الثلاثاء 13 كانون الأول (ديسمبر) 2011

باحث «إسرائيلي» : أوسلو اوجد تفاهمات إستراتيجية مهمة بين واشنطن و«تل أبيب» بشأن التسوية الفلسطينية «الإسرائيلية»

الثلاثاء 13 كانون الأول (ديسمبر) 2011 par زهير أندراوس

نشر الباحث «الإسرائيلي» زاكي شالوم، من «معهد دراسات الأمن القومي» التابع لجامعة «تل أبيب» دراسة جديدة تحت عنوان العملية السلمية بين مواصلة مسار اوسلو وطريقة العمل الأحادية ذكر فيها بان وزير الخارجية «الإسرائيلية»، افيغدور ليبرمان كان قد قال لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون انه في حال توجه الفلسطينيون الى الأمم المتحدة بطريقة أحادية الجانب، فان «إسرائيل» ستتنكر لكل الاتفاقات التي جرى توقيعها، مشيرا الى انه في الواقع، ما زال اتفاق اوسلو، وبعد مرور عقدين على توقيعه، مصدر خلاف في وجهات النظر بشأن مدى فائدته بالنسبة الى «إسرائيل»، ومدى اهميته في الفترة الحالية.

وزاد الباحث، الذي نشر دراسته على الموقع الالكتروني للمعهد، انه يمكن الإشارة الى عدد من النقاط الايجابية في اتفاق اوسلو من وجهة نظر «إسرائيلية»، وهي: اولا، اتاح هذا الاتفاق لدولة «إسرائيل» التخلص من مسؤوليتها عن حياة الاغلبية الساحقة من الفلسطينيين من سكان غزة و«يهودا والسامرة» (الاسم الصهيوني للأراضي التي احتلت في عدوان 1967) من دون إلحاق الأذى بحرية حركة الجيش «الإسرائيلي» في هذه المناطق.

ثانياً، ساهم هذا الاتفاق في زيادة الإجماع العام الداخلي في «إسرائيل» المؤيد للتسوية السياسية، وباتت صيغة دولتين لشعبين مقبولة من اغلبية الاحزاب التي تتشكل منها الخريطة الحزبية في «إسرائيل».

ثالثاً ، أدى هذا الاتفاق الى تعميق الخلافات داخل العالم العربي ووسط الحركة الوطنية الفلسطينية بشأن موضوع التسوية.

رابعاً، ساعد هذا الاتفاق في تأسيس شبكة للتعاون الأمني بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية على الرغم من حالات الصعود والتراجع التي شهدها هذا التعاون.

خامساً، اوجد هذا الاتفاق تفاهمات استراتيجية مهمة بين «إسرائيل» والولايات المتحدة بشان التسوية الفلسطينية ـ «الإسرائيلية».

في المقابل، لا تعتقد السلطة الفلسطينية ان الحكومة «الإسرائيلية» الحالية مستعدة للقبول بشروطها للحل، أي الانسحاب الى حدود 1967 مع تعديلات طفيفة، وتقسيم القدس، والاعتراف بحق العودة، والقبول بتطبيقه جزئياً، كذلك تتمسك السلطة بمطلب تجميد البناء في المستوطنات خلال فترة المفاوضات.

على صعيد آخر، رأت الدراسة انه يبدو ان الطرف الثالث المعني بالاتفاق، أي الإدارة الأمريكية، فقد أيضاً ثقته بمسار اوسلو، إذ باتت الإدارة الأمريكية تحبذ الخطوات الأحادية الجانب التي تتخذها هي او الرباعية الدولية استناداً الى المبادئ التالية : القبول بان تكون حدود الدولة الفلسطينية هي (خطوط 1967) مع تبادل للأراضي بين الطرفين، وان يصار الى تأجيل حل المسائل الأخرى مثل موضوع القدس واللاجئين الى ما بعد الاتفاق على الحدود والترتيبات الأمنية.

في الخلاصة، يبدو أن الإطراف الثلاثة المعنية باتفاق اوسلو، «إسرائيل» والفلسطينيين والولايات المتحدة، باتت مقتنعة بان احتمالات استخدام مسار اوسلو، أي إجراء مفاوضات ثنائية بين الطرفين برعاية أمريكية، قد تبددت، وبات شبه مؤكد في ظل الأوضاع الراهنة ان الطرفين «الإسرائيلي» والفلسطيني سيعتمدان أسلوب الخطوات الأحادية الجانب، مع ابداء دعمهما الشفهي لاتفاق اوسلو، لكن وفقا للشروط الأساسية التي وضعها كل طرف.

واردف الباحث شالوم قائلاً انه في ظل هذه الأوضاع يقع العبء الأكبر على عاتق الإدارة الأمريكية التي ستضطر مع مرور الوقت الى تحديد طبيعة تدخلها في عملية التسوية الفلسطينية «الإسرائيلية»، وإذا ما افترضنا أن إطار اوسلو لم يعد يشكل سبيلاً للتوصل الى حل دائم، وان الخيار الوحيد للتوصل الى ذلك هو أسلوب الخطوات الأحادية الجانب، فان الإدارة الأمريكية ستجد نفسها في مواجهة سؤالين أساسيين هما :

أولاً : هل تؤجل تدخلها في عملية التسوية الفلسطينية ـ «الإسرائيلية» الى حين إيجاد حل ما للتهديد الإيراني، وحتى تنجلي العاصفة التي تهب على العالم العربي حالياً وتتضح الصورة التي ستترتب على الربيع العربي؟.

ثانياً : هل سيؤدي اقتراب موعد المعركة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة، وموقف الكونغرس المؤيد لـ «إسرائيل» الذي ظهر خلال زيارة نتنياهو لواشنطن، الى فرض قيود على الرئيس الأمريكي وعدم السماح له باستخدام كل نفوذه من اجل تحقيق رؤيته للحل كما أعلنها في 19 أيار (مايو) 2011؟.

وخلصت الدراسة الى القول أن الانطباع السائد اليوم هو أن الرئيس أوباما مضطر الى الحد من تدخله في عملية التسوية حتى تتضح صورة الوضع الداخلي الأمريكي، لكن الحسم في هذه المسألة الإستراتيجية يعود في نهاية الأمر الى الرئيس الأمريكي وحده، وقد اثبت أوباما أكثر من مرة قدرته على اتخاذ قرارات غير متوقعة تتعارض مع التقديرات السائدة، على حد تعبير الباحث «الإسرائيلي».



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 58 / 2182232

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع تفاعلية  متابعة نشاط الموقع ريبورتاج   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

16 من الزوار الآن

2182232 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 12


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40