الانتخابات العراقية لعام2021ودول الخليج: نوايا علنية وخفايا سرية!

جرت في العراق في العاشر من تشرين الاول/أكتوبر2021 خامس أنتخابات نيابية ، وقد أهتمت بها دول الجوار العراقي من ضمنها دولتين من دول مجلس التعاون الخليجي وهي المملكة العربية السعودية والكويت التي أبدت مواقفها التي تميزت بتشابه الخطاب من تلك الانتخابات.وفي هذا الاطار أكد سفير السعودية في العراق ((عبد العزيز الشمري))في أيلول/سبتمبر2021 أن ((الانتخابات النيابية في العراق شأن داخلي عراقي ))، مضيفا أن ((المملكة لاتتدخل في هذه المسألة بأي شكل من الاشكال.
ولاتريد أن تنخرط في صراع سياسي داخلي)).وخلال لقاء رئيس مجلس النواب العراقي((محمد الحلبوسي))مع السفير الكويتي في بغداد((سالم غصاب الزمانان)) في 5تشرين الاول/أكتوبر2021 بحث الطرفان تطورات المشهد السياسي والانتخابات النيابية ، وشدد الجانبان خلال اللقاء على أهمية ودور المجتمع الدولي في الرقابة على الانتخابات لضمان الشفافية ، وتعزيز ثقة المواطنين بنتائج الانتخابات ، وتحفيزهم على المشاركة الواسعة لاختيار ممثليهم .ومن جانب اخر بعث امير الكويت ((نواف الاحمد الجابر الصباح))برقيتي تهنئة للرئيس العراقي ((برهم صالح)) ورئيس الوزراء((مصطفى الكاظمي))بنجاح الانتخابات ، وأشاد أمير الكويت في برقيتيه بما شهدته الانتخابات من ((مشاركة شعبية وما أبداه الشعب العراقي من حرص على أداء واجبه الوطني لاختيار ممثليه في مجلس النواب)) متمنيا للشعب العراقي ((التقدم والازدهار)) ، وتبع ذلك أرسال نائب الامير وولي العهد الشيخ ((مشعل الاحمد الجابر الصباح))و((صباح خالد الحمد الصباح))رئيس مجلس الوزراء الكويتي ببرقيتي تهنئة مماثلتين للتعبير عن ((خالص تهانيه بنجاح الانتخابات التشريعية لاختيار أعضاء مجلس النواب العراقي)).وعبر مجلس التعاون الخليجي عن ((تمنياته للعراق والشعب العراقي بنجاح العملية الانتخابية)).وأكد الدكتور((نايف الحجرف))الامين العام لمجلس التعاون الخليجي أهمية ((الخيار الديمقراطي كطريق لتعزيز الامن والاستقرار ودفع عجلة التنمية بالمجالات كافة ليستعيد العراق مكانته أنطلاقا من أن أمن ، وأستقرار العراق من أمن وأستقرار الخليج)).جدير بالذكر أن بعثة من الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي شاركت كمراقب في الانتخابات التشريعية حيث أطلعت على سير عملية الانتخاب في عدد من مراكز الاقتراع ، وتأتي هذه المشاركة تعزيزا لما تشهده العلاقات المميزة بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق.
وتشير التسريبات الصحفية الى أن الخليجيين يريدون من خلال نفوذهم في الانتخابات العراقية لعام2021 أحياء مشروع((الاقليم السني))مما يشجع أثارة النعرات الطائفية والعرقية ومن ثم الدفع بأعلان ((الاقليم الشيعي))بجانب أقليم كردستان بذلك يتحقق ماخطط له الامريكان من خلال ((مشروع بايدن))2007 سيىء الصيت لتقسيم وتفتيت الجسد العراقي الى ثلاثة كانتونات عرقية وطائفية. ولايعرف الخليجيون ان توجههم في العراق سيرجع عليهم بكثير من المشاكل الداخلية بسبب حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في العراق التي ستفسح بعد أنشاء الاقاليم الثلاثة ولعل أبرز تلك الازمات تشجيع ((الشيعة في الخليج))للمطالبة بمشاركة الاسر الحاكمة لدول الخليج في الحكم وصنع القرار كما حدث في البحرين ، فضلا عن فتح المطالبات الشعبية بتغيير الدساتير الخليجية بحالتها الحالية التي تؤمن انتقال السلطة الى الاسر الحاكمة في دول الخليج الستة وتغييرها وفق التطورات في المنطقة بعد ثورات (الربيع العربي)2011 وتقييد سلطات الحكام في الخليج وجعل سلطاتهم في بعض دول المجلس ((ملكية دستورية))بدلا من السابق بكونها ((ملكية مطلقة)).
ومما يشجع الخليجيون على التدخل في الانتخابات العراقية التوجه الامريكي لدعم ((القوائم السنية))مع الترويج بتراجع شعبية القوائم ((الشيعية))، وأحتراق الشارع العراقي في أغلب محافظات العراق في الوسط وجنوبه وحتى في العاصمة العراقية بغداد ، وبعد تكرار أقامة المسيرات الاحتجاجية من قبل منظمات المجتمع المدني بعد أزدياد المتاعب للمواطن العراقي بسبب عدة ملفات متأزمة في البلاد منها أزدياد الكلام عن ملف الفساد والمفسدين، وضرورة تقديمهم للقضاء لمحاسبتهم وملف تطبيق خصخصة الكهرباء ، والاستقطاعات على رواتب الموظفين والمتقاعدين وغيرها من الازمات.وقد نوه العديد من المحلليين والمراقبين أن التدخل الخليجي في أنتخابات عام2021 تمت من خلال لوبيات أمريكية ، وغربية واسرائيلية في أبوظبي ودبي وهي التي تعمل وتقوم بهذه الاعمال بأسم الامارات وهي تتحمل المسؤولية كونها هي التي ترعاهم وتوفر لهم الحماية والاسناد اللوجستي لعملياتهم السيبرانية لايقاف الاجهزة الانتخابية في محطات الاقتراع لعدة ساعات ، ومن ثم حصول فوضى في نتائج الانتخابات العراقية.