الأحد 26 كانون الأول (ديسمبر) 2021

لماذا ترَكَنا الحصان...؟

الأحد 26 كانون الأول (ديسمبر) 2021 par أيمن اللبدي

متى تركَ شعبنُنا الحصان وحيداً؟

مثل هذا السؤال ليس المدى الوحيد لموضعته ثقافياً ولا فنياً فقط، بل وجودياً وعضوياً وأحقية الجدال به مبتدأ وليس غير ذلك، لا أفهم لماذا أحيانا نشتط في القسوة على شعبنا، أفهم أننا ننتقد ونشير للسلبيات هنا وهناك، وأحياناً نغمز بعنف أو بجرح، لكنّ مبعث ذلكم كان دائماً، المتخيّل المثالي الذي نريده لنا شعباً وجماهير وقوى، وعلى أعلى مستوى الأداء الانضباطي بما يساوي ولو قليلا قدسية هذه القضية، واحدة من هذه الطرق الصوفية في القسوة، هو سؤال لماذا تركت الحصان وحيدا؟ والحق أن الحصان هو الذي تركنا وحيدين وأكثر...

أيام قليلة تفصلنا عن الفاتح من كانون، و ذكرى ثورة المستحيل، بعد أيام نستذكر حصاننا الذي لم يعد حصاناً كما كان، ذلك الحصان الذي أعرفه منذ نهايات سبعينات القرن الماضي، ولم أثق يوما بسواه، ألم يكن حصاننا عفياً كما يجب ؟ أم أنه تعب من المشوار باكراً ؟ لا أدري أيّهما الجواب المحق، لكني أدري أن الماثل أمامنا اليوم في ذكراه التي بعد الخمسين في التعداد قد تركنا ولم نعد نستطيع تذكّر ملامح صهيله الذي كان...

هل أنجز حصاننا وعده؟

كنا نفاخر يوما أننا أطول ثورة بالتاريخ، وأن مسيرتنا لن تتعب مهما تعبت المشاوير، لكنّ المفجع أن لم يخطر ببالنا يوما أن ينتقل حصاننا من حال لحال، أن يعاف سهولنا وجبالنا ووودياننا ليصبح مدجّنا يركض في سباقات الخيل المسوّمة بين أيدي جلاديه، أو أن يتحوّل ليصبح سقاءً أو تمثالاً في ساحة أخرى، وتفقد الأشياء معه جميع منطقها، وكلّ علائقها التقليدية التاريخية، وتصبح في صيرورة أخرى مختلفة تماما أو أقرب منها إلى صورة الضد والنقيض، هكذا دون عذر ولا إنجاز..

لم تتغير قوانين الدّم من حولنا أبداً، بل دخلت في تسارع مكشوف لإعادة إنتاج ذات الحكاية حتى دون أن تكلّف نفسها عناء ارتداء قناع واحد جديد لا تخرج له من الذاكرة عناوين تثبته وتوزّعه، واليوم في الحلقة الجديدة كل الذئاب والكلاب على أنواعها تفتتح الصورة، ويتنشب الأنياب والمخالب في صدر وظهراني هذه الارض وهذا الشعب، وحصاننا غائب أو مصادر، وما أنجز وعدا حتى يغيب، هنا ضفة ترتقب صهيل حصانها، ولم تتعب حناجر أبطالها من النداء ولا من الحداء، اليوم برقة وأمس بيتا وغداً يعبد، حتى يقرّر حصاننا أن يعود...

لا تقولوا يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة، هو لم يهدأ أصلاً، لكن قولوا يا حصاننا الغائب عد ويكفيك الغياب....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 29 / 2184447

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مستشار التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

11 من الزوار الآن

2184447 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40