أفشلت “إسرائيل” مهمة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لأنها تريد مفاوضات من أجل المفاوضات ولاستغلالها فقط من أجل استكمال مخططات التوسع والتهويد داخل الأراضي الفلسطينية .
منذ بدء المفاوضات قبل أكثر من عشرين سنة، ووصولاً إلى المفاوضات الحالية التي من المقرر أن تنتهي المدة المحددة لها يوم 29 الجاري، كان واضحاً أن “إسرائيل” لا تريد تسوية، وقد أحبطت كل الجهود والمبادرات العربية والفلسطينية رغم التنازلات الكثيرة التي تم تقديمها . وفي كل مرة كانت تتعمد وضع الشروط لتصعيب المفاوضات ووضعها أمام حائط مسدود . وفي كل مرة كان “الوسيط” الأمريكي يتدخل ويضغط على الجانب الفلسطيني لاستئناف المفاوضات من دون أن يبادر إلى أي فعل يجبر “إسرائيل” على التنازل عن مواقفها، بل كان العكس هو الصحيح، أي رضوخ الجانب الأمريكي للشروط “الإسرائيلية”، وكانت ذروة هذا الرضوخ التخلي عن مطلب وقف الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات .
الآن، أدركت السلطة الفلسطينية أنها لا تستطيع المضي قدماً في مفاوضات باتت أهدافها معروفة، ولا تقدر على تقديم المزيد من التنازلات أو الرضوخ للشروط “الإسرائيلية” مجدداً، لأنها إذا مضت في هكذا مفاوضات تكون شريكة في التفريط بالحقوق الفلسطينية، بل وشريكة في التغطية على السياسات “الإسرائيلية” التهويدية .
وبما أن كيري أدى دوره للعلى، وبما أن “إسرائيل” أقعدته عن أي فعل، وبما أنه وإدارته لا يستطيعان أي شيء تجاه “إسرائيل” لأنها “حليف استراتيجي” و“مصلحة أمريكية” أساسية في المنطقة، وجزء من “الأمن القومي الأمريكي”، فقد قرر على ما يبدو أن ينفض يديه ويعود إلى واشنطن بدل التوجه إلى رام الله، مكتفياً بدعوة الطرفين إلى “ضبط النفس” .
السلطة الفلسطينية من جهتها قررت الخروج من دوامة المفاوضات العبثية، وتصحيح اتجاه البوصلة نحو الفعل الحقيقي بالعودة إلى الأمم المتحدة مرجعية وحيدة تستعيد من خلالها دورها وبعض الحقوق السياسية الفلسطينية، من خلال الانضمام إلى منظماتها ومعاهداتها، ما يضع الأمور في نصابها، و“إسرائيل” في مواجهة مأزق شرعيتها .
خطوة فلسطينية متأخرة، لكن لا بد منها، مقدمة للعودة إلى خيارات الشعب الفلسطيني .
الخميس 3 نيسان (أبريل) 2014
الخليج: تصحيح المسار
الخميس 3 نيسان (أبريل) 2014
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
11 /
2198686
ar المرصد صحف وإعلام ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
12 من الزوار الآن
2198686 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 9