الجمعة 14 حزيران (يونيو) 2019

صحف العدو :بطاقات العرب الثلاث… إنجاز لإدارة ترامب وخسارة للفلسطينيين

الجمعة 14 حزيران (يونيو) 2019

- الصفقة تحت نار «البحرين»… وانضمام الأردن ومصر بهار زائد

إدارة ترامب سجلت لنفسها إنجازاً دبلوماسياً لا بأس به عندما أعلنت مصر والأردن والمغرب المشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي بادرت لعقده الولايات المتحدة في البحرين. جهود الإقناع التي بذلها غارد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، آتت أكلها أخيراً. الأردن ومصر التي تحتاج كثيراً للمساعدات الاقتصادية وتأملان بالحصول على جزء من الأموال التي ستتدفق من الخليج للفلسطينيين، سترسلان مندوبين إلى المؤتمر، حتى لو كان من غير الواضح بأي مستوى. من المحتمل أن إسرائيل أيضاً ستشارك.
الذين ما زالوا يصممون على عدم المشاركة في المؤتمر هم الفلسطينيون أنفسهم. بالنسبة لحماس لا داعي للحديث، ولكن بالنسبة للسلطة الفلسطينية فهي ترفض طلبات واشنطن والخليج منها. وهي تقوم بالضغط على رجال أعمال في المناطق من أجل عدم المشاركة وعدم الاستجابة للدعوات الشخصية التي وجهت لهم.
حسب وعود البيت الأبيض، فإن هذا الصيف سيكون صيف صفقة القرن للإدارة الأمريكية. وهذا الأمر لن يحدث كما يبدو بسبب الانتخابات الأخرى، وربما بدرجة ما يتنفسون الصعداء في الإدارة. مما تسرب عن الخطة يبدو أنها لم تنضج حتى النهاية. بالنسبة للفلسطينيين لا تعتبر نقطة بداية. الصفقة والوساطة الأمريكية منحازة في نظرهم لإسرائيل، إلى درجة أنه لا توجد أي فائدة من الجلوس على طاولة المفاوضات.
الآن يمكن تمديد الانشغال في الصفقة للسنة القادمة. الجزء السهل فيها ـ الوعود الاقتصادية بعشرات مليارات الدولارات التي لم يتعهد أحد بدفعها وهي غير مشمولة في الجدول الزمني المتشدد ـ سيتم عرضه على العالم في مؤتمر البحرين. الجزء الصعب ـ الخطة السياسية التي حسب معرفتنا لا تتضمن دولة فلسطينية مستقلة، بل وتقيد بشكل كبير مكانة الفلسطينيين في القدس ـ سينتظر نتائج الانتخابات وتشكيل الحكومة القادمة في إسرائيل. حتى ذلك الحين سيكون ترامب منشغلاً بجهود انتخابه من جديد للرئاسة. لذلك، من غير المستبعد أن يكون هناك تأجيل آخر لموعد غير محدد.
في هذه الظروف وعلى خلفية عدم الثقة بين الطرفين والصعوبة التي تواجهها الإدارة في المضي قدماً في خطط مركبة، يبدو أن هذا الوضع هو الوضع المفضل. ولكن الخطر المحتمل يكمن في السيناريو الذي يتم ذكره بين الفينة والأخرى في أوساط اليمين في إسرائيل وفي محيط نتنياهو نفسه. إذا قامت الإدارة بعرض الخطة، ورفضها الفلسطينيون كما هو متوقع، فإن ترامب ونتنياهو يمكنهما استغلال ذلك للدفع قدماً بعملية ضم أحادي الجانب لقسم من مناطق ج في الضفة الغربية. وسيكون لإسرائيل مبرر لذلك لأنها سترد بالإيجاب («نعم، ولكن») على المبادرة الأمريكية التي سيرفضها الفلسطينيون.

هدية ترامب بضم أحادي الجانب للضفة… والرد الإسرائيلي «نعم ولكن»..!

رمز اليمين في طاقم السلام الأمريكي، السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، أشار إلى احتمالية الضم في مقابلة أجراها في نهاية الأسبوع الماضي مع صحيفة «نيويورك تايمز». وفي سيناريو متطرف أكثر وفي ظروف مستقبله السياسي والشخصي فيها موضوع على كفة الميزان، فإن نتنياهو يمكنه فحص عملية الضم عشية الانتخابات، على أمل سحب المزيد من أصوات اليمين لليكود، حتى بدون عرض المبادرة الأمريكية.
السنوات الأخيرة كانت مشبعة بالتحذيرات من قسم الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي من انفجار الساحة الفلسطينية. حتى الآن لم تتحقق هذه التحذيرات، رغم أنه كان هناك فترات متوترة بشكل خاص، وعلى رأسها أحداث «الانتفاضة الصغرى» لعمليات الطعن والدهس التي اندلعت في أيلول 2015 واستمرت سنة تقريباً. ضم أحادي الجانب إذا حدث سيضع التحدي الأكبر أمام التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
السرعة التي انتقل فيها الطرفان إلى الروتين اليومي على حادثة إطلاق النار على رجال شرطة فلسطينيين في نابلس فجر أول أمس، تدل على الرغبة في مواصلة وتثبيت الوضع القائم. ولكن خطة الضم ستكون من نوع مختلف تماماً.
في الوقت الحالي ترتفع الحرارة بالتدريج على حدود القطاع، بعد أسابيع من الهدوء المتعمد. حماس عادت وسمحت للخلايا بإطلاق البالونات الحارقة على إسرائيل، وعدد الحرائق في حقول غلاف غزة ارتفع بشكل بارز. رد إسرائيل حتى الآن منضبط جداً ويقتصر على تقليص مساحة الصيد المسموح بها إلى درجة الإغلاق الكامل أمس.
حسب تصريحات حماس يتم التخطيط لمظاهرة كبيرة وربما عنيفة أكثر من المعتاد في الغد. وكالعادة سيتم بذل جهود للتهدئة من خلال محادثات إقناع من قبل المخابرات المصرية، ودفعة شهرية أخرى من الأموال ـ 30 مليون دولار من قطر. ولكن بعد خمسة أسابيع على جولة العنف الشديدة في القطاع التي جبت حياة أربعة إسرائيليين وعشرات الفلسطينيين، يبدو أن الطريق إلى المواجهة العسكرية القادمة بدأت تقصر.

عاموس هرئيل

- بطاقات العرب الثلاث… إنجاز لإدارة ترامب وخسارة للفلسطينيين

البشرى التي خرجت من البيت الأبيض والتي تقول إن مصر والأردن والمغرب سترسل ممثلين عنها إلى «ورشة العمل الاقتصادية» التي بادر إليها الرئيس الأمريكي في البحرين في نهاية الشهر الحالي، قيست على الفور بمقياس الربح والخسارة. خسارة للفلسطينيين الذين لم ينجحوا في إقناع الدول العربية على مقاطعة المؤتمر وإنجاز ترامب الذي نجح في بيع ثلاث بطاقات جديدة أخرى للعرب، دون معرفة ما هو مستوى الممثلين الذين سيحضرون وما هو جدول الأعمال. ولكن مشاركة السعودية ودولة الإمارات والبحرين والدول الثلاث التي انضمت حديثاً، من الجدير فحصها في سياق علاقات هذه الدول مع واشنطن وإسرائيل أكثر من كونها اختبار للحماسة والمشاركة في حل المشكلة الفلسطينية.
الأردن أخّر رده لأسابيع وحتى أنه أشار في البداية إلى أنه لا ينوي المشاركة في المؤتمر. ولكن عمان مرتبطة بالمساعدات الأمريكية، وأكثر من ذلك هو لا يمكنه أن يغيب عن أي لقاء يحتمل أن تتخذ فيه قرارات لها تأثير على مكانتها وموقعها في النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. يخشى الأردن من سيطرة السعودية على الأماكن المقدسة وإبعاده عن العملية السياسية في المنطقة. والأكثر خطورة من ذلك هو أن الخطة الاقتصادية يمكن أن تمنح الأردن مليارات الدولارات، ولكن لهذه المساعدات يتوقع أن يكون لها ثمن سياسي كبير، ربما يتضمن الموافقة على استيعاب عشرات إذا لم يكن مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه كجزء من جهود تحييد موضوع حق العودة.
السعودية في مسار تصادم مع الكونغرس الأمريكي، الذي يفحص هذه الأثناء أربعة مشاريع قوانين تهدف إلى عدم بيع السلاح للمملكة بسبب الحرب التي لا تنتهي في اليمن، والتي تعتبر الكارثة الإنسانية الأكبر في هذا الوقت من ناحية الأمم المتحدة. مكانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في واشنطن غير مشجعة، لا سيما على خلفية قتل الصحافي جمال الخاشقجي وطلب الكونغرس مواصلة التحقيق في مسؤولية محمد بن سلمان عن عملية القتل. إضافة إلى ذلك السعودية تعتبر الولايات المتحدة مرساة حيوية من أجل النضال ضد نفوذ إيران في الشرق الأوسط. لذلك، فإن الاستجابة لأي مبادرة سيطرحها ترامب هي ضرورة استراتيجية، سواء أثمرت عن حل سياسي أم لا.
المشكلة الفلسطينية بالنسبة للسعودية مشكلة ثانوية، إذا لم تكن هامشية، وبالنسبة لمصالحها الإقليمية وأهمية مشاركتها في مؤتمر البحرين تشبه ظهور المشاهير في احتفال دولي.
مشاركة مصر في المؤتمر أيضاً تعتبر جزءاً من نسيج العلاقات الوثيقة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي ترامب. مصر لا تعتبر خصمة بارزة لإيران ومشاركتها في الحرب في اليمن ضد الحوثيين مشاركة رمزية. ولكن اعتمادها الاقتصادي على الرياض وواشنطن لا يسمح لها بإدارة ظهرها للمبادرة الأمريكية. ومليارات الدولارات التي منحتها إياها السعودية منذ تولي السيسي الحكم في 2013 والمساعدات السنوية التي تحصل عليها من الولايات المتحدة منذ التوقيع على اتفاق كامب ديفيد، أضيف لها أيضاً الدعم والضمانات التي منحتها الولايات المتحدة للقروض التي حصلت عليها مصر من صندوق النقد الدولي بمبلغ 12 مليار دولار. هذا إضافة إلى الاستثمارات الكبيرة التي ستمولها السعودية ودولة الإمارات.

تقديرات: نحو 70 مليار دولار على كاهل الخليج

مصر والسعودية ودولة الإمارات تتعاون في المجال العسكري مع الجيش الخاص للجنرال الليبي خليفة حفتر. ومع إسرائيل يوجد لمصر حلف غير رسمي في الحرب ضد الإرهاب قرب حدودها. ولكن مصر والأردن وحتى البحرين أوضحت بأنها تتمسك بحل الدولتين، وهي الصيغة غير المقبولة على إسرائيل. ويبدو أن واشنطن قد تنازلت عنها. وهناك مصلحة للمغرب في الحفاظ على مكانتها كشريكة في الخطوات السياسية في المنطقة. وفي السابق، كانت شريكة في الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين. ولكنها أيضاً دولة محتاجة من ناحية اقتصادية، والعلاقة الوثيقة مع أمريكا هي الضمانة الهامة لها لخلق حزام مالي من أجل أن تبقى على قيد الحياة.
جميع الدول ورجال الأعمال الذين سيشاركون في المؤتمر من الواضح لهم أن أساس عبء تمويل الخطة، التي حسب التقديرات ستقترح تجنيد 70 مليار دولار تقريباً، سيلقى على كاهل الخليج. حتى الولايات المتحدة لم تذكر المبلغ الذي ستوافق على دفعه من أجل تنفيذ الخطة. الاتحاد الأوروبي أوضح موقفه الذي يقضي بأن أي خطة لا تقترح حلاً سياسياً واقعياً وتناقض مبدأ حل الدولتين، هي خطة لا تستحق النقاش.
الاتحاد الأوروبي حظي بالانتقاد من مستشار ترامب، غارد كوشنر، في 4 حزيران قبل يوم من لقاء وزراء الخارجية لدول الاتحاد من أجل مناقشة القضية الفلسطينية. دول الاتحاد تعلمت من لقاءات سابقة، اللقاء الذي عقد في وارسو في شباط الماضي واللقاء الذي عقده البيت الأبيض في آذار 2018، بأنها مطلوبة كي تستخدم مثل الصراف الآلي لصالح أفكار ترامب. الآن أيضاً يقول زعماء كثيرون في دول الاتحاد إنه من الخطأ المشاركة في مؤتمر البحرين، الذي يعتبرونه محاولة لتجاوز المسار السياسي الذي بدونه لا توجد أي فائدة حتى للحديث عن التمويل والاستثمارات.
من ناحية الفلسطينيين، مشاركة الدول العربية في المؤتمر رغم الجهود الكبيرة التي بذلها محمود عباس لإقناعها بعدم المشاركة، هي دليل آخر على أن «القضية الفلسطينية» تخدم الدول العربية كساحة لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وتنظيم خارطة النفوذ العربي في الشرق الأوسط. هذه الدول حسب تقدير عباس، تفضل الحفاظ على الوضع الراهن الذي يضمن لها الدعم الأمريكي دون دفع مقابل سياسي على شكل الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات معها، مثلما كان مطلوباً منهم فعله لو أن العملية السياسية وصلت في النهاية إلى اتفاق سلام.
ولكن حتى لو قرر عباس الموافقة على دعوة ترامب من أجل الحصول على المساعدة الاقتصادية السخية التي ستقدمها الخطة، فإن تجربته الصعبة علمته بأنه لا يوجد من يعتمد عليه في كل ما يتعلق بالتمويل. مثلاً، الدول العربية تعهدت في مؤتمر القمة العربية هذه السنة بتحويل 100 مليون دولار شهرياً للسلطة من أجل جسر فجوة خصم أموال الضرائب التي فرضتها إسرائيل. وحتى الآن لم يصل أي دولار، وقطر هي الوحيدة التي وافقت على تحويل 480 مليون دولار للسلطة، التي سيتم تنقيطها خلال فترة زمنية طويلة.
مؤتمر البحرين لا يمكن ولا ينوي أن يكون البديل عن المفاوضات السياسية، أو اقتراح حل سياسي يتجاوز المفاوضات. مشكوك فيه أن يتم التوصل إلى توافقات ملموسة على الأموال وعلى الجدول الزمني حتى بالنسبة للمجال الاقتصادي. يمكن لترامب أن يضم هذا الحدث إلى سجل الجهود الضئيلة التي بذلها في العملية السلمية، والتي حطمها عندما اعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل إليها السفارة الأمريكية واعترف بضم هضبة الجولان لإسرائيل.

تسفي برئيل
هآرتس 13/6/2019

- بعد ورشة البحرين والمبادرة الأمريكية: كيف سينظر العالم وإسرائيل… إلى غزة؟

أتساءل بين الحين والآخر: كيف العيش في غزة؟ حين تحوم البالونات المتفجرة في السماء من الغرب إلى الشرق، قبل لحظة من سقوطها في حقول القمح للكيبوتسات يمكن للمرء أن يشعر في وقت قصير بأجواء الخفة والاحتفال. ولكن سرعان ما تتفجر على أرض الواقع وتشعل النار في الميدان. بعد ذلك تخرج الطائرات القتالية وتوجه ضربات من الجو. غزة هي بنك الأهداف البشري الأكبر في العالم، وسكانها يعيشون رغم أنفهم في بلاد القضاء والقدر.
«اذهب إلى غزة» كانت ذات مرة اختصاراً لـ «اذهب إلى الجحيم». وحسب التقاليد اليهودية فإن الجحيم هو المكان الذي ترسل إليه الكفارة في يوم الغفران. يقال إن جبل منطر في صحراء يهودا هو جبل الجحيم الذي كانت تجرى فيه العبادة. وفي قطاع غزة أيضاً توجد تلة تسمى علي منطر. هذه هي التلة التي تطل على مدينة غزة. في الخرائط القديمة تحدد التلة كنقطة 100 ٭ 100 لشبكة الخريطة الطوبغرافية الأولى لإسرائيل. في الماضي كان هذا دليلاً على أن التلة هي «لنا»، وهكذا ينبغي أن تبقى.
المتنزهون الذين كانوا يصلون في جولة إلى غوش قطيف، كانوا يصعدون في حينه إلى التلة الصغيرة. وسر سحرها في كونها نقطة إشراف على غزة وبناتها. ولكن سر قوتها كان في كونها نقطة تحكم بمدينة غزة. بعد الانسحاب من غوش قطيف تبين أن بدونها أيضاً تواصل إسرائيل التحكم بغزة ـ من البحر، من الجو ومن معابر البر. خرجنا من غزة ولكن غزة بقيت في داخلنا. بواباتها بقيت البوابة والمفتاح لأمن إسرائيل. من ناحية أغلبية الإسرائيليين، غزة هي مصدر الإرهاب. إسرائيل تسمح بأن تدخل إليها البضائع وهي ترد لها بالعمليات، الحرائق والصواريخ. الشر مقابل الخير. غزة الشريرة.
نحو 20 سنة تصدح في الهواء أصوات انفجار الصواريخ وصافرات الإنذار، أحياناً بهذا الترتيب وأحياناً بترتيب معاكس. بعد ذلك تأتي الطائرات، القذائف والقتلى خلف الحدود. (مخربون ومدنيون، ولا يمكن دوماً معرفة من هو من) وبعدها يأتي هدوء قصير وهلمجرا. ردود الأفعال السياسية المشروطة نبقيها لمقال آخر.
ولكن ماذا يحصل في الطرف الآخر، خلف تلة علي منطر؟ قرابة مليونين من بني البشر يذهبون هناك كل يوم إلى الجحيم. يمكن لإسرائيل أن تتمترس في عدالة طريقها وتدعي بأنها لن تغفر للعرب لأنهم يجبرونها على قتل أطفالهم مثلما قالت غولدا ذات مرة.

بنك الأهداف البشرية في «بلاد القضاء والقدر»

لو أننا على الأقل كنا نطلق النار ونبكي. ولكن جنرالاتنا السياسيين يعدون بالقصف الأعلى والأقوى، وهكذا يساهمون في الدوامة السريعة للدائرة الشيطانية. ينبغي أن نتذكر ونذكر بأن مواطنين كادحين علق بهم الغبار واليأس يعيشون في غزة. ليس لهم كهرباء، ليس لهم ماء دافقة. المجاري تتدفق في الشوارع، ومعدل البطالة يزيد عن 50 في المئة. أما عن الصحة والتعليم فحدث ولا حرج. فلا توجد مراكز تطعيم ولا خدمات نفسية. الضائقة والصدمة هما جزء لا يتجزأ من حياة كل شخص في غزة. إلى أن امتلأت البلاد بحماس.
ينظرون إلى الأفق ولا يرون شيئاً، غير الأسطح الحمراء والحقول المفلوحة لسكان غلاف غزة. ثلاثة أسوار تحيط بهم ـ الحصار الإسرائيلي، النظام عديم الرحمة لحماس وسور اليأس الذي هو الأعلى بينها. ولكن قلبنا غليظ على ضائقتهم.
وأنا افكر بأطفال غزة الذين ليس لهم طفولة، بالضجيج الدائم والمهدد لطائرات سلاح الجو والتي هي بالنسبة لهم الشيطان الذي يركب قاطرة النار. عندما تهبط القذائف على الأهداف العسكرية ـ المدنية في قلب المدينة، ليس لهم مفر، لا ملجأ، لا غرفة أمنية، لا تحصينات إسمنتية. هم ببساطة يموتون من الخوف، حيث يتقرر مصيرهم. أيام من الهدوء هي الزمن لخلق حلول إنسانية. وعليه، حين تكون في الخلفية الورشة الاقتصادية في البحرين وخطة القرن لترامب، على إسرائيل أن تكون القاطرة التي تسحب القطار لا أن تنجر رغم أنفها. عليها أن تقيم ائتلافاً دولياً وتجند العالم لإيجاد حل نزيه لغزة وأمن لإسرائيل. إذا لم يكن هناك جواب لأطفال غزة، ستبقى غزة النقمة التي تقبع على صدر إسرائيل. غزة لن تغرق في البحر ولكننا كلنا قد نغرق في بحر غزة.

اوريت لفي ـ نسيئيل
معاريف



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 116 / 2184606

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2184606 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 5


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40