الجمعة 15 شباط (فبراير) 2019

تركي الفيصل للتلفزيون الإسرائيليّ: المُبادرة العربيّة أساس السلام و”ينتقد” نتنياهو والقناة الـ13: السعوديّة حثّت إسرائيل للقضاء على حزب الله ورئيس الموساد زار الرياض

الجمعة 15 شباط (فبراير) 2019

“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
تابعت القناة 13 الإسرائيليّة عرض سلسلة تقاريرها بعنوان “أسرار الخليج”، وفي الجزء الثالث منها تحدّثت عن العلاقات السريّة بين تل أبيب والرياض، وبثت مُقابلةً مع الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعوديّة سابقًا، تمّ إجراؤها في لندن، شدّدّ فيها الأمير على أنّ إسرائيل يجب أنْ تُوافِق على مُبادرة السلام العربيّة التي طرحتها المملكة في العام 2002، وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، لأنّه يُريد إقامة علاقاتٍ مع السعوديّة قبل حلّ القضيّة الفلسطينيّة، مُشدّدًا على أنّ بلاده ترفض ذلك.
اللقاء بين الصحافيّ الإسرائيليّ والأمير السعوديّ اتسّم بالحميميّة، وخلاله اقترح الفيصل على المُراسِل باراك رافيد أنْ يتزوّج من فتاةٍ عربيّةٍ لكي يُحسّن لغته العربيّة ويُحافِظ عليها، بعد أنْ أخبره أنّه كان يُجيد العربيّة بطلاقةٍ، ولكنّه نسيها بسبب عدم المُمارسة.
وكان واضِحًا وجلِيًّا أنّ الفيصل وصل إلى اللقاء مُزودًا بالرسائل التي أراد تمريرها إلى الجمهر الإسرائيليّ مُباشرةً من الديوان الملكيّ، إذْ أنّه أكّد في معرِض ردّه على سؤالٍ أنّه لا يُغادِر الرياض بدون أنْ يقوم بإبلاغ المسؤولين في المملكة عن وُجهته، على حدّ تعبيره.
رافيد، الذي أكّد على أنّه التقى أثر من 20 شخصيّة لتحضير سلسلة “أسرار الخليج” في القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، قال إنّ بداية هذه العلاقات كانت في العام 2003 عندما استدعى رئيس الوزراء حينها أرئيل شارون رئيس الموساد آنذاك مئير دغان لعقد اجتماع، وطرح أمامه دراسة العلاقات مع دول الخليج، بحسب ما كشف مدير مكتب شارون دوف فايسغلاس، الذي حضر جزءًا من الاجتماع.
اللقاء الذي جمع شارون ودغان وصفه رافيد بأنّه طلقة البداية لعمليّةٍ دبلوماسيّةٍ سريّةٍ واسعة النطاق من قبل الموساد إزاء دول الخليج، وعلى نحوٍ خاصٍّ مع السعودية، مُضيفًا: خلال الـ25 الأخيرة شكلّت السعودية بالنسبة لرؤساء حكومات إسرائيل الماسّة في التاج، فهي زعيمة العالم الإسلاميّ السُّنيّ التي تحرس المدن المقدسة مكّة والمدينة، حسب تعبيره.
ونقل رافيد عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إنّه خلال حرب لبنان الثانية نقلت السعودية رسائل دعم صامتة إلى إسرائيل، لا بلْ كانت أيضا تحُثّ إسرائيل على ضرب حزب الله بكلّ قوتها، لكنّ نتائج الحرب سبّبت خيبة أمل كبيرة في الرياض.
وللمرّة الأولى، كشفت القناة عن زيارة قام بها رئيس الحكومة إيهود أولمرت سرًا مع رئيس الموساد مئير دغان إلى عمّان في الـ13 من شهر أيلول (سبتمبر) 2006، مُوضحةً أنّ المُضيف كان عبد الله ملك الأردن، والضيف الآخر كان مستشار الأمن القومي للملك السعوديّ بندر بن سلطان، أحد أقوى الشخصيات في المملكة والمسؤول عن العلاقات السرية مع إسرائيل لأكثر من عقدين.
وأضافت القناة أنّه بين الأعوام 2009 و2012 درست إسرائيل عدّة مرّاتٍ مُهاجمة المنشآت النووية في إيران، وقد لاحظ الأمريكيون كثافة في الاتصالات بين تل أبيب والرياض حول هذا الموضوع، وذكرت أنّ وزير الأمن حينها، إيهود باراك أكّد أنّ تعزيز العلاقات مع السعودية هو أمرٌ حيويٌّ، وتابعت: لقد قال لنتنياهو وليبرمان في عدّة مداولاتٍ إنّ التقدم مقابل الفلسطينيين سيُساعِد في التعاون مع السعودية فيما يخص الموضوع الإيرانيّ، ولكن عمليًا لم يحدث أيّ شيءٍ.
وتابعت القناة إنّه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، تمّ التوقيع على الاتفاق المرحلي بين الولايات المتحدة وإيران في جنيف، الأمر الذي زاد المخاوف في تل أبيب والرياض، ونقلت عن دبلوماسيين غربيين قولهم إنّه بعد عدّة أسابيعٍ وصل رئيس الموساد، تامير باردو، على متن طائرةٍ خاصّةٍ إلى الرياض، وهذا الأمر شكلّ انطلاقةً مُهّمةً في العلاقات، وكسر المُحرّمات بالنسبة للسعوديين، وحتى ذلك الوقت اللقاءات السريّة مع مسؤولين إسرائيليين كبار كانت تعقد في دولة ثالثة، أمّا الآن فباردو وصل إلى قلب السعودية، والشخص الذي اجتمع مع باردو هو الأمير بندر بن سلطان، وقد أراد نقل رسالة إلى نتنياهو كان مضمونها: هل انتم إسرائيل حرب الأيام الستة، أمْ إسرائيل حرب لبنان الثانية”؟، ولاحَقًا، قالت القناة اجتمع نتنياهو وبندر في دولةٍ ثالثةٍ.
وشدّدّت المصادر على أنّ بندر أوضح بأنّ السعودية تريد البدء بعملية السلام الإسرائيليّة الفلسطينيّة، ما سيسمح بإدارة عمليّةٍ إقليميّةٍ ضدّ إيران، مُضيفةً أنّ نتنياهو تحمّس واتفق الطرفان على الإعداد للقمّة في الأمم المتحدة، وفي الأيام التي تلت ذلك جرت عدة لقاءات بين مستشاري نتنياهو وبندر من اجل بلورة وثيقةٍ مُشتركةٍ، إسرائيل عرضت على السعوديين مسودة تابعة لها، وبدورهم وافق السعوديون على أغلب النقاط لكنهم طلبوا أيضًا من إسرائيل الليونة، لكنّ نتنياهو رفض والاتصالات توقفت، كما قالت مصادر مطلعة على تفاصيل العملية.
ووفقًا للمصادر عينها، تابع التلفزيون العبريّ، تعرّضت العلاقات السعوديّة الإسرائيليّة لأزمةٍ خطيرةٍ أدّت إلى قطيعةٍ شبه مُطلقةٍ لأكثر من سنة انتهت بفضل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي منذ لحظة توليه منصب ولي العهد في حزيران 2017، لم يُضيّع لحظةً واحدةً، فقد أبعد مجموعة من الخصوم السياسيين، ومن بين جملة أمور، بدأ بتسخين العلاقة مع إسرائيل، واختتم رافيد تقريره بالقول: على الرغم من توقف اندفاع بن سلمان تجّاه تل أبيب لعدّة أموٍر منها الاحتجاجات الفلسطينية وقتل الصحافي جمال خاشقجي، يأمل المسؤولون الإسرائيليون في أنْ يصمد بن سلمان في هذه الأزمة، وأيّ رئيس حكومةٍ إسرائيليٍّ سيفوز في الانتخابات بعد شهرين يريد أنْ يراه يجلس على كرسي العرش في قصر اليمامة، كما أكّدت المصادر العليمة.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 5277 / 2184635

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع المرصد  متابعة نشاط الموقع صحف وإعلام   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2184635 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40