السبت 14 كانون الأول (ديسمبر) 2019

الاخبار:نصرالله: التأليف طويل... ولا بديل عن حكومة الوحدة الوطنية

السبت 14 كانون الأول (ديسمبر) 2019

دقّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ناقوس الخطر، داعياً الجميع إلى تحمّل المسؤولية. القوى السياسية وحكومة تصريف الأعمال والناس والتجار، كلهم معنيون بالعمل على الخروج من الانهيار الحاصل. واعتبر أن وجود حكومة يشارك فيها الجميع هو الحل الأمثل بسبب الحاجة إلى مشاركة الجميع في عملية الإنقاذ المفترضة، مؤكداً ضرورة أن يترأّس سعد الحريري أو من يوافق عليه حكومة وحدة وطنية. لكن، في المقابل، كان واضحاً أنه رغم أن طريق التكليف فُتح فإن التأليف لن يكون سهلاً، وإلى ذلك الحين اعتبر أنه لا بد لحكومة تصريف الأعمال أن تتحمل مسؤولياتها بقدر ما يتيح لها الدستور.
مقالات مرتبطة

ولم يكشف نصرالله عن توجه الحزب في الاستشارات النيابية. ورغم أنه كان واضحاً تأييده لعودة الحريري إلى رئاسة حكومة وحدة وطنية، أشار إلى أنه «حتى الساعة لم يتم التوافق على اسم معين». واكتفى بالأمل بأن يحصل تكليف يوم الاثنين «لأي شخصية تحظى بالأصوات اللازمة، وبعد التكليف نتحدث عن الحكومة وتشكيلها ونحاول أن نتعاون لتشكيلها بأسرع وقت ممكن». مع ذلك، اعتبر نصرالله أن عملية التأليف لن تكون سهلة، بما يعنيه ذلك من ضياع للوقت أمام اللبنانيين.
فيتو حزب الله الواضح كان على حكومة اللون الواحد، إذ أكّد نصرالله أن «الوضع الصعب في البلد يحتاج إلى حكومة تتحمل المسؤوليات، ومثل هذه الحكومة يجب أن لا تكون من لون واحد لأن ذلك سيؤدي إلى هزّ الاستقرار، كما أن الأزمة تحتاج إلى تكاتف الجميع لا إلى المزايدات والتوتر». وذكّر أنه «عندما كانوا هم أغلبية نيابية كنا نطالب بحكومة وحدة وطنية واليوم عندما أصبحنا أغلبية نيابية نلتزم بالمطلب نفسه». ولذلك، الأولوية هي لحكومة إنقاذ يترأسها الحريري أو أي شخصية يوافق عليها الأخير، تكون قادرة على الإصلاح، مصرّاً على مشاركة التيار الوطني الحر «كما أصرّينا على مشاركة تيار المستقبل». أما بشأن تمثيل الانتفاضة، فقال «لا مشكلة لدينا أن يشارك الحراك بالحكومة، لكن المشكلة من سيسمي وزراء الحراك وهذه معضلة سنجدها وقت التأليف».

طهران سترّد على من يهاجمها بنفسها

وأعاد الأمين العام لحزب الله الإشارة إلى أن استقالة الحكومة فاقمت الأزمة في لبنان، مذكّراً أن الوضعية الأفضل كانت أن تبقى الحكومة وتبقى الاحتجاجات في الميادين، لأن ذلك كان يمكن أن يشكّل عامل ضغط على الحكومة لتقوم بإجراءات إصلاحية واقتصادية. وحمّل كل من أوصل البلد إلى الوضع الحالي المسؤولية، مشيراً إلى أنه «عندما استقالت الحكومة لم يعد الحديث الأول عن الدواء والجوع وفُرص العمل، بل عن تشكيل الحكومة. ذهب البلد إلى مكان آخر لا صلة له بما نزل بسببه الناس إلى الشارع».

لا تصدّقوا أميركا
وتطرق نصرالله في بداية حديثه إلى المحاولات الأميركية والإسرائيلية لاستغلال الاحتجاجات في لبنان بما يخدم مصلحتهما ومشاريعهما وليس بما يتطلع إليه المحتجون. وأشار إلى أن «المعادلة الأميركية للبنانيين هي: تخلّوا عن عناصر قوتكم على أمل أن نساعدكم، فالأميركيون والإسرائيليون عجزوا عبر عقود عن حل المشكلة التي تشكلها لهما المقاومة، ولذلك يحاولون ابتزاز الشعب اللبناني في هذا الأمر». أضاف: «يدّعون أنهم يساعدون لبنان من منطلق أخلاقي، ويخيّرون اللبنانيين بين الجوع الأكيد والنهوض المحتمل». وسأل: «هل تثقون بوعود الإدارة الأميركية؟ أنا أدعوكم إلى عدم الثقة بها، انظروا إلى حلفاء أميركا كيف تتركهم وتذلّهم وتسرقهم. اتعظوا من دول سلّمت للقيادة الأميركية وفقدت دورها الريادي مقابل الحصول على دعم ومساعدات، فكانت النتيجة عدم تجاوز أزماتها الاقتصادية والاجتماعية، بل الانتقال من أزمة إلى أخرى. وأشار إلى أن «حزب الله خطر على المصالح والمشاريع الأميركية وليس على المصالح اللبنانية، بل حزب الله هو المدافع عن مصالح وعزة لبنان». ولفت إلى أن «الإسرائيلي على الحدود يبني الجدران لأن المقاومة تركت هذا الأمر للدولة اللبنانية، وهم يعرفون أنه إذا أخذ حزب الله الأمر على عاتقه فلن يستطيعوا بناء الجدار ولن تتجرأ سفينة على الدخول إلى المياه اللبنانية».

إيران تردّ بنفسها
ونبّه نصرالله من أن بعض الجهات العربية والخليجية تعمل على فبركة تصريحات لمسؤولين إيرانيين أو تحريف تصريحات. وقال: «البعض يتصور إذا اعتدي على ايران فإنها ستعتمد على حلفائها لتردّ، وهنا أصحح أن ايران سترد بنفسها على كل من يعتدي عليها وهي لا تقبل أن تسكت أو يرد عنها الحلفاء، أما كيف سيتصرف حلفاء إيران فهذا شأنهم». وأكّد أن المسؤولية تقع على عاتق الشعب اللبناني للمطالبة بالسيادة اللبنانية وازدهار لبنان وحمايته من الكيانات الغريبة. نحن قادرون لبنانياً على أن ننقذ بلدنا من المأزق الاقتصادي والمالي الذي نعيش فيه».
وفي شأن الوضع المعيشي، قال نصرالله: «ننادي حكومة تصريف الأعمال أن تقوم بمهامها بمقدار ما يمنحها القانون من صلاحيات وبالأخص إذا كان التأليف يحتاج إلى المزيد من الوقت، وحتى ذلك الوقت على الناس تحمل المسؤولية في ما نسميه التضامن الاجتماعي».
وتوجه إلى كل من يرفع الأسعار والأرباح بالقول: «الآن الوضع يحتاج الى تكاتف الجميع لأنه لا يجوز رفع الأسعار بل أدعوهم إلى تخفيض أرباحهم، كل ما له علاقة بالناس من خبز ودواء ومحروقات لا يجوز لأحد بكل الموازين أن يلعب ويتاجر به ولا يجوز أن ندخل السلع الأساسية بحياة الناس في عمليات الضغط والضغط المقابل».

- عون لن يشارك في الحكومة المقبلة!

لم تساهم كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في تليين موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من المشاركة في الحكومة. فقد جزمت مصادر رفيعة المستوى في التيار الوطني الحر لـ«الأخبار» بأن التيار «لا يمكن أن يشارك في حكومة يرأسها سعد الحريري. هذا قرار نهائي لا يمكن الرجوع عنه». وسبق لباسيل أن عبّر عنه في مؤتمره بالقول إنه «غير مستعد للدخول في حكومة تحمل عناصر الفشل نفسها».
مقالات مرتبطة

(هيثم الموسوي)

وأشارت المصادر في هذا السياق إلى أن «من الأفضل، لنا وللحريري، أن يأخذ فرصته وحيداً من دوننا. ولن يرى منا إلا تسهيلاً». وربطاً بإبلاغ رئيس مجلس النواب نبيه بري لباسيل عند زيارته عين التينة يوم أول من أمس بعدم مشاركة حركة أمل من دون التيار «تحت أي اعتبار»، قالت المصادر نفسها إن «رئيس التيار حرّر الحركة وحزب الله من موقف مماثل خلال اللقاء، وفي المؤتمر الصحافي». وقد سرى في الصالونات السياسية في اليومين الماضيين، خبر مفاده أن رئيس الجمهورية ميشال عون يعتزم المشاركة في الحكومة بوزير أو اثنين عبر حقيبة وازنة، إلا أن أوساط رئيس الجمهورية وباسيل على حدّ سواء نفت ذلك قائلة لـ«الأخبار»: «لا يراهننّ أحد أننا سندخل الحكومة بطريقة غير مباشرة عبر حصة لرئيس الجمهورية أو أن يكون هناك مشاركة حتى للرئيس.. الأمر محسوم، لن يكون هناك حصة لا للتيار ولا للرئيس في حكومة يرأسها سعد الحريري».

قمع في «أوجيرو» والجية وجل الديب
على صعيد آخر، نفّذ الجيش اللبناني قراره بمنع قطع الطرقات، لكنه أفرط في استخدام القوة لتحقيق ذلك في جل الديب، فيما وقفت قوى الأمن الداخلي متفرّجة على اعتداء موظفين في هيئة أوجيرو على المتظاهرين. وقد بدأت الاشتباكات منذ السادسة صباحاً عندما عمد بعض المتظاهرين إلى إقفال مسربَي أوتوستراد جلّ الديب، للمطالبة بحكومة مستقلة لا يرأسها سعد الحريري أو يشارك فيها أي من أطراف السلطة السياسية. جرى ذلك بمؤازرة مجموعة من الشباب القادمين من طرابلس يقودهم ربيع الزين. حاول عناصر الجيش إعادة فتح الطريق وإزاحة السيارات بأياديهم فلم يتمكنوا سوى من فتح مسرب واحد. عندها توجه بعض المتظاهرين للتفاوض مع العناصر كما كان يجري غالباً، لكن هي «المرة الأولى التي لا يبدي الجيش ليونة ويبدأ عناصره بضربنا بوحشية»، يقول بعض من تواصلت «الأخبار» معهم. وقد أظهرت الفيديوات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن الجيش استعمل العصي لضرب المعتصمين وبعضهم عمد إلى ركلهم، ما تسبب بإصابات بين المتظاهرين، وتم نقل 4 منهم إلى المستشفيات. وذلك استفزّ مجموعة من الشبان الذين بدأوا يعيّرون الجيش بأدائه ويسألونه عما حال دون قمعه من تهجموا على الناس في بيروت، الأمر الذي ساهم في استفزاز عناصر الجيش أكثر، فيما كان من المفترض أن يتفهّموا المتظاهرين لا العكس. ويشير من شاركوا في التظاهرة إلى أن «كل ما طلبناه من الضباط الموجودين هناك أن نتكلم معهم، وكنا نجابه بالضرب من العناصر المحيطين بهم». اعتقل الجيش 6 شبان: كارل كرم، كارل غالب، وائل خداج، يوسف بو سليمان، جوزيف أسمر وجوزيف إبراهيم، واقتادهم إلى ثكنة صربا ليخلي سبيلهم بعد نحو ساعة. تكرر مشهد جلّ الديب ليلاً في الجية حيث حاولت مجموعة من الشابات والشبان دخول معمل الكهرباء احتجاجاً على انقطاع التيار المتواصل في بلدة برجا، فتم منعهم من قبل الجيش، ليتطور الأمر إلى تضارب بين العسكريين والمحتجين. هناك أيضاً استعمل الجيش القوة لفضّ التجمع، وتسبّب بإصابات في صفوف المعتصمين.

أفرط الجيش في استخدام القوة لمنع إقفال طريق جل الديب

واستكمالاً للاعتصامات المتنقّلة أمام مؤسسات الدولة، توجهت مجموعة من الناشطين إلى مبنى أوجيرو في بئر حسن وهي ليست المرة الأولى التي تشهد المؤسسة احتجاجات مماثلة رفضاً لهدر الأموال والفساد المستشري فيها. كانت الفكرة الرئيسية «رفع شعارات مندّدة بذلك داخل المبنى سلمياً». لم تدم طويلاً سلمية بعض الموظفين الذين وقفوا يراقبون التحرك، فما إن هتفت إحدى الفتيات «عماد كريدية حرامي» حتى جنّ جنونهم، بحسب الشبان المشاركين في الاحتجاج. سريعاً، تحول الأمر إلى ساحة معركة «وتعرضنا للضرب المبرح من موظفي كريدية وأحد مرافقيه لا الموظفين الرسميين، وسط «حيادية» تامة من قوى الأمن الداخلي الموجودة عند مدخل المبنى»، ما أدى إلى نقل شابة وشاب إلى المستشفى نتيجة تعرضهما للضرب القوي على الرأس والجسم. وخرج المسؤول الإعلامي في هيئة أوجيرو كريم الرفاعي ليستنكر ما حدث مشيراً إلى أن «مشادّة حصلت بين مجموعة من الناشطين وبعض الموظفين» رغم قرار كريدية في عدم التعرض لأي محتجّ». ولفت إلى أن الأخير «فتح تحقيقاً فورياً لمعرفة ملابسات الإشكال». كذلك غرّد كريدية من حسابه على تويتر واصفاً ما جرى بـ«تصفية الحسابات السياسية مع الرئيس الحريري على حساب القطاع العام والعاملين فيه» مضيفاً أن أوجيرو «مش لحدا وللشعب اللبناني ويحقّ لحركة الشعب ونجل النائب السابق نجاح واكيم زيارتها حينما أرادوا مصاني الكرامة».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 41 / 2184560

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

4 من الزوار الآن

2184560 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 3


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40