تصدرت عارضة الأزياء بيلا حديد عناوين الصحف، الأسبوع الماضي، بعد مواجهة مع “انستغرام” بسبب حذف الموقع لصورة جواز سفر والدها في الولايات المتحدة حيث تم إدراج اسم فلسطين كمكان للميلاد، مما أثار غضب حديد، التي نشرت تغريدة غاضبة وصلت إلى أكثر 31 مليون متابع على المنصة تساءلت فيها ” ألا يُسمح لنا بأن نكون من فلسطين على إنستغرام، هذا نوع من التنمر، لا يمكن محو التاريخ عن طريق إسكات الناس”.
وتلقت حديد الكثير من الثناء والنقد على بيانها، واعتذر المتحدث باسم انستغرام عن الخطوة موضحاً أنها عبارة عن سوء فهم ، وقال إن حذف الصورة جاء بسبب مخالفتها للخصوصية عبر نشر معلومات شخصية مثل أرقام جوازات السفر.
فلسطين في الثقافة الشعبية الأمريكية تظهر كواقع غامض
القضية، وفقاً للكاتب كريم قطان في مقال نشرته مجلة “972”، تأخد ابعاداً سياسية هائلة، وهي نوع من “المتعة الانتقامية” في سماع أصوات عالية بشأن فلسطين، وفرحة متجذرة في مقاومة تاريخ من الإنكار.
وأشار الكاتب إلى أن والد بيلا، محمد حديد، ولد في الناصرة في نوفمبر 1948، وهو معروف ببناء الفنادق والقصور الفخمة في مدينة لوس أنجلوس، في حين يمكن التعرف بسهولة على وجه بناته، عارضات الأزياء بيلا وجيجي، في جميع أنحاء العالم، مع الملايين من المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي.
وبغض النظر عما إذا كانت هذه التعليقات العامة على منصات التواصل تعود لرؤية تخدم تغييرات سياسية فعلية ومفيدة للتقدم من الكفاح من أجل الحرية، أو هي مجرد إيماءات فارغة وأداء سياسي، إلا أن الحديث عن فلسطين بالذات له أهمية خاصة، خاصة مع ابتعاد الكثير من الشخصيات الدخول في قضايا مثيرة للجدل بالنسبة لمتابيعهم.
ويتحدث الكاتب هنا عن مفارقة مثيرة للحزن، هي أنه يمكن التحدث عن فلسطين في أماكن ولكن غير مسموح التحدث عنها في أماكن أخرى في دارة الأخبار، مع محاولات واضحة لإلغاء واقع الفلسطينيين وتاريخهم وحياتهم لصالح سرد دوري للصراع، كما يشير إلى أن فلسطين في الثقافة الشعبية الأمريكية تظهر غالبا كواقع غموض يكتنفه العنف ولكن لا يتحدث عن الفلسطينيين أنفسهم.
وعلى سبيل المثال، تتفق البطلة ليز ليمون وصديقها في حلقة من مسلسل “30 روك” الذي يقوم ببطولته مات ديمون على ما سيكون عليه “الحل” في فلسطين، وفي استعراضات ومسلسلات أخرى، يظهر الفلسطيني في عالم من البؤس أو الإرهاب.
والاستنتاج الذي يمكن الخروج به عن مراقبة صورة الفلسطيني في المشهد العام هو تقديمه على أنه مشكلة بعيدة تحتاج إلى حل، أما عن طريق الدبلوماسية أو المراقبة او الموت في أغلب الأحيان، وأنه ليس حقيقة واقعة ، وغالبا ما يتم النقاش عن فلسطين من أشخاص ليسوا فلسطينيين.
وفلسطين مقبولة في الثقافة الشعبية، والحديث للكاتب، ما دامت سلبية، وموضوعاً آخر للكلام والحلول، ولكن عندما يصل الحديث إلى حقائق مزعجة أو تعرض على جمهور أوسع، فإنه يتم إسكات الأصوات بسرعة.
ويأتي دعم بيلا حديد بشكل متزايد للقضية الفلسطينية كفلسطينية في سياق التحول البطئ داخل صناعة الترفيه، ولكن الكاتب يشير إلى تشابك ارتفاع صوت عائلة حديد مع المساهمة الكبيرة للنشطاء في وضع فلسطين في مركز خطابات العدالة الاجتماعية والنضال الأوسع من أجل حقوق الإنسان .