ضمن الهرولة نحو التطبيع: وفد من الصحافيين العرب يزور إسرائيل ويحّل ضيفًا على أحزابٍ صهيونيّةٍ بالكنيست

“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
ما زال قطار التطبيع بين إسرائيل ودولٍ عربيّةٍ وإسلاميّةٍ يسير بسرعةٍ كبيرةٍ ويشمل قطاعاتٍ واسعةٍ من النخب العربيّة، التي باتت تحجّ إلى كيان الاحتلال بشكلٍ علنيٍّ ودون وازع ضمير، وخصوصًا في ظلّ تصاعد العمليات الإجراميّة التي يقوم بها الاحتلال ضدّ الشعب العربيّ-الفلسطينيّ، وفي هذا السياق، كُشِف النقاب عن أنّ وفدًا من الصحافيين العرب، قام بزيارةٍ رسميّةٍ إلى الكنيست الإسرائيليّ، يوم أمس الأربعاء، في زيارةٍ تنظّمها سفارة تل أبيب في فرنسا، وبحسب المصادر الإسرائيليّة، فإنّ الوفد يضُمّ صحافيين من صحف مصريّةٍ وقنواتٍ عربيّةٍ يعملون في دولٍ عربيّةٍ وأوروبيّةٍ، على حدّ تعبيرها.
وأفادت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيليّة، نقلاً عن مصادر في وزارة الخارجيّة بتل أبيب، أنّ الوفد قدِم من دول فرنسا وبلجيكا و مصر ولبنان والجزائر والمغرب، ويعملون على إعداد تقارير لصحيفة “الأهرام” وقناة “فرانس 24″، وغيرها.
ونظم الكنيست لقاء للصحافيين مع رئيس لجنة العمل والرفاه والصحة، إيلي ألألوف، من حزب (كولانو)، بقيادة وزير الماليّة، موشيه كحلون، لمُناقشة ما يُسمى وضع العرب في البلاد والصراع الإسرائيليّ -الفلسطينيّ، على حدّ زعم الصحيفة.
وزعم النائب ألالوف أنّه لا توجد قوانين عنصرية تميّز حسب الجنس أوْ العرق، وذلك في معرض ردٍ على سؤالٍ فيما يتعلّق بالمُساواة في الرفاهية. أمّا “قانون العودة”، فقال إنّه لليهود فقط، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ إسرائيل هي دولة يهوديّة وديمقراطيّة، مُشيرًا أيضًا إلى أنّها، أيْ إسرائيل، لا يُمكِن أنْ تسمح بعودة الفلسطينيين، ولن يحدث ذلك، كما أكّد لوفد الصحافيين.
ومن بين الصحافيين الذين زاروا الكيان، الصحافي مصطفى كوسا من “فرانس 24” والصحفي خالد زغلول من “الأهرام المصرية”، والصحافية مارين هاي من قناة “بي إف إم تي في”.
وشدّدّت الصحيفة في سياق تقريرها الحصريّ على أنّ أحد الصحفيين، وأمّه جزائرية ووالده لبنانيّ، ويدعى نادر علوش، كتب مقالاً في صحيفة “هافنغتون بوست المغرب” بعنوان “عربيّ ومسلم” يشرح فيه لماذا وافق على زيارة إسرائيل، ادعى فيه أنّ الصراع العربيّ الإسرائيليّ هو إلهاء عن المشاكل الحقيقيّة للشرق الأوسط ، وذريعة للتخلّف العربي المعيب، الذي يُعتبر إهانةً للمجد اللامع للأسلاف، على حدّ قوله.
عُلاوةً على ذلك، نُقِل عنه قوله إنّ حقوقنا لا تتفوق على حقوقهم، مُضيفًا أنّه لا يُمكِن الاعتراف بحقوقنا إذا ما ثابرنا على المطالبة بالقدس من أجل هيمنتنا الحصرية، لأنّ سيادتنا لا تكمن في استبعاد أوْ إنكار حقوق اليهود، على حدّ تعبيره، كما نقلت عنه الصحيفة زعمه أنّ نهضة العرب تبدأ بالاعتراف الطوعيّ والصادق بإسرائيل، كما جاء في مقاله المذكور.
وتأتي هذه الزيارة استمرارًا لمسلسل التطبيع العربيّ مع الدولة العبريّة، في الوقت نفسه الذي تُواصِل فيه جرائمها اليوميّة بحقّ الفلسطينيين، ومن اللافت في هذه العُجالة أنّ وتيرة التطبيع ارتفعت كثيرًا في الآونة الأخيرة من عدّة دولٍ عربيّةٍ، وبشكلٍ خاصٍّ وعلنيٍّ من دولٍ خليجيّةٍ، وبأشكالٍ مُختلفةٍ، منها التطبيع الرياضيّ والثقافيّ والرسميّ، ومن دول خليجية ومغربية وغيرها، وتُوجّت بزيارة رئيس الوزراء العلنيّة إلى سلطنة عُمان واجتماعه بحاكمها، السلطان قابوس بن سعيد، كما جاءت زيارة وزيرة الثقافة الإسرائيليّة، العُنصريّة ميري ريغيف، إلى الإمارات العربيّة المُتحدّة، حيث عُزِف النشيد الوطنيّ الإسرائيليّ لأوّل مرّةٍ بشكلٍ علنيٍّ وأمام وسائل الإعلام المُختلفة التي قامت بتغطية الحدث الـ”تاريخيّ”.
جديرٌ بالذكر أنّ صفحة (إسرائيل تتكلّم العربيّة)، التابعة لوزارة الخارجيّة في الدولة العبريّة، والتي تعمل على تجميل صورة إسرائيل في الوطن العربيّ، نشرت خبرًا وصورةً عن زيارة وفد الصحافيين العرب إلى دولة الاحتلال.