السبت 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021

خيارات السلطة الفلسطينة بعدذلك أصبحت خياراً واحداً...

السبت 6 تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 par أيمن اللبدي

خيارات السلطة الفلسطينة بعدذلك أصبحت خياراً واحداً لا غير بعد أن فقدت وطنيتها بتنسيقها المخابراتي الأمني مع أجهزة أمن الاحتلال، وبعد أن فقدت الاجماع على وضعها الموسوم بأنه لبنة في طريق بناء الدولة الفلسطينية المستقلة ولو على «شبرين» من الأرض كما كانت عليه الأسطوانة التمهيدية لهذه الفجوة الكارثية إبان نقاشات الثمانينيات الأولى في الأرض المحتلة،- نقاشات الثمانينات اعتمدت الشبرين محررين- وفي هذا الجانب لم تكن التنظيرات الممهدة لتتخيل أن «الشبرين» اياهما سيكونان عبر التوقيع والقبول بضياع كل الأرض والتنازل عنهما في سبيل هاتيك الشبرين.

والمكمل لما سبق فقدان السلطة القاعدة السكانية عبر سلخ الاحتلال لمنطقة القدس الكبرى ومعها الأغوار، وهيمنة الاستيطان بالكامل على معظم أراضي الضفة المحتلة بل وتضاعفه عدة مرات، والانقطاع عن غزة المحاصرة تحت أسطوانة الانقسام السياسي الذي نجح أيضا الاحتلال في إدامته ومطه بكل براعة، عندما جعله هدفا أساسيا لسلطة رام الله عبر وهمها بامكانها تحييد القطاع لحين انجاز صفقة دولة مع الاحتلال، ومن ثم تطوّرت القصة لتصبح هدفا جديدا للتنصّل من المقاومة في غزة والتآمر عليها في مرحلة أخرى لتهديدها معادلة جملة المصالح التي نشأت بين زبانية السلطة وزبائن الاحتلال.

في الخيار الوحيد المتبقي لهذه السلطة لاصق وطني ولاصق عار تاريخي وعليها أن تختار واحداً منهما إذ لم يعد هناك من مجال اصلا بعد تأكيدات بنيت الذي كانت السلطة تحاول أن تتخيل أنه سيكون أقل حدة من نتنياهو الذي لاعبها عقد ونيف، ففاجئها الاخير ومعه شاكيد التي يعتبر أنها تأخذ اليوم مقعد تسيبي ليفني في مسرح اهتمام السلطة، وان كان قد ذهب عريقات فهناك فرج والشيخ الثنائي الذي يحاول ارضاء سيده في مقاطعة السلطة بتدبير أي لقاء من أي نوع مع شاكيد، لكن يبدو مهارتهما لا تصل مهارة الراحل عريقات في هذه القصة وهو متوقع على اي حال بالنظر إلى قائمة الفوارق الممتدة بين هذا الثنائي الغر الاشبه بحال قبضايات وفتوات الحارة وبين الاكاديمي الراحل العريق ذاك.

اللاصق الوطني قلناه قبل الف سنة ونعيده اليوم مجددا ولن يتغيّر أبدا، سلخ كل الملفات السياسية دفعة واحدة عن ظهر هذه السلطة واحالتها إلى لجنة قيادة وطنية في ظهر منظمة التحرير الفلسطينية على أن تتألف هذه اللجنة من قيادات فصائل العمل الفلسطيني الداخل أو غير الداخل في هذه المنظمة تعيد صياغة هذه الاخيرة بما يلزم لمواجهة الكارثة التي سببتها لفلسطين وشعبها بعد توقيعها الاسلوي اياه، وتبقى السلطة قائمة لملفات شرطية وخدماتية خالية من تنسيقها الذي سمته مقدساً ولم تقدّس في مسيرتها غيره على اي حال، قد لا يفعل ذلك عباس وقد يفعلها من سيأتي بعد رحيله القريب، وربما يكون ذلك اضطرارا إن مرّت سنوات اقتتال اطراف الصراع على مزبلة السلطة لواقع القائم من واقع الاحتمالات القوية.

اللاصق غير الوطني بسيط ولا يحتاج مها أكثر من النزول عند رغبة بنيت الواضحة والتي اعلنها بتحويل هذه السلطة جملة واحدة إلى إطار جهاز احتلالي اذ لم يعد تنسيقها الامني يكفي للمرحلة المقبلة التي تريد حكومة الاحتلال تأمينها نظرا لاهدافها المعلنة بتأبيد الاستيطان ومضاعفته وتقاسم الحرم القدسي وشراء« خفض التوتر » الذي اعلنته هذه الحكومة بمال حل مشكلة السلطة التمويلي ليكون عنوان المرحلة المقبلة للتطبيق في الارض المحتلة، وقصص الف ليلة وليلة التي برع محمود عباس في استدراجها خلال العقد والنصف السابقة لن تفلح بما فيها قصة انذار العام والمحاكم الدولية واعلان حل السلطة الخ، فهذه لا يصدّق حتى نفسه فيها...



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 41 / 2183848

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مستشار التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2183848 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40