السبت 1 حزيران (يونيو) 2019

إسرائيل لا تريد تطبيعاً مع الفلسطينيين بل أسواق الخليجيين… و«أبو ظبي» تحت الطلب

السبت 1 حزيران (يونيو) 2019

- القدس العربي/ حسام عبد البصير

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا يراهن الرأي العام على أي نتائج ذات جدوى من قمم الرياض، بعد أن كشفت الفترة الماضية أن المملكة تتزعم معسكرا يستهدف العمل على خدمة المصالح الإسرائيلية الأمريكية. وفيما تئن الشعوب العربية تحت وطأة الشعور بالعجز والمهانة، تبدو المسافة بين قصور الحكم والجماهير شاسعة، حيث لا كرامة لمواطن في دولته، بينما تمثل المطالب الإسرائيلية أوامر بالنسبة لعواصم الخوف، التي ما زالت تعاني من تأثير تهديدات ترامب لها برفع الحماية عنها..

الرياض تدس السم لأصحاب القضية وعلى الزعماء العرب التصالح مع شعوبهم للنجاة من سوء الخاتمة

واحتفت الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 31 مايو/أيار بحرص الرئيس السيسي على المشاركة في القمة العربية الطارئة، التي عقدت يوم الخميس الماضي والقمة العادية لمنظمة التعاون الإسلامي، التي ستعقد في وقت لاحق في مكة المكرمة. اهتمامات صحف القاهرة أبرزت اللقاءات الثنائية التي سيعقدها الرئيس مع عدد من القادة العرب والمسلمين على هامش القمتين. وسلطت الصحف الضوء على إطلاع الرئيس السيسي على الاعتداءات الإيرانية على السعودية، حيث استمع لشرح مفصل من العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف العربي حول الاعتداءات الإيرانية، كما طالع الرئيس بعض الأسلحة التي تعد دليلا على الاعتداءات الإيرانية على المجال الجوي السعودي. وأفردت صحف «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية» صفحاتها الرئيسية والداخلية لتغطية النشاط المكثف للرئيس السيسي في السعودية، حيث وصل الرئيس إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في كل من القمة العربية الطارئة، والقمة العادية لمنظمة التعاون الإسلامي، اللتين تعقدان على التوالي في مكة المكرمة على مدى يومين. وأكد السفير بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة القول إن مشاركة الرئيس في القمتين العربية والإسلامية، تأتي في إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات مع جميع الدول الأعضاء في المنظمتين في العالمين العربي والإسلامي، والمساهمة بقوة في جهود تعزيز آليات العمل المشترك لمصلحة الشعوب العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن انعقاد القمة الإسلامية الـ14 يأتي بالتزامن مع احتفال منظمة التعاون الإسلامي بذكرى مرور نصف قرن على تأسيسها، حيث تمثل الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، وتنعقد القمة الحالية تحت شعار (يدا بيد نحو المستقبل).

واهتمت الصحف كذلك باللقاءات التي أجراها وزير الخارجية سامح شكري أمس مع وزراء خارجية الأردن والسنغال والمالديف، على هامش اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمؤتمر القمة الإسلامي في مكة المكرمة. كما سلطت الصحف الأضواء على تفقد الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأوضاع الأمنية في شمال ووسط سيناء، خلال زيارته لقوات التأمين، التي تؤدي مهامها في تنفيذ الخطط الأمنية المحكمة للقضاء على العناصر الإرهابية وإحكام السيطرة الأمنية خلال اليومين الماضيين.

سكة السلامة

وصفة حرص على أن يضعها عبد العظيم حماد في «الشروق» أمام القوى المدنية إذا ما أرادت الوصول للحكم الرشيد: «لا يستطيع أحد أن يدعي أن كل شيء على ما يرام، وأن ليس في الإمكان أبدع مما كان، وأن ما أخفق في الماضي الطويل سينجح في المستقبل القريب أو البعيد، كما لا يماري أحد في أن المنطقة العربية كلها تشهد منذ بداية القرن الحالي، أزمات حادة في الحكم والسياسة والاقتصاد والثقافة والعلاقات الاجتماعية والطائفية، ولم تكن ثورات الربيع العربي، وما سبقها من مقدمات، وما تلاها من تطورات إلا أحد تجليات هذه العقدة المستعصية. وإذا أردنا أن نلخص السبب الأعمق لهذه الأزمة فهو أن الصيغة القديمة للدولة القوية التي تدير مجتمعا ضعيفا خاضعا مقابل تلبية احتياجاته، لم تعد تعمل بالكفاءة والفاعلية السابقتين، لأسباب كثيرة داخلية وخارجية، لعل أهمها داخليا زيادة عدد المتعلمين الذين يحتاجون إلى التعبير عن قيمهم وطموحاتهم، الذين يتفاعلون مع التطورات العالمية ثقافيا وتكنولوجيا وسياسيا، في وقت تقل فيه موارد الحكومات، مقارنة بعصور احتكار الدول لكل وسائل الإنتاج. أما العوامل الخارجية فهي أشهر وأكثر من أن تشرح هنا بالتفصيل ويكفى فقط أن نتذكر اندماج الثقافات، ومقارنة التقدم العلمي والاقتصادي في مناطق العالم المختلفة، وكذلك التقدم السياسي والحقوقي بالأحوال في منطقتنا. خلاصة العرض السابق كله، أو أهم معطياته هي أن القوى المدنية لا تستطيع الوصول إلى الحكم والنجاح فيه وحدها، وأن الصيغة القديمة لاحتكار كل شيء في حياة المجتمعات من خلال الدولة العميقة بقيادة المؤسسات العسكرية، لم تعد قابلة للاستمرار، ومن ثم فلابد من حل وسط تاريخي بالشروط السابق بيانها، وهذه هي سكة السلامة أمام أطراف الموقف الحرج حاليا في كل من السودان والجزائر، وغير ذلك لن يكون إلا سكة الندامة».

هنيئاً لكم

ما زالت أصداء استعادة الإرهابي هشام العشماوي تتواصل، ومن السعداء وجدي زين الدين في «الوفد»: «استلام الوزير عباس كامل للإرهابي عشماوي والعودة به إلى القاهرة لإعمال القانون فيه، هي بحق ضربة معلم لها أثار نفسية أكثر من رائعة لجموع المصريين بلا استثناء، وتعني أيضاً أن الثقة في القيادة السياسية تزداد يوماً وراء الآخر، عندما قطع الرئيس السيسي على نفسه عهداً بضبط وتعقب مثل هؤلاء الإرهابيين، الذين يسعون بكل السبل إلى النيل من الوطن والمواطن، الرئيس السيسي هنا وفى بعهده عندما قال «سنحاسب عشماوي» على كل ما قام به، ولن نترك دماء شهدائنا على الأرض. والمعروف أن القبض على عشماوي ومحاكمته في مصر يعد لطمة قوية وشديدة على وجه كل جماعات الإرهاب والتطرف، وعملية تسليم عشماوي بهذه الاحترافية البالغة، تربك جميع المخططات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية، خاصة أن عشماوي يمتلك من المعلومات الكثير والكثير، وضبطه حياً بهذا الشكل يوفر بالتبعية معلومات مهمة وكثيرة حول الجماعات المختبئة أو الهاربة، والعلاقات بين هذه الجماعات الإرهابية. من الآخر تسليم عشماوي لمصر ضربة معلم من جهاز المخابرات المصرية، تضاف إلى سجل الفخر والاعتزاز لهذا الجهاز الوطني الكبير.. وتعد هذه العملية الاحترافية بمثابة عيدية وجائزة كبرى للمصريين ونحن على أعتاب عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الأمة الإسلامية والعربية بالخير واليمن والبركات».

تفريط في المستقبل

عبد اللطيف المناوي في «المصري اليوم» واحد من أبرز من لديهم الكثير من الملاحظات على كل ما حدث ويحدث وسيحدث في مسألة إدارة ملف الإعلام داخليًا وخارجيًا، واعترف بأنه ظل يحاول طرح الأسئلة الجادة حول هذا الملف. وفي هذا الإطار كان دائم السؤال: «ماذا تفعل الدولة بما تملك؟ وأيضًا السؤال البسيط المعقد: ماذا تريد الدولة من إعلامها؟ لم تكن هناك أبدًا إجابة واعية بأهمية ما يملكون، بل كانت الإشارات دائمًا شديدة السلبية تجاه إعلام الدولة. لم يتعامل أحد مع الإعلام المصري باعتباره أصلا من أصول الدولة، يعاني مشكلات يجب حلها، والهدف الرئيسي يكون الحفاظ على هذا الأصل. لم يتعامل أحد مع هذا الملف بشكل عام باعتباره أداة معطلة بسبب مشكلات على مرّ عقود، ويجب أن يبذل الجهد لإزالة هذه المشكلات لتتحرر الأداة المهمة من معوقاتها. لم يتعامل أحد مع الإعلام باعتباره وسيلة مهمة للنهوض والتنمية التي تنشدها مصر. أعتقد أن الأزمة الأساسية هنا هي غياب التقدير الصحيح لأهمية الإعلام، واعتباره في حد ذاته عبئًا ومشكلة، وبدا حال المسؤولين الذين تولوا هذا الملف في محاولات لحله، وكأنهم يتعاملون مع لغم وجب تفكيكه أو التخلص منه. أُذكّر القائمين على عملية النقل والسيطرة أن أي إهدار في ما تمتلك الدولة من عناصر قوة، هو تفريط في غير محله سندفع ثمنه غاليًا في المستقبل».

صندوق بلا موارد

لدى فاروق جويده بعض التفاؤل بالمستقبل كما يعبر عنه في «الأهرام»: «أخيرا أعلنت الحكومة على لسان الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، إنشاء صندوق مصر السيادي، وتشكيل مجلس إدارته من نخبة من خبراء مصر في الاقتصاد والاستثمار، وهو صندوق ثروة سيادية يضم الأصول المملوكة للدولة في مصر.. الصندوق الجديد تجربة جديدة على الاقتصاد والاستثمار في مصر، ومن أهم وأخطر مسؤولياته الإشراف على إدارة أصول الدولة المصرية، وهي كثيرة ومتنوعة وتشمل مجالات كثيرة.. لقد خصصت الدول للصندوق الجديد 200 مليار جنيه، وهو يعتبر مبلغا كبيرا في الظروف الحالية للاقتصاد المصري.. مثل هذه الصناديق أقامتها الدولة لكي تكون وعاء ادخاريا للأجيال المقبلة.. وقد أقامته دول عربية في سنوات طفرة إنتاج البترول، واقتطعت جزءا من إيراداتها البترولية ليكون من حق الأجيال المقبلة، ومنها السعودية التي أقامت مؤسسة النقد العربي بمبلغ 675 مليار دولار والإمارات العربية من خلال جهاز أبو ظبي للاستثمار بمبلغ 773 مليار دولار وكذلك الكويت، ولكن الصين على سبيل المثال لديها أكثر من صندوق استثماري مثل مؤسسة الاستثمار الصيني بمبلغ 575 مليار دولار.. وإن كان أكبر الصناديق العالمية هو صندوق المعاشات الحكومي النرويجي ورأسماله 818 مليار دولار.. أضاف الكاتب: إن صندوق مصر السيادي سوف يتحمل مسؤولية إدارة الأصول المصرية وهي متنوعة، والكثير منها تعرض للإهمال سنوات طويلة».
ثم ماذا؟

مي عزام أحد أبرز الوجوه المعارضة للسلطة القائمة، لكنها تعترف في «المصري اليوم»، بأن الرئيس السيسي استطاع تجنيب مصر الانزلاق في حروب وصراعات خارج حدودها، غير أنها تستدرك: لكن مصر حتى الآن لم ترسم بوضوح سياستها الخارجية، وما زالت تقف في منطقة ضبابية، تؤخر استعادتها لدورها العربي والإقليمي، لم تعلن رأيها بوضوح في صفقة القرن المعلنة، ولا موقفها من حضور مؤتمر البحرين، ربما تتمهل حتى تتضح مجريات الأمور، لكن في النهاية يجب أن تقدم رؤية متكاملة ومتسقة مع مواقف مصر الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، مع الأخذ في الاعتبار المستجدات على الساحة الدولية. النظام العالمي الحالي يتصدع، وما يحدث في منطقتنا أحد مظاهر مخاض نظام عالمي جديد، وعلى مصر والدول العربية الاعتراف به، العالم يتغير وكذلك توزيع مناطق النفوذ. قبل حرب أكتوبر/تشرين الأول وتحديدا في مايو/أيار عام 1972، أقام مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام ندوة لمناقشة عدة موضوعات متعلقة بالمشكلات الدولية والإقليمية، أدارها الأستاذ محمد حسنين هيكل، شارك فيها مثقفون مصريون ومؤسسات حكومية وغير حكومية، وحضرها إسماعيل فهمي، وكيل وزارة الخارجية حينذاك، قدم فيها رؤيته في ما يخص علاقة مصر بالقوتين العظميين، وكانت العلاقة مع أمريكا مقطوعة تقريبا، وكان من رأي فهمي، أنه حان الوقت لأن نعيد النظر في علاقتنا مع الاتحاد السوفييتي ومواجهته بتصورنا عن كيفية إعادة توجيه علاقتنا معه، كما تمت مناقشة إعادة العلاقات مع أمريكا في هذه الندوة. نحتاج الآن لمناقشة علاقتنا مع أمريكا، وفق المتغيرات العالمية، الصين مقبلة، وروسيا حاضرة، إيران وتركيا وإسرائيل قوى إقليمية لا يمكن تغافلها، التحديات كبيرة، لكن يمكن مواجهتها والتغلب عليها، بنقد الواقع بوعي وإخلاص وإصلاح الخروق».

فشل ذريع

ماذا فعلت الحكومة لدمج الاقتصاد السري غير الرسمي إلى الاقتصاد الرسمي.. سؤال اهتم بالبحث عن إجابة له محمد الهواري في «الأخبار»: «هذا الاقتصاد غير المنظم الذي لا يعترف في معظمه بحقوق العمال والتأمين عليهم أو الحفاظ على البيئة أو الالتزام في إنتاج منتجات مطابقة للمواصفات، إضافة إلى ضخه لسلع غير مطابقة للمواصفات في الأسواق.. هذا الاقتصاد السري أو اقتصاد بئر السلم استغل المقابر وانتشر فيها وتغلغل داخل الأحياء العشوائية وفي مناطق بعيدة عن الرقابة، ويرى الهواري أن الحكومة عليها دور كبير لضم هذا الاقتصاد إلى الاقتصاد الرسمي، لصالح الدولة ولصالح المجتمع ولصالح المواطنين، خاصة أن الاقتصاد السري يحتل نسبة عالية من الاقتصاد الوطني العام، لذا فإن انضمام الاقتصاد غير الرسمي إلى الاقتصاد الرسمي يتيح إدماج المشروعات الصغيرة في المشروعات المتوسطة. اعتقد أن أهم المخاوف لدى العاملين أو أصحاب الاقتصاد غير الرسمي، هو الأعباء الضخمة التي ستلقى عليهم من تأمينات عمالة وضرائب وغيرها، لذا من الضروري أولا تنظيم هذا الاقتصاد بتوفير سجلات ومساعدات فنية وتقنية لهذه المشروعات، تشجعهم على الانضمام للاقتصاد الرسمي، مع إعفائهم لفترة زمنية محدودة من الضرائب مثلا، وأن يعاملوا معاملة المناطق الحرة. انضمام اقتصاد بئر السلم إلى الاقتصاد الرسمي يحقق الاستقرار في سوق العمل والحصول على الخدمات وتأمين العمالة ودعم الأسرة المصرية واستقرارها.. ودمج اقتصاد بئر السلم في الاقتصاد الرسمي لصالح الوطن والمواطن».

حتى لا تضيعوا

تقدم يسري عبد العزيز عبر موقع «الشبكة العربية»، بنصيحة مخلصة للزعماء العرب: «أجزاء كبيرة من الوطن العربي محتلة (احتلالا عسكريا ومعنويا وفرض إرادات)، وما زلتم تعقدون عليهم الآمال وتثقون بهم! أقول لكم، لن ينصفكم هؤلاء أبدا ومهما دفعتم لهم من أموال وثروات بلادكم، التي الأحق بها هو استثمارها في تنمية اقتصاديات بلادكم. فلن ينصفكم هؤلاء أبدا ولن يساعدوكم على حل مشاكلكم، ويخرجونا ويخرجون بلادنا من الأزمات والمخاطر التي تحيط بنا، ولن ينشلونا من الكم من الكوارث التي ألمت بنا. ولكن ما هو الحل؟ يجيب الكاتب: الحل هو أن تتصالحوا مع شعوبكم! نعم تصالحوا مع شعوبكم.. أفتحوا القنوات لحرية الرأي والمشاركة السياسية، وللجميع وبدون استثناء، وهذا هو أقرب طريق وأفضله للقضاء على التطرف والإرهاب. استثمروا في العلم والبحث العلمي وفي الطاقة البشرية، استثمروا في الدول الفقيرة لكي يكونوا سندا وعضدا لكم. حجموا الفساد، وأقصوا الفاسدين المفسدين جانبا. أقيموا دولة مؤسسات حقيقية، حافظوا على كرامة الإنسان وقيمته. وأقول لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو، أصحاب المعالي والسعادة: بأن قوتكم مع شعوبكم، فابحثوا عن مصدر القوة الحقيقية فستجدونه بينكم ومن حولكم ومن مواطني بلادكم، وأعلموا بأن العالم لا يحترم إلا الأقوياء».

مؤامرة خليجية

وفقاً لرأي محمد المنشاوي في «الشروق»: «فإن الرياض هي الأكثر لهفة لإحراز صفقة القرن. مضيفاً، يبرز الدور السعودي المؤيد للجهود الأمريكية مرتكزا على ثلاثة دوافع أساسية: أولها موقف ترامب من إيران الذي يأخذ منحنى تصاعديا خلال الأيام الأخيرة، ووجود قانون جاستا كي يتم من خلاله توجیه الاتهام للمملكة السعودية وأعضاء أسرتها الحاكمة بالضلوع بصور مباشرة وغیر مباشرة في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. وأخيرا عدم اتخاذ ترامب موقفا متشددا من مقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، على الرغم من تقديرات وكالة الاستخبارات المركزية لمسؤولیة محمد بن سلمان عن عملیة القتل، وھو الطرح الذي اختار ترامب أن يتجاهله، على الأقل حتى الآن. مثلت واشنطن مكانا مناسبا لكسر قاعدة مقاطعة الدول الخليجية لإسرائيل، خاصة مع تكرار لقاءات تجمع مسؤولین عربا مع نظرائهم الإسرائيليين في فاعليات مختلفة في العاصمة الأمريكية. وتدفع بعض الدول الخليجية برموزها الدينية لبدء خطوات تطبيعية علنية، لتهيئة الرأي العام المحلى لما هو آت. ويلعب الشیخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العیسى، الأمین العام لرابطة العالم الإسلامي، ورئیس الهيئة العالمیة للعلماء المسلمین دورا مهما في هذه الجهود. فقد بادر الشيخ بتوجیه رسالة إلى مديرة متحف الهولوكوست سارة بلومفیلد أبدى فيه تعاطفه الشديد مع ضحايا المحارق النازية، وتبعها بجهود أخرى جاءت به لواشنطن في عدة زيارات. من ناحية أخرى لا يمر أسبوع إلا وتخرج علينا صحف إسرائيلية أو مسؤولون إسرائيليون لتذكيرنا بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بعمق التعاون بين إسرائيل وعدد من العواصم الخليجية، وهو ما يقابل بصمت رسمي من الجانب الآخر لا ينكر ما يذكر. تهدف إسرائيل لا لسلام مع الفلسطينيين، بل لتطبيع مع الخليج لما يمثله لها من سوق كبيرة غنية لمنتجاتها خاصة الأمنية».

قمة وتعدي

مشاركة الرئيس السيسي في القمتين، العربية الطارئة والإسلامية العادية، اهتم بها ماجد حبتة في «الدستور» مؤكداً على: «أنها تأتي في إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات مع جميع الدول الأعضاء في المنظمتين في العالمين العربي والإسلامي، والمساهمة بفعالية في جهود تعزيز آليات العمل الجماعي المشترك لصالح الشعوب العربية والإسلامية. ولعلك توقعت أن يكون الكلام السابق منقولًا عن تصريحات حديثة (أو قديمة) للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة، الذي لم تفته الإشارة، المتكررة، إلى أن برنامج الرئيس يتضمن عقد لقاءات ثنائية، على هامش القمتين، مع عدد من القادة والزعماء للتباحث حول سبل تعزيز العلاقات، ومناقشة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. رؤية مصر لمحاور الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة في مواجهة التحديات الراهنة، سيطرحها الرئيس في كلمته أمام القمة العربية، وكذا سبل تعزيز التشاور والتنسيق بين الدول العربية الشقيقة، في هذا الإطار. وفي القمة الإسلامية التي تنعقد تحت شعار «يدًا بيد نحو المستقبل»، فليس صعبًا استنتاج أن الرئيس سيستعرض أمامها سبل بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي، وفي مقدمتها مكافحة التطرف، والتصدي لنشر خطاب التمييز والكراهية. ولا تهدف مصر، إجمالًا، إلا تحقيق تفاهم عربى وإسلامي واتخاذ موقف موحد برفض التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية والتعامل مع أي تهديدات تهدد الأمن والاستقرار، عربيًا، إقليميًا ودوليًا».

صنع أيدينا

من معارك الجمعة ضد إيران تلك التي خاضها عبد الرازق توفيق في «الجمهورية»: «في الحقيقة أن أخطر ما يواجهنا كعرب ومسلمين يكمن في داخلنا وليس الأعداء التقليديين في الخارج.. الخطر الحقيقي هو أن نتآمر على أنفسنا.. فهناك من يمول ويدعم ويدفع ويوفر المال والسلاح للجماعات والتنظيمات الإرهابية وهذا يحقق أسوأ هدفين، وللأسف لصالح ضعف الأمة ولتحقيق أهداف أعدائها.. الأول هو إسقاط الدولة الوطنية في الدول العربية والإسلامية، وهو ما يخصم من رصيد الأمتين لصالح قوى إقليمية. الأمر الثاني هو إحداث مزيد من التشويه والإساءة للإسلام، وهو دين السماحة والمحبة والوسطية، لكن هناك جماعات متطرفة مدفوعة وممولة وتعمل تحت راية أجهزة مخابرات دولية، تعمل على تشويه هذا الدين العظيم وتجعل منه رمزا للعنف والإرهاب. لا يخفى على أحد ما تمر به منطقة الخليج من تحديات وتهديدات ومخاطر.. فالأحداث تجري إلى طريق ينبئ بعدم استقرار بسبب البلطجة التي تمارسها إحدى الدول في المنطقة، ولعل إيران هي أكثر الدول تهديدا لأمن واستقرار المنطقة، وفي الغالب منها الخليج، بسبب إصرارها على عدم الاعتراف بقواعد القانون الدولي واحترام جيرانها وحقوقهم، والالتزام بالقرارات والمرجعيات الدولية.. وهي بؤرة تؤجج المنطقة بأسرها، سواء من خلال سلوكيات وتصرفات واعتداءات مباشرة، مثلما حدث للإمارات الشقيقة أو الاستهداف المستمر للمملكة العربية السعودية بالصواريخ الباليستية، رغم رمزية المملكة وقدسية أراضيها، إلا أن ذلك لم يشفع لدى الإيرانيين.. وهناك أيضا دعم غير مباشر لمعظم حالات التفكك والسقوط من الجانب الإيراني، ما خلق كيانات أمثال الحوثي في اليمن، وحزب الله، والدفع في طريقة توتير البلدان العربية وإشعال الفتنة فيها وتكريس الطائفية والمذهبية».

بفعل فاعل

«قبل مئة عام وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى، كما يذكرنا حسام العادلي في «البوابة نيوز»، اتجهت القيادة السياسية الفرنسية والإنكليزية لاقتسام النفوذ في الشرق الأوسط، ومن خلال اتفاقية «سايكس – بيكو» قسّمت المنطقة العربية الكبرى لدول صغيرة. كان الهدف الحقيقي مِن التقسيم هو إعادة ترسيم الحدود وخلق جغرافيا تصادمية، لا تتعارض مع الواقع والتاريخ حسب- بل تمسخهما؛ لتصير حدودًا مفخّخّة عائمة فوق بؤر لصراعات أزلية، تدفعها حتمًا إلى دوامات لا تنتهي من: الحروب الأهلية والإقليمية والتقاتُل المذهبى والعرقى، كما في سوريا والعراق، وظهور داعش يُعد المعامل الموضوعي لتلك الاضطرابات والحدود الملغومة. بعد سايكس بيكو لو تتبعنا دواعي وإحداثيات الحروب الإقليمية الكبرى والصغرى في الشرق الأوسط، نجد أساسها الفعلي أزمات في ترسيم حدود المنطقة، المشوهة عمدًا بمعرفة القوى الاستعمارية القديمة. لَم تهدأ الاضطرابات الحدودية بين: سوريا والعراق، سوريا وتركيا. كل إقليم يدعى أحقيته في أرض الآخر؛ لاعتبارات – حقيقية أحيانًا كثيرة – منها: التاريخ، الدين، والعِرْق، والمذهب. فالأراضي اُقتطعت بدهاء مِن معاقل أوطانها التاريخية، لصالح أقاليم لا يمكنها استيعاب طاقة الأرض المنضمة إليها، سواءً السياسية والسكانية أو الدينية والمذهبية، فلن تستقر داخل حدودها الملفقة بسلام. لذلك تحوَّل الربيع العربي في سوريا والعراق، من موجة ثورية مدنية إلى هستيريا من النزعات الانفصالية المسلحة داخل الدولة الواحدة، جاءت في صورة تمردات عرقية ومذهبية. فما يحدث الآن من حروب في سوريا والعراق وتركيا، بالقطع هو الامتداد الطبيعي لاغتيال الجغرافيا السياسية للمنطقة قبل مئة عام».

سياسي فاشل

الاتهامات التي تلاحق الرئيس الأمريكي لا تنتهي ومن المنتقدين له محمد بسيوني في «الوطن»: «يبدو أن أسلوب ترامب الذي نجح تجارياً يحقق فشلاً متصاعداً على المستوى السياسي في الداخل الأمريكي وفي علاقات أمريكا، الدولة الأقوى في العالم بحلفائها، وفي مواجهة أعدائها.. نجد المجتمع الأمريكي لأول مرة في حالة توتر عنصري طائفي، وتتزايد حالة الاستقطاب والحوادث الدموية بدوافع عنصرية، مع اتهامات متتالية للرئيس بالتسبب في ما يجري، وسقوط ضحايا من المدنيين اليهود والمسيحيين والمسلمين والآسيويين والمهاجرين من أمريكا اللاتينية طوال العامين الماضيين.. ويبدو فشل ترامب واضحاً في صفقة شراء ولاء البيض على حساب تماسك وقوة المجتمع الأمريكي واستقراره.. ودولياً أشعلت صفعات وصفقات ترامب التجارية عداء أوروبا الحليف الأقوى لأمريكا، فوجدنا تحفظات وانتقادات ورفضاً علنياً لقرارات فرض الرسوم الجمركية والعقوبات التجارية التي فرضتها أمريكا من طرف واحد على روسيا وكوريا الشمالية وإيران والصين وفنزويلا وفلسطين وغيرها.. وتتعالى يومياً الانتقادات لأمريكا من باريس وبرلين ولندن وروما وطوكيو وبكين وروسيا والمكسيك وكندا، وسط إجماع من وسائل الإعلام الأمريكية والدولية على انتقاد سياسات الرئيس ترامب، ما جعله يهاجم بضراوة وسائل الإعلام الأمريكية مؤخراً. وخطة الرئيس ترامب لحماية أمن إسرائيل، تعرضت لزلزال ضخم مع اعترافه منفرداً بسيادة إسرائيل على القدس الفلسطينية والجولان السورية، وإلغاء مبدأ حل الدولتين المقر دولياً.. وجاء ترامب بقوات عسكرية ضخمة إلى الخليج العربي لتتعالى احتمالات الحرب بين العرب وإيران، ويصبح احتمال ضرب إسرائيل عسكرياً من كل الجبهات واقعاً.. تحولت الآثار الجانبية لصفعات ترامب إلى أزمات تتفاقم على المستويات التجارية والعسكرية والبيئية والسياسية وتهدد الاستقرار والسلام العالمي».

هل نجا؟

نبقى مع ترامب ومستقبله بصحبة جلال عارف في «الأخبار»: «في ظهور نادر، عقد المحقق الأمريكي الشهير روبرت مولر» مؤتمرا صحافيا لم يستغرق إلا بضع دقائق تحدث فيه عن انتهاء مهمته كمحقق خاص في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ثم أعلن استقالته. لم يكد مولر ينهي مؤتمره الصحافي القصير، حتى كان ترامب يغرد على تويتر القضية أغلقت.. شكراً، فهل أغلقت القضية بالفعل؟ أم أننا أمام فصل جديد فيها قد يكون الأخطر؟ في حديثه اختار مولر ألفاظه بعناية تليق بقانوني، مخضرم.. كرر موقفه الذي جاء بتقريره الشهير عن القضية. في الجانب الخاص بالتدخل الروسي أكد وقوع التدخل بهدف التأثير في الانتخابات، ولم يبرئ ترامب تماما، بل أرجع الأمر لعدم كفاية الأدلة! وفي الجانب الأخطر، والمتعلق بعرقلة العدالة. أوضح مولر أنه ليس في سلطته توجيه الاتهام للرئيس. وأن القانون لا يسمح بملاحقة الرئيس جنائيا طالما بقي في منصبه، لكنه ترك الباب مفتوحا للمحاسبة السياسية من جانب الكونغرس الذي يملك وحده حق مساءلة الرئيس وربما عزله. ترامب سارع بالمطالبة بإغلاق الملف، والجمهوريون يؤيدونه في ذلك، بينما الديمقراطيون منقسمون.. حيث يطالب البعض في بدء إجراءات محاسبة الرئيس، بينما يشكك الآخرون في جدوي ذلك بسبب احتفاظ الجمهوريين بالأغلبية في مجلس الشيوخ، ويرون أن ترامب قد يستفيد من ذلك في الانتخابات المقبلة في حشد مؤيديه والظهور بمظهر من يطارده الديمقراطيون بسبب نجاحاته.. وليس بسبب مخالفة القانون! من ناحية أخري، ورغم استقالة مولر.. فإن هناك العديد من القضايا التي سبق إحالتها للقضاء، والتي ستستمر إجراءاتها حتى النهاية. وهي قضايا تتعلق في معظمها بالذمة المالية والتهرب من الضرائب والفساد المالي. لم يغلق الملف كما يأمل ترامب».

لا تستخفوا بعقولنا

اهتم عماد الدين أديب في «الوطن» بالبحث في أمر التفجيرات التي شهدتها السعودية مؤخراً موجهاً التهمة لإيران: «دعونا نصدق ما قيل على لسان المسؤولين الإيرانيين، وأنه لا طهران ولا الحوثيون ولا أي حليف لها مسؤول عن (الفجيرة وأرامكو). هنا نسأل: مَن إذن قام بهما في وقت متزامن وبترحيب كامل في طهران ووسائل إعلام أنصارها، وكأنه «انتصار مجيد لا يعلوه انتصار»؟ الأرجح أن ناقلات النفط تم تفجيرها بواسطة عمال السفن الأربع، لأنهم لم يتقاضوا مرتباتهم، والأرجح أن الطائرات السبع المسيرة طارت وحدها بدون توجيه، واختارت بمحض إرادتها خط ضخ النفط! وأن كلاً من العمليتين تم – بالصدفة- في التوقيت ذاته. المنطق يقول إنه طالما أن هناك جريمة فإن هناك قاتلاً وقتيلاً وأدوات. هذا المنطق ذاته الذي يكاد يفقدنا عقولنا، وجعلنا نصدق أن رفيق الحريري انتحر، وأن 12 مليون نازح ولاجئ تركوا سوريا طواعية للسياحة، ويقيمون في مخيمات لقضاء عطلة طويلة، وأن إسرائيل لم تحتل أراضي بالقوة المسلحة، وأن الزعيم ياسر عرفات دس السم لنفسه، وأن صدام حسين طلب تحقيق أمنية له أن يتم إعدامه يوم عيد الأضحى، وأن الحوثيين لا يتلقون المال والسلاح والصواريخ من طهران، ولكن ينفقون ذاتياً على أنفسهم من ريع اقتصادهم المزدهر الذي يتفوق على الاقتصاد الياباني والألماني مجتمعين».

لهذا امتدح «هوغو» النبي

ذهب بنا ياسر أنور في «المصريون» بعيداً لعقود مضت: «ما الذي يجعل فيكتور هوغو (1802-1885)، أعظم أديب في تاريخ فرنسا، يكتب واحدة من أجمل القصائد عن نبي الإسلام؟ تلك القصيدة التي تحمل عنوان «العام التاسع الهجري» والتي ضمنها في ديوانه الشهير «أسطورة القرون» وهو الديوان الذي اعتبره البعض الملحمة الشعرية الوحيدة في تاريخ فرنسا، وكيف مرّ فيكتور هوغو بتلك التحولات العنيفة في حياته، خاصة ما يتعلق بالناحية الدينية، حتى يرفض أن يدفن على الطريقة الكاثوليكية، أو يلتقي بعض رجال الدين عند موته؟ ومع ذلك فقد كان قلبه معلقا بالله في كل مراحل حياته، وكان يصفه بالأبدي والسرمدي وكل صفات الكمال التي تتشابه مع العقيدة الإسلامية. لا بد أن نعترف إذن، بأن هناك بعض الحلقات المفقودة أو الأسرار الخاصة التي يراد لها ألا تنكشف للرأي العام، فشخصية بحجم هوغو أكبر رمز أدبي في تاريخ فرنسا، وربما أوروبا، له تأثيره الكبير في حياته وبعد موته، ليس على المستوى الفني فقط باعتباره رائدا رومانتيكيا كبيرا ومجددا في بنية الشعر الفرنسي إيقاعا ومضمونا وتراكيب، ولكن يمتد تأثيره على المستوى الفكري والإنساني والديني أيضا. ومع ذلك الغموض الذي يحيط بتحولات هوغو الدينية، نستطيع من خلال قراءة وتحليل قصائده، أن نكشف أو نكتشف أوجه التشابه والاختلاف بين هوغو الذي أصدر مجموعته الشعرية الأولى المعنونة بـ«الشرقيات» عام 1829 وهوغو في «أسطورة القرون» الذي أشرنا إليه».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 79 / 2184545

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2184545 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40