الجمعة 17 نيسان (أبريل) 2020

واشنطن بوست: ترامب والصين يتبادلان الاتهامات بشأن كورونا في لعبة طفولية لا تنفع أحدا

لوفيغارو: كورونا يضع “شارل ديغول” على الرصيف
الجمعة 17 نيسان (أبريل) 2020

توقفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عند موضوع إصابة ثلث بحارة حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول”، بفيروس كوفيد- 19 الذي أعلنت عنه وزارة الجيوش الفرنسية، وما زال يثير جملة من التساؤلات على الصعيد الوطني.

وقالت لوفيغارو إنّ هذا الحدث غير مسبوق فيما يتعلق بقدرة دفاعية فرنسية رئيسية، مشيرة إلى أن حاملة الطائرات ‘‘شارل ديغول’’ غادرت ميناءها الرئيسي في مدينة تولون الفرنسية يوم الـ21 يناير/كانون الثاني من أجل مهمة جديدة لعدة أسابيع في شرق البحر المتوسط ضد تنظيم ‘‘الدولة’’. وتساءلت الصحيفة: “ما الذي حصل بالضبط عندما ظهرت الحالات الأولى؟ هل نحن أمام إهمال أو خرق للوائح؟”.

وأضافت لوفيغارو أن شهادات بعض البحارة أو أقاربهم، التي نشرت في وسائل الإعلام قبل يومين، بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، أثارت أسئلة حول إدارة الأزمة على متن حاملة الطائرات العملاقة ‘‘شارل ديغول’’. فقد قال قريب لأحد البحارة إنه ‘‘ابتداء من الـ3 أوالـ4 من أبريل/ نيسان الجاري، ساءت الحالة بسرعة كبيرة’’.

ونشرت إذاعة France Bleu من جانبها شهادة لأحد أفراد الطاقم الذي ثبتت إصابته بفيروس كورونا. ويقول هذا الأخير: ‘‘لقد لعب الجيش بصحتنا وحياتنا’’. ووفق هذا المصدر، اقترح قائد حاملة الطائرات، الكابتن غيوم بينغيت، قطع المهمة أثناء توقف السفينة في بريست في منتصف شهر مارس/ آذار المنصرم، بينما كان العديد من البحارة يُظهر أعراضاً بالإصابة بكوفيد- 19. وهو اقتراح رفضه العديد من البحارة، بحسب نفس المصدر دائماً.

** قضية محرجة

وتابعت لوفيغارو أنه خلال فترة التوقف هذه، تمكن البحارة الذين لديهم عائلات في مدينة ‘‘بريست’’ من النزول على الأرض، مع احترام التباعد الاجتماعي وحظر تجمعات أكثر من 100 شخص في ذلك الوقت. وكشف الصحافي المتخصص جان دومينيك ميرشيه في مدونته Secret Défense أنه ‘‘رغم منع هؤلاء البحارة من التجول، إلا أن بعضهم شوهد في المطاعم’’.

وفي مواجهة هذه القضية المُحرجة، أشارت ‘‘لوفيغارو’’ إلى أن الجيش الفرنسي كان قد شدد الأسبوع الماضي على أنه لم يُلاحظ أي ‘‘خطأ في التقييم’’. غير أن رئيس الأركان البحرية، الأدميرال كريستوف بارزوك، أمر بـ‘‘إجراء تحقيق قيادي من أجل استخلاص كل الدروس في إدارة الوباء داخل مجموعة الضربات الحاملة’’، وفق وزارة الجيوش.

وأوضحت الوزارة في بيان أنه ‘‘حتى تاريخ الـ14 من شهر أبريل الجاري، شملت اختبارات الكشف عن فيروس كورونا 1767 بحارا من المجموعة الجوية البحرية، أجري معظمها لبحارة من حاملة الطائرات شارل ديغول. وكانت اختبارات 668 منهم إيجابية’’.

*

اتهم فريد زكريا المعلق في صحيفة “واشنطن بوست” كلاً من الولايات المتحدة والصين بمفاقمة أزمة فيروس كورونا، من خلال لعبة التلاوم بينهما، وأنها لا تحمي أرواح الناس.

وقال: “يخبرنا الرئيس ترامب الآن أن الصين هي التي يجب أن تلام على انتشار فيروس كورونا المستجد الذي يعيث فسادا في العالم. ولهذا قام بوقف التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية التي اتهمها بالتواطؤ مع الصين على إخفاء المعلومات حول الفيروس”.

ويعلق زكريا أنه من أجل تقييم هذا الزعم، ما علينا إلا النظر في تغريدة للرئيس في 24 كانون الثاني/ يناير “تبذل الصين جهودا كبيرة لاحتواء فيروس كورونا” و”الولايات المتحدة ممتنة لجهودهم وشفافيتهم، وستعمل جيدا، وبالتحديد نيابة عن الشعب الأمريكي، وأريد توجيه الشكر للرئيس شي”.

ويتساءل زكريا: “ماذا كان يعلم الأمريكيون، بمن فيهم ترامب عن الفيروس عند تلك النقطة؟”. فقبل يوم من تغريدة الرئيس، وفي 23 كانون الثاني/ يناير، حذرت منظمة الصحة العالمية أن “على كل الدول تحضير نفسها لاحتواء (الفيروس) بما في ذلك ممارسة الرقابة النشطة والكشف المبكر والعزل والتعامل مع الحالات والبحث والملاحقة ومنع انتشاره أكثر”. ففي تلك الفترة كانت القصص عن انتشار الفيروس في كل الأخبار.

وأعلنت الصين أن الفيروس بدأ ينتشر بين البشر، وأغلقت ولاية هوبي. وفي الولايات المتحدة، قامت وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية ألكس أزار في 18 كانون الثاني/ يناير بتقديم إيجاز للرئيس حول مخاطر الفيروس. وبحلول 24 كانون الثاني/ يناير، سجلت حالتان في الولايات المتحدة. ومع 27 كانون الثاني/ يناير أعلن مركز السيطرة على الأمراض ومنعها رفع مستوى التحذير إلى الدرجة الثالثة ودعا الأمريكيين إلى تجنب الرحلات غير الضرورية إلى الصين. وفي 29 كانون الثاني/ يناير، نشر ترامب تغريدة قال فيها: “لقد وصلني الآن إيجاز حول فيروس كورونا في الصين من وكالاتنا العظيمة والتي تعمل أيضا مع الصين”.

وفي نفس اليوم كتب بيتر نافارو، المساعد الموثوق لدى ترامب، مذكرةً حذر فيها من الوباء الذي قد يقتل ملايين الأمريكيين. وأكد نافارو أن التقارير القادمة من الصين تشير إلى أن الفيروس سيكون معديا أكثر من حالات الإصابة بالإنفلونزا العادية، وهو مثل الطاعون الدملي أو الجدري.

وفي اليوم التالي، 30 كانون الثاني/ يناير، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حالة طوارئ صحية عالمية. وبعد ذلك بساعات، طمأن ترامب الأمريكيين وقال: “نعمل بقوة مع الصين لمواجهة فيروس كورونا ونعتقد أننا ستكون بنهاية جيدة”.

ويتساءل زكريا: “هل كان ترامب يقول الحقيقة عن الصين في ذلك الوقت وهل يقول الحقيقة الآن؟”.

ويجيب: “عليّ أن أكون واضحا أن الصين قامت بعملية تستر في موضوع كوفيد- 19، وأن منظمة الصحة العالمية لم تعترض”، مضيفا أن المسؤولين في ووهان كانوا يعرفون عن المرض، ولكنهم حاولوا التقليل من المخاوف حوله، وعاقبوا الأطباء الذين حذروا علانية من مخاطره. وفي الوقت نفسه حاولت الصين إحكام الغطاء على المعلومات ورفضت مساعدة مركز السيطرة على الأمراض ومنعها في أمريكا وسمحت لمنظمة الصحة العالمية بالدخول إلى ووهان. ومن المحتمل أن الصين لا تزال تقدم نفس المعلومات المضللة حول أعداد الذين أصيبوا وماتوا. فالنظام الصيني القمعي يسيطر ويتلاعب بالمعلومات لخدمة مصالحه الكبرى”.

ويضيف: “كل هذا لا يغير من حقيقة أن ترامب كان يعرف مؤكدا بنهاية كانون الثاني/ يناير على الأقل، وفي منتصف شباط/ فبراير بمخاطر الفيروس”. ولكنه “أصدر حكما أن الفيروس لن يكون مشكلة على الولايات المتحدة وأنه سيختفي بحلول نيسان/ أبريل مع بداية الموسم الدافئ، ولهذا فالإعلان عن إجراءات قوية ستؤدي إلى إخافة وصدمة الأسواق المالية. وكانت هذه الأخطاء في الحكم هي التي أسهمت بتفاقم أزمة كورونا في أمريكا”.

وقام ترامب الآن كي يحرف اللوم عنه بمهاجمة الصين، وهو ما فاقم سياسة سيئة بأخرى أسوأ. فمهما كانت أخطاء الصين وخطواتها المتعثرة وخداعها، فإن أسرع طريقة لهزيمة هذا الفيروس هي بناء تحالف دولي وحشد المصادر والتشارك بالمعلومات وتنسيق التحرك.

وفي الوقت الحالي تقوم واشنطن بالعكس، فهي تقوم بأخذ المعدات الطبية من الدول الأخرى بدون إذنها، وفرضت قيودا على المواد الأخرى بدون استشارة حلفائها. وكان أهم ملمح في جهود ترامب الدولية هو تحميل الصين المسؤولية.

وردت بكين بنشر نظريات مؤامرة حول نقل الجيش الأمريكي للفيروس إلى ووهان. وحاولت تبييض صورتها من خلال تقديم المساعدات والخبرات للدول المنكوبة مثل إيران وإيطاليا واسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة. في وقت قامت فيه أمريكا بشحن 500 ألف ماسح من إيطاليا التي كانت أعداد الوفيات تتزايد فيها. وقامت الجمعيات الخيرية الصينية بإرسال أول شحنة من الأقنعة الواقية، بواقع 500 ألف قناع.

ويقول زكريا: “في أثناء الحرب الباردة، تعاونت الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي رغم العداء الأبدي بينهما في حملة توفير اللقاحات للعالم ومحو الجدري. ونحن وسط وباء دولي ولكن أعظم دولتين فيه تتراشقان الشتائم والاتهامات، في لعبة أطفال لن تنقذ حياة البشر في أي مكان”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2184501

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2184501 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40