زهير أندراوس:
رأى مُحلِّل الشؤون العسكريّة، يوآف ليمور، أنّ إطلاق الصورايخ مساء السبت بدا وكأنّه إشارة لإسرائيل إلى أنّها ليست وحدها من يحدد قواعد اللعبة في الساحة الشمالية، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ هذا الحادث هو ليس الأول من نوعه، فقط أطلقت صواريخ نحو حرمون، وهو الاسم العبريّ لمنطقة جبل الشيخ، في السنوات الأخيرة، على حدّ تعيره.
وتابع الكاتب في تحليلٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) أنّ الحادثة الأخيرة كان فيها شيءٌ استثنائيٌ: لقد كانت، ظاهريًا، بدون صلةٍ وسبب مباشر، خلافًا لحالات سابقة، إطلاق الصواريخ لم يأتِ ردًا أوْ انتقامًا من عملٍ إسرائيليٍّ ما.
ونقل عن محافل أمنيّةٍ وصفها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب قولها إنّ إسرائيل لا تعلم حتى الآن من يقف وراء الصواريخ التي أطلقت من مسافة حوالي 30 كيلومترًا، حيث تعمل فيها جهات كثيرة، ثلاثة منها قد تكون لها مصلحة في المس بإسرائيل: سوريا (أوْ أحد من قبلها) أرادت إظهار أنّها صاحبة القرار على أرضها، أوصياء إيرانيون (فصائل شيعية أوْ حزب الله) يبحثون عن انتقامٍ من إسرائيل لأسبابٍ كثيرةٍ كمهاجمة الوسائل القتالية والعقوبات الاقتصادية على طهران، والإمكانيّة الثالثة تتحدّث عن جهاتٍ فلسطينيّةٍ أوْ منظماتٍ أخرى وضعت يدها على صواريخ وقررت تنفيذ عملية، طبقًا للمصادر الأمنيّة في كيان الاحتلال.
عُلاوةً على ذلك، لفت ليمور إلى أنّه من ناحية إسرائيل لا يهم من أطلق الصواريخ، مُشدّدًا على أنّ الردّ وُجّه نحو أهدافٍ سوريّةٍ للتوضيح أنّ أصحاب البيت واجبهم منع عمليات من أراضيهم ضدّ تل أبيب، مُضيفًا أنّ هذه السياسات الثابتة لإسرائيل أيضًا في غزة، لضرب الحاكم لكي يطبق سيادته، وإسرائيل دأبت على ذلك أيضًا في سنوات الحرب قبل أنْ يسيطر نظام الرئيس السوري، د. بشّار الأسد على المنطقة القريبة من الحدود، ولذلك، تابع، من المنطقي أنْ تواصل ذلك الآن بعد أنْ أعاد الجيش العربيّ-السوريّ سيطرته الكاملة على المنطقة، كما أكّد.
بالإضافة إلى ذلك، قال إنّه مع ذلك، إطلاق الصواريخ يجب أنْ يُقلق إسرائيل لأن هناك أحدًا ما في سوريّة يرغب بتحديها، زاعمًا أنّ هذا لا يغير الآن صورة الوضع الأساسية: الجيش الإسرائيليّ ينعم بهيمنةٍ كاملةٍ على الساحة الشماليّة، وإذا لم يرتكب أخطاءً، خاصّةً مع روسيا، يمكنه في الفترة القريبة مواصلة النشاطات المعروفة ضد التمركز الإيرانيّ وتهريب الأسلحة، لكن على المدى الطويل هذا يستلزم تفكيرًا وتخطيطًا لطرقٍ جديدةٍ للعمل، بطريقة تضمن الحفاظ على الردع وتحقيق الأهداف الإسرائيليّة في سوريّة، على حدّ قوله.
وساق قائلاً، نقلاً عن المحافل ذاتها، إنّه على خلفية الاضطراب السياسيّ في إسرائيل، فإنّ هذا الملف يقع على عاتق الجيش حصرًا، وهذا يُلقي على قائد هيئة الأركان العامّة، الجنرال أفيف كوخافي مسؤولية زائدة لفترة طويلة نسبيًا، لأنّه سيكون هناك وقت طويل إلى حين تشكيل حكومة جديدة ومستقرة تُبلور سياسيات واضحة، بما في ذلك سياسات أمنية، وحتى ذلك الوقت، يبدو أنّ ما كان سيبقى على ما هو عليه: من أوجاع الرأس في غزة، مرورًا بالقلق الأمنيّ الأكثر إزعاجًا في الشمال، طبقًا للمحافل الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب.
على صلةٍ بما سلف، ذكرت قناة “كان” العبريّة، شبه الرسميّة، شبه الرسميّة، اعتمادًا على مصادر أمنيّةٍ وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى، ذكرت أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ يستعدّ لاحتمال تنفيذ حزب الله عملياتٍ ضدّ جنوده في منطقة مزارع شبعا.
ونقلت القناة عن مصادر رفيعةٍ في جيش الاحتلال قولها إنّ حزب الله يُحاوِل إعادة وضع هذا المكان على جدول الأعمال، فقد رأينا في الأسابيع الأخيرة عدة مظاهرات هناك، من بينها شبان يضعون أعلام الحزب على السياج الحدوديّ، وتفسير ذلك هو في الحقيقة سهل جدًا، يوجد في هذه الأيام وساطة أمريكيّة بين إسرائيل ولبنان في محاولة للتوصل إلى تسوية في كل النقاط الخلافية على السياج الحدودي، ومنطقة “هار دوف” هو أحد هذه النقاط، على حدّ زعم القناة، التي اعتمدت على مصادر أمنيّةٍ بالكيان.
وتابعت القناة قائلةً إنّه في حال خسر حزب الله هذه القيمة الإستراتيجيّة فإنّ ذلك سيؤدي في الحقيقة إلى تضاؤل أسباب وجوده شيئًا ما، لذلك هو يحاول طرح هذه المسألة على جدول الأعمال اليومي، ولذلك لا يستبعد الجيش بأن يحاول مجددًا استهداف جنود الجيش الإسرائيليّ في هذه المنطقة، كما أكّدت المصادر عينها.
رأي اليوم
RLS
