الثلاثاء 18 أيار (مايو) 2021

جولة في الصحافة الدولية

الثلاثاء 18 أيار (مايو) 2021

- الغارديان: استمرار دعم بايدن لنتنياهو سيتركه معزولا داخل الحزب الديمقراطي

قالت صحيفة “الغارديان” في تقرير لمراسلها من واشنطن جوليان بورغر، إن الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن قد يجد نفسه معزولا لو استمر يدافع عن إسرائيل في الحرب المشتعلة الآن في غزة.

وقال إن الدفاع الحماسي عن إسرائيل هو تعبير عن موقف التزم به بايدن عندما كان سناتورا شابا ولم يتخل عنه أمام ضغط الجناح التقدمي وعدد من الديمقراطيين اليهود المطالبين بموقف متشدد من بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي. بل عبّر بايدن عن استعداد لمواجهة عزلة في مجلس الأمن الدولي على حساب مصداقيته كرئيس يبحث عن الإجماع الدولي ويؤكد على مبادئ حقوق الإنسان في السياسة الخارجية.

ويعلق بورغر أن الضغط الدولي والمحلي على الرئيس قد يصبح كبيرا بدرجة لا يمكنه تجاهله في ضوء زيادة أعداد الضحايا. وأبدى اليهود الأمريكيون شكوكا متزايدة من نتنياهو وسياساته، ففي دراسة مسحية نشرها مركز “بيو” للاستطلاعات هذا الأسبوع، كشف أن 40% من اليهود الأمريكيين لم يوافقوا على قيادة نتنياهو، ووصلت إلى 32% بين الشباب اليهود.

الدفاع الحماسي عن إسرائيل هو تعبير عن موقف التزم به بايدن عندما كان سناتورا شابا ولم يتخل عنه أمام ضغط الجناح التقدمي وعدد من الديمقراطيين اليهود المطالبين بموقف متشدد من بنيامين نتنياهو

وعارضت نسبة 35% فرض عقوبات أو اتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل. ودعت جماعة الضغط اليهودية “جي ستريت” التي يتزايد تأثيرها داخل الحزب الديمقراطي، دعت بايدن لعمل المزيد من أجل وقف سفك الدماء، ووقف السياسات الإسرائيلية التي ساعدت في اندلاع النزاع.

وقال جيرمي بن عامي، رئيس المجموعة: “نحث الإدارة على أن تتخذ موقفا واضحا وهو أن طرد وتشريد العائلات الفلسطينية من القدس الشرقية والضفة الغربية غير مقبول وكذا استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين”. وكتب تقدمي يهودي في صحيفة “نيويورك تايمز” الأسبوع الماضي مدافعا عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين. وقال بيتر بينارت إن “عمليات الطرد من القدس الشرقية قابلة للاشتعال لأنها مواصلة لأنماط الطرد التي هي قديمة قدم إسرائيل”.

وساهمت سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب وتبنيه نتنياهو وسياساته في جعل السياسة الأمريكية متحزبة تجاه إسرائيل. ودعا السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن رون دريمر إلى اجتذاب الإنجيليين الذين يدافعون بحماس عن إسرائيل بدلا من الحديث مع اليهود الأمريكيين الذين يعتبرون و”بشكل غير متناسب من بين نقادنا”. وساعد إنجيليون مثل مايك بنس، نائب الرئيس السابق، ومايك بومبيو، وزير الخارجية السابق، على تشكيل سياسة ترامب تجاه إسرائيل.

والإنجيليون ليسوا قوة في الحزب الديمقراطي، لكن اعتبارات الانتخابات النصفية في العام المقبل، والحفاظ على الولايات الزرقاء والحمراء، تجعله حريصا على مواصلة موقفه حتى يظل محافظا على الغالبية في الكونغرس.

ولكن بايدن لا يستطيع تهميش الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي، لأنه كان وبمساعدة شخصيات مؤثرة مثل بيرني ساندرز وراء فوزه في الانتخابات الرئاسية التي فشلت فيها هيلاري كلينتون. وكانت النائبة عن نيويورك ألكسندرا أوكاسيو كورتيز من أشد الناقدين لموقف بايدن الذي أكد فيه على “حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها”. وقالت: “لو لم تكن إدارة بايدن غير قادرة على مواجهة حليف فمن سيكون؟ وكيف سيزعمون بصدق أنهم يقفون مع حقوق الإنسان؟”.

وقالت في تغريدة لها يوم 15 أيار/ مايو: “هذا يحدث بدعم أمريكي ولا يهمني الطريقة التي يحاول فيها المتحدثون الرسميون تقديمها، صوتت الولايات المتحدة ضد دعوات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار”.

وعمل بايدن بشكل كبير لتوطيد علاقاته مع التقدميين أثناء حملته الانتخابية وبعدها، كما شكّل ورشات عمل سياسة معهم، لكن الأزمة الحالية أدت لنهاية شهر العسل.

بايدن بدأ طريقه الداعم لإسرائيل منذ عقود بشكل يصعب عليه تغييره، وكان من الداعمين المتحمسين لإسرائيل في مجلس الشيوخ، ودعم قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981 ووصف نفسه بأنه “أحسن صديق كاثوليكي لإسرائيل”.

ويقول الكثير من المحللين، إن بايدن بدأ طريقه الداعم لإسرائيل منذ عقود بشكل يصعب عليه تغييره، وكان من الداعمين المتحمسين لإسرائيل في مجلس الشيوخ، ودعم قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981 ووصف نفسه بأنه “أحسن صديق كاثوليكي لإسرائيل”.

وقالت كارميل أربيت، الزميلة غير المقيمة في المجلس الأطلنطي: “لدى بايدن بوصلته عندما يتعلق الأمر بالمنطقة، ولن يكون عرضة للجناح التقدمي في حزبه”، وأضافت: “مع أن هناك بعض الضغط داخل الحزب الديمقراطي لاتخاذ موقف أقل تعاطفا من إسرائيل وبدأ يدفع باتجاه حوار مختلف، لكنه لا يدفع السياسة حول هذا الموضوع”. واستطردت: “الكثير يعتمد على الوضع، فلو زاد تصعيد النزاع وزاد عدد الضحايا بشكل كبير فقد يتغير موقف بايدن”.

ويرى دانيال ليفي، رئيس برنامح الشرق الأوسط، أن الأرض بدأت تتحرك من تحت أقدام بايدن، قائلا: “من المبكر الحديث عن نهاية المعاملة الخاصة التي تلقتها إسرائيل في السياسة الأمريكية والسياسات التي ميزت الإدارات الجمهورية والديمقراطية السابقة. لكن الديناميات التي تدفع باتجاه علامات التغيير واضحة. والسؤال عن سرعة وكيفية تحركها”. وعلى المدى القصير فإن هذا يعتمد على مجلس الشيوخ بـ 50- 50 والصوت المرجح لكامالا هاريس الذي يعتمد عليه بايدن.

- نيويورك تايمز: في الحرب على غزة المدنيون هم الضحايا

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا لمراسلها ديكلان وولش عن وضع المدنيين في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، وقال إن كلا الطرفين متهم بتعريض حياة المدنيين للخطر، وأن كلاً منهما لديه القدرة على وقف الحرب، إلا أن حماس تريد إثبات قدرتها على النجاة من الهجوم الأخير، أما إسرائيل فتريد إظهار أنها الطرف المتفوق.

وقال وولش، إن الصواريخ الإسرائيلية التي أطلقت على شقة فلسطينية تركت حصيلة صادمة من الضحايا: ثمانية أطفال وامرأتان قُتلوا وهم يحتفلون بنهاية شهر رمضان، في واحد من أكثر الحوادث دموية بين إسرائيل وحركة حماس خلال المواجهة العسكرية التي بدأت الأسبوع الماضي.

وقالت إسرائيل إن قيادياً لحماس كان هدفاً للهجوم يوم الجمعة، إلا أن الصور التي التقطت عبر الفيديو، كشف عن رجال الإسعاف الفلسطينيين وهم يدوسون على الأنقاض والتي شملت على دمى ولعبة “مونوبلي” وهم يقومون بإخلاء الضحايا الذين غطاهم الدم من البناية التي سويت بالتراب. وكان الناجي الوحيد هو طفل رضيع.

الصواريخ الإسرائيلية التي أطلقت على شقة فلسطينية تركت حصيلة صادمة من الضحايا: ثمانية أطفال وامرأتان قُتلوا وهم يحتفلون بنهاية شهر رمضان

وقال محمد الحديدي الذي شوهد لاحقا ممسكا بيد ابنه في المستشفى: “يا حبيبي” إن من كانوا في البناية “لم يكونوا يحملون الأسلحة أو يطلقون الصواريخ ولم يتسببوا بالأذى لأحد”.

ويعلق وولش أن المدنيين يدفعون بشكل خاص الثمن الباهظ في الجولة الأخيرة من العنف بين حماس وإسرائيل، مما أثار الأسئلة حول كيفية تطبيق قوانين الحرب في هذا الحريق الأخير. فما هي الأفعال القانونية للجيش؟ وما هي جرائم الحرب التي ارتكبت؟ وإن كان هناك أحد سيحاسب عليها؟

ويقول وولش إن الطرفين خرقا القوانين هذه على ما يبدو، فقد أطلقت حماس أكثر من 3000 صاروخ على المدن والبلدات الإسرائيلية، وهي جريمة حرب واضحة، كما يقول. وإسرائيل “مع أنها تقول إنها تتخذ الإجراءات لتجنب الضحايا المدنيين” فقد عرضت قطاع غزة لعملية قصف مكثفة، وقتلت عائلات وسوّت بنايات بالأرض والتي تمثل استخداما غير متناسب للقوة وجريمة حرب أيضا.

وفي الهجوم الأكثر دموية يوم الأحد، استهدفت الغارات الإسرائيلية بنايات في مدينة غزة، وقتلت 42 شخصا من بينهم أطفال، حسبما قال المسؤولون الفلسطينيون.

ولا يمكن التوصل لحكم قانوني في وسط الحرب، ولكن بعض الحقائق واضحة. فالغارات الإسرائيلية والقصف المدفعي على غزة، القطاع الفقير والأكثر كثافة سكانية ويعيش فيه أكثر من مليوني نسمة، أدت إلى استشهاد 198 فلسطينيا بمن فيهم 92 امرأة وطفلا، وأظهرت صور دمار مخيفة ترددت حول العالم.

وفي الاتجاه الثاني، أمطرت حماس المدن والبلدات الإسرائيلية بالصواريخ وزرعت الخوف وقتلت على الأقل عشرة مواطنين إسرائيليين بمن فيهم طفلان، وهي حصيلة أكبر من حرب 2014 التي استمرت لسبعة أسابيع.

ولأن أياً من الطرفين غير قادر على تحقيق الانتصار الحاسم، فالنزاع يدور داخل حلقة لا نهائية من سفك الدماء. ولهذا بات التركيز على المدنيين وسط من يدعي أن لديه الأخلاقية العالية في حرب لا انتصار فيها.

ويقول دابو أكاندي، أستاذ القانون الدولي العام في مدرسة بلافانتيك بجامعة أوكسفورد: “يأخذ السرد حول الضحايا المدنيين أهمية من الظروف العادية وربما كان أكبر من الأعداد؛ لأنه يتعلق بالشرعية الأخلاقية للطرفين”.

ويرى وولش أن حسبة الحرب قاسية. فمع أن حماس تطلق الصواريخ على المدن الإسرائيلية بمعدل 100 صاروخ في كل رشقة، إلا أن معظمها يتم اعتراضه من القبة الحديدية الإسرائيلية، بحيث تترك الصواريخ ضحايا أقل. في المقابل، تقول إسرائيل إنها تحذر القاطنين في البنايات قبل تدميرها وتتصل بهم أحيانا، إلا أن القصف المدفعي على منطقة ذات كثافة سكانية أدى لضحايا بمعدل أكثر 20 مرة من التي تسببت بها حماس، وجرح حوالي 1235 فلسطينيا. كما دمرت الطائرات الإسرائيلية أبراجا عالية في غزة تستخدم للسكن، وفيها مكاتب منظمات إعلامية دولية مما أدى إلى خسائر اقتصادية فادحة.

القصف المدفعي على منطقة ذات كثافة سكانية أدى لضحايا بمعدل أكثر 20 مرة من التي تسببت بها حماس

ويرى الكاتب أن قوانين الحرب وهي مجموعة من المعاهدات والقوانين غير المكتوبة وتعرف أيضا بالقانون الدولي الإنساني تغطي سلوك المقاتلين. فقتل المدنيين ليس في حد ذاته غير قانوني، ولكن على المقاتلين الالتزام بهذه المبادئ كما يقول أكاندي. والأهم من ذلك، عليهم التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. وبعد ذلك عليهم موازنة المنافع الناجمة عن ضرب هدف يتسبب بضرر على المدنيين. لكن تطبيق هذه القوانين في مكان كغزة يظل موضوعا مثيرا للخلاف. ويزعم المسؤولون الإسرائيليون أنهم مجبرون على ضرب هذه الأهداف لأنها المكان الذي يعيش فيه ويعمل منه مقاتلو حماس، وهم يطلقون الصواريخ من جانب المدارس والبيوت والمكاتب.

وفي بيان يوم الجمعة حول ضرب عائلة كاملة في مخيم الشاطئ، قالت إسرائيل إنها “ضربت مسؤولين بارزين في منظمة حماس في شقة سكنية استخدمت كبنية تحتية إرهابية في منطقة مخيم الشاطئ للاجئين”. ولكن جيران العائلة قالوا إنه لم يكن هناك أي مسؤول لحماس وقت الضربة.

وتقول منظمات حقوق الإنسان إن إسرائيل طالما تجاوزت حدود ما يمكن اعتباره متناسبا مع استخدام القوة، وأنها اخترقت بشكل منتظم قوانين الحرب. وقال مدير مكتب هيومان رايتس ووتش في إسرائيل عمر شاكر: “هناك قلة احترام كامل لحياة المدنيين نابعة من عقود الإفلات من العقاب”. وقال شاكر وآخرون إن التحالف الأمريكي القوي مع إسرائيل والمساعدات السنوية في المجال العسكري بـ3.8 مليار دولاروكذلك الدعم الدبلوماسي القوي، حمى إسرائيل وأفعالها من شجب دولي، وهو ما يجرئها على الانتهاكات ضد الفلسطينيين.

وأكد الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن يوم السبت دعمه القوي لما قال إنه “حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها”. وقالت المدعية في محكمة الجنايات الدولية التي فتحت في شباط/فبراير تحقيقا في جرائم حرب ممكنة ارتكبها الجنود الإسرائيليون وحماس، بأن الطرفين قد يكونان عرضة للمحاكمة. وقالت فاتو بنسودة لوكالة أنباء رويترز: “هذه الأحداث تبدو خطيرة بشكل كبير”. لكن المحكمة الجنائية التي لا تعترف بها الولايات المتحدة وإسرائيل تواجه عقبات سياسية ولوجيستية، ولن تستطيع تقديم مسؤول إسرائيلي أو فلسطيني للمحاكمة إلا بعد سنوات، إن حدث هذا أصلا.

لكن منظمات حقوقية أخرى أصدرت أحكاما قانونية مثل “هيومان رايتس ووتش” التي أصدرت تقريرا اتهمت فيه إسرائيل بخرق قوانين الحرب عندما قتلت 11 فلسطينا في هجمات على غزة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 واتهمت حماس أيضا لإطلاقها الصواريخ.

وفي رد من المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليؤور هيات، قال إن كل صاروخ تطلقه حماس هو جريمة حرب. وفي تصريحات لوزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان عام 2018 زعم فيها أن “جيش الدفاع الإسرائيلي هو أكثر الجيوش أخلاقية في العالم” لكن بعض الجنود الإسرائيليين يختلفون معه.

جنود سابقون قالوا إن الجيش الإسرائيلي تبنى سياسة متسامحة مع إطلاق النار أثناء حرب غزة 2014. كما دعا القادة العسكريون الجنودَ للتصرف بعدوانية مع المدنيين الفلسطينيين، بالإضافة لتشجيعهم أفعالا “قاسية وغير أخلاقية”.

ففي تقرير لجنود سابقين في منظمة “كسر الصمت” قالوا فيه إن الجيش الإسرائيلي تبنى سياسة متسامحة مع إطلاق النار أثناء حرب غزة 2014. كما دعا القادة العسكريون الجنود للتصرف بعدوانية مع المدنيين الفلسطينيين، بالإضافة لتشجيعهم أفعالا “قاسية وغير أخلاقية”.

وهناك من يرفض الإصرار الإسرائيلي للوم حماس على مقتل المدنيين لأنها تعمل من مناطق سكنية. ففي منطقة ذات كثافة سكانية مثل غزة “من الصعب جدا العمل بدون تعريض المدنيين للخطر” كما يقول ناثان ثرول، مؤلف كتاب عن الفلسطينيين. وأشار إلى أن مقرات الجيش الإسرائيلي كانت في المناطق السكنية داخل تل أبيب وخلف مستشفى ومتحف للفن.

وقالت منظمات حقوق إنسان أخرى إن حماس تتحكم بالمعلومات حول الضحايا حتى لا تكشف عن عدد المقاتلين الذين سقطوا أو فشلها. لكن المنظمات تقول إن الأرقام التي تقدمها وزارة الصحة دقيقة، مع أن حماس لا تكشف عن أعداد مقاتليها الذي قتلوا ولا عن المدنيين الذين سقطوا بسبب فشل صواريخ في الانطلاق.

ولكن المأساة حول القتلى المدنيين كما عادل أحمد حق، من جامعة رتغرز، والمتخصص بالقانون الدولي هي أنهم “عالقون وسط الطرفين”، وكل يريد أن يظهر قوته.

- واشنطن بوست: النقاش في أمريكا يتحول بشأن إسرائيل والكل تغير إلا بايدن

يرى المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” إيشان ثارور أن النقاش حول إسرائيل يتغير مهما كان رد الرئيس جوزيف بايدن “الوديع/الخانغ”. وقال إن تعامل الرئيس مع الأزمة الأخيرة في غزة جعله في مرمى النار من كل الأطراف. وفاجأت الأزمة إدارته التي لم تكن جاهزة لمواجهة العنف. وأشار نقاد الإدارة إلى عدم اهتمام البيت الأبيض الذي ركز أولويات السياسة الخارجية بعيدا عن الشرق الأوسط، فمن رموز اليمين مثل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو الذي اتهم الرئيس بعدم الوقوع بشكل “لا لبس فيه” مع إسرائيل في وجه صواريخ الإرهابيين إلى حزبه الذي اتهمه عدد من نوابه بعدم الاستعداد لنقد سياسات وأفعال إسرائيل بشكل واضح ودور الولايات المتحدة في وصول الأزمة عند هذه النقطة. وفي يوم الأحد قررت عدة منظمات إسلامية أمريكية بارزة مقاطعة حفلة العيد الافتراضية للبيت الأبيض على أرضية أن الإدارة “متواطئة” في معاناة الفلسطينيين.

أصدر بايدن سلسلة من التصريحات الفاترة دعا فيها لخفض التصعيد ودافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها

ومن جانبه أصدر بايدن سلسلة من التصريحات الفاترة دعا فيها لخفض التصعيد ودافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وراوغ في حديثه عن أخطاء الطرفين. ولكن إدارة بايدن عملت مرة أخرى على حماية إسرائيل في مجلس الأمن ومنعت صدور قرار يشجبها ويدعو لوقف إطلاق النار.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات للتلفزة الأمريكية والإسرائيلية أنه ليس جاهزا لوقف العمليات العسكرية مهما كان الضغط الدولي بسبب الإفراط في استخدام القوة. وكان يوم الأحد الأكثر دموية حيث قتلت غارة إسرائيلية قبل الفجر 42 فلسطينيا ومن بينهم 10 أطفال، بحيث وصل عدد القتلى الآن إلى أكثر من 197 شخصا بمن فيهم أكثر من 58 طفلا. وأطلقت حماس والجماعات المسلحة في غزة أكثر من 3.000 صاروخ باتجاه إسرائيل حسب مصادر الجيش الإسرائيلي وأكبر من العدد الذي أطلق في أثناء حرب 2014. واعترضت الدفاعات الإسرائيلية معظم هذه الصواريخ لكنها أدت لمقتل عشرة إسرائيليين، فيما انتشر العنف داخل الضفة الغربية ومدن إسرائيل.

وفي الوقت الذي تبرر فيه إسرائيل دكها لغزة بأنه ضرورة إلا أن ضرباتها أدت لمقتل المدنيين واستهدفت بنايات وأبراجا منها واحد استخدمه الإعلام الدولي. وأجبر الآلاف على ترك منازلهم المزدحمة ومن بينهم أبناء عائلات أجبروا على ترك منازلهم في 1948 بعدما احتلت القوات الإسرائيلية والعصابات المسلحة بيوتهم. وزادت الأحداث الأخيرة من الصدمة لدى الفلسطينيين حول العالم الذي أحيوا نهاية الأسبوع ذكرى النكبة الأصلية.

وأشار ثارور إلى الدعم الواضح لمأساة الفلسطينيين الواضح في واشنطن. وفي مقال جرى توزيعه بشكل واسع ركز السناتور عن فيرمونت بيرني ساندرز ونشرته صحيفة “نيويورك تايمز” على واقع الفلسطينيين تحت الحصار وأشار فيه إلى الفساد الذي أطلق العنان له عندما قام الغوغاء من اليهود المتطرفين في القدس ومحاولات إسرائيل التي تعلوها علامات الاستفهام لطرد عائلات فلسطينية من بيوتها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.

وقال ساندرز “لا مبرر لهجمات حماس التي حاولت استغلال الاضطرابات في القدس أو فشل السلطة الوطنية الفاسدة والعاجزة والتي أجلت الانتخابات التي فات موعدها” مضيفا أن “واقع الحال هو أن إسرائيل هي السلطة السيادية في أرض إسرائيل وفلسطين وبدلا من التحضير للسلام والعدل فإنها تقوم بتحصين سيطرتها غير العادلة وغير الديمقراطية”.

ويعلق ثارور أن صوت ساندرز في زمن آخر، كان سيكون نشازا ووحيدا بين زملائه، لكنه لم يعد كذلك، فهناك عدد من زملائه بمن فيهم داعمون لإسرائيل أصدروا بيانات عبروا فيها عن عدم رضاهم من الضحايا الذين تسببت بها الهجمات الإسرائيلية على غزة.

لا يزال الدعم من الحزبين لإسرائيل واضحا إلا أن المحللين يشيرون إلى تحول

وأتهم آخرون إسرائيل بالفصل العنصري، وهو اتهام وجهته منظمات حقوقية لكنه كان حتى وقت قريب “تابو” محرما في واشنطن.
ولا يزال الدعم من الحزبين لإسرائيل واضحا إلا أن المحللين يشيرون إلى تحول. فهناك تركيز جديد على حقوق الفلسطينيين كمضاد للحديث السابق عن الدولة الفلسطينية المؤجلة، مما أضاف إطارا من العدالة الاجتماعية للنزاع. وقال ساندرز “علينا الاعتراف بأن حقوق الفلسطينيين مهمة وكذا حياتهم”.

ويمثل التحول مشكلة شائكة لبايدن الذي أكد على أولوية حقوق الإنسان في سياسته الخارجية بعد دخوله البيت الأبيض. وكتبت كل من زها حسن ودانيال ليفي في “فورين بوليسي” أن “السياسة الخارجية الأمريكية كانت جيدة في إدارة عدم التناسق والنفاق، ولما تبتعد عن هذه القيم المعلنة والالتزامات فيما يتعلق الأمر بمعاملة إسرائيل للفلسطينيين فإنك تكشف عن ضعف يمكن أن يستغله الآخرون” و”ليس من الصعب تخيل ما ستقوله بيجين: تقول الإيغور ونحن نقول الفلسطينيين”. واتهمت الصين الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع بأنها لا تتحمل مسؤولياتها.

وقال جيرمي بن عامي مدير منظمة جي ستريت التي تعكس مواقف اليهود الليبراليين الأمريكيين إن الصك المفتوح الذي منحته الإدارات المتعاقبة لإسرائيل يعني عدم وجود ما يحفزها لكي تنهي الاحتلال أو البحث عن حل للنزاع. وأدى دعم دونالد ترامب غير المشروط لإسرائيل لتراجع الإجماع بين الحزبين بشأن “الدولة اليهودية”. لكن الكثير من الديمقراطيين استيقظوا على الضرر الذي أحدثه ترامب وكذلك الإدارات الديمقراطية بمن فيهم بايدن الذين لم يفرضوا ثمنا على إسرائيل في توسعها الاستيطاني أو تقويضها لمنظور الدولة الفلسطينية.

وقال بن عامي “يجب أن تظل الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل” و”لكن عليها الاعتراف بأن تسهيلها لضم أراضي الفلسطينيين لن يقود إلا لواقع الدولة الواحدة”.

ولم يبد التغير في المواقف داخل الحزب الديمقراطي فقط، بل ولدى الرأي العام الأمريكي، ففي دراسة مسحية لمركز غالوب أظهر أن غالبية صغيرة تطالب الولايات المتحدة بممارسة ضغط على إسرائيل. ووجد شبلي تلحمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميريلاند والذي قضى العقود الماضية وهو يجري استطلاعات حول مواقف الأمريكيين من النزاع، أن غالبية الأمريكيين الذين استطلع آراءهم يعتقدون أن المشرعين يميلون نحو إسرائيل أكثر من اهتمامهم بالرأي العام الأمريكي. وبحسب أبحاث تلحمي، فهناك غالبية من الناخبين الديمقراطيين تدعم فرض عقوبات أو اتخاذ إجراءات متشددة من إسرائيل بسبب التوسع الاستيطاني. ولو لم يعد حل الدولتين ممكنا فغالبية الأمريكيين بمن فيهم الناخبون الجمهوريون سيختارون إسرائيل ديمقراطية حتى ولو لم تعد دولة يهودية أو دولة يهودية بدون حقوق متساوية لكل مواطنيها.

ولكن بايدن ليس واحدا من هؤلاء، وكما يقول تلحمي “ففي الأمور الاجتماعية والعرقية تطورت مواقف بايدن على مر السنين وباتت قريبة من قاعدته الانتخابية” و”في مسألة إسرائيل- فلسطين فلا يزال يحن إلى زمن آخر من الثقافة السياسية الديمقراطية المنفصمة عن المناخ المتحول والقواعد الانتخابية التي منحته صوتها”.

- فايننشال تايمز: أحداث غزة أثبتت فشل استراتيجية نتنياهو وخطرها على إسرائيل

قال المعلق في صحيفة “فايننشال تايمز” جيدون راكمان إن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيسية لإسرائيل وفلسطين فشلت، وثبت أن الدبلوماسية مع دولة الخليج ليست بديلا عن تسوية سلمية مع الفلسطينيين.

وقال إن نتنياهو حتى الأسبوع الماضي كانت لديه فرصة لكي يثبت خطأ القول المأثور بأن “كل مسيرة سياسية تنتهي بالفشل”، فقد كانت سلطته على السياسة الإسرائيلية تتراجع، وحتى لو غادر السلطة فإنه كان سيغادرها كأطول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل والأكثر تأثيرا.

ففي العام الماضي حقق نتنياهو اختراقات تاريخية في علاقاتها مع العالم العربي. فقد أدت اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين. وفي ظل نتنياهو شهدت إسرائيل سلاما وازدهارا وكسرت العزلة الدولية. واختفت العناوين الإخبارية عن الصراع الطويل والدموي مع الفلسطينيين. ولمعت حملة للتطعيم ضد كوفيد- 19 من صورة البلد أكثر.

وكان أمام نتنياهو أمر صغير وهو تجنب الإدانة بتهم الفساد وإمكانية السجن وبعدها سيتم تأمين إرثه. إلا أن خطة نتنياهو لتأمين مستقبل إسرائيل قد انهارت في الأسبوع الماضي. فآمال رئيس الوزراء بتهميش القضية الفلسطينية ثبت أنها سراب ووهم. فالمواجهات التي بدأت بين الشرطة الإسرائيلية والمحتجين المسلمين في القدس تطورت إلى مواجهة وإطلاق صواريخ على المدن الإسرائيلية وقصف إسرائيلي على غزة ومواجهات عنيفة بين العرب واليهود في كل أنحاء إسرائيل. وبدعم من دونالد ترامب اتبع نتنياهو استراتيجية أطلق عليها “خارج- داخل”، وكانت هذه الفكرة تقوم على محاولة إسرائيل تأمين اتفاقيات خارجية مع العالم وتحديدا مع العالم العربي.

وكانت انعكاس للمدخل التقليدي “داخل- خارج” والذي أكد على ضرورة تأمين إسرائيل تسوية مع الفلسطينيين وعندها يمكن أن تحصل على تسوية دائمة وقبول دولي.

وكان توقيع اتفاقيات إبراهيم دليلا كما قيل على أن استراتيجية “خارج- داخل” قد نجحت. وأملت إسرائيل في انضمام السعودية، الدولة العربية الأقوى إلى قائمة الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية. أما بالنسبة للفلسطينيين فقد كان أمل الدائرة المتغطرسة المحيطة بنتنياهو إنهم سيفقدون إرادة المقاومة بعد خسارتهم الدعم العربي والدولي. وسيواصل الناشطون ومنظمات حقوق الإنسان حملاتهم، لكن العالم بشكل عام سينسى القضية الفلسطينية مما سيمسح لإسرائيل فرض إرادتها وشروطها على الفلسطينيين الضعاف والمنقسمين. وتكهن البعض بأن الفلسطينيين سينتهون مثل سكان التيبت التي تبدو طموحاتهم الوطنية بائسة ومنسية بشكل متزايد.

الأمل بأن تؤدي سياسات نتنياهو إلى جعل القضية الفلسطينية غير مهمة يبدو سخيفا الآن.

فالصواريخ التي أمطرت على المدن لم تترك أضرارها على الممتلكات والناس بل وعلى الاستراتيجية نفسها. فالأمل بأن تؤدي سياسات نتنياهو إلى جعل القضية الفلسطينية غير مهمة يبدو سخيفا الآن. فقد أحيت الحرب الانتقادات لإسرائيل والتي زادها قتل المدنيين في غزة. بالإضافة لوقف قطار التطبيع، فلا يوجد هناك ما يظهر عن اختراقات دبلوماسية جديدة. والأهم في كل هذه هي المواجهات القاسية بين اليهود والعرب في إسرائيل والذين يشكلون نسبة 20% من السكان، مما جلب النزاع إلى داخل إسرائيل بشكل قاد البعض للحديث عن حرب أهلية.

وفي السنوات القليلة الماضية بدأ الساسة الإسرائيليون يشعرون أن العرب داخل إسرائيل لم يعودوا يعرفون أنفسهم عبر منظار الهوية الفلسطينية، إلا أن الأزمة الحالية جلبت حسا من الوحدة بين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية وإسرائيل نفسها.

ولم يعد هناك مكان للحديث عن إخفاء المشكلة الفلسطينية وحجرها وراء جدران بعيدا عن الأنظار. وربما زادت استراتيجية نتنياهو التهديد على بلاده من خلال فتحه وإن عن غير قصد جبهات جديدة داخل إسرائيل نفسها.
وسيظل التهديد قائما حتى بعد دك غزة وتسويتها بالتراب.

أهم عيب في استراتيجية التركيز على الخارج هي افتراضها خنوع الفلسطينيين مع أنها في الواقع زاد من وقاحة اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي دفع باتجاه ضم أراض وبيوت للفلسطينيين، مما منح الشرارة التي أشعلت النيران.

ويعتقد ركمان أن أهم عيب في استراتيجية التركيز على الخارج هي افتراضها خنوع الفلسطينيين مع أنها في الواقع زاد من وقاحة اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي دفع باتجاه ضم أراض وبيوت للفلسطينيين، مما منح الشرارة التي أشعلت النيران. وتقرب نتنياهو من اليمين المتطرف ومنح الشرعية وهو يبحث عن حلفاء لكي يتمسك بالسلطة.

ولكن الأزمة الحالية منحت نتنياهو منفعة واحدة، فبعد أربع جولات انتخابية غير حاسمة، وكان منافسوه على حافة تشكيل حكومة جديدة تدفعه خارج الحكم. إلا أن اندلاع العنف أوقف المحادثات ولهذا سيواصل كرئيس للوزراء. فجهود نتنياهو التمسك بالسلطة ومنع محاكمات الفساد التي تلاحقه ستؤكد أنه لاعب سياسي محترف، لكن اندلاع العنف هذا الأسبوع يقوض مزاعمه بأنه رجل دولة. ويتفاخر أنصاره بأن استراتيجيته قدمت طريقا للخروج من النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، مدخل لا يقتضي تنازلات في الأرض والحقوق للفلسطينيين. ولكن مخرج نتنياهو يبدو خطيرا ومسدودا بشكل كبير.

- الغارديان: أحداث إسرائيل وغزة الأخيرة كشفت عن خلافات داخل حزب المحافظين.. وجونسون سيظل وراء بايدن

قال المحرر الدبلوماسي في صحيفة “الغارديان” باتريك وينتور إن الأحداث في غزة عرت التوترات داخل حزب المحافظين الحاكم بشأن القضية الفلسطينية.

ورأى أن الموجة الأخيرة من التصعيد بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية دفعت عددا من وزراء خارجية سابقين في حزب المحافظين للوعي بأن القضية الفلسطينية لا يمكن إدارتها على أمل أن تتلاشى بنفسها.

الموجة الأخيرة من التصعيد بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية دفعت عددا من وزراء خارجية سابقين في حزب المحافظين للوعي بأن القضية الفلسطينية لا يمكن إدارتها على أمل أن تتلاشى بنفسها

وأوضح أن الدعوات تعكس التوتر داخل حزب المحافظين بشأن فلسطين الذي عادة ما غطت عليه الخلافات الصارخة حول موضوع معاداة السامية داخل حزب العمال. وعبر بعض المراقبين أن تقدم حزب المحافظين في الانتخابات الأخيرة بين المسلمين البريطانيين ستؤدي إلى تراجع الدعم الصلب لإسرائيل داخل الحزب. وقالوا إن أفعال الشرطة الإسرائيلية داخل المسجد الأقصى في الأسبوع الأخير من رمضان، أزعج المحافظين واعتقادهم بحرية العبادة وأدى بعدد من النواب لتلقي دعوات للتدخل من قواعدهم الإنتخابية خاصة المسلمة.

لكن بعض مظاهر القلق ستخف من خلال الصواريخ التي أطلقتها حماس على إسرائيل وبعض مظاهر معاداة للسامية التي ظهرت في لندن وأماكن أخرى.

وقال وزير شؤون الشرق الأوسط السابق أليستر بيرت إن الفشل في تحقيق حل عادل للموضوع الفلسطيني كان سببا في مشاهد العنف. وأكد أن النقاش بشأن إدارة الموضوع الفلسطيني على أمل تلاشيه غير صحيح. وحذر وزير آخر في الخارجية وهو سير ألان دانكن على موقع حزب المحافظين الرسمي قائلا “لخصت الأسابيع الأخيرة وبوضوح أن الحكومة البريطانية تعيش ومنذ سنوات في كذبة. وسياستها كما هي موجودة تدور في فراغ أخلاقي”. وقال إن الوزراء لا يزالون يتحدثون عن حل الدولتين مع أن كلامهم يشي بأنهم لا يعنون ما يقولون.

وعبر كل من بيرت ودانكن ومن منظورين مختلفين عن مخاوفهما من تكرار وزارة الخارجية قلقها المعروف عن المستوطنات الإسرائيلية والتي باتت طقوسا معروفة. وقال وزير ثالث إن “الموضوع لا علاقة له بسياسة دعم حل الدولتين ولكن بالطاقة التي نخصصها لتحويلها لواقع أو أنها مجرد ورقة تين. ولكن هناك عدو جديد وفاشيون يتجولون في الشوارع يتغذون من منصات التواصل الإجتماعي وبات التعايش في خطر”، مضيفا أن مبادرة سلام جديدة مطلوبة. وقال كريس دويل من مجلس التفاهم العربي- البريطاني “قد يكون هناك تغير في المفهوم، وهو واضح لدى عدد من النواب المحافظين في الأسبوع الماضي داخل مجلس العموم وانتقادهم دور قوات الأمن في المسجد الأقصى”، مضيفا “هذا قد يعكس النجاح الأخير للمحافظين بين الناخبين المسلمين ونواب يمثلون مقاعد لم يفز بها المحافظون من قبل”.

ومن ناحية فإسرائيل ستظل مرتاحة نظرا لقوة أصدقائها في حزب المحافظين. وفي التقرير السنوي ذكر أصدقاء إسرائيل أن “أكثر من 100 نائب ولورد تحدثوا دعما لإسرائيل وشجبا لعداء السامية والعدوان الإيراني بالمنطقة سواء في مجلس العموم أو اللوردات، وقدموا أكثر من 440 مساهمة شفوية أو مكتوبة” وإضافة إلى “125 برلمانيا محافظا شاركوا في مناسباتنا لهذا العام إما عبر الإنترنت أو شخصيا قبل الإغلاق”. واستطاع رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تأمين انتصارين دبلوماسيين مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، واحد منهما اقناعه بدعم عدم تحويل إسرائيل لمحكمة الجنايات الدولية. وقال جونسون إن المحكمة الجنائية ليست لديها صلاحيات أو اختصاص وتبدو متحيزة.

استطاع رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تأمين انتصارين دبلوماسيين مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أحدهما هو إقناعه بدعم عدم تحويل إسرائيل لمحكمة الجنايات الدولية

واستجاب جونسون لمطالب أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين بعدم دعم ما رأته إسرائيل تحركا متحيز ضدها في مجلس حقوق الإنسان. وكانت بريطانيا الدولة الأوروبية الوحيدة مع دولة التشيك التي صوتت ضد ثلاثة قرارات للمجلس. وإذا كان هناك جهة موازية لأصدقاء إسرائيل فهو مجلس الشرق الأوسط في حزب المحافظين، لكنه يمنع من العمل كجماعة مناصرة ولديه مبدأ وهو التمسك بالقانون الدولي. كما واجه المجلس معوقات نظرا لترك عدد من رموزه مثل دانكن ونيكولاس سومز وهوغو سواير البرلمان في الانتخابات الأخيرة. ولم يدعم قرار الدولة الفلسطينية في البرلمان عام 2014 إلا أقل من 10 نواب من بين 44 نائبا محافظا، ولا يمكن فحص المزاج بين نواب المقاعد الخلفية بسبب القيود التي فرضت بعد انتشار فيروس كورونا. ومع ذلك فقد ترددت بريطانيا بأن تخالف شركاءها الأوروبيين بموضوع الشرق الأوسط. وعندما كان جونسون وزيرا للخارجية لم يتبع مثال دونالد ترامب ونقل السفارة البريطانية من تل أبيب إلى القدس كما واستمرت بريطانيا بالالتزام بالاتفاقية النووية كما ولم تعارض أو تتحمس كثيرا لاتفاقيات إبراهيم التي وقعتها الإمارات العربية المتحدة والبحرين مع إسرائيل. ولعبت في الفترة الأخيرة دور الوسيط بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة للدفع باتجاه وقف إطلاق النار، حيث رفضت واشنطن دعمه أكثر من مرة.

ومن المستبعد أن يتم وضع الأزمة الحالية على أجندة قمة الدول السبع المقررة الأسبوع المقبل في كورمويل، ففي الوقت الحالي تحتل أجندة كوفيد وعلاقات منطقة إندو- باسيفيك الأجندة. ومن الملاحظ أن البيان من 87 صفحة الذي أعلن وزراء خارجية الدول السبع- الذي حدد فيه المناطق الساخنة في العالم، لم يذكر لا فلسطين أو إسرائيل. وسيتبع جونسون جوزيف بايدن الذي لم يظهر اهتماما بالنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، بقدر اهتمامه بوقف حرب اليمن والعودة للإتفاقية النووية والتقارب السعودي- الإيراني.

- نيويورك تايمز: خطة كوشنر للسلام فشلت بشكل ذريع ولا يمكن تجاوز الفلسطينيين

قالت المعلقة في صحيفة “نيويورك تايمز” ميشيل غولدبيرغ، إن “خطة كوشنر الغريبة للسلام قد فشلت”.

وعلقت غولدبيرغ ساخرة على ما كتبه كوشنر قبل شهرين في صحيفة “وول ستريت جورنال” قائلا: “نرى آخر بقايا ما كان يطلق عليه الصراع العربي- الإسرائيلي” حيث قدم مسحاً لنتائج ما أطلق عليها اتفاقيات إبراهيم، أو سلام الشرق الاوسط التي قام بالتفاوض عليها في ظل صهره دونالد ترامب. وقالت غولدبيرغ: “كان في قلب الثقة الزائدة بالنفس وفي الاتفاقيات نفسها وهم قاتل بأن الفلسطينيين هزموا بدرجة كبيرة وفي حالة بائسة وتستطيع إسرائيل تجاهل مطالبهم”.

وكتب كوشنر قائلا: “واحد من الأسباب التي أدت لاستمرار النزاع العربي- الإسرائيلي ولوقت طويل كانت الأسطورة التي أكدت على ضرورة توصل الفلسطينيين والإسرائيليين لحل خلافاتهم”. مضيفا: “لم يكن هذا صحيحا أبدا، وكشفت اتفاقيات إبراهيم أن النزاع لم يكن سوى نزاع عقاري بين الإسرائيليين والفلسطينيين ويجب ألا يعيق علاقات إسرائيل مع بقية العالم العربي”.

ومن أجل التحايل، بدأت الولايات المتحدة بجلب دول عربية وإسلامية كي تطبع علاقاتها مع إسرائيل. وحصلت الإمارات على صفقة أسلحة ضخمة، أما المغرب فقد حصل على دعم ترامب لضم الصحراء الغربية، والسودان شُطب من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

إلا أن انفجار العنف في إسرائيل وفلسطين في الأيام الماضية، أكد على أمر لم يكن على أحد الشك به: العدالة للفلسطينيين هي شرط للسلام. وواحد من الأسباب التي أدت لغياب العدالة للفلسطينيين هي السياسة الخارجية الأمريكية. وأشارت لما قاله ديفيد بن عامي مدير الجماعة الصهيونية الليبرالية “جي ستريت”: “أعتقد أنه لم يكن هناك أي مجال لاستمرار الاحتلال والضم الزاحف لو قالت الولايات المتحدة لا”. ويمكن للواحد أن يشجب حماس وصواريخها ويعترف في الوقت نفسه أن الحريق الهائل الحالي بدأ بإفراط إسرائيل النابع من حس الحصانة والإفلات من العقاب.

فالنقطة الساخنة التي أدت لكل هذا، هي محاولات المستوطنين طرد عائلات فلسطينية من بيوتهم في حي الشيخ جراح في القدس. ثم اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجدَ الأقصى في الليلة الأولى من رمضان، ليس من أجل منع العنف ولكن لوقف مكبرات الصوت التي غطت على خطاب للرئيس الإسرائيلي. ويخشى الفلسطينيون، ولديهم أسبابهم، أن إسرائيل تحاول طردهم بشكل كامل من القدس. كما تعتبر إسرائيل أن من حقها الدفاع عن نفسها ضد حماس، وهو تبرير قاد إلى مقتل أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.

وتعلق غولدبيرغ أن هناك وهم ساد لدى اليمين الأمريكيين والإسرائيليين بشأن الفلسطينيين، وهو إمكانية الحفاظ على الوضع الراهن عندما يتعلق الأمر بهم. وتعلق: “حتى نكون منصفين فهذا الوضع لم يبدأ مع ترامب: فأمريكا تدعم الاحتلال والمشروع الاستيطاني منذ عقود”.

ونقلت عن طارق باكوني، المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية، أن إدارة ترامب كانت بطرق ما صريحة أكثر من الإدارات السابقة في عدم احترامها للفلسطينيين. فكلها متشابهة، وما فعله ترامب هو أنه “جعل اليمين الإسرائيلي المتطرف يعرف أنه يستطيع تمرير معظم سياساته المتطرفة”.

وقبل ترامب كان من الممكن القول إن الاحتلال سيجبر إسرائيل على الاختيار بين كونها دولة يهودية أو ديمقراطية. وفي سنوات ترامب أصبح خيار إسرائيل واضحا ولا يمكن إنكاره. ففي قانون الدولة القومية عام 2018 اعترف بـ”المستوطنات اليهودية كقيمة وطنية” وقلل من وضعية المواطنين العرب في إسرائيل. وكلما توسعت المستوطنات كلما أصبح حل الدولتين حلما بعيدا وفانتازياً. ويقول باكوني إن موت حل الدولتين قوّى من حس المصير المشترك بين الفلسطينيين في داخل الأراضي المحتلة والعرب داخل إسرائيل أو المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل.

وقال: “كلما نظرنا إلى إسرائيل- فلسطين كواقع دولة واحدة يتمتع فيها اليهود بالحقوق الكاملة والفلسطينيون بمستويات مختلفة من الحقوق، كلما فهم الفلسطينيون أن كفاحهم واحد”. وقالت غولدبيرغ إن أهم ملمح في العنف الذي هز المنطقة هي المواجهات بين اليهود والفلسطينيين داخل إسرائيل، ففي اللد حُرقت على الاقل أربعة معابد يهودية، فيما شوهد الغوغاء اليهود وهم يبحثون عن أهداف عربية للهجوم عليها في طبريا وحيفا.

وتقول ديانا بطو، المحامية السابقة لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تعيش في حيفا: “عشت هنا مدة طويلة ولم أر أسوأ من هذا”. وكل هذه الفوضى حددت سابقا: فكل ظلم في المنطقة له تاريخ مستحيل ومعقد يعود، ولكن الولايات المتحدة هي التي ضمنت قهر الفلسطينيين وساعدت القوة المتزايدة للعرقية القومية اليهودية.

وإن لم يكن بايدن قادرا على دفع “عملية سلام” باهتة أفضل من ترامب، وإن تعد إسرائيل قادرة على تجاهل مطالب الفلسطينيين، فنحن لا نستطيع تجاهلهم.

- واشنطن بوست: بعد أسبوع دموي.. إسرائيل وحماس تحتاجان لوقف إطلاق النار

قالت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها، إن كلاً من إسرائيل وحماس بحاجة لوقف إطلاق النار بعد نهاية أسبوع دموية.

وتزعم الصحيفة أن إسرائيل لم تبدأ الحرب التي تشتعل الآن بينها وحماس، فالحركة الإسلامية بدأت بضربات صاروخية على المدن الإسرائيلية الأسبوع الماضي بذريعة الاعتداءات الإسرائيلية في القدس. وكان القصف الإسرائيلي التالي لأهداف في غزة يهدف لقتل قادة في حماس والجهاد الإسلامي وتدمير راجمات الصواريخ وشبكة الأنفاق التي استخدمتها الفصائل الفلسطينية، وهو أمر لا يقارن كما تقول الصحيفة أخلاقيا وقانونيا بإطلاق الصواريخ التي تعتبر جريمة حرب. ومع استمرار الحملة العسكرية باتت إسرائيل تجتاز حدود الاستهداف العسكري المشروع، على حساب المدنيين الفلسطينيين والإعلام الدولي.

ففي نهاية الأسبوع، أدى قصف على نفق إلى سقوط بناية سكنية وقتل 42 شخصا منهم 10 أطفال. وقبل ذلك بيوم، تم تدمير برج من 12 طابقا تعمل منه المؤسسات الإعلامية الدولية مثل وكالة أنباء أسوشيتدبرس وقناة الجزيرة، فيما زعم مسؤولون إسرائيليون أن البرج فيه مكتب أبحاث واستخبارات تابع لحماس، ولكن النتيجة الرئيسية للهجوم كان المقصود منه أو غير المقصود إرباك عمل أهم مؤسستين للأخبار تقومان بتغطية النزاع. وطالبت أسوشيتدبرس بتحقيق مستقل في الأمر.

وبحلول يوم الإثنين، كانت حصيلة القتلى بين الفلسطينيين أكثر من 200 شخص، منهم على الأقل 58 طفلا. وزعمت الصحيفة أن البعض منهم ربما قتل نتيجة 400 صاروخ أطلقت على إسرائيل ولكنها سقطت داخل غزة. وأكدت الصحيفة أن عشرة إسرائيليين قُتلوا منهم رجل عجوز وآخر مقعد وطفل عمره 5 أعوام. ولولا فعالية النظام الدفاعي الإسرائيلي لكانت الإصابات بالمئات، في إشارة إلى نظام “القبة الحديدية”.

وتحدثت الصحيفة عن الأضرار الجانبية السياسية والدبلوماسية على إسرائيل التي تتزايد بشكل ثابت. مشيرة إلى التظاهرات التي نُظمت في عدد من العواصم الغربية التي احتج المشاركون فيها على معاملة إسرائيل للفلسطينيين. وعبّر عدد من المشرّعين المؤيدين لإسرائيل عن قلقهم من حملة القصف.

وفي يوم الإثنين، تحسر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على “مئات الأشخاص الذين قُتلوا أو جرحوا بمن فيهم الأطفال، وخاصة من سُحبت جثثهم من تحت الأنقاض”، وأضاف: “نشعر بالخوف من تعرض الصحافيين والمسعفين للخطر”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد، إن الحملة العسكرية ستظل مستمرة لبعض الوقت حتى يتم تقويض قوة حماس وإرادتها.

وقالت الصحيفة إن السياسي المخضرم “نتنياهو” سيستفيد من حرب طويلة، فعندما بدأت كان في طريقه للخروج من السلطة عبر تحالف ضم أحزاب يمين متطرفة وعربية. وتقول الصحيفة إن قصفاً متزايداً لن يؤدي إلا إلى ضرر تدريجي على حماس التي لا يمكن تدميرها عبر الوسائل العسكرية، بل وستضر العملية العسكرية بعلاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة وربما مزقت النسيج الاجتماعي للبلد.

ومنذ بداية القتال، شهد أسوأ أعمال شغب لم تمر منذ عشرين عاما، حيث اندلع العنف في المدن الإسرائيلية وشارك فيه يهود وعرب. وخلال أسبوع، قالت إسرائيل إنها كبدت حماس خسائر فادحة بما في ذلك قتل عدد من قيادتها وتدمير شبكات من الأنفاق طولها أميال، وحان الوقت لوقف الحرب.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 19 / 2184013

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2184013 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 10


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40