساني بقناعة وثبات أن الحل الوحيد لقضيته الوطنية هو التحرير لوطنه السليب ولاشيء غير ذلك هو هذا الفلسطيني الجذري الحقيقي الذي لم تفلح حرب المائة عام على اجتثاث عقيدته الوطنية ولا على حرفها ولا على التلاعب بها، سواء أكان في فلسطين المحتلة أم في أي مكان على هذه الأرض.

الفلسطيني هو واحد من ثلاثة نفر: إما هو جذري وإما هو متحوّل وإما هو متحلل ولا شيء غير ذلك

الفلسطيني الذي انحرفت قناعته أو بصيرته أو قدرته على الثبات عن هذا الأصل والجوهر تحت تأثير أي تبريرات من أي نوع إلى التعامل مع بدائل لهذا الجوهر، تارة بالاستداول وطورا بثنائية القبول لحياة مع الغازي مهما كان شكلها أو لونها، هو فلسطيني ناقص لم يفلح لا في ابقاء فلسطينيته عفية، ولا في انقاذ شبر واحد من فلسطينه محرراً ، والأسوأ منه الفلسطيني المتحلل والذي أصبح في موضع لا علاقة له بفلسطين إلا بالتسمية، أو بالتسمية المحالة التي أتحفنا بها كيت دايتون“الفلسطيني الجديد”.

الوحدة الوطنية الفلسطينية لا يمكن أن تكون سمك -لبن -تمر هندي في حقيقة من هذا النوع وفي مسألة وقضية من هذا النوع، باختصار هذا الخليط لن يقلع، ولن يفعل شيئا سوى استدامة الشد العكسي على مسار الشعب الفلسطيني وحياته وقضيته، الوحدة الوطنية الفلسطينية تكون فقط بين الجذريين وبين الذين لا زالوا يصرّون على أن هدفهم الاول والاخير هو تحرير فلسطيننا بكاملها من الغازي المجرم، وليس استبدال ذلك بالملوّنات أيا كان نوعها، وعلى هؤلاء فقط أن يجسّدوا هذه الوحدة وغير ذلك مجرّد ضياع وقت....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 17 / 2184387

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مستشار التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2184387 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40