خلجات روحْ....

سلامٌ على داودَ ما وسِعَ المدى ســلامٌ على أيَّــامهِ الخَضِلاتِ
على الدِّينِ والدُّنيا و خيرِ معلِّمٍ على الدَّرسِ والإصلاحِ والحَسناتِ
على البرِّ والتَّقوى ونعمَ مؤدِّبٍ على الشَّوق والتَّحنانِ والبركاتِ
على المؤمنينَ الصّابرينَ يحفُّهم منَ الرُّوحِ والرَّيْحانِ والمَلكوتِ
سلامٌ وأندى اللّهُ لحدَ أحبَّةٍ أبرَّ نعيُّ البَْينِ جمعَ شَتاتِ
هوَ الموتُ يرمي بالقلوبِ بمُشْفِرٍ ولكنْ لمثليْ اثنانِ في المثُــلاتِ
فطعمُ الفراقِ بمُستقَّرٍ مُخَلَفٌ عنِ الكأسِ محبوساً على الغُرُباتِ
لحى اللهُ أحكامَ الزَّمانِ وظلمَها عدوٌ تكفَّلَ نحرَ كلِّ صِلاتِ
تغوَّلَ في الأرضينَ يأسَرُ أمَّةً ومسجدَها المكلومَ في العبَراتِ
شَرِقْنا سوياً بالأنينِ وحالُنا إلى اللهِ نشكو الضيمَ بالدعواتِ

***

وقفتُ ولكنْ في اغترابٍ ولوعةٍ قضاءٌ وحظُّ النَّفسِ في الحسَراتِ
أبي اليومَ أضحى اليُتْمُ كاملَ عِقْدهِ بأضحىً أتمَّ الدّينَ في السُّبُحاتِ
رأيتُ وجوهَ النّاسِ تبحثُ نُكْرةً أحلَّ حِمامُ الموتِ بالرَّحماتِ
وقد كنتُ أرجو أن تكونَ سحابةً بصيفٍ تغذُ السيّرَ بالفلواتِ
ولكنَّهُ أَقْسى فأَشْفرَ غمدَهُ وأجلى النعيُّ فغاصَ بالشَّفراتِ
أيا ويحَ قلبيَ كمْ تخبَّطَ راعفاً يقومُ ويهوي قنصَ سبعِ فلاةِ
وقد كنتُ أخشى عاديَ الدّهرِ جملةً تعاهدَنــا غدراً بمرِّ عظاتِ
فلستُ الذي يقوى على الظنِّ حَمْدهُ ولستُ الذي يخشى سهامَ رُماةِ
عليكَ سلامُ اللهِ ما فاحَ عاطِرٌ منَ الذِّكرِ والقرآنِ والنَّفحاتِ
ولو كنتُ أرثي الدَّهرَ ما كلَّ خافقي ولكنَّ عهديْ الصَّبرُ في العزماتِ

***
وقفنا على الأوطانِ كلَّ ذخيرةٍ وعهداً وتربيةً على الخصلاتِ
فلا خيرَ فينا إنْ تلكّأ غرسُنا ولا حقَّ في سَفِلٍ منَ الثَّمراتِ
إذا المرءُ لم يسلمْ من النُّكصِ خَطْوهُ فكلُّ مسارِ العمرِ في النَّكباتِ
أيا ويحَ أقوامٍ تُقطّعُ عمرَها على قادمٍ في الحظِّ والهفواتِ
أصيخوا فإنَّ المجدَ يندبُ أهلهُ إذا صارَ موقوفاً بكفِّ طغاةِ
فلسطينُ عهدٌ والعهودُ محجَّةٌ وزاغَ الذي قدْ ضنَّ بالفلذاتِ
لها الروحُ والأعمارُ جدُّ رخيصةً فغذّوا إليها الخطوَ قبلَ فواتِ
بلادي وإنْ هانت عليهمْ قِبْلةٌ وشعبي وإنْ أبطى عصيُّ قناةِ
بها اللهُ قد صانَ المكانةَ مُخْلِداً لها الذكرَ بالترتيلِ والآياتِ
أفيقوا فإنَّ اللهَ مُبْدلُ قاعدٍ وهلْ قامَ تحريرٌ على الصَّدقاتِ؟

***
حفظنا وصايا الغارسينَ ومجدُنا على الجدِّ يُبنى لا على الرَّقَصاتِ
روابي ودارُ الرقصِ أوسعُ غزوةً وأقصى بهِ الساحاتُ كالنَّكِراتِ
أهذا تراثُ الغالبينَ ثَكِلْتُكم أمِ الحالُ أسرابٌ منَ الحشراتِ
حنانيكَ ناعي القلبِ فرَّ بحزنهِ وأضحى حبيسَ الحزنِ في الخلجاتِ
ولولا يقينُ عقيدةٍ ووصيَّةٌ هيَ الإرثُ في الباقينَ منْ كرباتي
لكنتُ اعتزلتُ الناكرين جلودَهم على الضَّيمِ ناموا رهنَ بئسَ فتاتِ
إذا لم تكن تلكَ الحياةُ كريمةً ألا بئس ما اقترفوا وضيعَ حياةِ
إلى الله نشكو كربةً ومصيبةً لفي النَّاس والأوطانِ حالَ مواتِ
ولكنَّ ما تأسو النّفوسُ قيامة على الحقِّ تمضي ثلَّةٌ بثباتِ
لعلَّ بها فرَجاً ويولدُ بكرةً ونتلوا على الرَّمسِ الفقيدِ بآتي

أيمن اللبدي
27/8/2019