السبت 18 كانون الثاني (يناير) 2020

تايم: بهذه الطريقة أصبح كوشنر الرجل الثاني بعد ترامب

السبت 18 كانون الثاني (يناير) 2020

يحتفظ مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مكتبه بالبيت الأبيض بنسخة من الحجر التذكاري لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهي الخطوة التي عمل كوشنر على تنفيذها وإقناع الرئيس دونالد ترامب. كما يحتفظ بنسخة من الخريطة المعدلة لإسرائيل التي وقع عليها ترامب وتضم الجولان. وهي من بين عدة أشياء يزين فيها مكتبه والتي تضم وسام الأزتيك الذي منحته له الحكومة المكسيكية لدوره في توقيع اتفاقية التجارة بينها وأمريكا.
ويصف بريان بينت في تقرير أعده لمجلة “تايم” مكتب كوشنر في البيت الأبيض بأنه “معبد لسلطته” في تقرير تحت عنوان “في داخل الدول غير العادي لجاريد كوشنر في البيت الأبيض”. ويقول إن الملفات على مكتبه تعطي صورة عن المهام التي كلف بها من العناية الصحية، لبنان، وسط أمريكا والبيئة ووزارة العدل. ويقول عن مكتبه الصغير مقارنة مع مكاتب مساعدي الرئيس “ليس أكبر مكتب في العالم ولكنه في وضع جيد” لأنه قريب من مكتب الرئيس. ويحب أن يشير لزواره إلى باب كان يقود إلى الغرفة الداخلية للرئيس تم تغطيته “من هنا كانت مونيكا تدخل” في إشارة لعلاقة الرئيس السابق بيل كلينتون مع المتدربة مونيكا لوينسكي. ويقول بينت إن الملفات المتراكمة على مكتبه لا تشمل كل المهام التي أوكلت إليه، فهو مسؤول عن ملف التسوية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بناء جدار مع المكسيك، إصلاح النظام الجنائي والسجون، المشاركة في محادثات التجارة مع الصين والمكسيك وتشجيع الإبداع. وهو مسؤول عن حملة إعادة انتخاب ترامب عام 2020 خاصة التمويل والدعاية. وقال براد بارسكيل الذي عينه كوشنر كمدير لحملة ترامب “لا أحد لديه تأثير في البيت الأبيض أكثر من جاريد” و “هو رقم 2 بعد ترامب”. وفي البداية لم يكن أحد في واشنطن يوافق على تكليف الرئيس صهره البالغ من العمر 39 عاما بأصعب الملفات واعتبروا الأمر سخيفا ويظهر الإدارة بالعجز والفساد على أكبر احتمال. وخشي الجمهوريون المحافظون أن يقوم كوشنر وزوجته إيفانكا وكلاهما متبرع سابق للديمقراطيين مثل ترامب بحرف الرئيس نحو المركز. وبالنسبة لليبراليين فقد رأوا في كوشنر حالة خطيرة في المحاباة، فهو هاوي يقوم بدور دبلوماسي وليست مستعدا لاستخدام رأسماله السياسي للحد من نزعات الرئيس الأسوأ. واتسمت أشهره الأولى بعد فوز ترامب بالأخطاء، وأدى لقاؤه مع مصرفي روسي على علاقة مع الكرملين للحديث عن تضارب في المصالح. كما أن دعمه لقرار ترامب عزل مدير “أف بي أي” جيمس كومي أدى لتعيين المفتش الخاص روبرت مولر. كما أن الشبهة في التصريح الأمني نتيجة لعلاقته بالعقارات والدول الأجنبية مما دفع ترامب لأن يتجاوز قرار المؤسسة الأمنية والمحامين ومنحه التصريح لدخول البيت الأبيض. ويعترف كوشنر أنه تعلم “لقد تعثرت في الطريق” و “تعلمت الكثير” و “لم أكن على معرفة بكل الملفات جيدا، ولم أكن أعرف أين تقع مسؤوليتي وأي ملف يقع تحت مسؤولية الأشخاص ولم أكن أعرف ماذا يعني أن تكون ناجحا”. ومع مرور الوقت أصبح من أكثر المؤثرين في إدارة ترامب حيث ساعد على تحقيق قانون الإصلاحي الجنائي والمعاهدة التجارية مع كندا والمكسيك ودفع ترامب لتبني السعودية وإسرائيل بطريقة غير سياسة الشرق الأوسط. ويقول إنه ساعد على التخلص من شخصيات حاولوا فرض رؤيتهم على الرئيس “آمل أن تتحدث نتائجي بنفسها”. مضيفا “لقد حققت الكثير، ويثق بي الرئيس ولدي دعمه ويعرف أنني حققت له الكثير من الاهداف”. ويرى الكاتب أن الصورة التي تظهر من مقابلات مع مسؤولين في البيت الأبيض هي عن موظف واثق من نفسه. ويرى أن الحديث مع كوشنر يكشف أنه ليس الصوت المعتدل الذي كان الديمقراطيون يأملون الذي سيحرف رؤية الرئيس وما خشيه الجمهوريون المحافظون من تأثيره على مواقف ترامب. وقال كوشنر “ما يجب أن تتذكره عندما تعمل مع الرئيس أنك لا تصنع الأمواج ولكنه من يحركها” ووظيفتك هي “خدمة الأمواج قد ما تستطيع كل يوم بابتسامة وبروح من النكتة”. وربما اعتمدت رئاسة ترامب على كوشنر الذي يحاول جمع الأطراف في البيت الأبيض والكونغرس لتحضير الدفاع عن الرئيس في المحاكمة التي ستتم له في 21 كانون الثاني (يناير)، في وقت يقوم فيه بالمصادقة على كل المالية المتعلقة بحملة انتخابات 2020. ويشير الكاتب إلى أن تعيين الرؤساء أفرادا من عائلتهم كمستشارين وفي مناصب هامة أمر معروف من جون أدامز إلى جي أف كيندي وبيل كلينتون الذي وكل زوجته هيلاري بملف الصحة في ولايته الأولى لكن من النادر تسليم ملفات لشخصيات من العائلة بدون تجربة أو خبرة في السياسة. ويقول بعض المستشارين في البيت الأبيض أن محاكمة الرئيس هي نتاج محاولات كوشنر عزل مساعدين حاولوا وضع أسوارا واقية لحماية الرئيس. ويرى النقاد لكوشنر أنه لا يمكن المساس به. وأكد كثير منهم أنه وإن تعلم إلا إن الثقة البالغة بالنفس ستكون خطيرة. وقال مسؤول بارز في الإدارة “إنه حالة كلاسيكية: فأنت لا تعرف ما لا تعرف” و “عليه التوقف عن التوقف عن الافتراض ويسأل أسئلة ويحاول التعلم”. ويشير التقرير إلى أن كوشنر يصحو كل يوم في الساعة الخامس والنصف في قصره الحجري الذي تقدر قيمته بـ 5.6 مليون دولار واستأجره مع زوجته إيفانكا في حي كولاروما الراقي الذي يعيش فيه السفراء بواشنطن إلى جانب عائلة أوباما وجيف بيزوس. وفي الساعة السابعة والنصف يركب سيارته السرية “سوف” إلى ويست وينغ. ويصف الكاتب يوم عمل لكوشنر في 19 كانون الأول (ديسمبر) حافل باللقاءات مشيرا إلى أنه من الصعب تحديد أيديولوجيته، فهو لم يسجل في الحزب الجمهوري إلا في أيلول (سبتمبر) 2018. ويقول إن الكثيرين سخطوا من نفوذه وحدثت حروب في داخل البيت الأبيض ولهذا تعلم ألا يعبر عن رأيه إلا بشكل شخصي للرئيس حتى لا يتم تسريب ما يقول للصحافة “من النادر التعبير عن رأيي بشكل للرئيس أما بقية الناس”. ويعود كوشنر إلى عائلة يهودية أرثوذكسية ونشأ في ليفنغستون بنيوجيرسي. وكان والديه من المتبرعين الدائمين للحزب الديمقراطي ومقربان من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ولم يكن جاريد غريبا على الجدل، فعندما كان في سن الـ23 عاما اعترف والده تشارلس بتبرعات غير قانونية وتهرب ضريبي. وقضى 24 شهرا في السجن بألاباما. وعلاقة كوشنر مع ترامب لم تتوثق من زواجه عام 2009 بكبرى بنات ترامب ولكن من خلال التجارة وكونهما وريثان لإمبراطوريتان عقاريتان. وكان شراء كوشنر بناية 666 في فيف أفينيو بنيويورك عام 2007 بـ 1.8 مليار دولار وهو مبلغ ضخم. ولكن بعد عام حدث ركود مما أدى لتعرضه للديون. وتكهن الديمقراطيون في أن تكون محاولات الصين وقطر شراء حصص من البناية عام 2017 إلى إمكانية تأثيرهما عليه. ومثل كوشنر، يحب ترامب إدارة تجارته عبر العائلة. وعندما أعلن عن حملته الانتخابية عام 2017 جلب إليه كوشنر الذي أصبح عنصرا رئيسيا وحثه على إجراءات تلفازية مع المحطات المحلية خاصة في الولايات المتأرجحة. واعتمد ترامب على كوشنر الذي لم يتول منصبا رسميا لكي يشرف على التمويل والرحلات والدعاية. وفي المرحلة الانتقالية نجح كوشنر بإقناع ترامب التخلي عن حاكم نيوجيرسي كريس كريستي الذي حاكم والده سابقا وعدم اختياره مسؤولا عن الفريق الانتقالي (وهو ما ينفيه)، كما عمل على استبعاد عدد من المحافظين الذين انتقدوا ترامب وهمش آخرين اعتقد أن مواقفهم لا تتوافق مع الرئيس. ولكنه دفع لاختيار مايكل فلين لمنصب مستشار الأمن القومي والذي لم يبق فيه سوى 24 يوما بسبب مكالمته مع السفير الروسي. ودفع لعزل شون سبايسر واستبداله بالممول أنتوني سكراموتشي والذي لم يستمر سوى 10 أيام. وارتدت جهوده لتبني محمد بن سلمان سلبا عندما اتهم بقتل الصحافي جمال خاشقجي. وحاول جون كيلي، مدير طاقم البيت الأبيض الحد من قوة كوشنر ودعاه هو وزوجته إيفانكا لاستشارته في أي موعد مع الرئيس. ولكن كوشنر كان يعرف أن أي شخص حاول الحد من سلطته يذهب. ففي نهاية عام 2017 كان على خلاف مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس حول نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. ووقف ترامب مع كوشنر رغم تحذيرات الوزيرين. وقال تيلرسون لترامب أثناء لقاء خاصة في البيت الأبيض عقد في تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 “أريد القول للتاريخ أنني ضد هذا”. ولم يمض سوى شهر قبل أن يعرف تيلرسون أنه عزل عندما قرأ تغريدة على “تويتر” في الحمام. واقترح كوشنر تعيين مايك بومبيو الذي كان مديرا للمخابرات المركزية (سي آي إيه) الذي عرفه أثناء المرحلة الانتقالية. ودفع بومبيو بكل السياسات المؤيدة لإسرائيل والمعادية لإيران والتي تتوافق مع مواقف كوشنر. ويكشف التقرير عن امتداد تأثير كوشنر إلى الكونغرس ومساعدته بإقناع المشرعين على تمرير قوانين وسياسات. وعلى خلاف الدور الذي يلعبه فإن زوجته إيفانكا تقوم بدور محدد وواضح يتعلق بتطوير دور المرأة في سوق العمل. وقالت إيفانكا “يميل الرئيس لتكليف جاريد بالمشاريع التي يوليها أولوية كبرى”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 32 / 2184606

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

4 من الزوار الآن

2184606 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 4


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40