الأحد 16 آب (أغسطس) 2020

رأي اليوم: خلفان على التلفزيون الصهيوني والمحللون الصهاينة مستبشرون

الأحد 16 آب (أغسطس) 2020

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس

- ضاحي خلفان للتلفزيون العبريّ: اغتيال المبحوح بالإمارات كان خطأً إستراتيجيًا إسرائيليًا ومستشار ملك البحرين: حتى نهاية العام سنرى دولة أوْ اثنتين من الخليج تقيم علاقات مع الكيان

مرّةً أخرى وليست أخيرةً، يُثبت الإعلام في الـ”ديمقراطيّة الوحيدة في صحراء الديكتاتوريات العربيّة”، يُثبت أنّه رأس حربة ما يُطلَق عليه الإجماع القوميّ الصهيونيّ في كيان الاحتلال، فالإعلام العبريّ، كما كان مُتوقعًا، رحّب بالاتفاق الذي أعلن عنه بين إسرائيل ودولة الإمارات العربيّة المتحدّة، بما في ذلك وسائل الإعلام، المحسوبة على ما يُسّمى اليسار الصهيونيّ في كيان الاحتلال، ولكن الأنكى من ذلك، أنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، كان قد أبلغ جميع الصحافيين، الذين يعملون في تغطية الشؤون السياسيّة بالمُستجدّات، وطلب منهم الحفاظ على السريّة، وفعلاً، كما في ثقافة القطيع، لم ينبّس أحد منهم ببنت شفة، حتى الإعلان الرسميّ عن الاتفاق، والذي صدر أولاً من الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، يوم الخميس الفائت، في الساعة السادسة مساءً، حسب توقيت فلسطين المحليّ.
بالإضافة إلى ذلك، أرسلت العديد من وسائل الإعلام العبريّة مندوبين لتغطية الحدث وسرد الانطباعات المُباشِرة من دولة الإمارات، ولكنّ مُراسِل قناة التلفزيون (كان)، وفي تقريرٍ مُباشرٍ من أبو ظبي أعلن أنّ السلطات المحليّة لا تسمح للإسرائيليين بالدخول إلى أراضيها بجواز السفر الأبيض والأزرق، أيْ جواز السفر الإسرائيليّ، معربًا عن إعجابه الشديد من العمران والتقدّم في هذه الدولة الخليجيّة، ولافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الإماراتيين يرفضون التحدّث أمام الكاميرات، دون أنْ يُفصِح عن أسباب ذلك.
في السياق عينه، تقوم وسائل الإعلام العبريّة على مختلف مشاربها بإجراء مقابلاتٍ “حصريّةٍ” مع مسؤولين إماراتيين سابقين، ومع رئيس الجاليّة اليهوديّة في أبو ظبي، الذي يُكيل المديح لحُكّام الإمارات على المعاملة الحسنة والطيّبة لليهود، والسماح لهم منذ سنواتٍ طويلةٍ ببناء كنيسيْن اثنيْن للصلاة.
قائد شرطة أبو ظبي السابق، ضاحي خلفان، أدلى مساء أمس السبت بحديثٍ خاصٍّ للقناة الثانية بالتلفزيون العبريّ، وأثنى على حُكّام الإمارات وإسرائيل لاتخاذهم القرار بصنع السلام، وسُئل القائد الأمنيّ السابق عن قيام إسرائيل في العام 2010 باغتيال القائد في حركة (حماس)، الشهيد محمود المبحوح في الإمارات، حيثُ ردّ بالقول إنّ عملية الاغتيال كانت خطأً إستراتيجيًا إسرائيليًا، مُضيفًا في الوقت ذاته أنّه لو كان يعلم بأنّ تنظيماتٍ جهاديّةٍ تُخطط للقيام بعمليّةٍ إرهابيّةٍ ضدّ إسرائيل، لكان قام بإبلاغ المسؤولين الإسرائيليين، بهدف إحباط المخطط التخريبيّ، على حدّ تعبيره.
وكتب خلفان على صفحته الشخصيّة في “تويتر”: هاتوا لي قائد فلسطينيًا واحدًا من 6000 عام إلى اليوم حرر فلسطين من اليهود، على حدّ تعبيره، وفي تغريدةٍ أخرى، أبلغ مُتابعيه أنّه سيكون ضيفًا في مقابلةٍ مع القناة الـ12 بالتلفزيون الإسرائيليّ.
إلى ذلك، يبدو أنّ مملكة البحرين تعمل على السير بمسار الإمارات في إطار التطبيع مع الدولة العبريّة، إذ توقّع مستشار ملك البحرين الحاخام الأمريكيّ والصهيونيّ، مارك شناير أنْ تكون البحرين الدولة الخليجية الثانية بعد الإمارات. وفي مقابلة مع هيئة البث العامّة الإسرائيليّة، قناة التلفزة “كان” شبه الرسميّة، قال شناير إنّه من الآن حتى نهاية العام، سنرى دولة أوْ اثنتين من دول الخليج تقيم علاقات مع إسرائيل، على حدّ تعبيره.
ونقلاً عن مصادر واسعة الاطلاع في تل أبيب كشفت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، أنّ رئيس الموساد الإسرائيليّ يوسي كوهين، أجرى في الأيام الأخيرة، محادثات مع رئيس حكومة البحرين بهدف إخراج العلاقات مع هذه الدولة إلى حيّز التنفيذ، وزيادة الوتيرة والوصول معها إلى اتفاق، وفقًا لتأكيدات المصادر.
وفي السياق ذاته، قال المستشار الإعلامي لملك البحرين على “تويتر”، إنّ رئيس الوزراء خليفة بن سلمان غادر المملكة في زيارة خاصة للخارج، ولم يذكر تفاصيل الزيارة وإلى أي دولة. ويوم أوّل من أمس الجمعة، تحدّث ملك البحرين مع ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، وهنأه على تحقيق الخطوة التاريخية نحو السلام التي قطعتها الإمارات مع إسرائيل، على حد قوله.
يذكر في هذا السياق أنّ وزير الخارجية البحرينيّ خالد بن أحمد قال العام الماضي إنّ إسرائيل باقية ونحن نريد السلام معها، وأضاف في مقابلةٍ مع موقع “تايمز أوف إسرائيل” إنّ مؤتمر المنامة يمكن أنْ يغيّر اللعبة مثل اتفاقية “كامب ديفيد” بين إسرائيل ومصر، موضحًا في الوقت عينه أنّ هذه مقابلتي الأولى مع قناة إسرائيلية وكان يجب أنْ تحصل منذ وقت طويل، على حدّ قوله.

- إسرائيل: الاتفاق مع الإمارات يفتح الباب على مصراعيه لمُراقبة إيران ومُواجهتها وأبو ظبي تطمح للانتقال من استيراد الأسلحة لصنعها والتبادل التجاريّ مع الخليج مليار دولار سنويًا

قال مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أليكس فيشمان، في مقالٍ نشره اليوم الأحد، إنّه في السنة الجارية نشر مركز كارنيغي للشرق الأوسط، الذي يتخّذ من العاصمة الأمريكيّة واشنطن مقرًّا له، نشر دراسةً أكّد فيها أنّ العلاقات الاقتصاديّة والتجاريّة بين إسرائيل ودول الخليج تصل إلى مليار دولار في السنة، وأنّ قسمًا كبيرًا من هذه العلاقات تختّص في المجال الأمنيّ والعسكريّ، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّ حصّة الأسد في العلاقات الإسرائيليّة الخليجيّة الأمنيّة هي مع دولة الإمارات العربيّة المُتحدّة.
وشدّدّ المُحلِّل فيشمان، المعروف بصلاته الوطيدة جدًا مع المؤسسة الأمنيّة في دولة الاحتلال، شدّدّ على أنّ الاتفاق بين إسرائيل والإمارات لن يُحدِث تغييراتٍ كبيرةٍ في العلاقات بينهما، مُوضِحًا نقلاً عن مصادره الرفيعة وواسعة الاطلاع أنّ تساوق المصالح بين الدولتين يكمن في العداء المُشترك للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، ولتنظيم حزب الله اللبنانيّ، بالإضافة إلى الحركات الإسلاميّة، التي وصفها بالجهاديّة.
وقال أيضًا، نقلاً عن المصادر عينها إنّ الرابح الأكبر من العلاقات الإسرائيليّة-الإماراتيّة، التي بدأت قبل أكثر من عشرين عامًا هو شركات الأسلحة في الكيان، مثل (رفائيل)، أيْ سلطة تطوير الأسلحة والوسائل القتاليّة في إسرائيل، بالإضافة إلى شركاتٍ إسرائيليّةٍ تُعنى بالزراعة المتطورّة والمُتقدّمة، وتابع قائلاً إنّه في العاميْن الأخيريْن، تمّ إضافة مجالاً آخر لهذه العلاقات، والذي نتج عن إرادة الإمارات في التحوّل من دولةٍ تستورِد الأسلحة إلى دولةٍ تُنتِج الأسلحة، الأمر الذي سيفتح الأبواب على مصراعيها أمام التغلغل الإسرائيليّ، من الناحيتيْن الاقتصاديّة والعسكريّة في هذه الدولة الخليجيّة، على حدّ قوله.
كما لفت المُحلِّل إلى أنّ فتح أبواب الإمارات أمام إسرائيل بشكلٍ علنيٍّ يجعل مهمّة إسرائيل في مراقبة إيران، جارة الإمارات، سهلةً جدًا، وتتحوّل الجمهوريّة الإسلاميّة إلى هدفٍ واضح المعالم أمام مخابرات الكيان لقربها الجغرافيّ من إيران، مُوضِحًا أنّ الاتفاق الإسرائيليّ-الإمراتيّ يُعزِّز من فرص إسرائيل لمُواجهة التهديدات الإستراتيجيّة عليها، وفي مقدّمتها إيران، التي تعتبرها تل أبيب العدّو الإستراتيجيّ الأوّل، كما قال.
في السياق عينه، كان مدير عام شركة “عرب ماركت” الإسرائيليّة، إليران ملول، قد تحدّث في لقاءٍ صحافيٍّ مع موقعٍ إسرائيليٍّ عن نشاط شركته الواسع، الذي ينجح غالبًا بفضل السرية تحديدًا، وبشكلٍ شخصيٍّ، لفت ملول إلى الدولة ذات الاحتمال المرتفع للمبادرين الإسرائيليين وفق اعتقاده، وقال: تشكل السعودية سوقًا قويًا جدًا، يُعتبر سوقها صعبًا في الواقع، ولكنّه السوق الأهم في الخليج، ولديها احتمال مرتفع من حيث حجم التجارة مع الإسرائيليين، على حدّ قوله.
وتابع: تؤثر الأحداث الدبلوماسيّة والأزمات السياسيّة في نشاطات المجتمَع، ولكن ملول يقول إنّ هذا يؤثر بشكلٍ أساسيٍّ في الصفقات الجديدة، لكنّها لا تؤثر في الصفقات الجارية، موضحًا أنّه رغم عدم الاستقرار السياسيّ في الشرق الأوسط، فإنّ حجم نشاط شركته آخذ بالازدياد سنويًا، وأضاف: نتابع عملنا التجاري أثناء الأزمات أيضًا، فمنذ البداية نعرف أننّا نعمل في مجالٍ معقّدٍ وحسّاسٍ، لذلك نحن مستعدون لكل السيناريوهات، كما أكّد في معرض ردّه على سؤالٍ.
ووفقًا لكلامه، هناك أفضلية لدى الإسرائيليين مقارنة بالأوروبيين، وهي القرب الجغرافي بين إسرائيل ودول الخليج، وبحسبه، تصل البضاعة التي تخرج من إسرائيل خلال عشرة أيام تقريبًا إلى كل مكان في الشرق الأوسط. بالمقابل، إذا اشترت إحدى الدول العربيّة بضاعةً من أوروبا فإنّ وصول البضاعة إليها قد يستغرق شهرًا أوْ حتى شهريْن، كما قال.
إلى ذلك، جديرٌ بالذكر أنّ شركة إسرائيليّة أمنيّة تعمل في حراسة آبار النفط في الخليج ربحت في السنة قبل الأخيرة مبلغ 7 مليارات دولار. وكان محلل الشؤون الأمنيّة والعسكريّة يوسي ميلمان، وهو من أكثر المقربين للمنظومة الأمنية في تل أبيب كشف النقاب عن أنّ شركة “AGT ) Asia Global Technology)” السويسرية، التي يديرها رجل الأعمال الإسرائيليّ-الأمريكيّ ماتي كوخافي، فازت بعقد بملايين الدولارات، لبناء مشاريع للحفاظ على الأمن الداخلي في دولة الإمارات. وأضاف أنّ قائد سلاح الجو الإسرائيليّ الأسبق، إيتان بن إلياهو، كان يعمل في الشركة، التي تقوم بتشغيل كبار القادة السابقين في الشاباك الإسرائيليّ، وفي شعبة الاستخبارات العسكريّة بالجيش الإسرائيليّ (أمان).
كما كشفت معلومات خطيرة عن شركة أمنٍ إسرائيليّةٍ تحرس العديد من المؤسسات العربيّة وتُقدّم الحراس الشخصيين لكثير من المسؤولين العرب، وأنّ شركة (G4S) الأمنية التي تنتشر في الوطن العربيّ تساند الاحتلال الإسرائيليّ. واعترفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة، ضمنًا، في تقرير نشرته مؤخرًا، بعمل شركة أمنٍ إسرائيليّةٍ في الإمارات العربيّة المُتحدّة لتدريب وتأهيل مقاتلين وحراس لآبار النفط ومواقع حساسة أمنيًّا، ونشرت الصحيفة صورًا لمدربين إسرائيليين تحت أسماء أوروبيّة وغربيّة مستعارة، خشية انكشاف هويتهم الإسرائيليّة وتعريض حياتهم للخطر، كما قالت في تقريرها.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 73 / 2183445

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

20 من الزوار الآن

2183445 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 19


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40