السبت 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021

أيُّها....

السبت 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 par أيمن اللبدي

أيُّها....

أيها المرتدون عن حبّ فلسطين وحقِّ فلسطين، شكرا لكم بأنواعكم ،وأوقاتكم، وأماكنكم، وأسمائكم، ودفوعاتكم إن وجدت، شكراً لكم حتى لا نطيلَ الخطاب، وحتى لا تتوقعوا أنا نسألكم اعتذاراً أو إلحافاً، فماذا يعيد الأخ المارق عن دم أخيه ؟!

أيها المندفعون لحضن عدوّ فلسطين، وقاتلها، ومغتصبها، شكراً لكم، فأنتم لم تفعلوا شيئا كثيراً، كنتم لفلسطين صوتاً خجولاً أحياناً، وظهراً مائلةً أحايين أخرى، وكتاباً مختصراً عن نواقض الدم ونواقض القلب، سعيتم سعي أصحاب يوسف حول بئره كثيراً، وأشفقتم على مضغة الروح فتركتموه للقوافل السيارة، شكرا لكم أيها السادة المرتاحو الضمير والوجدان.

ما ألطفكم...!

نحن عرفنا أن لاقيمة للتاريخ ولا للمواسم، ولا حتى للنواح، ولا قيمة للتذكرة، ولا قيمة أبداً لوصية الأب ولا لدموع الأم، ولا حتى لقصص كسر العود وكسر الحزمة، فكلّها أصبحت “موضة” قديمة في يومكم، وبوقكم، وخاطركم، ولن نقف على الدوارس منها لنبكي بكاء الأقدمين، ولن ننسج معلقة طويلة، لا حسرة ولا أسىً، ولن نذكّركم بأي نوع من العذابات، إذ واضح أنها لا تعنيكم، كما أننا لن ندعوا لكم بالهداية، ولا عليكم بالثبور وعظائم الأمور، أتعلمون، نترككم لما اخترتم فهذا أفضل ما نطوقه وهو أنسب ما نطيقه، لذا مجددا شكرا لكم.

نحن في فلسطين لم ننشد الهاتكفاه، نتركه لكم لتنشدون معاً مواعيد حراب صهيون، ومواعيد فطيرة الدم وجغرافيا تشكيلها ليهوه، ومعه بضع أسطر من تلمود حرق النسل والجذور، والدليل الارشادي لاصطياد الغوييم، ومن ثمّ اختيار قطعان السقائين منهم، واختيار مواد المحارق المنتظرة في الباقين، توراة يهوه لا تخفي سرّ الصرارصير والحشرات، ولا تتورع عن التذكير بها لاولاد صغار يرتادون مدارسها، ليتعلموا شعارا مختصراً وقوياً، كلمتان فقط: الموت للعرب.

لا كاتب “تاجر البندقية” كان فلسطينياً، ولا علماء الآثار كانوا كذلك، وما بينهما قصة طويلة جداً لمفاعيل مسرح الكذب والخديعة، ومسامير الصليب ونيران الأخدود، نتركه لكم لأن ليس لطيفاً تفكيك المفاجئات المعدة، فلنا ما يشغلنا عن ممارسة دور الرائد الذي لا يكذب أهله، فنحن منذ مائة عام نروي الحكاية، لكن الآذان فيها وقر، وليس مفيداً حمل الحكايا دائما على توليفة الأعذار، فعين الرضى عن كلّ عيب كليلة، وعشق المقتول للسيف أيضا حكاية أخرى، لا ليست اوستكهولم هذه المرة، هذه المرة عشق تل أبيب.

بعضكم يحبُّ مهارات المهرجين، ويختار صيغة أيضا أصبحت لازمة الموضة الجديدة القديمة، إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى، قال هذا السابقون، وقال اللاحقون نفعل ذلك لنؤازر الفلسطينيين، وهكذا تمرّ القاطرة بلا صافرة، ولما وجدتم في الخيول المتعبة الصفراء غايتكم، نعم لا تستغربوا لدينا خيول صفراء وفاقع لونها تسر الناظرين، لكنها تاهت وحادت ومرقت، مثلما يمرق الكثير في الطقس الفاسد، قلتم قد فعلها قيصر ونحن لسنا بأقل من قيصر، وهذا نفر لا يقاس عليه إلا بقياس حكاية الكذّاب للطماع، فإن لم تعرفوها فاطمأنوا ستغرقون في تفاصيلها المدهشة قريبا.

بعضكم أحبّ حذلقة معاصرة، أزور السجين ولا أزور السجّان، فقط السجن والسجان والسجين، كلّهم قطعة واحدة تحت الاحتلال، وزيارة الاحتلال واجبة، وتشدّ الرحال لزيارة الاحتلال، وهل قيل لكم لا تفعلوا !؟ كان سلامكم يأتي لأهل الأرض المحتلة، المنزرعين بمنازلهم، وكانت أجراس العودة ستقرع كما فهمنا من نشيدكم، وللحق كنتم تفرقون بين من هو منزرع بحيفا وعسقلان، ومن هو منزرع بجنين والخليل، وأحيانا كنتم تحتارون بمن هو منزرع في القدس وأحيائها العتيقة، ولا نذكر كم زائراً جاء رغم أنف الاحتلال وحمل معه دليل شوقه لزيارة السجين.

لا أدري من المغفّل الذي أوهمكم أن أرض فلسطين تحتاج خبزاً وطحيناً، أو أن ما ينقصها مشاهدة هذه السحنة أو تلك على شواطئها وفي ازقتها وشوارعها، ألم تكن ولا زالت جنّة الله على أرضه؟ ها هي اليوم كما بالأمس، تنعشكم ماء مسروقا بيد الصهاينة، وغازاً مسروقا بيد شركاتهم، كما أطعمتكم يوم سغبكم ماضيا، وأفرحتكم يوم عرسكم غالباً، أما قصة رمح داود فهذه أيضا حكاية لطيفة تقلعه يد صغيرة تحمل الحجر والنقافة، اسألوا عنها قبل أن تضلوا وتدفعوا ملايين سراويلكم، أيها الواهمون، هذه فلسطين، لا تنسوا ولا تسمحوا لأانفسكم أن تنسوا يوما.

على العموم، أقترح أن تنسوا من اليوم قصة الثيران الحمر والبيض والسمر، فهذه كانت قبل هذه الأيام مفيدة قليلاَ، وعليكم أن لا تثقوا بألسنة لصوصنا المحترفين فهؤلاء باتوا أخفّ من ورق الخريف في ليلة عاصفة ستسلخ جذوور والديهم يوما قريبا، أنتم الآن كذا وعشرون، وسنعود لنكتب لكم عندما تصبحون كذا وخمسون، ولكن عليكم أن تنتبهوا لتسجلوا لنا تفاصيل تطبيعكم وسلامكم اللذيذ مع يهوه وتلموده وتلامذته وهاتكفاه.

خازوقا عفوا أقصد حظاً سعيداً...



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2184389

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مستشار التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2184389 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 6


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40